آفاق التكنولوجيا تجمع بين «ماكلارين» و«ريتشارد ميل»

«الشرق الأوسط» في زيارة لمركز المجموعة

ريتشارد ميل: يتحدى الزمن بالتكنولوجيا -  ساعة «أر إم 50-03» أنتجتها الشركة بالتعاون مع «ماكلارين إف 1» - أحدث سيارة سباق لفريق «ماكلارين»
ريتشارد ميل: يتحدى الزمن بالتكنولوجيا - ساعة «أر إم 50-03» أنتجتها الشركة بالتعاون مع «ماكلارين إف 1» - أحدث سيارة سباق لفريق «ماكلارين»
TT

آفاق التكنولوجيا تجمع بين «ماكلارين» و«ريتشارد ميل»

ريتشارد ميل: يتحدى الزمن بالتكنولوجيا -  ساعة «أر إم 50-03» أنتجتها الشركة بالتعاون مع «ماكلارين إف 1» - أحدث سيارة سباق لفريق «ماكلارين»
ريتشارد ميل: يتحدى الزمن بالتكنولوجيا - ساعة «أر إم 50-03» أنتجتها الشركة بالتعاون مع «ماكلارين إف 1» - أحدث سيارة سباق لفريق «ماكلارين»

في مدينة ووكنغ بمقاطعة ساري جنوب غربي لندن، يقع مركز مجموعة ماكلارين للتكنولوجيا، المصمم على شكل دائري نصفه مخصص لمبنى المصنع الذي يشبه المعمل الطبي المعقم، والنصف الآخر بحيرة تحيطها الخضرة من كل جانب. الشركة تنقسم إلى ثلاثة أقسام: قسم سباق «فورمولا - 1» وقسم إنتاج السيارات السوبر والقسم الثالث للتقنيات المتقدمة. الشركة دعت مجموعة من ممثلي الإعلام الدولي، شملت «الشرق الأوسط» وحدها من الإعلام العربي، لزيارتها والتعرف على أقسامها وشراكاتها التقنية.
وفي المدخل، تعرض الشركة تاريخها الحافل عبر نماذج لسيارات سباق حققت بطولات على مر السنين، وعدد هائل من الجوائز التي حققتها الشركة منذ تأسيسها في عام 1966 من المتسابق بروس ماكلارين وفريق المتحمسين للسباق الذي صاحبه في الرحلة المثيرة. ولم يمهل القدر ماكلارين عمرا لكي يشاهد الفريق الذي يحمل اسمه يفوز ببطولة العالم، فقد توفي في شبابه في حادث تصادم على مضمار التجارب. ولكن اسمه استمر عبر شركته، وهي الآن من الشركات القليلة، مع «فيراري»، التي استمرت في سباقات «فورمولا - 1» منذ الستينات.
وحققت ماكلارين حتى الآن 12 بطولة عالم للسائقين، وثماني بطولات للصانعين كان أولها في عام 1974 من السائق البرازيلي إيمرسون فيتيبالدي، وآخرها في عام 2008 من السائق لويس هاميلتون، وتحققت في آخر سباقات الموسم في البرازيل.
ورغم بعض المصاعب في تطوير المحرك الجديد الذي تعتمد عليه ماكلارين هذا الموسم من شركة «هوندا»، فإن جوناثان نييل مدير قسم السباق في الشركة يقول إن المرحلة الصعبة ستنتهي قريباً بتحسين إنجاز السيارة، وإن التعاقد مع «هوندا» مستقر ومستمر.
شراكة «ريتشارد ميل»
ويشير نييل إلى أن نشاط ماكلارين يركز على عاملي التكنولوجيا والزمن. ولذلك كانت شراكة «ماكلارين» وشركة الساعات الرياضية السويسرية «ريتشارد ميل» مثمرة للطرفين، حيث يشتركان في الأهداف نفسها.
من ناحية، يقول نييل إن الفارق بين سيارات الصف الأول والصف الأخير في سباقات «فورمولا - 1» لا يتعدى أربع ثوان فقط. وتعمل الشركة بكل جهد طوال العام لكي تنتج أربع سيارات سباق سنوياً تحاول بها اقتطاع ثانية أو اثنتين من زمن دورة المضمار.
