ولي العهد السعودي: ليس هناك جزاء يوازي ما قدمه شهداء الواجب من تضحيات

شكر أمير القصيم لتطوير التقنية في الإمارة ورأس اجتماع المجلس الأعلى لجامعة نايف

الأمير محمد بن نايف خلال تفقده محتويات السلة الغذائية التي دشنها أمس صدقة عن شهداء الواجب (واس)
الأمير محمد بن نايف خلال تفقده محتويات السلة الغذائية التي دشنها أمس صدقة عن شهداء الواجب (واس)
TT

ولي العهد السعودي: ليس هناك جزاء يوازي ما قدمه شهداء الواجب من تضحيات

الأمير محمد بن نايف خلال تفقده محتويات السلة الغذائية التي دشنها أمس صدقة عن شهداء الواجب (واس)
الأمير محمد بن نايف خلال تفقده محتويات السلة الغذائية التي دشنها أمس صدقة عن شهداء الواجب (واس)

أكد الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي أن تضحيات شهداء الواجب ستظل على الدوام محل اعتزاز هذا الوطن قيادة وشعبًا وستظل أسرهم وذووهم محط الرعاية والاهتمام الدائمين وفاء لكل من ضحى بنفسه خدمة لواجب الدين والوطن وردع كل من يحاول المساس بأمنه وأمن أبنائه والمقيمين فيه والوافدين إليه.
وقال الأمير محمد بن نايف: «مهما قدمنا لشهداء الواجب فلن نوفيهم جزاءهم الذي يستحقونه لأنهم يستحقون منا كثيرا وليس هناك جزاء يوازي ما قدموه من تضحيات».
جاء ذلك في كلمة ولي العهد السعودي خلال تدشينه في جدة مساء أمس حملة توزيع السلال الغذائية صدقة عن شهداء الواجب لعام 1438هـ للمرة العاشرة على التوالي، إيذاناً ببداية انطلاق الحملة في مساراتها بمناطق المملكة كافة.
وأضاف الأمير محمد بن نايف: «هذه الحملة صدقة لشهداء الواجب عن أنفسهم، ولن ندع أحدا يتصدق عنهم بل هم من يتبرعون ويتصدقون عن أنفسهم».
وكان ولي العهد السعودي استمع خلال التدشين لشرح مفصل عن الحملة قدمه وكيل وزارة الداخلية للشؤون العسكرية المشرف العام على الحملة اللواء إبراهيم بن محمد المحرج، بين فيه أن الحملة سيرت 68 شاحنة تمثل قافلة توزيع صدقات عن 278 شهيد واجب، بواقع 20 سلة عن كل شهيد، بإجمالي 5560 سلة غذائية.
وأفاد بأن السلال تحتوي على المواد الغذائية التي تستهلك خلال شهر رمضان المبارك، مشيرًا إلى أن السلال ستوزع لمستحقيها من خلال 38 نقطة توزيع فرعي لتصل إلى 428 نقطة وصول نهائية في مختلف المدن والهجر في جميع مناطق المملكة، لافتًا الانتباه إلى أن القافلة ستقطع 8221 كيلومترا.
ثم اطلع الأمير محمد بن نايف على فيلم وثائقي عن الحملة وخطط توزيعها على المستحقين وجهود العاملين بها. قبل تفقده محتويات السلة الغذائية؛ سائلاً الله عز وجل أن يكتب أجرها لشهداء الواجب، موجهًا بتوزيع السلال الغذائية على مستحقيها قبل بداية شهر رمضان المبارك.
من جهة أخرى، وجه الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد السعودي شكره للأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم، إثر اطلاعه على مبادرة إمارة المنطقة بتطوير شامل لخدمات تقنية المعلومات عبر تقرير موجز عن إنجازات مشروعات تقنية المعلومات بإمارة منطقة القصيم خلال العام الماضي.
وقال ولي العهد في برقية جوابية وجهها لأمير منطقة القصيم: «نشكر لسموكم ولمنسوبي الإمارة ما يبذل من جهود مخلصة تجاه توظيف التقنية لتطوير عمل الإمارة وأدائها وفق ما يتطلع إليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله -، راجين لكم ولمنسوبيكم مزيدا من التوفيق والسداد».
من جهته، أعرب أمير منطقة القصيم عن بالغ شكره وتقديره لما عبّر عنه ولي العهد من مشاعر صادقة تنم عن متابعته واهتمامه بكل ما من شأنه إنجاز مصالح المراجعين في هذا الوطن الغالي. منوهاً بما يوليه من دعم لتطوير خدمات تقنية المعلومات في إمارة المنطقة.
من جهة ثانية، رأس محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس المجلس الأعلى لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، في جدة أمس اجتماع المجلس الأعلى لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية في دورته الخامسة والأربعين.
وناقش المجلس جدول أعماله وأبرز إنجازات الجامعة العلمية والإدارية والمالية خلال دورته السابقة، وما سيتم خلال دورته اللاحقة.
حضر الاجتماع، الدكتور جمعان رشيد بن رقوش رئيس الجامعة نائب رئيس المجلس الأعلى، والدكتور محمد كومان الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، وأشرف ريفي وزير العدل السابق بالجمهورية اللبنانية، والدكتور أحمد زكي بدر وزير التنمية المحلية السابق في مصر، والدكتور سلطان أبو عرابي العدوان أمين عام اتحاد الجامعات العربية، والدكتور إبراهيم جناحي الرئيس التنفيذي لصندوق العمل بمملكة البحرين، والفريق الدكتور عبد اللطيف خليفة مدير جامعة الرباط الوطني بجمهورية السودان، والدكتور أحمد نجم الدين مدير جامعة الحسن الأول بالمملكة المغربية، والدكتور محمد بن عبد الله العميري أمين المجلس الأعلى للجامعة.



