تونس تعد دراسة حول شبكات تجنيد المتطرفين داخل البلاد وخارجها

تونس تعد دراسة حول شبكات تجنيد المتطرفين داخل البلاد وخارجها
TT

تونس تعد دراسة حول شبكات تجنيد المتطرفين داخل البلاد وخارجها

تونس تعد دراسة حول شبكات تجنيد المتطرفين داخل البلاد وخارجها

باشرت السلطات التونسية إعداد دراسة مستفيضة حول المقاتلين الأجانب، لتقديمها مع نهاية السنة الحالية إلى مجلس الأمن التابع لمنظمة الأمم المتحدة، وهي دراسة قد تكشف عن الأعداد التقريبية للإرهابيين التونسيين في الخارج، وتقدم إجابات عن شبكات التسفير إلى الخارج وارتباطاتها داخل تونس وخارجها.
وفي هذا الشأن، أكد حاتم بن سالم، رئيس المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية، خلال يوم دراسي نظمه المعهد بالتعاون مع وزارة الشؤون الدينية حول موضوع «الخطاب الديني البديل ومعالجة الفكر المتطرف»، أن هذه الدراسة ممولة من قبل وزارة الخارجية الهولندية، وستكشف عدة معطيات هامة حول كيفية التحاق آلاف الشبان التونسيين ببؤر النزاعات والتوترات خارج تونس، وطرق اجتذاب الشباب إلى تلك الأفكار وإقناعهم بالالتحاق بالتنظيمات الإرهابية.
ووفق المصادر ذاتها، فقد أشرف فريق من الباحثين على إعداد هذه الدارسة، بالاعتماد على سلسلة من الحوارات المباشرة مع عدد من الإرهابيين التونسيين العائدين من جبهات القتال.
وأكدت رئاسة الحكومة التونسية أن عدد الإرهابيين التونسيين الملتحقين بجبهات القتال في الخارج لا يقل عن 3 آلاف إرهابي، وقد عاد منهم إلى تونس قرابة 800 إرهابي. وأشارت وزارة الداخلية التونسية إلى منع أكثر من 27 ألف شاب تونسي من الالتحاق ببؤر التوتر في الخارج، وأنها بصدد تنفيذ عقوبة الإقامة الإجبارية ضد نحو 139 إرهابياً عائداً من جبهات القتال في سوريا والعراق وليبيا. وكانت منظمة الأمم المتحدة قد أشارت في تقارير سابقة إلى أن نحو 5500 شاب تونسي ينشطون ضمن التنظيمات الإرهابية في الخارج.
ويسود اعتقاد لدى المؤسسات والمنظمات المهتمة بحقوق الإنسان ومسائل الإرهاب في تونس، أن العدد الحقيقي للإرهابيين التونسيين غير محدد بدقة، وذلك بسبب الهجرة غير المنظمة إلى ليبيا المجاورة، والتحاق الشباب بالتنظيمات الإرهابية بصفة غير شرعية بعيداً عن منافذ العبور الحدودية، كما أن عدداً هاماً من الشباب التحق ببؤر التوتر في العراق وسوريا عبر تركيا، أو من خلال مرورهم بدول أوروبية.
وفيما يتعلق بالدراسة التونسية الجديدة، أفاد فخر الدين اللواتي، المشرف بالمعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية على إعداد هذه الدراسة حول «المقاتلين الأجانب»، أن فريق العمل الذي ينكب على إعداد هذه الدراسة أجرى عدة زيارات ميدانية لمجموعة من السجون التونسية، وأعد لقاءات مع عدد من الإرهابيين المحكوم ضدهم بالسجن، إثر عودتهم من بؤر التوتر.
وكشفت تلك اللقاءات بصفة أولية عن مدى تأثير الخطاب المتشدد على الشباب التونسي، وأكدت على ضرورة الانطلاق في إعداد برنامج لتجديد الخطاب الديني في تونس، اعتباراً لكون الحلول الأمنية وحدها لا تكفي لاجتثاث الفكر المتشدد من المجتمع التونسي.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.