استمتع بواشنطن في 48 ساعة

خطة لتقضي أمتع الأوقات في العاصمة الأميركية

استمتع بواشنطن في 48 ساعة
TT

استمتع بواشنطن في 48 ساعة

استمتع بواشنطن في 48 ساعة

نطن دي سي، العاصمة السياسية للولايات المتحدة الأميركية، مدينة مليئة بالأماكن السياحية والمعالم التاريخية التي تستحق الزيارة. تم الاتفاق على تأسيس مدينة واشنطن دي سي في 16 يوليو (تموز) عام 1790، وذلك ببناء مدينة تتحكم بها الحكومة الفيدرالية مباشرة، خارج حدود أي من الولايات. تبرعت ولاية ماريلاند ببعض أراضيها لتكوين مدينة واشنطن دي سي. تبرعت فيرجينيا أيضا ببعض أراضيها، ولكن ذلك كان فقط في بداية تأسيس واشنطن دي سي، ثم تمت إعادة الأراضي في عام 1871.
لأن مدينة واشنطن دي سي ليست ولاية بحد ذاتها، ولا تندرج تحت أي ولاية أخرى لا يوجد لديها ممثل في الكونغرس. الملايين من السياح يقدمون إلى واشنطن دي سي لزيارتها، حيث إن عدد السياح وصل إلى 20.2 مليون في عام 2015. زيارة كل معالم واشنطن دي سي قد تستغرق كثيرا من الأيام، ولكن لا تقلق، ما زال بإمكانك أخذ جولة شاملة لواشنطن دي سي في يومين فقط. على سبيل المثال، لنقل إنك سافرت إلى واشنطن دي سي في صباح يوم صيفي جميل عن طريق القطار. الساعة الآن هي العاشرة صباحا وأنت حاليا في محطة Union Station، حيث بإمكانك قطع تذكرة لجولة سياحية من شركة DC Ducks للساعة الحادية عشرة.
هناك كثير من المطاعم في محطة Union Station، بإمكانك احتساء كوب ساخن من الكابتشينو الشهي في مقهى ومخبز «أو بن بين» بجانب كرواسون ساخن بالزبد يسيل له اللعاب قبل بداية الجولة.
الرحلة ستكون جميلة وقصيرة لمدة ساعة واحدة فقط. ستقوم بركوب مركبة أثرية على هيئة قارب بعجلات تم الحفاظ عليها من عام 1942 ميلادي. المركبة متميزة لقدرتها على السير على الماء واليابسة. تنطلق «البطة» من محطة يونيون ستيشن إلى متاحف Smithsonian الوطنية والمعالم الأثرية في متنزه الناشيونال مول. تتوغل البطة في مياه نهر البوتوماك بعد ذلك وتجري على مساره، ثم تصعد البطة إلى اليابسة مجددا لتعبر بجوار مطار رونالد ريغان. قم بتغطية أذنيك، لأن الطائرات تطير فوق هذه المنطقة على ارتفاع منخفض جداً. وهكذا تنتهي الرحلة بعودة البطة إلى Union Station.
الساعة الآن هي الثانية عشرة ظهراً، لا بد أنك تتضور جوعاً، لا تقلق، لدي المكان المثالي للغداء. تحت محطة Union Station يوجد مترو الأنفاق، اختر المسار الأحمر الذي تقع عليه محطة Union Station، وانطلق إلى محطة Gallery Place Chinatown المحطة الثانية بعد يونيون في اتجاه محطة Shady Grove اصعد إلى الشارع العام، امش باتجاه الغرب في شارع «H» الشمال الغربي، ستجد مطعم Cava Mezze Grill على يمينك.
