فِن ديزل لـ «الشرق الأوسط»: عملي الأخير مغامرة على أكثر من صعيد

بطل أفلام الإثارة والسرعة الأميركي يؤكد أنه لن يمر عابراً في السينما

ديزل كما ظهر في «xXx»  -  لعب دور المحامي في فيلم سيدني لومت «اعتبرني مذنباً»
ديزل كما ظهر في «xXx» - لعب دور المحامي في فيلم سيدني لومت «اعتبرني مذنباً»
TT

فِن ديزل لـ «الشرق الأوسط»: عملي الأخير مغامرة على أكثر من صعيد

ديزل كما ظهر في «xXx»  -  لعب دور المحامي في فيلم سيدني لومت «اعتبرني مذنباً»
ديزل كما ظهر في «xXx» - لعب دور المحامي في فيلم سيدني لومت «اعتبرني مذنباً»

بينما يواصل «قدر الغاضبين» نجاحاته الحالية جامعاً نحو 800 مليون دولار حتى الآن، ينطلق فيلم جديد آخر من اشتراك الممثل فِن ديزل وهو «حراس المجرّة2». لكن «قدر الغاضبين»، وهو الجزء الثامن من سلسلة Fast and Furious التي انطلقت لأول مرّة سنة 2001، هي الملعب الأساسي للممثل ديزل. وبينما يوفر ديزل تمثيلاً صوتياً فقط في «حراس المجرة»، هو كل شيء في «قدر الغاضبين» داخل الفيلم (كممثل) وخارجه (كمنتج).
إلى ذلك، هناك حقيقة أن فِن ديزل لديه أكثر من مسلسل ناجح.
في البداية، وقبل عام واحد من إنتاج أول جزء من «سريع وغاضب»، مثل دور الفضائي الذي حط على ظهر كوكب متوحش في فيلم «معتم تماماً» (Pitch Black) وهذا تم الرجوع إليه سنة 2004 عبر «مفكرة روديك» (اسم شخصيته في الفيلم) ثم عبر «ريديك» سنة 2013.
هناك أيضاً مسلسل xXx والجزء الأول منه تم إنتاجه سنة 2002 والجزء الثاني منه ظهر في مطلع هذه السنة تحت عنوان xXx‪:‬ Return of Xander Cage.
وإذا لم يكن هذا كافياً لاعتبار فِن ديزل أحد أكثر ممثلي اليوم حباً بسينما المسلسلات فإن على جدول أعماله تحقيق جزء ثانٍ من «آخر صياد ساحرات» الذي كنا شاهدنا الجزء الأول منه قبل عامين.
يؤمّـن فِن ديزل كل ما يتطلبه الفيلم الواحد من ثقة. هو ليس في هذا «البزنس» لكي يمر عابراً بل ليؤسس لنفسه صرحاً كبيراً كما فعل سواه من قبل. لهذه الغاية يمارس نشاطه ممثلاً ومنتجاً ويهتم بالتفاصيل ليتأكد من أن كل شيء في مكانه الصحيح. رغم ذلك، تتفاوت نجاحات أفلامه ومسلسلاته، لكن القليل منها يهرب من الضوء الساطع عليها.
فنياً، هي ليست أفلام للتداول الثقافي ولا للعرض في المهرجانات ولا حتى للتداول كاحتمالات أوسكار، لكن هذا الجانب ليس وارداً الآن على الأقل في هذه المرحلة وإلى سنوات قريبة من بعد.
والواقع أنه حاول قبل عشر سنوات البحث لنفسه عن مكان وسط أعمال مطرّزة بأساليب مخرجيها وليس منتجيها وأبطالها فمثل «اعتبرني مذنباً»، لكن النجاح لم يحالفه في هذه الغاية. الفيلم لم ينجز له لا الاهتمام الجاد بين هواة السينما ولا الرواج الشعبي الكافي.
لكن بين كل مسلسلاته ومشاريعه المجزأة على أكثر من حلقة يبقى «السريع والغاضب» أقربها إليه وأكثرها نجاحاً. والجزء الثامن، على الرغم من ارتفاع معدل الفانتازيا الشاطحة فيه، يحمل عناصر مهمّـة من بينها أن الإنتاج تم - جزئياً - في كوبا وأنه يشهد المزيد من السيارات الطائرة وأن الإشاعات دارت حول خلافات بينه وبين دواين جونسون. أمور ترد في حديثه التالي.
