جوي بارتون... موهبة كروية دمرتها الحماقات والأحداث المؤسفة

تعرض للسجن والإيقاف... وارتكب كثيراً من الخطايا في مسيرته بالملاعب

بارتون تعرض للإيقاف 12 مباراة بعدما اعتدى على أكثر من لاعب في مواجهة مانشستر سيتي («الشرق الأوسط»)
بارتون تعرض للإيقاف 12 مباراة بعدما اعتدى على أكثر من لاعب في مواجهة مانشستر سيتي («الشرق الأوسط»)
TT

جوي بارتون... موهبة كروية دمرتها الحماقات والأحداث المؤسفة

بارتون تعرض للإيقاف 12 مباراة بعدما اعتدى على أكثر من لاعب في مواجهة مانشستر سيتي («الشرق الأوسط»)
بارتون تعرض للإيقاف 12 مباراة بعدما اعتدى على أكثر من لاعب في مواجهة مانشستر سيتي («الشرق الأوسط»)

يتميز جوي بارتون بمسيرة ممتدة بمجال كرة القدم الاحترافية، إلا أنه على امتداد الفترة التي قضاها داخل الملاعب، لم يفلح قط في النأي بنفسه عن المشكلات. وتعني العقوبة التي تعرض لها أخيراً بالمنع من اللعب مدة 18 شهراً، أن مشوار اللاعب البالغ 34 عاماً داخل الملاعب يبدو موشكاً على نهايته. وجاءت العقوبة الجديدة بسبب خوض اللاعب أكثر من 1500 رهان على مباريات لكرة القدم خلال الفترة بين عامي 2006 و2013، وهي ممارسة يحظر على لاعبي كرة القدم المشاركة فيها.
إلا أنه عند استعراض مسيرته السابقة، نجد أن الأمر يتحول إلى مسيرة لسلسلة من الأحداث السيئة، التي غالباً ما تتسم بالعنف، التي ربما كانت لتقضي بفصله في أي مجال آخر وفي وقت مبكر للغاية. جدير بالذكر أن بارتون ولد في ضاحية هيتون بمدينة ليفربول، وبدأ مسيرته الاحترافية في كرة القدم في صفوف مانشستر سيتي. وفي سن الـ19، نال فرصة المشاركة في صفوف الفريق الأول، ونجح بالفعل في جذب الأنظار إليه كموهبة شابة واعدة. ومع ذلك، سرعان ما أقدم على تصرف جاء بمثابة صدمة لعالم كرة القدم الإنجليزية وبدل مسار مشواره.
أثناء الحفلة التي أقامها النادي احتفالاً بأعياد رأس السنة عام 2004، عندما دخل بارتون في شجار مع لاعب ناشئ، جامي تاندي (18 عاماً)، حيث انتهى الشجار إلى وضع بارتون سيجارة مشتعلة في عيني تاندي. واستحوذت الحادثة على اهتمام وسائل الإعلام البريطانية، لكن بارتون لم يتعرض سوى لغرامة من جانب مانشستر سيتي عن تصرفه. وفي الصيف التالي، تعرض لغرامة جديدة وأعيد إلى منزله من جولة كان يجريها الفريق استعداداً لموسم جديد بعدما تشاجر مع صبي يبلغ 15 عاماً.
ومع ذلك، استمر بارتون في صفوف مانشستر سيتي حتى صيف 2007 عندما اعتدى على شخص آخر، كان هذه المرة زميله بالفريق اللاعب الدولي الفرنسي، عثمان دابو. وهذه المرة، خلف هجوم بارتون ضد دابو إصابات في العين والأنف والشفاة لدى الأخير. بعد ذلك، بيع بارتون إلى نيوكاسل يونايتد مقابل 5.8 مليون جنيه إسترليني، وهو مبلغ الانتقال الوحيد الذي ناله خلال مسيرته الكروية.
مرة أخرى، تشوهت فترة مشاركته في صفوف نيوكاسل يونايتد بنوبات عنف أسفرت إحداها عن قضائه فترة عقوبة في السجن لإدانته بالاعتداء والشجار في أعقاب حادث وقع في قلب مدينة ليفربول. كما تعرض للإيقاف لمدة 4 أشهر لاعتدائه على دابو، وطرد خلال إحدى المباريات بسبب توجيهه ضربة بالرأس إلى أحد لاعبي الفريق المنافس.
خلال تلك الفترة، كان بارتون على خلاف علني مع مسؤولي النادي ومدربه، آلان شيرر، وتعرض في إحدى المرات للإيقاف إلى أجل غير مسمى من جانب النادي. ومن جديد، استمر في صفوف نيوكاسل يونايتد لمدة 5 سنوات، رغم اقتصار مشاركاته خلال هذه السنوات على 80 مباراة فقط. وبحلول نهاية عقده، انتقل إلى لندن وانضم إلى نادي كوينز بارك رينجرز، وهناك، بدأ جانب آخر من شخصيته غير متوقع على الإطلاق في الظهور. ومن خلال مشاركاته النشطة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، بدأ بارتون في رسم صورة له كرجل يحمل فكر عصر النهضة، وعاشق للثقافة والموسيقى. وفي إحدى تغريداته الشهيرة، كتب يقول: «أجلس في المدينة، حيث أتناول السوشي وأقرأ لنيتشه».