من ناحية أخرى، تنتج شركة «ريتشارد ميل» ساعات نادرة تحتوي على مئات من المكونات، ولا تزن في مجملها إلا بضع عشرات من الغرامات بفضل استخدام مواد جديدة، كان أحدثها مادة تسمى «غرافين» تخلط برقائق كربونية لإنتاج مواد أخف وأقوى من خلائط الكربون العادية. وتستخدم الشركة هذه المادة في تصنيع جسم الساعة وبعض مكوناتها النادرة عالية الدقة في التوقيت. كما تدرس ماكلارين إدخال هذه المادة أيضاً في تصنيع سياراتها لخفض المزيد من وزنها.
وتم عزل مادة الغرافين للمرة الأولى عملياً في معمل متخصص أنشئ عام 2015 في جامعة مانشستر البريطانية. واستطاع أستاذ الفيزياء أندريه جييم تحقيق هذا الإنجاز، الذي حصل بفضل نظرياته على جائزة نوبل في الفيزياء لعام 2010 بالمشاركة مع زميله البروفسور كونستانتين نوفوسيلوف.
أحدث ساعات الشركة اسمها «أر إم 50 - 03» بالتعاون مع «ماكلارين إف 1»، وهي تجديد تقني فريد، ولا يزيد وزن هذا الموديل عن 40 غراماً بما في ذلك سوار الساعة. وهي بذلك أخف ساعة في العالم من هذا النوع. وهي تشترك مع تقنيات سيارات ماكلارين في سباق البحث عن خفة الوزن ودقة الإنجاز وقوة التحمل.
من الساعات المرموقة التي أنتجتها شركة ريتشارد ميل أيضاً ساعة «آر إم 008» وتقدر قيمة الواحدة منها بنحو نصف مليون يورو. أما الساعة «آر إم 056» فهي نادرة للغاية، حيث لم تنتج منها الشركة سوى خمسة نماذج فقط، وكانت هي أفضل ساعة في معارض عام 2012، وتقدر قيمتها بنحو 1.7 مليون دولار. وهي بإطار شفاف مصنوع من الياقوت. ويقول مؤسس الشركة ريتشارد ميل إن «التحديات هي ملهمة الإنجاز، ولا بد أن تنطلق الشركة من الموقع الأول دائما». وهي مقولة تحاول شركة ماكلارين أن تطبقها وتحققها في سباقات «فورمولا - 1» أيضاً.
ويعشق مؤسس الشركة ريتشارد ميل رياضة السيارات، حيث كان يذهب لمشاهدة سباقات السيارات وهو طفل مع والده، واستمر إعجابه ببروس ماكلارين مؤسس فريق ماكلارين، ثم إنجازات الفريق من بعده عبر 50 عاما من التميز على حلبات السباق. وبعد تأسيس شركته لصناعة أحدث ساعات العالم تقنية، شعر ريتشارد ميل أن الشراكة طويلة الأجل مع فريق ماكلارين - هوندا هو النموذج المناسب للشركتين. فمن ناحية كانت شركة ماكلارين سباقة في استخدام الكربون في سيارات السباق التابعة لها. ومن ناحية أخرى كانت شركة ريتشارد ميل تسعى إلى الهدف نفسه في الجمع بين خفة الوزن والسرعة وقوة الاحتمال.
وبما أن شركة ماكلارين لها أيضاً نشاط في التقنيات المتقدمة بالإضافة إلى نشاطها في مجال السباق وإنتاج السيارات السوبر، أتاح ذلك الفرصة لشركة ريتشارد ميل في اكتشاف تطبيقات مادة الغرافين في مجال الساعات للمرة الأولى على الإطلاق.
وتمثل الساعة «آر إم 50 - 03» توجه جديد للتعامل مع التحديات التي تواجه صناعة الساعات الحديثة. وكان للتعاون مع ماكلارين الفضل في اختبار وتطوير وإنتاج مادة الغرافين؛ بينما ركز خبراء شركة ريتشارد ميل على ابتكار الأدوات التي تتعامل مع هذه المادة وتشكلها وتصقلها، وذلك بدقة تصل إلى الميكرون الواحد (أي واحد على ألف من المليمتر).