جهود وزارة الداخلية في خدمة ضيوف الرحمن... الابتكار والتقنية لتجربة حج آمنة وميسرة

جناح وزارة الداخلية في مؤتمر الحج والعمرة والمعرض المصاحب (المركز الإعلامي)
جناح وزارة الداخلية في مؤتمر الحج والعمرة والمعرض المصاحب (المركز الإعلامي)
TT

جهود وزارة الداخلية في خدمة ضيوف الرحمن... الابتكار والتقنية لتجربة حج آمنة وميسرة

جناح وزارة الداخلية في مؤتمر الحج والعمرة والمعرض المصاحب (المركز الإعلامي)
جناح وزارة الداخلية في مؤتمر الحج والعمرة والمعرض المصاحب (المركز الإعلامي)

تواصل المملكة العربية السعودية، بقيادة وزارة الداخلية، تنفيذ خططها الاستراتيجية لتوفير أفضل الخدمات الأمنية والتقنية لضيوف الرحمن في موسم الحج، وكانت مشاركة وزارة الداخلية في فعاليات مؤتمر ومعرض الحج في نسخته الرابعة فرصة لعرض أحدث الابتكارات التكنولوجية التي تسهم في تحسين خدمات الحج وتحقيق تجربة آمنة وميسرة للحجاج. الوزارة، من خلال مختلف أجهزتها، تركز على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحديثاتها المستمرة لتعزيز قدرتها على التعامل مع الحشود الكبيرة وتحقيق التنسيق الأمني الفعّال بين الجهات المعنية.

إدارة الحشود

المقدم خالد الكريديس، المتحدث الرسمي للأمن العام، استعرض مع «الشرق الأوسط» دور الأمن العام في جناح وزارة الداخلية في المعرض، حيث أشار إلى أن مشاركة الأمن العام في المعرض تركز بشكل رئيسي على استعراض الخدمات الأمنية والمرورية، بالإضافة إلى الحلول التقنية المتطورة التي تدعم عمل الأجهزة الأمنية، بهدف ضمان تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن وتحقيق حج آمن. وأكد الكريديس أن إدارة الحشود الكبيرة للحجاج تتطلب تخطيطاً دقيقاً وتنفيذاً محكماً، وهو ما يعكس خبرات الأجهزة الأمنية التي اكتسبتها على مدى عقود من العمل المتواصل في تنظيم موسم الحج.

الابتكارات التقنية لخدمة الحجاج

من أبرز الابتكارات التي تم عرضها في جناح الأمن العام كان «مركز الشرطة الافتراضي»، الذي يعتمد على تقنية الواقع المعزز. هذه التقنية تتيح للمستفيدين التواصل مع الضابط المناوب مباشرة دون الحاجة إلى زيارة مركز الشرطة بشكل فعلي. من خلال هذه الخدمة، يمكن للحجاج تقديم البلاغات، متابعة الاستفسارات، وكذلك إجراء العديد من الخدمات الرقمية مباشرة عبر الإنترنت. يهدف هذا المركز إلى أتمتة الإجراءات الأمنية وتقديم خدمات رقمية مستدامة تسهم في تسريع المعاملات ورفع كفاءة العمل الأمني، بما يتماشى مع التطورات الحديثة في مجال الأمن الرقمي.

كما استعرض المقدم الكريديس مبادرة الوزارة في توعية الحجاج عبر حملات توعوية مكثفة تتضمن التأكيد على ضرورة الالتزام بنظام «الحج بالتصريح» ضمن شعار «لا حج بلا تصريح». الهدف من هذه الحملات هو التأكيد على أهمية الحصول على تصريح الحج والالتزام بالإطار الزمني المحدد لضمان التنظيم السليم للحركة في المشاعر المقدسة، مما يسهم في تقديم الخدمات بالشكل الأمثل ضمن الطاقة الاستيعابية المتاحة.