ونجحت هذه الصورة الجديدة في إكساب بارتون كثيراً من الإشادة والإعجاب، وانهالت عليه دعوات للمشاركة في مناسبات ثقافية كناقد فني. ومع ذلك، لم يختف الجانب العدواني من شخصيته تماماً قط، وبحلول نهاية موسمه الأول في صفوف كوينز بارك رينجرز تعرض للإيقاف مدة 12 مباراة بعدما اعتدى على كارلوس تيفيز، لاعب مانشستر سيتي، بالضرب بالمرفق، ما دفع الحكم لإصدار قرار بطرده من الملعب. إلا أن بارتون لم يكتف بذلك، واعتدى بالضرب على سيرغيو أغويرو وحاول التعدي بضربة رأس على فنسنت كومباني أثناء خروجه من الملعب. جدير بالذكر أنه في ذلك الوقت، كان بارتون قائد الفريق.
من جانبهم، سمح مسؤولو كوينز بارك رينجرز لبارتون بالانتقال إلى مارسيليا تبعاً لاتفاق إعارة في صيف 2012، حيث تمتع بموسم هادئ نسبياً. وكان العقاب الوحيد الذي تعرض له بسبب الإهانات التي وجهها إلى اللاعب الدولي البرازيلي تياغو سيلفا عبر «تويتر». وعاد بارتون إلى كوينز بارك رينجرز في الصيف التالي ولعب عامين آخرين في صفوف النادي قبل أن يتنازل عنه الأخير.
وفي المحطة التالية من مشواره، بيرنلي، تمتع بارتون بأكثر فترات مسيرته الكروية نجاحاً، ذلك أنه شكل عنصراً محورياً في فريقه الذي نجح في الصعود إلى الدوري الإنجليزي الممتاز عام 2016. في الصيف الماضي، ومع اقتراب تعاقده لمدة عام واحد على الانتهاء، اختار بارتون رفض عرض بالتوقيع على تعاقد جديد مع بيرنلي، مفضلاً بدلاً عن ذلك الانتقال إلى اسكوتلندا للانضمام إلى غلاسغو رينجرز. وكانت هذه المحطة الأقصر في مشواره الكروي بأكمله؛ ذلك أنها لم تتجاوز 6 أشهر كانت مليئة بالمواجهات التي انتهت بإنهاء غلاسغو رينجرز تعاقده.
وقرر مسؤولو بيرنلي أن بارتون جدير بفرصة أخرى، إلا أن عودته لصفوف الفريق في يناير (كانون الثاني) الماضي، اتضح أنها قصيرة الأجل، رغم نجاحه في إحراز هدف خلال أولى مشاركاته مع الفريق. وفي بيان له، أعلن بارتون عزمه تقديم تظلم ضد قرار الإيقاف الأخير بحقه، رغم إقراره بأن المشكلات التي يواجهها تتعلق في جزء منها «بمشكلات تتعلق بطبيعة السمات الشخصية».
ولا يوجد أي تلميح على تورط بارتون في التلاعب بنتائج المباريات. وقال اللاعب في بيان إنه شارك في 15 ألف مراهنة منذ 2004 في مختلف الألعاب بينها نحو 1200 تتعلق بكرة القدم، وخلال ذلك لم يحاول إخفاء هويته. وأضاف في البيان: «أشعر بخيبة أمل شديدة بسبب شدة العقوبة. القرار يجبرني على الاعتزال مبكراً. حتى أكون واضحا منذ البداية لا يوجد تلاعب في نتائج مباريات ونزاهتي ليست محلاً للتساؤل. تقبلت عقوبة خرق قواعد اللاعبين المحترفين، لكني أرى العقوبة أقسى مما ينبغي مقارنة بلاعبين آخرين أقل إثارة للجدل».
من جانبه وصف شون دايك مدرب بيرنلي، إيقاف لاعب الوسط جوي بارتون لمدة 18 شهرا بسبب انتهاك لوائح المراهنات بأنه قاسٍ. وقال دايك في مؤتمر صحافي في وقت سابق: «18 شهراً تبدو فترة طويلة بالنسبة لي في ضوء أشياء أخرى رأيتها في الرياضة». وأضاف: «عوقب إيريك كانتونا (لاعب مانشستر يونايتد السابق) بالإيقاف 9 أشهر بسبب ركلة كونغ فو». وقال دايك إن «بيرنلي لن يعرض على بارتون، الذي يخطط للطعن ضد الإيقاف، توقيع عقد جديد». وعاد بارتون إلى بيرنلي بعقد قصير الأمد في يناير الماضي ليقضي فترة ثانية مع النادي، بعدما ساعده على الترقي للدوري الممتاز الموسم الماضي.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».