وسائل منع الاختراق... قد تحول المؤسسات إلى «سجون السوبر»

أغلب الهجمات الإلكترونية لا يمكن رصدها إلا بعد مرور شهور

وسائل منع الاختراق... قد تحول المؤسسات إلى «سجون السوبر»
TT

وسائل منع الاختراق... قد تحول المؤسسات إلى «سجون السوبر»

وسائل منع الاختراق... قد تحول المؤسسات إلى «سجون السوبر»

شتاء 2017 الماضي شهد تزايد الهجمات المدمرة في الفضاء الإلكتروني وما تمثله من تهديد، مثل هجوم «باونستورم» على حلف شمال الأطلسي (الناتو) للتجسس على أمن دول البلطيق. وعند النظر إلى هذا الواقع، فإن من الضروري لخبراء الأمن العمل على بناء نظام أمن الإلكتروني استنادا إلى فهم أعمق بشأن أسلوب عمل المهاجمين وما يفعلونه بمجرد تخطيهم «أسوار القلعة».
* تسلل واختراق
وحسب تقرير اختراق البيانات الإلكترونية الأخير Verizon Data Breach Report الذي نشرته شركة «فيريزون» الأميركية للاتصالات، فإن أغلب الهجمات لا تكتشف إلا بعد مرور 100 يوم الأولى من حدوث الاختراق، ولذلك فإن هذه الحقيقة تتطلب تغييرا جذريا في الدفاع. ويقول التقرير إن 81.9 في المائة من أحداث الاختراق سببها تسلل بسيط لم يستغرق سوى دقائق معدودة، فيما استغرقت 67.8 في المائة من أحداث الاختراق الأخرى أياما لكي تصل إلى مرحلة الاستخلاص النهائي للبيانات. وأشار المسح إلى أن المؤسسة التي تعرضت للاختراق احتاجت إلى شهور لكي تدعم دفاعاتها ضد محاولات الاختراق الإلكتروني.
وبالنظر إلى حقيقة أن آثار أقدام المجرمين الإلكترونيين تبقى داخل شبكة الشركة لفترة طويلة، فيجب على المؤسسة تغيير نظامها الأمني وفقا لذلك، بهدف رصدهم مبكرا. وتعتمد القياسات المستخدمة في رصد كفاءة الإجراء المضاد للجريمة الإلكترونية على أي مدى يستطيع هذا الإجراء تقليص زمن وجود الخصم بهدف تنفيذه عملية الاختراق.
إن تقليص زمن وجود المتسللين في مسرح العملية هو عملية قياس معيارية يمكن بواسطتها تقييم عائد الاستثمار في أي مؤسسة، فالتعمق أكثر لمعرفة ماذا تقدم عملية تقليص مدة وجود الخصم في منظومة الشركة يتطلب اختبارا ومقارنة لمعرفة الكلفة بالنسبة للشركة عندما تجرى عملية تهريب البيانات.
* سجون «السوبر»
في عام 1933، افتتحت وزارة العدل الأميركية سجن «ألكاتراز» بخليج سان فرنسيسكو، وكان الغرض احتجاز سجناء من عيار خاص عرفوا باسم «المتهورون»، أو «المجرمون الذين لا سبيل لإصلاحهم». وفي السنوات الأخيرة، أدرك القائمون على السجن أن البناء القائم غير كاف لضمان وجود المجرمين المعاصرين. وبناء عليه، افتتحت هيئة السجون الفيدرالية في عام 1994 سجنا شديد الحراسة عرف اختصارا باسم «إيه دي إكس» في فلورنسا بولاية كولورادو، ليستطيع إيواء مجرمين أمثال تيد كازونسكي، وتيموثي ماكفي، وروبرت هانسون.
وتضم سجون «السوبر» وحدات للسيطرة على عنابر السجن، وهي تعتبر أكثر وحدات الأمن بالسجون. فالسجن ككل به أجهزة لكشف أي حركة وكاميرات، وأكثر من ألف باب حديدي يعمل بخاصية التحكم عن بعد.
ويحيط بالسجن ألواح تستشعر أي ضغط، وسور من الأسلاك المعدنية بارتفاع 12 قدما (3.7 متر). وتستطيع أجهزة الكشف عن الحركة، الإحساس بأي حركة من السجين بمجرد محاولته حفر نفق للهروب.
* قلاع كومبيوترية
نفس فكرة البناء يمكن أن تطبق على بيئة شبكة الكومبيوتر في نظامك. فأهمية الاكتشاف المبكر تكمن في أنه كلما بقي المهاجم لفترة أطول في المكان، كانت مهمة اكتشاف محاولة اختراق البيانات أصعب، وكلما زادت كلفة حل المشكلة، تضررت سمعة واسم النظام. ولكي يقلل الخبراء من احتمالية هروب المتسلل من السجن الافتراضي بعد سرقة ملكيتك الفكرية وأوراق اعتمادك التي قد تتسبب في خسارة لا يمكن إصلاحها، فعليهم تبني مصطلح «منع الاختراق» وذلك بتغيير أسلوب البناء ليضاهي سجن «السوبر» الحصين.
** خطوات منع الاختراق
يتطلب منع الاختراق القيام باستكشاف سري، واتباع طرق الخداع، أي في النهاية توفير المقدرة على احتواء عدوك الإلكتروني. ويتكون هذا الإجراء من أربع خطوات تهدف إلى كشف المجرمين الإلكترونيين عن طريق تقليص زمن وجودهم وحركتهم.
* الخطوة الأولى: نشر شبكة خداع لتعزيز عملية الاكتشاف وفق أحدث التقنيات وذلك لخداع العدو، وتغيير توجهاته ومعرفته عما ينوي اختراقه، من دون علمه.
* الخطوة الثانية: طبق أسلوب «تحليل سلوك المستخدم»، وهو الأسلوب الذي يقدم تحليلا نصيا للنشاط والحركات الجانبية للخصم. وقد يمنع هذا «هجوم حجب الخدمة» وهو مصدر قلق كبير للكثير من الهيئات اليوم، حيث يتشبع الموقع المخترق بآثار الهجوم الذي يعطل خدماته، ويمنع العملاء الشرعيين من الاتصال به.
* الخطوة الثالثة: طبق أسلوبا معدلا للتأكد من شخصية المستخدم لكي تمسك بالخصم متلبسا.
* الخطوة الرابعة: عزز الذاكرة لكي تزيل جميع أماكن الاختباء لكي تعثر على الخصم بصورة أسرع.
جميع تلك الأساليب مهمة لكي تقلب الطاولة على المجرم الإلكتروني عام 2017، فالمشروعات يجب أن تفكر في الاستثمار في التكنولوجيا التكميلية التي تهدف إلى القضاء نهائيا على الفترة الزمنية التي يمكث فيها الخصم في البرنامج وذلك عن طريق منع الاختراق. لن يساهم ذلك في تقليص الكلفة في حالة حدوث اختراق عن طريق خنق محاولات الخصم لاستخلاص بيانات فحسب، بل أيضا سيساعد في المحافظة على سمعة الجهة التي تعرضت للاختراق.
وهكذا فإن الاستراتيجية الأنسب لمؤسستك هي أن تقيم بناء يمنع حرية حركة الخصم بمجرد أن يقتحم نظامك، ولذلك علينا أن نحول قلاعنا إلى سجون.



رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
TT

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

نصح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، مطوري التطبيقات في المنطقة باحتضان العملية بدلاً من التركيز على النتائج، وقال: «المتعة تكمن حقاً في الرحلة. في كثير من الأحيان، نركز فقط على الوجهات - سواء كان ذلك إطلاق التطبيق الأول أو تحقيق الاكتتاب العام الأولي - ونفتقد الإنجاز الذي يأتي من المسار نفسه».

وشجَّع كوك، خلال لقاء خاص بعدد من المطورين في العاصمة الإماراتية أبوظبي، المطورين الشباب على متابعة شغفهم مع معالجة التحديات في العالم الحقيقي. وقال: «وجد المطورون الذين التقيتهم تقاطعاً بين اهتماماتهم وإحداث تأثير ذي مغزى، سواء كان ذلك من خلال تقديم خصومات على الطعام، أو تحسين أداء الرياضات المائية، أو تحسين إمكانية الوصول».

وشدَّد الرئيس التنفيذي لـ«أبل» على ثقته في منظومة المطورين المزدهرة في الإمارات، ودور «أبل» في تعزيز الإبداع، في الوقت الذي أكد فيه دور البلاد بوصفها مركزاً للتكنولوجيا والإبداع؛ حيث يستعد المطورون لإحداث تأثير عالمي دائم.

قصص للمبدعين

وشدَّد تيم كوك على النمو والديناميكية الملحوظة لمجتمع المطورين في المنطقة، مشيراً إلى وجود قصص للمبدعين المحليين، وشغفهم بإحداث فرق في حياة الناس.

وقال كوك في حديث مع «الشرق الأوسط»، على هامش زيارته للعاصمة الإماراتية أبوظبي: «مجتمع المطورين هنا نابض بالحياة وينمو بشكل كبير. لقد ازدادت الفواتير بنسبة 750 في المائة على مدى السنوات الخمس الماضية، مما يدل على نمو غير عادي».