طائرة «درون» خاصة بالبحث والإنقاذ مزودة بكاميرا للرؤية النهارية والليلية (المركز الإعلامي)

الدفاع المدني وتعزيز السلامة

العقيد محمد الحماد، المتحدث الرسمي للدفاع المدني، استعرض في مشاركته أحدث التقنيات التي تعتمد عليها المديرية العامة للدفاع المدني لضمان سلامة الحجاج. ومن بين أبرز التقنيات التي تم عرضها في المعرض طائرة الدرون الخاصة بأعمال البحث والإنقاذ، التي تتميز بقدرتها على الطيران لمدة تصل إلى ساعة بارتفاع يصل إلى 20 كيلومتراً، مع قدرة على حمل أوزان تصل إلى 40 كيلوغراماً.

يتم استخدام هذه الطائرة في تقديم خدمات طبية عاجلة وإيصال التموينات، وكذلك حمل أطواق النجاة للمحتجزين في المناطق المتأثرة بالأمطار والسيول. الطائرة مزودة بكاميرا للرؤية النهارية والليلية، بالإضافة إلى وسيلة اتصال ومكبر صوت للتواصل مع المحتجزين في المناطق الصعبة.

كما استعرض الحماد «المنصة الوطنية للإنذار المبكر»، وهي شبكة تنبيه تعتمد على إرسال رسائل تحذير عبر شبكة الهاتف المحمول لتوفير إشعارات فورية في حالات الطوارئ. تهدف هذه المنصة إلى تحسين إدارة الحوادث بشكل فعال، حيث يمكن اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة في الوقت المناسب، مما يسهم في حماية الحجاج والحد من المخاطر في حالات الطوارئ.

911 استجابة فورية وخدمات شاملة

النقيب عبد العزيز الغامدي، المتحدث الرسمي للمركز الوطني للعمليات الأمنية الموحدة 911، تحدث لـ«الشرق الأوسط» عن الدور الكبير الذي يقوم به المركز في خدمة ضيوف الرحمن، مشيراً إلى أن هذه المشاركة في المعرض هي الثالثة للمركز. يوفر المركز الرقم الموحد 911 لخدمة الحجاج من خلال استقبال المكالمات الطارئة بلغات متعددة باستخدام تقنيات متطورة، مما يسهل التواصل مع ضيوف الرحمن من مختلف الجنسيات.

وأكد الغامدي أن المركز ليس مقتصراً على استقبال مكالمات الطوارئ فقط، بل يتولى أيضاً مراقبة الأوضاع الأمنية في المنطقة عبر شبكة الكاميرات الأمنية المنتشرة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة. إضافة إلى ذلك، يقدم المركز خدمات غير أمنية مثل تنظيم حملات التبرع بالدم، والإجابة على الاستفسارات المتعلقة بالطقس أو المواقع الجغرافية، مما يساهم في تعزيز مستوى الخدمة المقدمة للحجاج.

فيما يتعلق بسرعة الاستجابة للبلاغات، أوضح الغامدي أن المركز يتميز بسرعة استجابته، حيث يتم تحويل البلاغات إلى الجهات المعنية في غضون 45 ثانية فقط، مما يسهم بشكل كبير في تقليل زمن الاستجابة في الحالات الطارئة، وبالتالي تعزيز فعالية الخدمة.

«سواهر» و«بصير» لإدارة الحشود

تعتمد وزارة الداخلية على تقنيات متقدمة لتسهيل إدارة الحشود وضمان سلامة الحجاج. من أبرز هذه التقنيات منصة «سواهر»، التي تعتمد على شبكة من الكاميرات المثبتة عند مداخل المدن لمراقبة حركة السيارات الداخلة والخارجة، وكذلك التنبؤ بالازدحام المروري قبل حدوثه، مما يتيح اتخاذ تدابير استباقية لتنظيم الحركة المرورية.

كما تم تعريف الزوار عن منصة «بصير»، التي تركز على مراقبة الأشخاص داخل الحرم المكي والمشاعر المقدسة، حيث تعمل على إحصاء عدد الحجاج والتأكد من عدم تجاوز الطاقة الاستيعابية في الأماكن المقدسة. تتميز «بصير» أيضاً بقدرتها على التعرف على الأشخاص المطلوبين أمنياً داخل الحرم، إضافة إلى مراقبة وتحليل السلوكيات غير الطبيعية التي قد تشير إلى حالات ازدحام أو مخالفات في الحركة.

أوضحت وزارة الداخلية أن هذه التقنيات تُعد جزءاً من استراتيجية المملكة لتحقيق أعلى معايير الأمن والسلامة في موسم الحج. وأكد المسؤولون أن هذه الأنظمة تم اختبارها بنجاح خلال المواسم السابقة، وتستمر الوزارة في تطويرها بشكل مستمر لتحسين تجربة الحجاج. في هذا العام، شهدت التقنيات تطوراً ملحوظاً بإضافة خاصية التعرف على السلوكيات غير الطبيعية، مما يعزز القدرة على اتخاذ التدابير الأمنية في الوقت المناسب.

وفي ختام مشاركتها في المعرض، أكدت وزارة الداخلية التزامها الكامل بتطوير الخدمات الأمنية والتقنية في إطار رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة وتقديم أفضل تجربة لضيوف الرحمن.