يقدم مطعم Cava Mezze Grill وجبات يونانية سريعة وصحية. هناك ستة اختيارات رئيسية لتكوين الطلب: سلاطة، وطبق حبوب، وطبق أعشاب خضراء، ورغيف خبز مسطح كبير، ورغيفان صغيران من الخبز المسطح، أو رغيفان صغيران مع طبق حساء. هناك اختيارات متعددة للإضافة إلى أي من الطلبات الثلاثة، تتراوح ما بين كباب، وفلافل، أو دجاج، وحمص، وزيتون أجبان، بالإضافة إلى خضراوات ومخللات. أسعاره أيضا جيدة قد لا تتجاوز عشر دولارات.
الآن وبعد أن تزودت بالطاقة اللازمة لإكمال اليوم، حان وقت التجول مشيا في مدينة واشنطن دي س.
الساعة الآن هي الواحدة ظهراً، ابدأ بالسير باتجاه الغرب على شارع «H» الشمال الغربي، ثم اتجه يسارا إلى شارع «7» الشمال الشرقي، بإمكانك الاتجاه يمينا على شارع «G» الشمال الشرقي، لتجد متحف Smithsonian الوطني للفنون الأميركية على يسارك، أو بإمكانك الاستمرار بالسير على شارع «7»، ثم الاتجاه يسارا إلى شارع «F» الشمال الغربي، ستجد حينها على يمينك مسرح Shakespeare Theatre Company، حيث يقام كثير من المسرحيات الشهيرة، وعلى يسارك مركز Verizon Center، حيث تقام الحفلات الغنائية.
لا تفوت المباني الحكومية أيضاً، مثل مباني مجلس الشيوخ وممثلي الولايات، بالإضافة إلى مبنى US Capitol Building، حيث يتم التصويت على تمرير القوانين فيه. بإمكانك الوصول إلى منطقة US Capitol عن طريق المشي وركوب الباص. امض في شارع «F» الشمال الغربي، ثم انعطف يسارا إلى شارع «7» الشمال الغربي، ثم يمينا إلى شارع Pennsylvania Avenue الشمال الغربي، سيكون على يسارك محطة وصول باص Metro bus. اركب هذا الباص، باتجاه الشرق الذي ينتهي مساره عند محطة Naylor Road. توقف عند محطة تقاطع شارعي Independence Avenue الشمال الشرقي، وNew Jersey Avenue الشمال الشرقي. امشي إلى أن تصل إلى Longworth Hob ثم انعطف يمينا على شارع Independence Avenue الشمال الشرقي، ثم يسارا على شارع Capital Plz الشمال الشرقي. استمر في المشي إلى E Capital Circle ثم انعطف يساراً، سيكون مبنى US Capitol Building على يسارك.
بجوارك توجد المكتبة الشهيرة والمليئة بالمخطوطات وأرشيفات تستفيد منها الحكومة الأميركية Library of Congress، مكان يستحق الزيارة. انعطف يسارا إلى شارع Capitol Driveway الشمال الشرقي، ثم انعطف يسارا مرة أخرى، ثم يسارا وستجد المكتبة أمامك.
هل لديك شهية للحلوى؟ سأدلك على المكان المناسب! بعد الخروج من مكتبة Library of Congress استمر في المشي على شارع Independence Avenue الشمال الشرقي، وستجد محطة Metro bus التي تقع على تقاطع شارعي Independence Avenue الشمال الشرقي و«1st» الشمال الشرقي. وجهة الباص يجب أن تكون غربا باتجاه Friendship Heights.
توقف عند محطة تقاطع شارعي «M» الشمال الغربي و«31st» الشمال الغربي. امش لمدة ست دقائق، ستتمكن من إيجاد المكان إذا رأيت أفواجا من البشر تحاول الدخول. هذا يا عزيزي مخبز Georgetown Cupcake للكعك متميز النكهات وسيكون على يمينك، استمتع!
