8 في المائة من السودانيين مهددون بانعدام الأمن الغذائي خلال أشهر

أشارت تقديرات التصنيف المتكامل للأمن الغذائي، إلى أن ما يقارب 8 في المائة من السودانيين سيواجهون مرحلة الأزمة أو «المرحلة الثالثة»، وقرابة واحد في المائة منهم يواجهون المرحلة الرابعة «مرحلة الطوارئ»، من مراحل انعدام الأمن الغذائي. وذلك في المناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية في جنوب كردفان، وبين النازحين الجدد حول جبل مرة بدارفور، على الرغم من التحسن الذي طرأ على أوضاع الأمن الغذائي في البلاد، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وذكرت نشرة السودان للشؤون الإنسانية الصادرة عن مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية المعروف بـ«أوتشا» أمس، أن تحسناً طفيفاً طرأ على أوضاع الأمن الغذائي في السودان مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، نتيجة لهطول أمطار بمعدل جيد خلال الموسم الماضي في معظم أنحاء البلاد.
وذكر التقرير أن السودان أنتج خلال الموسم الماضي قرابة 8 ملايين طن متري من الحبوب، 5.9 مليون طن متري من الذرة الرفيعة، و1.5 مليون طن من الدخن، و0.5 مليون طن من القمح، وارتفع إنتاج الذرة الرفيعة بنسبة 146 في المائة مقارنة بموسم الإنتاج السابق الذي تأثر بالجفاف، فيما ارتفع إنتاج محصول الدخن بنسبة 187 في المائة، وبنسبة 93 في المائة أعلى من السنوات الخمس الماضية.
وتبعاً لنظام الإنذار المبكر بالمجاعة، فإن كلا من الذرة الرفيعة والدخن والقمح تشكل الغذاء الرئيسي في السودان، وأن الإنتاج سجل فائضا هيكليا في سلعة القمح، وأن أسعار المواد الغذائية الأساسية سجلت انخفاضا موسميا في معظم الأسواق بسبب الإنتاج الجيد.
بيد أن الأسعار عاودت الارتفاع بنسبة 10 و15 في المائة في بعض الأسواق خلال الشهر الماضي، فيما استقرت الزيادة في أسعار الحبوب بنسبة 10 في المائة أعلى من العام الماضي، وبنسبة 45 في المائة عن متوسط السنوات الخمسة الأخيرة، وذلك بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج.
ويشير تقدير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي إلى أن 2.9 مليون شخص، بما يعادل 8 في المائة من السكان، سيواجهون خلال الفترة بين أبريل (نيسان) ويونيو (حزيران) 2017 مرحلة الأزمة، أو المرحلة الثالثة من التصنيف، فيما سيواجه 161 ألف شخص بما يقارب واحد في المائة من نسبة السكان المرحلة الرابعة من مراحل تصنيف انعدام الأمن الغذائي «مرحلة الطوارئ».
وحذر نظام الإنذار المبكر من المجاعة في أحدث تقاريره، من تدهور أوضاع الأمن الغذائي منذ مارس (آذار) وأبريل الماضيين، بين النازحين والسكان الفقراء في المناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية لتحرير السودان - الشمال في ولاية جنوب كردفان، والنازحين الجدد في منطقة جبل مرة.
ويرجح تدهور الأمن الغذائي إلى المرحلة الثالثة من التصنيف وفقا لنظام الإنذار المبكر، الذي يرجح بلوغ أوضاع الأمن الغذائي في هذه المناطق المرحلة الرابعة «مرحلة الطوارئ» بحلول مايو (أيار) الجاري، بسبب النزوح والقيود المفروضة على حركة التجارة، وصعوبة القيام بأنشطة وسائل كسب العيش العادية.
إلى ذلك، عقد مجلس الوزراء السوداني أول اجتماعاته أمس، برئاسة رئيس المجلس بكري حسن صالح، وذلك عقب إعلان حكومة الوفاق الوطني، وكانت جلسة إجرائية تناولت النظم التي تحكم عمل مجلس الوزراء.
وقال الأمين العام لمجلس الوزراء، عمر محمد صالح، في تصريحات صحافية، أمس: إن المجلس استمع إلى تقرير نظم وإجراءات مجلس الوزراء قدمه وزير مجلس الوزراء أحمد سعد عمر.
وأوضح، أن المجلس يحتكم في عمله إلى مرجعيات، أولها دستور جمهورية السودان الانتقالي لسنة 2005 وتعديلاته اللاحقة، والبرنامج الانتخابي للرئيس عمر البشير، ولائحة تنظيم أعمال مجلس الوزراء، ولائحة تنظيم أعمال القطاعات الوزارية، ووثيقتي إصلاح الدولة والسياسات العامة.
ووفقا لأمين المجلس، فإن الاجتماع تناول الخطة الثالثة 2017 - 2020 ومحتوياتها، وبرنامج إصلاح أجهزة الدولة، وعلاقة الوزراء بالهيئة التشريعية القومية بمجلسيها (المجلس الوطني ومجلس الولايات). وأوضح، أن الوزراء أكدوا التزامهم ببرنامج المجلس والقطاعات الوزارية، وبتقديم الاتفاقيات والبرامج التنفيذية خلال أسبوعين، ويتناول المجلس في جلسته المقبلة غدا (الثلاثاء) أولويات برنامج حكومة الوفاق الوطني.