احذر من علاج الأطفال بالأعشاب

هل يساعد العلاج بالأعشاب حقاً على التخلص من مشكلات معوية لدى الأطفال؟ (رويترز)
هل يساعد العلاج بالأعشاب حقاً على التخلص من مشكلات معوية لدى الأطفال؟ (رويترز)
TT

احذر من علاج الأطفال بالأعشاب

هل يساعد العلاج بالأعشاب حقاً على التخلص من مشكلات معوية لدى الأطفال؟ (رويترز)
هل يساعد العلاج بالأعشاب حقاً على التخلص من مشكلات معوية لدى الأطفال؟ (رويترز)

قد يميل كثير من الآباء الذين يعاني أطفالهم من مشكلات معوية مزعجة إلى تجربة العلاج بالأعشاب منزليا، بسبب الإحباط من عدم توفر خيارات علاجية تقليدية جيدة. لكن دراسة جديدة تشير إلى أن عليهم توخي الحذر لدى استخدامها.
وفحص باحثون بيانات 14 دراسة نشرت من قبل شملت 1927 طفلا، يعانون من مشكلات في الجهاز الهضمي، مثل الإسهال والجفاف والمغص والإمساك وآلام البطن ومتلازمة القولون المتهيج، أو ما يعرف بالقولون العصبي. ولم يجد الباحثون بيانات كافية في النتائج الإجمالية تثبت أن العلاج بالأعشاب قد يفيد في أي من تلك المشكلات الصحية.
لكن بعض الدراسات الصغيرة أشارت بالفعل إلى أن بعض العلاجات العشبية قد تفيد في تخفيف حدة الإسهال وآلام البطن والمغص، ولم تخلص الدراسات إلى وجود أي آثار جانبية خطيرة لتناولها.
وقال الطبيب دنيس أنهاير من جامعة «دوسبورغ – إسن» في ألمانيا، وهو كبير الباحثين في الدراسة: «نقص الأبحاث التي تخلص إلى نتائج حاسمة مشكلة عامة للأسف في مجال طب الأطفال، لكن المشكلة التي تخص العلاج بالأعشاب هي أن كثيرا من تلك العلاجات ليس لها منتجات موحدة ومرخصة».
ويعني ذلك أن وجود أدلة على أن أحد الأعشاب قد يكون آمنا وفعالا مع مشكلة صحية بعينها، لا يعني بالضرورة أن كل أشكاله التجارية المتاحة سيكون لها التأثير ذاته، ولن يكون لها أعراض جانبية.
وعندما فحص الباحثون أربع دراسات شارك فيها إجمالي 424 طفلا، وجدوا بعض الأدلة التي تشير إلى أن تشكيلة من العلاجات بالأعشاب قد تساعد في تخفيف أعراض الإسهال، وهي عشب عرق إنجبار، وعصير بذور الخروب، ومجموعة أعشاب تعد بإضافة البابونج (الكاموميل).
كما أشارت إحدى الدراسات التي شارك فيها 120 طفلا إلى أن زيت النعناع ربما يساعد في تقليل مدة الإصابة بآلام مزمنة في البطن غير معروفة السبب، وكذلك يقلل من تكرارها وشدتها.
وخلصت مراجعة الباحثين لخمس دراسات صغيرة عن علاج المغص لدى الرضع بالأعشاب، إلى أن الشمر قد يفيد في تخفيف أعراضه.
وقال أنهاير إن على الآباء مراجعة الطبيب قبل تجربة علاجات بالأعشاب لأطفالهم، رغم أنها تستخدم عادة بالإضافة للعلاجات التقليدية، أو تساعد في تقليل الاعتماد على العلاج بالأدوية.
ويقول الطبيب بيتر لوكاسن، وهو باحث في المركز الطبي لجامعة «رادبود» في هولندا، والذي لم يشارك في الدراسة، إن سببا إضافيا للحذر من استعمال تلك العلاجات، هو أن الدراسات التي فحصها البحث الأخير التي خلصت لفاعلية العلاج بالأعشاب لا تظهر مدى تأثيرها.
وأضاف أن العلاجات العشبية عادة ما تمزج بين مجموعة من المكونات بنسب مختلفة، بما قد يغير طريقة عملها ومدى أمانها للأطفال، وقد تحتوي أيضا على مكونات كيميائية قد تكون لها آثار جانبية خطيرة أو تشكل خطرا من تخطي الجرعة الآمنة.
وفي سبب إضافي للحذر قال لوكاسن: «قد يكون سبب تأخر تشخيص الحالة هو أن الآباء يطلبون المساعدة الطبية بعد فوات الأوان؛ لأنهم بدأوا بتجربة العلاجات العشبية أولا».



