مقتل 3 جنود بانفجار قنبلة في نقطة تفتيش شمال مقديشو

أنباء عن انشقاق داخل قيادات «حركة الشباب»

مقتل 3 جنود بانفجار قنبلة في نقطة تفتيش شمال مقديشو
TT

مقتل 3 جنود بانفجار قنبلة في نقطة تفتيش شمال مقديشو

مقتل 3 جنود بانفجار قنبلة في نقطة تفتيش شمال مقديشو

لقي أمس ثلاثة جنود صوماليين على الأقل مصرعهم، بينما كانوا في مهمة لإزالة الألغام في انفجار قنبلة مزروعة على الطريق على بعد 90 كيلومترا شمال العاصمة مقديشو في منطقة طردت القوات الحكومية، عناصر متشددة منها قبل ست سنوات. وأعلنت حركة الشباب الصومالية التي تربطها صلات بتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن الهجوم على نقطة تفتيش على مشارف مدينة شلمبود بمنطقة شبيلي السفلى.
وقال محمد نور المسؤول العسكري الإقليمي إن قوة خرجت في مهمة لإزالة الألغام لكن قنبلة مزروعة في موقع لصيق لتمركزهم انفجرت، ما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود وإصابة أربعة آخرين.
لكن «حركة الشباب» قالت إن الهجوم أسفر عن عدد أكبر من الضحايا، حيث أعلن الشيخ عبد العزيز أبو مصعب المتحدث باسم العمليات العسكرية بالحركة، مسؤولية الحركة عن التفجير عند نقطة التفتيش، مضيفا أنه أسفر عن مقتل أربعة جنود بينهم مسؤولان. ويشن متشددون من حركة الشباب هجمات متكررة في مقديشو ومحيطها في سعيهم للإطاحة بالحكومة الصومالية المدعومة من الغرب وطرد قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي.
إلى ذلك، ظهر أمس الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو الذي زار بشكل مفاجئ مدينة أفجوى بإقليم شبيلي السفلى التابعة لولاية جنوب غربي الصومال، وهو يرتدى الزى العسكري للمرة الثانية منذ توليه مهام منصبه في الثامن من شهر فبراير (شباط) الماضي. وترأس فرماجو وفدا حكوميا رفيع المستوى في الزيارة التي قال مساعدوه إنها شملت بعض المناطق التي شهدت عمليات عسكرية ضد «حركة الشباب» المتشددة.
وقالت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية إن فرماجو الذي وصل إلى أفغوي في رحلة برية وسط إجراءات أمنية مشددة، سينتقل أيضا لزيارة بلدة بريري التي شهدت عملية عسكرية نوعية، ومنطقة كيلومتر 50. وقاعدة بيلودغلي العسكرية. وتعتبر هذه هي أول زيارة يقوم بها فرماجو لتلك المنطقة منذ انتخابه، علما بأنه تعهد خلال الشهر الماضي بالقضاء على «حركة الشباب» في غضون عامين قبل انسحاب قوات حفظ السلام الأفريقية (أميصوم) من الصومال. وكانت الحكومة الصومالية قد أعلنت عن مقتل القيادي البارز في «حركة الشباب»، معلم عثمان عبدي بدل وثلاثة مقاتلين آخرين، في عملية عسكرية يوم الجمعة الماضي شاركت فيها قوات صومالية خاصة وأميركية. واعتبر حساب تابع للقيادة الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) أمس على موقع «تويتر» أن مقتل عبدي «يعتبر انتصارا للقوات الصومالية وعملية إحلال السلام، وسيقوض شوكة حركة الشباب الإرهابية»، وقال إن «اصطياد رؤوس حركة الشباب الإرهابية الواحد تلو الآخر دليل على سهولة اختراق صفوفها».
كما نقل عن مواقع إلكترونية صومالية وجود ما وصفه بانشقاق خطير بين قيادات «حركة الشباب» المنقسمة على نفسها ما بين الولاء لتنظيم القاعدة أو «داعش».
وبعدما لفت إلى أن من وصفهم بمرتزقة حركة الشباب ينشقون بالجملة، تساءل من سيدفع الأكثر، «داعش» أم «حركة الشباب»؟
وتحدثت مواقع إلكترونية صومالية أمس عن وجود خلافات عنيفة داخل قيادات «حركة الشباب» بعد الهجمات الأخيرة التي شنتها الحركة ضد كينيا، مشيرة إلى أن بعضا من قادة «حركة الشباب» يريد البقاء والمشاركة في عمليات تنظيم القاعدة، بينما تريد عناصر أخرى من مقاتلي حركة الشباب التحالف مع تنظيم داعش الموجود في سوريا. وقالت مصادر محلية إن القياديين في الحركة، واكتفت بإعطاء أسمائهما الحركية، وهما الشيخ سعيد بلبل وعبد الكريم، قد انشقا مؤخرا بسبب تصاعد هذا الخلاف.
وطبقا لما أعلنته وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس، فإن الجندي الأميركي الذي لقي حتفه يوم الجمعة الماضي خلال عملية عسكرية في الصومال، يدعى كايل ميليكين، ويبلغ من العمر 38 عاما، ليصبح أول أميركي يموت في القتال في هذا البلد الأفريقي منذ كارثة سقوط طائرة من طراز بلاك هوك عام 1993.
وقتل كايل وأصيب جنديان آخران أثناء مداهمة مجمع تابع لمسلحي «حركة الشباب»، بعد أسابيع من منح البيت الأبيض سلطات أوسع للجيش الأميركي لتنفيذ عمليات ضد الحركة.
وقالت قيادة القوات الأميركية في أفريقيا إنه لقي حتفه برصاص أسلحة خفيفة بينما كانت قوات أميركية تقدم المشورة والدعم في عملية للجيش الوطني الصومالي في باري على مسافة نحو 60 كيلومترا غرب مقديشو.
إلى ذلك، أعلن رئيس الحكومة المصرية المهندس شريف إسماعيل، أنه سيشارك في الاجتماع الدولي الذي سيعقد بعد غد في العاصمة البريطانية لندن حول الأوضاع في الصومال، واعتبر أن حضوره لهذا المؤتمر يأتي في إطار اهتمام مصر بمتابعة التطورات في الصومال وما وصفه بدور بلاده المحوري في القارة الأفريقية.
في المقابل، نقلت وكالة أنباء «الأناضول» التركية عن مصدر، وجود قلق بعض دول الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا «الإيقاد»، من تنظيم بريطانيا للمؤتمر الذي سيناقش ملف مكافحة الإرهاب في الصومال، لأنه يمثل تجاوزا لدور الاتحادين الأفريقي والأوروبي.
وطبقا للمصادر نفسها، فإن رؤساء جيبوتي وأوغندا والسودان، لن يشاركوا في الاجتماع، الذي انضم أيضا إلى مقاطعته أحمد سيلانيو، رئيس إقليم «أرض الصومال». ونقلت الوكالة عن مصدر دبلوماسي أوروبي أن «ألمانيا وعددا من الدول الأوروبية سجلوا تحفظا على مؤتمر لندن، وأبلغوا الحكومة الصومالية بتحفظهم»، لافتا إلى أن «مناورات لندن الجديدة وسيلة للبحث عن دور جديد في الصومال وليبيا، بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، لتهميش دور الاتحاد الأوروبي في المنطقة»، على حد تعبيره.



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».