** روح الفيلم
* تواصل سلسلة «سريع وغاضب» ضم ممثلين جددا إلى حلقاتها. هذه المرّة، في هذا الجزء الثامن، هناك تشارليز ثيرون وهيلين ميرين. وسابقاً تم ضم كيرت راسل وهناك سواهم بالطبع. ما هو الدافع إلى ذلك؟
- هناك الكثير من دوافع. بالنسبة لكيرت راسل، أنا أحب هذا الممثل ومعجب به. وعندما سألني (المخرج) جيمس غَـن عمن يستطيع أن يلعب الدور الذي أدّاه راسل في فيلم «حراس المجرة2» نصحته به. وفي الجزء السابع استعنت به للسبب ذاته، وأصبح من المجموعة التي أعتز بها في هذا المسلسل. بالنسبة لتشارليز ثيرون وهيلين ميرين، كان من بين الأسباب طبعاً حاجة الفيلم إليهما فهما ممثلتان جيدتان إلى حد بعيد وكلاهما ربح الأوسكار. كانت رغبتنا ضم ممثلين آخرين من رابحي الأوسكار لكن القصة لم تعد تحتمل.
* هل الفكرة هنا هي ضم المزيد من الوجوه لتحقيق النجاح؟
- النجاح مؤمن أو معظمه مؤمن في كل الحالات. طبعاً نستفيد من الأسماء الكبيرة بلا ريب ومن ذكرناهم لديهم كيان من الأعمال لا يمكن التغاضي عنه وهم حاضرون في بال هواة السينما منذ عقود. لكن هذه الفكرة ليست الوحيدة. شخصياً أشعر بالسعادة لأن مواهب كثيرة موجودة في هذا الفيلم ولا أقصد بالطبع الأسماء التي نتحدث عنها الآن، بل الجميع كذلك.
* هل كانت هناك مشاكل في الكتابة أو في الإخراج مع كل هذا العدد من الممثلين الذين في هذا الجزء؟ نتحدث عن جاسون ستاثام ودواين جونسون وميشيل رودريغيز وسواهم…
- أنت تحكم. هل لاحظت أن هناك مشاكل في توزيع هذه الأدوار أو في الشخصيات كما كتبت؟ حاولنا واستطعنا، في رأيي، منح كل شخصية تفاعلها مع الحكاية التي نسردها وهذا لم يتم بسبب هذا الفيلم فقط، بل تم تأسيس معظم الشخصيات في الأجزاء السابقة.
* ماذا عن الخلاف الذي قرأت أنه وقع بينك وبين دواين جونسون؟ هل هو خلاف حقيقي أم واحد من أساليب الترويج؟
- تقصد تصريحه بأننا لم نلتق كثيراً في الفيلم وأنني انفردت بالدور بعيداً عن الشلة؟… أهذا ما قرأته؟
* تماماً.
- لكن هذا هو روح الفيلم. هذه هي حبكته. أنت شاهدت الفيلم وشاهدت كيف أن القصّـة تدور حول شخصية دوم التي أمثلها وقد قررت التعاون مع امرأة شريرة منفصلاً عن المجموعة التي أنشأتها سابقاً. معظم مشاهدي كانت مع تشارليز ثيرون وليس مع الآخرين. هذه هي طبيعة القصّـة. كل الممثلين الآخرين في هذا الفيلم كان لهم ظهور محدود معي لأن الحبكة دارت في جانب آخر. هذا ما جعل معظم الممثلين الآخرين يظهرون معاً أكثر من ظهورهم معي. لذلك لا أعتقد أن هناك أي خلاف بيني وبينه. ربما لم نلتق كفاية ولم نتجالس ونلهو معاً هذه المرّة، لكن هذه هي شروط العمل.
* هل استفادت السلسلة من وجود اثنين من ممثلي شخصيات القوّة، أنت ودواين؟
- أشكرك على هذا السؤال وأقول كثيراً. استفادت كثيراً. عندما اقترحت دواين للانضمام إلى مجموعة ممثلي هذه السلسلة كنت أعرف كيف ستستفيد هذه السلسلة من ذلك. كنت ولا أزال من المعجبين بدواين وسيبقى مثل أخ لي. بالنسبة للقوّة البدنية التي تتحدّث عنها، كنا في الأجزاء السابقة نعمل معاً وأعتقد أن الإفادة كانت أكبر من أن توصف علماً بأن شخصية كل منا كانت مختلفة في تلك الأفلام. لكن وكما ذكرت أخذت القصّـة هنا منعطفاً جديداً ما جعل الأمر يبدو كما لو أننا مختلفان.