وأضاف: «المسار لا يصدق»، مشيراً إلى حماس والتزام المطورين المحليين. ووصف التفاعل مع المبدعين بأنه «لمحة مباشرة عن الابتكار الذي يقود التغيير المؤثر».

وحول زيارته للمطورين في العاصمة السعودية، الرياض، قال الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، في منشور على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي: «من الرائع قضاء بعض الوقت في أكاديمية المطورات الخاصة بنا في الرياض. نحن فخورون بدعم مجتمع المطورين النابض بالحياة هنا، وتوسيع برنامجنا الأساسي لخلق مزيد من الفرص في البرمجة والتصميم وتطوير التطبيقات».

منظومة «أبل» وتمكين المطورين

وعندما سُئل عن دعم «أبل» للمطورين، أكد تيم كوك على منظومة «أبل» الشاملة، وقال: «نحن ندعم المطورين بطرق مختلفة، بداية من علاقات المطورين، إلى أدوات مثل (Core ML). نسهِّل على رواد الأعمال التركيز على شغفهم دون أن تثقل كاهلهم التعقيدات التقنية».

وزاد: «يلعب النطاق العالمي لمتجر التطبيقات، الذي يمتد عبر 180 دولة، دوراً محورياً في تمكين المطورين من توسيع نطاق ابتكاراتهم».

وأشار الرئيس التنفيذي لشركة «أبل» إلى أن «رائد الأعمال في أي مكان في العالم يمكنه، بلمسة زر واحدة، الوصول إلى جمهور عالمي، حيث تمَّ تصميم مجموعة أدوات وأنظمة دعم (أبل)؛ لتمكين المطورين، ومساعدتهم على الانتقال من النجاح المحلي إلى العالمي».

ويواصل اقتصاد تطبيقات «أبل» إظهار نمو كبير وتأثير عالمي، حيث سهّل متجر التطبيقات 1.1 تريليون دولار من إجمالي الفواتير والمبيعات بحسب إحصاءات 2022، مع ذهاب أكثر من 90 في المائة من هذه الإيرادات مباشرة إلى المطورين، حيث يُعزى هذا النمو إلى فئات مثل السلع والخدمات المادية (910 مليارات دولار)، والإعلان داخل التطبيق (109 مليارات دولار)، والسلع والخدمات الرقمية (104 مليارات دولار).

وذكرت الإحصاءات أنه على مستوى العالم، يدعم اقتصاد تطبيقات «iOS» أكثر من 4.8 مليون وظيفة في جميع أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا، مما يعكس دوره القوي في دفع التوظيف والابتكار، حيث تمتد منظومة «أب ستور» عبر 180 سوقاً، حيث يستفيد المطورون من الأدوات التي تبسِّط توزيع التطبيقات وتحقيق الدخل منها.

رئيس «أبل» مع حسن حطاب مطور للوحة مفاتيح خاصة لضعاف البصر

الالتزام بالنمو وخلق فرص العمل

وألقى الرئيس التنفيذي الضوء على مساهمات «أبل» في اقتصاد المنطقة وفي الإمارات، وتطرَّق إلى خلق الشركة نحو 38 ألف وظيفة في الإمارات، تشمل المطورين وأدوار سلسلة التوريد وموظفي التجزئة.

وقال: «نحن ملتزمون بمواصلة هذا النمو»، مشيراً إلى الإعلان الأخير عن متجر جديد، مما يجعل إجمالي حضور «أبل» في الإمارات 5 متاجر. وزاد: «يعكس هذا التوسع تفانينا في دعم مجتمع المطورين ومساعدتهم على الوصول إلى الجماهير في جميع أنحاء العالم».

يذكر أن كوك زار كلاً من السعودية والإمارات، والتقى عدداً من المطورين في البلدَين، بالإضافة إلى مسؤولين من البلدين.

مَن هو تيم كوك

تيم كوك هو الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، إحدى شركات التكنولوجيا الكبرى في العالم. وقد خلف ستيف جوبز في منصب الرئيس التنفيذي في أغسطس (آب) 2011، في الوقت الذي تعدّ فيه «أبل» أكبر شركة من حيث القيمة السوقية في العالم بقيمة نحو 3.73 تريليون دولار.

شغل في البداية منصب نائب الرئيس الأول للعمليات العالمية. لعب كوك دوراً حاسماً في تبسيط سلسلة توريد «أبل»، وخفض التكاليف، وتحسين الكفاءة، وغالباً ما يوصف أسلوبه القيادي بأنه «هادئ، ومنهجي، وموجه نحو التفاصيل».