«هارد 75»... تحدٍّ جديد يجتاح «تيك توك» مع بداية العام

جانب من تمرين عالي الطاقة في صالة ألعاب رياضية في نيويورك (أرشيفية - رويترز)
جانب من تمرين عالي الطاقة في صالة ألعاب رياضية في نيويورك (أرشيفية - رويترز)
TT

«هارد 75»... تحدٍّ جديد يجتاح «تيك توك» مع بداية العام

جانب من تمرين عالي الطاقة في صالة ألعاب رياضية في نيويورك (أرشيفية - رويترز)
جانب من تمرين عالي الطاقة في صالة ألعاب رياضية في نيويورك (أرشيفية - رويترز)

مع بداية العام الجديد، انتشر تحدٍّ جديد عبر تطبيق «تيك توك» باسم «هارد 75». وتُعدّ القواعد الأساسية لهذا التحدي أن عليك الالتزام بنظام غذائي صحي من دون وجبات إضافية أو كحوليات لمدة 75 يوماً.

بالإضافة إلى ذلك، في كل يوم من الأيام الـ75 عليك القيام بتمرينين لمدة 45 دقيقة؛ أحدهما في الخارج، وشرب أكثر من 3 لترات من الماء، وقراءة 10 صفحات من كتاب غير خيالي.

وأفادت «هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)»، اليوم (الأحد)، بأن شخصين قالا إنهما أنهيا التحدي، فيما حذر الخبراء من أنه إذا بدا التحدي صارماً بعض الشيء؛ فقد يكون من الأفضل أخذه بشكل أكثر استرخاءً.

«مجالات جديدة عليّ أن أتعامل معها»

تعرف على ديفامشا جانبوت، البالغة من العمر 29 عاماً، التي أكملت التحدي في مارس (آذار) الماضي، أثناء عملها بدوام كامل مستشارة رقمية لشركة كبيرة. وتقول لـ«بي بي سي»: «لقد كان الأمر صعباً بالتأكيد. كما أنني أعيش في أدنبرة، وكان الجو مظلماً ورطباً وبارداً، وكان عليَّ القيام بأحد التدريبات في الخارج».

وتتابع ديفامشا أن أحد أصعب جوانب التحدي كان «وضع الحدود» عند زيارة عائلتها من جنوب آسيا حتى تتمكن من الالتزام بنظامها الغذائي.

وتقول ديفامشا: «كان الاضطرار إلى ممارسة الرياضة مرتين في اليوم والالتزام بنظام غذائي صارم أمراً غير مريح حقاً، ومجالات جديدة بالنسبة لي للتعامل معها، لأنني لم أجرِ هذه المحادثة من قبل»، ولكن منذ إكمال التحدي، لاحظت التأثيرات الدائمة حتى الآن، وتتابع: «أمارس الرياضة بانتظام أكثر، وتغيرت عادات القراءة وعلاقتي بالطعام».

في حين تحول التحدي الرياضي إلى ما يشبه الجنون على مدار الأسابيع القليلة الماضية، فقد اخترعه في الواقع المؤلف والمذيع آندي فريسيلا، في عام 2019. وقال في «البودكاست» الخاص به إنه أمضى «20 عاماً في اكتشاف كيفية إتقان القوة العقلية»، واستخدم هذه المعرفة لإنشاء الخطة.

وتابع المذيع أنه ليس مدرباً شخصياً مؤهلاً أو طبيباً، ولا يقدم إرشادات حول ما يُصنَّف على أنه نظام غذائي صحي في الخطة، ولكن يُفهم أنه يعني متوازناً وغنياً بالمغذيات.

وقد ظهرت أشكال أكثر مرونة من التحدي على وسائل التواصل الاجتماعي مؤخراً؛ حيث يمكن للمشاركين تناول وجبة غير صحية أثناء ممارسة التمارين الرياضية والقراءة.