مبيعات «كيا» في السعودية تنمو 41.9 % في 2019

{كيا بروسيد} الجديدة
{كيا بروسيد} الجديدة
TT

مبيعات «كيا» في السعودية تنمو 41.9 % في 2019

{كيا بروسيد} الجديدة
{كيا بروسيد} الجديدة

سوف تستثمر شركة «كيا» 25 مليار دولار من الآن وحتى منتصف العقد، من أجل التحوّل إلى إنتاج سيارات كهربائية، بحيث يصل عدد النماذج الكهربائية المتاحة من الشركة إلى 11 طرازاً مختلفاً بحلول عام 2025. وأشار ياسر شابسوغ، المدير الإقليمي التنفيذي للعمليات، إلى أن خطط المستقبل تشمل توسيع حضور علامة «كيا» في السوق السعودية، أكبر أسواق المنطقة للشركة.
وأضاف شابسوغ في حوار مع «الشرق الأوسط» أن حصة «كيا» في السوق السعودية بلغت 5.5 في المائة في عام 2019، وارتفعت مبيعات الشركة في السوق السعودية في العام نفسه بنسبة 41.9 في المائة مقارنة بعام 2018. وأثنى شابسوغ على وكيل «كيا» الوحيد في المملكة، «مجموعة الجبر»، التي لا تمثل أي شركة سيارات أخرى.
ولن تكتفي «كيا» بما حققته في السوق السعودية، حيث وضعت استراتيجية للمدى الطويل لتعزيز حضور «كيا» في المملكة. وسوف يشمل الاستثمار صالة عرض جديدة في الرياض مع تحسين لخدمات الصيانة وقطع الغيار وخدمات ما بعد البيع لكي تتوافق مع تنامي حصة الشركة في السوق.
ويرى شابسوغ أن قطاع السيارات في المملكة يشهد تطوراً تتغير فيه ديناميكيات ملكية السيارات واستخدامها بشكل سريع. ومن العوامل المؤثرة في السوق السعودية قيادة المرأة للسيارات، وظهور خدمات تأجير ومشاركة السيارات، والتوجه المتنامي نحو السيارات الهجينة والكهربائية على الصعيد العالمي. وقد سارعت «كيا» لإجراء أبحاث تسويقية تهدف لتحقيق فهم أعمق لمتطلبات المرأة السعودية وما تفضله في السيارات، وقدمت منتجات وخدمات لتلبية هذه الحاجات. إضافة إلى ذلك، أطلقت الشركة في المملكة مؤخراً عدة طرازات كهربائية هجينة، بما فيها سيارتا «نيرو» وقريباً سيارة «كي 5 هايبرد»، للعملاء الراغبين بالانتقال إلى هذه الفئة واسعة الانتشار في مناطق عديدة من العالم. وتهدف الشركة لكي تكون ضمن أكبر أربع شركات في السعودية.
وعن خطط «كيا» في المنطقة لعام 2020 قال شابسوغ إن الشركة اتجهت في العقد الماضي نحو تصميم العديد من المنتجات الملائمة لزبائن الشرق الأوسط، وذلك من خلال إطلاق مجموعة قوية من السيارات تشمل عدة قطاعات في السوق. وسوف يستمر هذا التوجه أيضاً في السيارات التي تصل في عامي 2020 و2021.
وأضاف: «سنؤكد هذا العام على التزامنا بتقديم منتجات تحقق بشكل تام حاجات عملائنا في مختلف أنحاء المنطقة. كما سنواصل تقديم منتجاتٍ في فئات لم تدخلها (كيا) مسبقاً، كما هي الحال مثلاً بالنسبة لسيارة (بيغاس)، السيارة العملية صغيرة الحجم، التي نوفرها لعملائنا، مع التركيز على فئة الشركات، وسيارة (كيا تيلورايد) الرياضية متعددة الاستخدامات الفائزة بعدة جوائز عالمية والمصنّعة في الولايات المتحدة الأميركية، وتستهدف العائلات الكبيرة نسبياً».
أما سيارة «سيلتوس» الرياضية المدمجة متعددة الاستخدامات المصنوعة في الهند فهي متوفرة الآن في الشرق الأوسط، وبنهاية العام ستنضم إليها سيارة «سونيت» من ذات الفئة والمصنوعة في الهند أيضاً، اللتان تستهدفان بشكل خاص الموظفين الشباب والعائلات صغيرة العدد. كما سينضم الجيل الجديد من «سورينتو» و«كرنفال» إلى مجموعة منتجات «كيا» المتاحة في الأسواق، إضافة لذلك ستحل سيارة «كيا - كي 5» محل سيارة «أوبتيما». كما ستأتي سيارات «سيد» و«بروسيد» و«إكسيد» ذات الطابع الأوروبي والشعبية الواسعة إلى عدة أسواق في المنطقة، مع التركيز على شمال أفريقيا.

