ألغام بحرية حوثية طافية تهدد الملاحة قرب ميدي

القوات السعودية نجحت في رصدها باتجاه ممرات العبور

أحد الالغام البحرية التي نشرتها ميليشيات الحوثي لإعاقة الملاحة قبالة السواحل اليمنية (واس)
أحد الالغام البحرية التي نشرتها ميليشيات الحوثي لإعاقة الملاحة قبالة السواحل اليمنية (واس)
TT

ألغام بحرية حوثية طافية تهدد الملاحة قرب ميدي

أحد الالغام البحرية التي نشرتها ميليشيات الحوثي لإعاقة الملاحة قبالة السواحل اليمنية (واس)
أحد الالغام البحرية التي نشرتها ميليشيات الحوثي لإعاقة الملاحة قبالة السواحل اليمنية (واس)

أعلنت قيادة قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن أمس عن نجاح سفن القوات البحرية الملكية السعودية التابعة لقوات التحالف المشتركة، في رصد عدد من الألغام البحرية في السواحل اليمنية بالقرب من ميناء ميدي، الواقع على البحر الأحمر والمتاخم للمياه الإقليمية السعودية، وهو الميناء الذي يمثل أهمية كبرى من الناحية العسكرية، فضلاً عن أنه أحد أهم منافذ تهريب الأسلحة للتمرد الحوثي.
وبينت القيادة أن الفرق المختصة أجرت فحصاً لهذه الألغام، تبين من خلاله أنها مصنعة بطريقة ووسائل بدائية، وزراعتها في هذه الأماكن من أساليب الميليشيات الانقلابية التي تعمدت نشرها في السواحل اليمنية.
وأكدت التقارير العسكرية الواردة من الجيش الوطني اليمني أمس، أن ميليشيات التمرد الحوثي عمدت إلى تلغيم منطقة باب المندب، كما تورطت في زرع الألغام بالقرب من ميناء ميدي؛ خشية قيام قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن أو البحرية اليمنية بعمليات إنزال في هذه المنطقة.
وشددت قيادة التحالف، على مخاطر هذه الألغام التي تهدد سلامة وحركة الملاحة الدولية والتجارية، وسفن الإغاثة والمساعدات الداخلة إلى المدن والمحافظات اليمنية، خاصة أنها طافية باتجاه ممرات العبور تلك.
وأكدت قيادة قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن، أن هذا النوع من الألغام يعتبر مخالفة للقوانين الدولية؛ نظراً لما تشكله من خطورة بالغة على السفن الدولية، وتهديد صريح لإعاقة الممرات الملاحية الاستراتيجية. وعلى الطرف الآخر، أقر المكتب السياسي لحركة التمرد الحوثي علناً التورط في زرع الألغام بالقرب من الموانئ، مبرراً ارتكاب هذا النوع من المخالفات الدولية بأنه استعمال لحق الميليشيات الحوثية في الدفاع عن النفس. وزعم المكتب أن التمرد الحوثي لا يفكر في إعاقة حركة الملاحة البحرية.
ويأتي ذلك بعد أيام قليلة من توجيه منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية اتهاما صريحا لميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، بأنها تورطت في استخدام ألغام محظورة في اليمن، ما تسبب بمقتل وتشويه مئات المدنيين، وإعاقة عودة نازحين إلى منازلهم.
ودأبت قوات الحوثي وصالح على خرق الحظر المفروض على استخدام أنواع محرمة من الألغام التي أقرت اليمن عدم استخدامها وحظر استيرادها منذ أكثر من عقدين.
في هذه الأثناء، أكدت المعلومات العسكرية الواردة من الميدان في اليمن رصد نحو 35 ألف لغم مزروعة من قبل الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، وهي الألغام التي تمت زراعتها في المناطق التي حال اليأس دون القدرة على حمايتها من قبل أنصار التمرد.
وأمام ذلك، شكلت قوات الجيش الوطني في اليمن 11 فرقة خاصة لنزع الألغام، التي ثبت أن من بينها الأنواع المحظور استخدامها، وفق معاهدة حظر الألغام الصادرة عام 1997، وهي المعاهدة التي وقعت عليها اليمن في العام التالي، وذلك أثناء حكم علي عبد الله صالح لليمن في الأول من سبتمبر (أيلول) 1998.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.