التنسيق الروسي ـ الإسرائيلي في سوريا على رأس مباحثات دانفورد

ألف شخص يرافقون ترمب إلى تل أبيب بينهم مسؤولون عن الملفات المطروحة

الجنرال رودسكي من قيادة الأركان الروسية يتحدث الجمعة عن اتفاق المناطق الهادئة (إ ب)
الجنرال رودسكي من قيادة الأركان الروسية يتحدث الجمعة عن اتفاق المناطق الهادئة (إ ب)
TT

التنسيق الروسي ـ الإسرائيلي في سوريا على رأس مباحثات دانفورد

الجنرال رودسكي من قيادة الأركان الروسية يتحدث الجمعة عن اتفاق المناطق الهادئة (إ ب)
الجنرال رودسكي من قيادة الأركان الروسية يتحدث الجمعة عن اتفاق المناطق الهادئة (إ ب)

وصل رئيس أركان القوات المشاركة للجيش الأميركي، الجنرال جوزيف دانفورد، أمس، في زيارة رسمية لم يعلن عنها سوى في الساعات الأخيرة قبل وصوله. وحسب مصادر أمنية في تل أبيب، فإن أبرز المواضيع التي باشر ببحثها هي الوضع في سوريا وعمليات نقل أسلحة منها إلى حزب الله في لبنان، حيث تشن إسرائيل غارات ضدها في محاولة لمنع هذه الأسلحة، وقضية إيران وتهديداتها لإسرائيل ولدول المنطقة. كذلك سيناقش الجانبان التطورات الأخيرة في سيناء والعلاقات الثنائية.
وقالت هذه المصادر إن الموضوع السوري يتربع على رأس جدول الأبحاث بسبب التطورات الأخيرة، التي يبدو فيها أن إيران توسع نفوذها، وأن الجنرال الأميركي معني بالاطلاع أكثر على فحوى التنسيق العسكري الإسرائيلي - الروسي في سوريا.
وكانت المجلة الإسرائيلية المتخصصة في الشؤون العسكرية «إيزرائيل ديفنس»، قد كشفت صوراً، أمس، قالت إن قمراً صناعياً إسرائيلياً التقطها، تظهر طائرة إنذار مبكر تابعة للجيش الروسي من نوع «A - 50»، في قاعدة سلاح الجو السوري في اللاذقية. وقال مراسل المجلة إنه تم التقاط الصور بتاريخ 3 مايو (أيار) الحالي، بواسطة القمر الصناعي «اروس بي» الإسرائيلي الذي التقط الصور للطائرة الروسية، وهي في الأجواء السورية مزودة برادار متطور جداً. وبينت المجلة أن تلك الطائرة تستطيع رصد طائرات عن بعد مئات الكيلومترات ورصد تحركات سلاح الجو «الإسرائيلي» وقت إقلاعها من المطارات الإسرائيلية. ورأت تلك المصادر أن يطرح هذا الموضوع على طاولة أبحاث دانفورد.
وحسب البرنامج الذي نشرته إسرائيل، فإن دانفورد سيلتقي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، إضافة إلى مضيفه الرسمي، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي آيزنكوت. ورفضت المصادر الإسرائيلية تفسير سبب الإبقاء على زيارة دانفورد بسرية مطبقة، إلى ما قبل ساعات من وصوله إلى تل أبيب.
ويتطرق برنامج دونالد إلى الاطلاع على خطة الشرطة وبقية أجهزة الأمن الإسرائيلية لحراسة الرئيس دونالد ترمب، الذي سيصل إلى تل أبيب في الأسبوع الأخير من الشهر الحالي. ويتضح مما أعدته هذه الأجهزة أنها أعدت حملة أطلقت عليها اسم «الدرع الأزرق». وسيشارك فيها نحو 10 آلاف عنصر، سيعملون تحت قيادة القائد العام للشرطة روني إلشيخ. وقد باشر قسم العمليات التابع للشرطة بتركيب مخطط الحملة، وتشارك في هذه الحملة قوات من لواء القدس، وألوية الوسط والشرطة والمخابرات الإسرائيلية العاملة في الضفة الغربية.
وسيغلق المجال الجوي الإسرائيلي لوقت وجيز أثناء هبوط الطائرة الرئاسية، بيد أن الأمر لن يؤثر بشكل محسوس على جدول إقلاع وهبوط الطائرات في مطار بن غوريون. وسيتم إغلاق جزء من المطار بعد هبوط الطائرة الرئاسية. ويفضل الأميركيون أن يجري نقل الرئيس ترمب والوفد المرافق له عبر طائرات سلاح الجو الأميركي، كما حصل في زيارات سابقة لرؤساء أميركيين إلى إسرائيل، ولكن جهاز الشرطة الإسرائيلي يستعد أيضاً إلى إمكانيات تغيير الخطة، إذا دعت الحاجة وإلى استخدام شارع رقم 1 (الشارع الواصل بين تل أبيب والقدس)، كما كان قد حصل، على سبيل المثال، إبان زيارة الرئيس باراك أوباما إلى البلاد، حيث منعت عاصفة غبار مفاجئة المروحيات الأميركية من الإقلاع. في حال حدوث أمر كهذا، فإن الشارع سيتم إغلاقه بشكل تام على مدار ساعات، كما سينتشر نحو ألفي مقاتل من سلاح حرس الحدود على مر الطريق، قبل انطلاق القافلة من مطار بن غوريون، وسيتم عزل الشارع تماماً ولن يسمح بمرور السيارات عليه، حتى وصول القافلة إلى القدس.
أما في القدس، فسيتولى أمر التأمين قائد لواء الشرطة في المدينة، المفتش يورام هليفي، حيث ستتركز غالبية القوة الشرطية هنالك. وسيكون في الدائرة الأقرب لترمب أشخاص من الخدمات السرية الأميركية، وسيرافقهم رجال وحدة حراسة الشخصيات الهامة في جهاز الشاباك، وستنتشر الشرطة في حلقة تأمين إضافية أوسع.
وسيحضر مع ترمب ما لا يقل عن ألف شخص، بينهم مسؤولون عن الملفات المطروحة في الزيارة، بدءاً بالموضوع السوري والإيراني والفلسطيني وحتى العلاقات الثنائية.