الطاقة الجديدة
وعن الطاقة الجديدة التي تتسابق شركات السيارات على تطويعها وتقديمها في نماذجها الجديدة، يقول شابسوغ إن «كيا» تستعد للتحول إلى شركة رائدة في مجال السيارات الكهربائية، وفق استراتيجية «خطة إس» التي توفر استثماراً قدره 25 مليار دولار.
وستطلق الشركة أول نماذجها الكهربائية من الجيل الجديد ضمن استراتيجية «خطة إس» في عام 2021. كما تسعى لتوفير مجموعة كاملة مؤلفة من 11 سيارة كهربائية بحلول عام 2025، بما في ذلك سيارات «سيدان» ورياضية متعددة الاستخدامات، وسيارات متعددة الأغراض. وسيتم بناء السيارات الكهربائية الجديدة باستخدام الهيكل القاعدي الفريد الذي تمت هندسته خصيصاً ليتوافق مع مجموعات نقل الحركة الكهربائية والتكنولوجيا المرتبطة بها. كما ستتوفر بتصميم «كروس أوفر» مع مدى قيادة في الشحنة الواحدة يزيد على 500 كلم، وشحن فائق السرعة يستغرق أقل من 20 دقيقة. كما سيتوفر نوعان متمايزان من السيارات الكهربائية ذات قدرات الشحن المختلفة (400 فولت - 800 فولت) لتزويد العملاء بخيارات تلائم متطلباتهم.
ويرى شابسوغ أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تتبنى بسرعة كبيرة تقنيات سيارات الطاقة الجديدة، كما أصبح المزيد من الأشخاص أكثر انفتاحاً على الأنماط الجديدة من ملكية واستخدام السيارات الهايبرد.
ولم تصبح السيارات الكهربائية أمراً رائجاً بعد في معظم دول المنطقة، ولكن هناك حالات تشجيع حكومي للأفراد على تقبل وتبني السيارات الكهربائية والهجينة، كما هي الحال في الأردن. وأضاف: «باعتقادنا، ستتبع بقية الحكومات هذا النهج، وستكون هناك المزيد من المحفزات للتشجيع على شراء السيارات الكهربائية والصديقة للبيئة».
وتسعى «كيا» إلى استقطاب التكنولوجيا الأفضل أينما كانت. ولذلك استثمرت في شركة «ريماك» الكرواتية المختصة بصناعة السيارات الكهربائية فائقة الأداء، وشركة «أيونيتي» المتخصصة في بناء البنى التحتية للشحن فائق السرعة. ومنحت هذه الشراكات «كيا» القدرة على تطوير البنى التحتية الخاصة بها للنقل في العديد من الدول حول العالم، وستستمر الشركة في هذه الاستراتيجية من الأشهر والسنوات المقبلة.
وعن التقنيات التي سوف تكون متاحة في سيارات «كيا» في 2020. يقول شابسوغ إن سيارات «كيا» توفر مزيجاً مثالياً من الترفيه والأداء والسلامة، وتقدّم ما يلائم حاجات الشرائح المختلفة من السائقين. «كنا دائماً رواداً في تقديم التكنولوجيا الجديدة التي تحسّن تجربة القيادة مع ضمان السلامة التامة للركاب».
وأكد شابسوغ أن منتجات الشركة التي تصل في 2020 ستجلب مجموعة من التقنيات التي تبرز جودة سيارات «كيا» لناحية الأداء والتصميم. هذه التقنيات تتضمن «التحذير من الاصطدام الأمامي»، و«المساعدة على اتباع حارة السير»، و«التحذير من التصادم في النقاط العمياء مع شاشة مراقبة لها». وتزود السيارات أيضاً بنظام شحن لاسلكي للهاتف الذكي، وبشاشة لمس ملونة قياس 12 بوصة ونظام بلوتوث للاتصال.