المنطقة التي أنت موجود بها حاليا اسمها Georgetown حيث إنها تجاور جامعة Georgetown University. المنطقة مكونة من شارع رئيسي، وهو «M» الشمال الغربي، بالإضافة إلى كثير من الشوارع الصغيرة الضيقة التي تصب فيه وتتفرع منه. تتميز المباني المطلة على الشارع بأرصفته الحجرية بأناقة تصميمها المعماري، حيث إن كل واحد منها يقف متميزا عن الآخر رغم التصاقها ببعض. تتضمن المنطقة كثيرا من محلات للتسوق، بالإضافة إلى تنوع مثير من المقاهي والمطاعم، وتوجد بها دار للسينما.
تود الشعور بالسكون بعد يوم مليء بالأنشطة والمشي؟ اتجه يسارا إلى شارع Water St الشمال الغربي، واستمر في النزول إلى أن تجد نهر البوتوماك. تمشى على مسار النهر، ستجد نوافير جميلة على هيئة أقواس، ستتمكن من رؤية مركز Kennedy Center للفنون التعبيرية.
المرسى Washington Harbor يطل على نهر البوتوماك، بضع خطوات، وستجد نفسك في منطقة ساحرة دائرية الشكل، تملؤها المطاعم المحيطة بحلقة نوافير أخرى، يمكنك تناول وجبة عشاء بحرية تليق بجو المرسى المحيط بك.
مطعم Farmers Fishers Bakers، اسم يليق بهذا المطعم، حيث إن معناه «المزارعون، الصيادون، الخبازون». لا تفوت طبق Crab Dip لفتح الشهية، طبق يتكون من خليط من الأجبان والسلطعون، يقدم ساخنا بجانب قطع من الخبز الطازج. للطبق الرئيسي أرشح السلمون المشوي المطهو بعناية بجانب قطع مشوية من البطاطا.
وأخيرا في ختام هذه الليلة الجميلة، اقض الليلة في فندق Four Seasons اذهب باتجاه الشرق، ثم اتجه يسارا إلى شارع Thomas Jefferson الشمال الغربي، استمر بالمضي إلى هذا الشارع باتجاه اليمين، ثم اتجه يمينا إلى شارع «M» الشمال الغربي. امض باتجاه اليمين إلى شارع Pennsylvania Avenue الشمال الغربي، ثم اتجه يمينا وستجد الفندق أمامك. ليلة سعيدة.
للإفطار، لا يتوجب عليك الذهاب بعيداً، فقط انزل من غرفتك في فندق Four Seasons لمطعم الفطور الخاص بالفندق. القائمة توفر أطعمة إفطار متنوعة، مثل شكشوكة تونسية وفول مصري شهي جداً.
جدول اليوم الثاني مرتب من قبل شركة السياحة Gray line Washington DC ابتداء من الساعة الثانية عشرة ظهرا إلى الساعة الرابعة عصراً، توجد جولة سياحية تعليمية لمعالم واشنطن دي سي التاريخية. بعد ذلك يمكنك تناول عشاء فاخر وخفيف في مطعم Zaytinya للمأكولات اليونانية والتركية قبل الجولة الليلية. المطعم مزدحم عادة ويفضل الحجز المسبق. يقع مطعم tinya Zay على 701 شارع «تسعة» الشمال الغربي. يتمتع مطعم Zaytinya بجمال في التصميم الداخلي بألوانه الزرقاء المريحة للأعصاب. الوجبات صغيرة الحجم وتقدم بشكل جميل يفتح الشهية. يتميز المطعم بوفرة الطلبات النباتية المتميزة في المذاق والمظهر. لا يمكنك زيارة واشنطن دي سي دون زيارة Zaytinya.
بعد الانتهاء من تناول وجبة العشاء في Zaytinya، حان وقت الذهاب في جولة سياحية ليلية من قبل شركة Gray line Washington DC من الساعة السابعة مساءً إلى الساعة العاشرة مساءً. اسم الجولة DC After Dark وهي جولة تتضمن زيارة مزيد من معالم واشنطن دي سي التاريخية ومشاهدتها في سحر الليل وتحت الأضواء.