** لكل جيل أبطاله
* هذا أكبر إنتاج في سلسلة «سريع وغاضب» هل ترى مع ارتفاع التكلفة ارتفاع مماثل للمسؤوليات؟
- بكل تأكيد. هناك الكثير مما يُحسب له في هذا الفيلم. تريد أن تبقي عنصر الدهشة متوفراً وهو عنصر لا يمكن توفيره من دون تكلفة ولا يمكن توفيره من دون الذهاب إلى مناطق في الأحداث والمشاهد لم تقع من قبل. لكن هناك عنصراً آخر، وأنا سعيد بهذا السؤال لأنه يتيح لي الحديث في موضوع أحب الحديث فيه، وهو أننا عندما فكرنا في حكاية تقوم على أن الشخصية التي أمثلها تقرر الانفصال، ولو إلى فترة معينة، عن الفريق الذي دائماً ما عملت معه، كنا ندوس على أرض ألغام.
* كيف ذلك؟
- لقد تم تأسيس السلسلة على أننا عائلة واحدة. الواحد للكل والكل للواحد. فجأة هناك واحد منا يقرر الانفصال. هذا سبب قلقاً من حيث إننا بهذه الفكرة سنخرج عن الخط المرسوم من البداية وهي مغامرة بقيمة 250 مليون دولار، بل ربما بأكثر من ذلك لأن علينا أن ننظر إلى أبعادها في الحلقات التالية.
* لكن المغامرة نجحت.
- جداً.
* أرى أن هناك لقاء بين حقيقة رحيل شريكك الأول بول ووكر، في حادثة مؤسفة، وقرارك هنا جعل دوم يسير في درب وعر يتعارض والقانون ويتعارض مع أصدقائه جميعاً.
- أعتقد أن لديك شيئا هنا. ربما في اللاوعي. هذه ناحية جديدة علي أن أفكر بها.
* ما الفرق، في نظرك، بين ممثلين سابقين من جيل السبعينات والثمانينات من ذوي اللياقة البدنية الذين قاموا بتمثيل أفلام أكشن وممثلي اليوم في هذا المجال؟
- الفوارق في رأيي تتعلق بشخصية كل ممثل. لا أعتقد أنني أو دواين أو جاسون صورة من أي من الممثلين السابقين، أرنولد أو سلفستر أو تشاك نوريس. ولا هم سابقون لنا في هذه الناحية لأن كلا منهم وكل واحد منا مختلف تماماً. والأفلام بدورها كثيرة الاختلاف. لكن أكثر من ذلك هو أنه في تلك الفترة كانت هناك الكثير من الفرص أمام ممثلي أدوار القوّة. مرت مرحلة كانت كل سنة فيها توفر ممثلين من هذا النوع على الأقل. الآن، ولظروف مختلفة، ليس هناك الكثير من ممثلي أدوار القوّة.
* هل كان هناك أفلام سابقة لسلفستر ستالون أو لأرنولد شوارتزنيغر تتمنى لو مثلتها؟
- لا أدري. «روكي»؟ «رامبو»، «توتال ريكول»… ربما.
* أخبرتني في لقاء سابق عن أنك منحت نفسك فرصة للظهور في أدوار مختلفة عن أدوار القوّة وذكرت لي أن فرصتك الأهم كانت مع المخرج الراحل سيدني لومِـت. ونحن نعلم الآن أن ذلك الفيلم الذي جمعكما لم ينجح تجارياً. لكن هل تكفي محاولة واحدة في هذا الصدد؟
- أنا ابن مدرس دراما. والدي كان يدرس التمثيل في معهد بروكلين في نيويورك. ترعرعت في هذا الجو. وكنت أستمع إلى الممثلين الطموحين آنذاك وهم يتناقشون في أساليب الأداءات والشخصيات وكيف يمكن تمثيلها. كان الحديث منعشاً بالنسبة لي. وعندما مثلت الفيلم الذي تقصده وهو «اعتبرني مذنباً» كنت بالفعل أتطلع لتمثيل شخصية أخرى غير التي وجدتها متاحة لي في أفلام سلسلة X وسلسلة «ريديك» أو سلسلة «السريع والغاضب». للأسف لم يحظ الفيلم، تماماً كما ذكرت، بالإقبال. لكني استمتعت به وبحقيقة أنني تعاملت مع مخرج جوائز موهوب جداً. ربما ما تقوله صحيح. ربما كان علي أن لا أستعجل العودة إلى أفلام الأكشن، لكن هذه كانت حاضرة ومتعددة آنذاك ولم يكن لدي وقت للتجريب.