الحوثيون يعلنون اقتصار هجماتهم البحرية على السفن المرتبطة بإسرائيل

جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يعلنون اقتصار هجماتهم البحرية على السفن المرتبطة بإسرائيل

جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)

أعلنت الجماعة الحوثية في اليمن أنها ستكتفي، فقط، باستهداف السفن التابعة لإسرائيل خلال مرورها في البحر الأحمر، بعد بدء سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بحسب رسالة بالبريد الإلكتروني أرسلتها الجماعة، الأحد، إلى شركات الشحن وجهات أخرى.

ونقل ما يسمى بـ«مركز تنسيق العمليات الإنسانية»، التابع للجماعة الحوثية، أن الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر، ستقتصر، فقط، على السفن المرتبطة بإسرائيل بعد دخول وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ.

وأضاف المركز، الذي كلفته الجماعة بالعمل حلقةَ وصل بينها وشركات الشحن التجاري، أنها توعدت الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل باستئناف الضربات على السفن التابعة لها في حال استمرار هذه الدول في هجماتها الجوية على المواقع التابعة لها والمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وسبق للجماعة الحوثية تحذير الدول التي لديها وجود عسكري في البحر الأحمر من أي هجوم عليها خلال فترة وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وتوعدت في بيان عسكري، أنها ستواجه أي هجوم على مواقعها خلال فترة وقف إطلاق النار في غزة، بعمليات عسكرية نوعية «بلا سقف أو خطوط حمراء».

لقطة أرشيفية لحاملة الطائرات الأميركية هاري ترومان التي أعلن الحوثيون استهدافها 8 مرات (رويترز)

كما أعلنت الجماعة، الأحد، على لسان القيادي يحيى سريع، المتحدث العسكري باسمها، استهداف حاملة الطائرات أميركية هاري ترومان شمال البحر الأحمر بمسيرات وصواريخ لثامن مرة منذ قدومها إلى البحر الأحمر، بحسب سريع.

وسبق لسريع الإعلان عن تنفيذ هجوم على هدفين حيويين في مدينة إيلات جنوب إسرائيل، السبت الماضي، باستخدام صاروخين، بعد إعلان سابق باستهداف وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي، في حين اعترف الجيش الإسرائيلي باعتراض صاروخين أُطْلِقا من اليمن.

موقف جديد منتظر

وفي وقت مبكر من صباح الأحد كشفت وسائل إعلام تابعة للجماعة الحوثية عن استقبال 4 غارات أميركية، في أول ساعات سريان «هدنة غزة» بين إسرائيل، و«حركة حماس».

ويتوقع أن تكون الضربات الأميركية إشارة إلى أن الولايات المتحدة ستواصل تنفيذ عملياتها العسكرية ضد الجماعة الحوثية في سياق منعزل عن التطورات في غزة واتفاق الهدنة المعلن، بخلاف المساعي الحوثية لربط العمليات والمواجهات العسكرية في البحر الأحمر بما يجري في القطاع المحاصر.

ومن المنتظر أن تصدر الجماعة، الاثنين، بياناً عسكرياً، كما ورد على لسان سريع، وفي وسائل إعلام حوثية، بشأن قرارها اقتصار هجماتها على السفن التابعة لإسرائيل، والرد على الهجمات الأميركية البريطانية.

كما سيلقي زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي خطاباً متلفزاً، بمناسبة بدء اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وزعم سريع، السبت الماضي، وجود رغبة لدى الجماعة لوقف هجماتها على إسرائيل بمجرد دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، وإيقاف الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر؛ إذا توقفت الولايات المتحدة وبريطانيا عن مهاجمة أهداف في اليمن.