قرى مصرية تبتكر نوعاً جديداً من السياحة التقليدية

قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)
قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)
TT

قرى مصرية تبتكر نوعاً جديداً من السياحة التقليدية

قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)
قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)

في الخلف من البقع السياحية السحرية بأنحاء مصر، توجد قرى مصرية تجذب السائحين من باب آخر، حيث يقصدونها للتعرف على الحرف التقليدية العتيقة والصناعات المحلية التي تنتجها هذه القرى وتتخصص فيها منذ عشرات السنوات، وفاقت شهرتها حدود البلاد.

ويشتهر كثير من القرى المصرية بالصناعات اليدوية، ذات البعدين التراثي والثقافي، مثل صناعة أوراق البردي، والأواني الفخارية، والسجاد اليدوي وغيرها، وهي الصناعات التي تستهوي عدداً كبيراً من الزوار، ليس فقط لشراء الهدايا التذكارية من منبعها الأصلي للاحتفاظ بها لتذكرهم بالأيام التي قضوها في مصر؛ بل يمتد الأمر للتعرف عن قرب على فنون التصنيع التقليدية المتوارثة، التي تحافظ على الهوية المصرية.

«الشرق الأوسط» تستعرض عدداً من القرى التي تفتح أبوابها للسياحة الحرفية، والتي يمكن إضافتها إلى البرامج السياحية عند زيارة مصر.

السياحة الحرفية تزدهر في القرى المصرية وتجتذب السائحين (صفحة محافظة المنوفية)

ـ الحرانية

قرية نالت شهرتها من عالم صناعة السجاد والكليم اليدوي ذي الجودة العالية، والذي يتم عرضه في بعض المعارض الدولية، حيث يقوم أهالي القرية بنقش كثير من الأشكال على السجاد من وحي الطبيعة الخاصة بالقرية.

والسجاد الذي يصنعه أهالي القرية لا يُضاهيه أي سجاد آخر بسبب عدم استخدام أي مواد صناعية في نسجه؛ حيث يتم الاعتماد فقط على القطن، والصوف، بالإضافة إلى الأصباغ النباتية الطبيعية، من خلال استخدام نباتي الشاي والكركديه وغيرهما في تلوين السجاد، بدلاً من الأصباغ الكيميائية، ما يضفي جمالاً وتناسقاً يفوق ما ينتج عن استخدام الأجهزة الحديثة.

تتبع قرية الحرانية محافظة الجيزة، تحديداً على طريق «سقارة» السياحي، ما يسهل الوصول إليها، وأسهم في جعلها مقصداً لآلاف السائحين العرب والأجانب سنوياً، وذلك بسبب تميُزها، حيث تجتذبهم القرية ليس فقط لشراء السجاد والكليم، بل للتعرف على مراحل صناعتهما المتعددة، وكيف تتناقلها الأجيال عبر القرية، خصوصاً أن عملية صناعة المتر المربع الواحد من السجاد تستغرق ما يقرُب من شهر ونصف الشهر إلى شهرين تقريباً؛ حيث تختلف مدة صناعة السجادة الواحدة حسب أبعادها، كما يختلف سعر المتر الواحد باختلاف نوع السجادة والخامات المستخدمة في صناعتها.

فن النحت باستخدام أحجار الألباستر بمدينة القرنة بمحافظة الأقصر (هيئة تنشيط السياحة)

ـ القراموص

تعد قرية القراموص، التابعة لمحافظة الشرقية، أكبر مركز لصناعة ورق البردي في مصر، بما يُسهم بشكل مباشر في إعادة إحياء التراث الفرعوني، لا سيما أنه لا يوجد حتى الآن مكان بالعالم ينافس قرية القراموص في صناعة أوراق البردي، فهي القرية الوحيدة في العالم التي تعمل بهذه الحرفة من مرحلة الزراعة وحتى خروج المنتج بشكل نهائي، وقد اشتهرت القرية بزراعة نبات البردي والرسم عليه منذ سنوات كثيرة.

الرسوم التي ينقشها فلاحو القرية على ورق البردي لا تقتصر على النقوش الفرعونية فحسب، بل تشمل أيضاً موضوعات أخرى، من أبرزها الخط العربي، والمناظر الطبيعية، مستخدمين التقنيات القديمة التي استخدمها الفراعنة منذ آلاف السنين لصناعة أوراق البردي، حيث تمر صناعة أوراق البردي بعدة مراحل؛ تبدأ بجمع سيقان النبات من المزارع، ثم تقطيعها كي تتحول إلى كُتل، على أن تتحول هذه الكتل إلى مجموعة من الشرائح التي توضع طبقات بعضها فوق بعض، ثم تبدأ عملية تجفيف سيقان النباتات اعتماداً على أشعة الشمس للتخلص من المياه والرطوبة حتى تجف بشكل تام، ثم تتم الكتابة أو الرسم عليها.