* ثم هناك بالطبع دورك كأحد ممثلي فيلم «إنقاذ المجند رايان». لم يكن دور بطولة لكنه كان دوراً آخر في فيلم جاد.
- هذان الفيلمان يشكلان عندي نقطة عالية في مهنتي.
** أمام تشارليز
* هذا الجزء الثامن من المسلسل صوّرت الكثير من مشاهده في كوبا. ما الغاية التي كنت تريد الوصول إليها عبر التصوير هناك؟
- قد لا تعلم أنني تخليت سنة 2000 مؤقتاً عن هويتي الأميركية بسبب الحظر الذي كان مفروضاً على الأميركيين وذلك لأني أردت أن أزور كوبا. منذ ذلك الحين فكرت في التصوير هناك. لم أكن أعرف ما هو الشيء الذي كنت أريد تصويره، لكنني كنت أعلم أنني سأبحث عنه. عندما غادرت كوبا للعودة إلى أميركا كررت القول لرجال الجمارك أنني سأعود للتصوير في كوبا في يوم ما.
* هل شاركك بول ووكر بعض هذه الأفكار؟ هل كان يود التصوير في كوبا أيضاً؟
- نعم لكن على نحو غير مباشر. كان يطلب مني دائماً، كمنتج، أن أعود إلى أصول «سريع وغاضب». هل تعرف ما أقصده؟ في البداية كانت هناك تلك الشلّـة التي تستمتع بسباق السيارات غير القانونية. ثم طبعاً تجاوزنا ذلك عندما كبرت المهام التي نقوم بها وإن كانت السيارات والمطاردات تشكل المحرّك الحقيقي للسلسلة ولكل جزء منها. كوبا يمكن أن تكون المكان لمثل هذه السباقات القديمة والبسيطة. فكرت في بول ونحن نصوّر هذا الجزء هناك وتمنيت لو أنه عاش ليكون معنا.
* كيف وجدت تشارليز ثيرون كممثلة؟
- تحدثنا سابقاً عن خلافات هي في الواقع غير موجودة؟ هذا أيضاً ما فعلناه في المشاهد التي جمعتنا. كنا بين تصوير مشهد وآخر نتصدى كل للآخر. ندخل في خناقات يومية. نقفز مثل ديكين متشابكين. لكن كل ذلك لمصلحة الفيلم. كل دفع الآخر إلى الحائط لكن ذلك كان ما نحتاجه لهذا العمل. إنها ممثلة رائعة ومحترفة وأقدر لها ذلك كثيراً.
* كان هناك مشروع فيلم مشترك بينكما قبل عدة سنوات، أليس كذلك؟
- نعم. لم نعمل معاً في الواقع، لكن كان هناك مشروع فيلم انسحبت منه قبل أسبوعين من التصوير وكانت هي فيه.
* بين كل أجزاء هذه السلسلة، هل هناك ما تفضله أكثر من سواه؟
- نعم لكن ليس لأسباب أن هذا أفضل من ذاك. مثلاً هناك دائماً ذكرى الجزء الأول عندما كانت السلسلة مجرد فيلم واحد وأول سنة 2001. ثم هناك تلك الأفلام التي جمعتني ببعض الممثلين والمخرجين. الفيلم الأول الذي جمعني بميشيل رودريغيز…
* أعتقد أنه كان الثالث في السلسلة… سنة 2009.
- صحيح. لكن هذا الفيلم الجديد مثل بقعة ضوء ساطعة. تجربة كبيرة وجديدة وهي الأفضل بالنسبة لي حالياً. هذه السلسلة هي بيتي الأول وأنا حريص على الدفاع عنها. هي السلسلة الأحب إلى نفسي.



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».