«لقد أذهلَتْني عائلتي وأصدقائي»

وفي سياق متصل، أكملت صوفي ديكينز، 27 عاماً، أيضاً التحدي، العام الماضي، أثناء عملها مساعدة مدير في إحدى دور السينما بلندن. وتقول إنها خاضت التحدي بعد صراع «مع الانضباط والاتساق» مع خطط أخرى، وتتابع: «لقد أصلحت نظامها الغذائي، فتوقفت عن تناول الشوكولاته والحلويات، ولكنها سمحت بأي شيء يحتوي على سكر طبيعي، مثل الفاكهة والعسل».

كما أعدَّت صوفي جميع وجباتها في المنزل، وتتبعت استهلاكها من البروتين والماء باستخدام تطبيق. وجدت أنه من المفيد منح نفسها مكافآت صغيرة، مثل قص أظافرها أو شراء كتاب جديد، لكن الجزء الأصعب بالنسبة لها كان التواصل الاجتماعي؛ حيث يدور هذا حول تناول الطعام في الخارج. ولحل هذه المشكلة، تشرح: «كنت صريحة للغاية بشأن ما كنت أفعله، لذا لم يكن هناك أي ضغط عندما وصلت إلى هناك (للمناسبات الاجتماعية)، ولكن كان لا يزال هناك انضباط ذاتي حقيقي للقيام بذلك».

ومنذ أن أكملت ذلك، التزمت ببعض أجزاء الخطة، مثل عدم تناول الطعام في الخارج أو شراء القهوة والكعك غير الضروريين، مما ساعدها على «توفير كثير من المال». وتتابع: «لكن الشيء الأكبر ربما هو تحول في طريقة تفكيري - التشجيع الذي حصلت عليه من معرفتي أنني أستطيع القيام بذلك، والأعذار حول الوقت والشك الذاتي قد ولَّت».

إيجابيات وسلبيات التحدي

لكن التحدي ليس للجميع، وهو أمر تريد مدربة القوة واللياقة البدنية، تانا فون زيتزويتز، أن يضعه أولئك الذين يفكرون في ذلك بالاعتبار. وتقول لـ«بي بي سي»: «أنت بحاجة إلى كثير من الوقت، ليس فقط للتدريبات، ولكن لقراءة الكتاب. يبدو أن الأمر يتطلب الكثير لمحاولة فعل كل ذلك في يوم واحد».

وتضيف تانا: «أعتقد بالتأكيد أن هناك عناصر يمكن للناس تنفيذها، مثل الالتزام بـ45 دقيقة من الحركة اليومية، والوعي بشرب المزيد من الماء، وتقليل وقت الشاشة، ولكن عليك أن تكون على دراية بما ينطوي عليه الأمر»، وتقول: «هناك كثير من الضغوط على الناس لتغيير حياتهم في هذا الوقت من العام».

وتقترح المدربة إيجاد طريقة «لتحدي نفسك مع كونك لطيفاً أيضاً»، بحيث تضيف المتعة والقيمة إلى كل يوم، دون أن تشعر بأن التمرين والطعام بمثابة عقاب.

من منظور طبي، من الصعب تحديد ما إذا كان التحدي مفيداً؛ إذ يشير طبيب عام في هيئة الخدمات الصحية الوطنية، سام وايتمان، إلى أنه نظراً لأنه «لم تتم دراسته» في بيئة سريرية، فلا يمكن أن يدعي أنه سيغير حياتك بأي شكل من الأشكال. كما يقول إنه يجب مقارنته بنظام أكثر أساسية، لمعرفة ما إذا كان يمكن أن يحقق نفس النتائج. ويتابع: «إذا كانت هذه طريقة للناس للخروج والنشاط، فأنا أؤيدها تماماً، ولكن إذا كان الأمر يتعلق بما إذا كان هذا أفضل من الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية 3 مرات في الأسبوع أو الركض مرة واحدة في الأسبوع وتناول الطعام الصحي، فلستُ متأكداً».

في حين يشجع التحدي الأشخاص على التقاط صور التقدم كل يوم، فإن الكثير من محتوى «تيك توك» حوله يركز على شعور الشخص في النهاية، بدلاً من مظهره، مما يساعد على تجنُّب الهواجس غير الصحية بالمظهر.