كما أكّد زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الأسبوع الماضي، أن الهجمات على إسرائيل ستعود في حال عدم احترام اتفاق وقف إطلاق النار.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) من العام قبل الماضي تستهدف الجماعة الحوثية سفناً في البحر الأحمر بزعم تبعيتها لإسرائيل، حيث بدأت باحتجاز السفينة جالكسي ليدر التي ترفع علم جزر الباهاما في المياه الدولية، والتي لا تزال، وأفراد طاقمها البالغ عددهم 25 فرداً، قيد الاحتجاز لدى الجماعة.

السفينة «غالاكسي ليدر» التي تحتجزها الجماعة الحوثية منذ 14 شهراً (رويترز)

وأتبعت الجماعة ذلك بتوسع عملياتها لتشمل السفن البريطانية والأميركية، بصواريخ باليستية وطائرات مسيَّرة في المياه القريبة من شواطئ اليمن بزعم دعم ومساند سكان قطاع غزة ضد الحرب الإسرائيلية.

وتسببت تلك الهجمات في تعطيل جزء كبير من حركة التجارة الدولية، وأجبرت شركات الشحن والملاحة على تغيير مسار السفن التابعة لها، واتخاذ مسار أطول حول جنوب قارة أفريقيا بدلاً من عبور قناة السويس.

وأدى كل ذلك إلى ارتفاع أسعار التأمين وتكاليف الشحن وزيادة مدد وصولها، وبث مخاوف من موجة تضخم عالمية جديدة.

لجوء إلى التخفي

ويلجأ قادة الجماعة إلى الانتقال من مقرات إقامتهم إلى مساكن جديدة، واستخدام وسائل تواصل بدائية بعد الاستغناء عن الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية، رغم أنهم يحيطون أنفسهم، عادة، باحتياطات أمنية وإجراءات سرية كبيرة، حيث يجهل سكان مناطق سيطرتهم أين تقع منازل كبار القادة الحوثيين، ولا يعلمون شيئاً عن تحركاتهم.

أضرار بالقرب من تل أبيب نتيجة اعتراض صاروخ حوثي (غيتي)

وشهدت الفترة التي أعقبت انهيار نظام الأسد في دمشق زيادة ملحوظة في نقل أسلحة الجماعة إلى مواقع جديدة، وتكثيف عميات التجنيد واستحداث المواقع العسكرية، خصوصاً في محافظة الحديدة على البحر الأحمر.

كما كشفت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، خلال الأيام الماضية أن الاتصالات بقيادة الصف الأول للجماعة المدعومة من إيران لم تعد ممكنة منذ مطلع الشهر الحالي على الأقل، نتيجة اختفائهم وإغلاق هواتفهم على أثر التهديدات الإسرائيلية.

وأنشأت الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا في ديسمبر (كانون الأول) من العام نفسه، تحالفاً عسكرياً تحت مسمى تحالف الازدهار، لمواجهة الهجمات الحوثية وحماية الملاحة الدولية، وفي يناير (كانون الثاني) الماضي بدأ التحالف هجماته على المواقع العسكرية للجماعة والمنشآت المستخدمة لإعداد وإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة.

وأطلق الاتحاد الأوروبي، في فبراير (شباط) الماضي، قوة بحرية جديدة تحت مسمى «خطة أسبيدس»، لحماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وحدد مهامها بالعمل على طول خطوط الاتصال البحرية الرئيسية في مضيق باب المندب ومضيق هرمز، وكذلك المياه الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب وخليج عمان والخليج، على أن يكون المقر في لاريسا اليونانية.

احتفالات حوثية في العاصمة صنعاء بوقف إطلاق النار في غزة (إعلام حوثي)

وتزامنت هجمات الجماعة الحوثية على السفن التجارية في البحر الأحمر مع هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ باليستية على مدن ومواقع إسرائيلية، ما دفع سلاح الجو الإسرائيلي للرد بضربات جوية متقطعة، 5 مرات، استهدف خلالها منشآت حيوية تحت سيطرة الجماعة.

وشملت الضربات الإسرائيلية ميناء الحديدة وخزانات وقود ومحطات كهرباء في العاصمة صنعاء.

ونظمت الجماعة الحوثية في العاصمة صنعاء، الأحد، عدداً من الاحتفالات بمناسبة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، رفعت خلالها شعارات ادعت فيها أن عملياتها العسكرية في البحر الأحمر وهجماتها الصاروخية على الدولة العبرية، أسهمت في إجبارها على القبول بالهدنة والانسحاب من القطاع.

وتأتي هذه الاحتفالات مترافقة مع مخاوف قادة الجماعة من استهدافهم بعمليات اغتيال كما جرى مع قادة «حزب الله» اللبناني خلال العام الماضي، بعد تهديدات إسرائيلية باستهدافهم، وسط توقعات بإصابة قادة عسكريين كبار خلال الضربات الأميركية الأخيرة في صنعاء.