فشل لقاء فلسطيني ـ إسرائيلي حول إضراب الأسرى

فيما بدأت حكومة تل أبيب تتجاوب مع بعض مطالبهم

فشل لقاء فلسطيني ـ إسرائيلي حول إضراب الأسرى
TT

فشل لقاء فلسطيني ـ إسرائيلي حول إضراب الأسرى

فشل لقاء فلسطيني ـ إسرائيلي حول إضراب الأسرى

قالت مصادر إسرائيلية وفلسطينية، إن لقاء أمنيا فلسطينيا - إسرائيليا فشل في وضع اتفاق لإنهاء إضراب الأسرى الفلسطينيين، بعدما أصر الجانب الفلسطيني على ضرورة التوصل إلى تفاهمات مع الأسرى المضربين أنفسهم.
وتضغط السلطة الفلسطينية من خارج السجون من أجل استجابة إسرائيل لطلبات الأسرى المضربين، فيما تسعى إسرائيل للتوصل إلى اتفاق خارجي وليس مع الأسرى أنفسهم.
ونشر موقع «واللا» الإسرائيلي، أن مسؤولين أمنيين كبارا في السلطة التقوا مع مسؤولين كبار في جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، في محاولة للتوصل إلى تفاهمات بشأن الإضراب عن الطعام الذي دخل يومه التاسع والعشرين، أمس، لكنهم فشلوا.
وبحسب مصادر فلسطينية، فقد أخبر مدير المخابرات الفلسطينية العامة، ماجد فرج، وقائد الأمن الوقائي، زياد هب الريح، المسؤولين في «الشاباك» أن على إسرائيل التوصل إلى تفاهمات مع الأسرى والاستجابة إلى مطالبهم من أجل إنهاء الإضراب.
واتهم فرج وهب الريح، وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، غلعاد إردان، بالمسؤولية عن تصعيد الموقف، واستمرار أزمة الإضراب، والتسبب بحالة غليان في الشارع الفلسطيني بسبب رفضه مفاوضة الأسرى.
ويريد الأسرى «إنهاء سياسة العزل وسياسة الاعتقال الإداري، وتركيب هاتف عمومي للأسرى الفلسطينيين للتواصل مع ذويهم ومجموعة من المطالب التي تتعلق بزيارات ذويهم وإنهاء سياسة الإهمال الطبي، والسماح بإدخال الكتب والصحف والقنوات الفضائية، إضافة إلى مطالب حياتية أخرى».
ورفض وزير الأمن الداخلي غلعاد إردان التفاوض مع الأسرى، وقال إنه لن يتفاوض مع «إرهابيين». لكن الأسرى هددوا من جانبهم بتصعيد الإضراب إذا ما استمر تجاهلهم، وذلك بالامتناع عن شرب الماء.
وقال القيادي في فتح، مروان البرغوثي، الذي يعد قائد الإضراب، إن الإضراب مستمر حتى تحقيق مطالب الأسرى، وتعهد بمواصلة «معركة الحرية والكرامة لفلسطين حتى تحقيق أهدافها، وأن لا شيء يكسر إرادة أسرى الحرية»، في وقت تستمر فيه مسيرات التضامن مع الأسرى.
من جهته، قال مسؤول اللجنة الإعلامية في حركة فتح منير الجاغوب، إن «حماس هاجمت مسيرة تضامنية مع الأسرى في ذكرى النكبة بغزة، واختطفت عددا من المشاركين».
وكانت «حماس» أبلغت قيادة حركة فتح في غزة بحظر أي نشاط للحركة هناك. وتقول حماس إنها مهتمة بتحرير الأسرى، لكن بطريقتها الخاصة، وهو إجراء صفقات تبادل وليس على طريقة المفاوضات التي تجريها السلطة.
وفي تل أبيب، كشفت مصادر في مصلحة السجون الإسرائيلية أنها بدأت تتجاوب مع قسم من المطالب التي يطرحها الأسرى الفلسطينيون المضربون عن الطعام. لكن الخلافات السياسية داخل الحكومة وخوف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من عائلات الجنود الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس في قطاع غزة، يمنعه من تشجيع التقدم في المفاوضات وتحقيق تفاهمات مع الأسرى.
وقال مصدر أمني أمس، إن بعض المطالب التي تقدم بها السجناء كانت معقولة، ومنها على سبيل المثال تركيب رشاشات رذاذ ماء على أسطح السجون لترطب الأجواء في حر الصيف القائظ، خصوصا في السجون الواقعة في المناطق الصحراوية والأغوار. وقد تم إنجاز ذلك في الأسبوع الماضي بهدوء تام ودون ضجة إعلامية، ولم يطلب من السجناء المضربين أي مقابل لذلك.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».