وتقصد الأفواج السياحية القرية لمشاهدة حقول نبات البردي أثناء زراعته، وكذلك التعرف على فنون تصنيعه حتى يتحول لأوراق رسم عليها أجمل النقوش الفرعونية.

تبعد القرية نحو 80 كيلومتراً شمال شرقي القاهرة، وتتبع مدينة أبو كبير، ويمكن الوصول إليها بركوب سيارات الأجرة التي تقصد المدينة، ومنها التوجه إلى القرية.

قطع خزفية من انتاج قرية "تونس" بمحافظة الفيوم (هيئة تنشيط السياحة)

ـ النزلة

تُعد إحدى القرى التابعة لمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم، وتشتهر بصناعة الفخار اليدوي، وقد أضحت قبلة عالمية لتلك الصناعة، ويُطلق على القرية لقب «أم القرى»، انطلاقاً من كونها أقدم القرى بالمحافظة، وتشتهر القرية بصناعة الأواني الفخارية الرائعة التي بدأت مع نشأتها، حيث تُعد هذه الصناعة بمثابة ممارسات عائلية قديمة توارثتها الأجيال منذ عقود طويلة.

يعتمد أهل القرية في صناعتهم لتلك التحف الفخارية النادرة على تجريف الطمي الأسود، ثم إضافة بعض المواد الأخرى عليه، من أبرزها الرماد، وقش الأرز، بالإضافة إلى نشارة الخشب، وبعد الانتهاء من عملية تشكيل الطمي يقوم العاملون بهذه الحرفة من أهالي القرية بوضع الطمي في أفران بدائية الصنع تعتمد في إشعالها بالأساس على الخوص والحطب، ما من شأنه أن يعطي القطع الفخارية الصلابة والمتانة اللازمة، وهي الطرق البدائية التي كان يستخدمها المصري القديم في تشكيل الفخار.

ومن أبرز المنتجات الفخارية بالقرية «الزلعة» التي تستخدم في تخزين الجبن أو المش أو العسل، و«البوكلة» و«الزير» (يستخدمان في تخزين المياه)، بالإضافة إلى «قدرة الفول»، ويتم تصدير المنتجات الفخارية المختلفة التي ينتجها أهالي القرية إلى كثير من الدول الأوروبية.

شهدت القرية قبل سنوات تشييد مركز زوار الحرف التراثية، الذي يضمّ عدداً من القاعات المتحفية، لإبراز أهم منتجات الأهالي من الأواني الفخارية، ومنفذاً للبيع، فضلاً عن توثيق الأعمال الفنية السينمائية التي اتخذت من القرية موقعاً للتصوير، وهو المركز الذي أصبح مزاراً سياحياً مهماً، ومقصداً لهواة الحرف اليدوية على مستوى العالم.

صناعة الصدف والمشغولات تذهر بقرية "ساقية المنقدي" في أحضان دلتا النيل (معرض ديارنا)

ـ تونس

ما زلنا في الفيوم، فمع الاتجاه جنوب غربي القاهرة بنحو 110 كيلومترات، نكون قد وصلنا إلى قرية تونس، تلك اللوحة الطبيعية في أحضان الريف المصري، التي أطلق عليها اسم «سويسرا الشرق»، كونها تعد رمزاً للجمال والفن.

تشتهر منازل القرية بصناعة الخزف، الذي أدخلته الفنانة السويسرية إيفلين بوريه إليها، وأسست مدرسة لتعليمه، تنتج شهرياً ما لا يقل عن 5 آلاف قطعة خزف. ويمكن لزائر القرية أن يشاهد مراحل صناعة الخزف وكذلك الفخار الملون؛ ابتداء من عجن الطينة الأسوانية المستخدمة في تصنيعه إلى مراحل الرسم والتلوين والحرق، سواء في المدرسة أو في منازل القرية، كما يقام في مهرجانات سنوية لمنتجات الخزف والأنواع الأخرى من الفنون اليدوية التي تميز القرية.

ولشهرة القرية أصبحت تجتذب إليها عشرات الزائرين شهرياً من جميع أنحاء العالم، وعلى رأسهم المشاهير والفنانون والكتاب والمبدعون، الذين يجدون فيها مناخاً صحياً للإبداع بفضل طقسها الهادئ البعيد عن صخب وضجيج المدينة، حيث تقع القرية على ربوة عالية ترى بحيرة قارون، مما يتيح متعة مراقبة الطيور على البحيرة، كما تتسم بيوتها بطراز معماري يستخدم الطين والقباب، مما يسمح بأن يظل جوها بارداً طول الصيف ودافئاً في الشتاء.

مشاهدة مراحل صناعة الفخار تجربة فريدة في القرى المصرية (الهيئة العامة للاستعلامات)

ـ ساقية المنقدي

تشتهر قرية ساقية المنقدي، الواقعة في أحضان دلتا النيل بمحافظة المنوفية، بأنها قلعة صناعة الصدف والمشغولات، حيث تكتسب المشغولات الصدفية التي تنتجها شهرة عالمية، بل تعد الممول الرئيسي لمحلات الأنتيكات في مصر، لا سيما في سوق خان الخليلي الشهيرة بالقاهرة التاريخية.

تخصصت القرية في هذه الحرفة قبل نحو 60 عاماً، وتقوم بتصدير منتجاتها من التحف والأنتيكات للخارج، فضلاً عن التوافد عليها من كل مكان لاحتوائها على ما يصل إلى 100 ورشة متخصصة في المشغولات الصدفية، كما تجتذب القرية السائحين لشراء المنتجات والأنتيكات والتحف، بفضل قربها من القاهرة (70 كم إلى الشمال)، ولرخص ثمن المنتجات عن نظيرتها المباعة بالأسواق، إلى جانب القيمة الفنية لها كونها تحظى بجماليات وتشكيلات فنية يغلب عليها الطابع الإسلامي والنباتي والهندسي، حيث يستهويهم التمتع بتشكيل قطعة فنية بشكل احترافي، حيث يأتي أبرزها علب الحفظ مختلفة الأحجام والأشكال، والقطع الفنية الأخرى التي تستخدم في التزيين والديكور.

الحرف التقليدية والصناعات المحلية في مصر تجتذب مختلف الجنسيات (معرض ديارنا)

ـ القرنة

إلى غرب مدينة الأقصر، التي تعد متحفاً مفتوحاً بما تحويه من آثار وكنوز الحضارة الفرعونية، تقبع مدينة القرنة التي تحمل ملمحاً من روح تلك الحضارة، حيث تتخصص في فن النحت باستخدام أحجار الألباستر، وتقديمها بالمستوى البديع نفسه الذي كان يتقنه الفراعنة.

بزيارة القرية فأنت على مشاهد حيّة لأهلها وهم يعكفون على الحفاظ على تراث أجدادهم القدماء، حيث تتوزع المهام فيما بينهم، فمع وصول أحجار الألباستر إليهم بألوانها الأبيض والأخضر والبني، تبدأ مهامهم مع مراحل صناعة القطع والمنحوتات، التي تبدأ بالتقطيع ثم الخراطة والتشطيف للقطع، ثم يمسكون آلات تشكيل الحجر، لتتشكل بين أيديهم القطع وتتحول إلى منحوتات فنية لشخصيات فرعونية شهيرة، مثل توت عنخ آمون، ونفرتيتي، وكذلك التماثيل والأنتيكات وغيرها من التحف الفنية المقلدة، ثم يتم وضع المنتج في الأفران لكي يصبح أكثر صلابة، والخطوة الأخيرة عملية التلميع، ليصبح المنتج جاهزاً للعرض.

ويحرص كثير من السائحين القادمين لزيارة المقاصد الأثرية والسياحية للأقصر على زيارة القرنة، سواء لشراء التماثيل والمنحوتات من المعارض والبازارات كهدايا تذكارية، أو التوجه إلى الورش المتخصصة التي تنتشر بالقرية، لمشاهدة مراحل التصنيع، ورؤية العمال المهرة الذين يشكلون هذه القطع باستخدام الشاكوش والأزميل والمبرد، إذ يعمل جلّ شباب القرية في هذه الحرفة اليدوية.