ماذا تعني زيارة ترمب للسعودية بالنسبة لأسواق الطاقة؟

خبير نفطي: أسعار النفط بين 50 و55 دولاراً مناسبة لأميركا والمملكة

ماذا تعني زيارة ترمب للسعودية  بالنسبة لأسواق الطاقة؟
TT

ماذا تعني زيارة ترمب للسعودية بالنسبة لأسواق الطاقة؟

ماذا تعني زيارة ترمب للسعودية  بالنسبة لأسواق الطاقة؟

سيزور رئيس الولايات المتحدة دونالد ترمب السعودية هذا الشهر في أول زيارة له لبلد خارجي منذ توليه الرئاسة. وستكون هذه الزيارة تاريخية بكل المقاييس بالنسبة لعالم السياسة، ولكن ماذا ستعني بالنسبة لعالم الطاقة؟
لعل من أهم سمات الرئيس الأميركي دونالد ترمب هو اهتمامه بالنفط ودعمه لهذا القطاع، حتى لو كان الأمر على حساب قضايا البيئة التي يوليها أهمية أقل من صناعة النفط، لأن الأخيرة محرك رئيسي للاقتصاد الأميركي وواحدة من القطاعات التي تسهم بشكل كبير في توفير كثير من فرص العمل.
ورغم عدم وضوح رؤيته حيال علاقته الخارجية بالدول المنتجة للنفط الأخرى، بما فيها كندا والمكسيك وباقي دول منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، فإن التوقعات تشير إلى أنه سيساعد صناعة النفط في النمو عالمياً، والدليل على ذلك نبذه اتفاقية باريس للتغير المناخي التي دعمها سلفه باراك أوباما.
ومن الأمور التي ستعزز حوار الطاقة بين البلدين هو وجود وزير الخارجية الأميركي الحالي، ريكس تيلرسون، الذي كان يرأس سابقاً شركة «إكسون موبيل»، وهي أكبر شركة نفط أميركية، والتي لديها مع شركة «أرامكو» السعودية ومع شركة «سابك» كثير من الشراكات داخل وخارج المملكة.
وفي مارس (آذار) الماضي، أعلنت السعودية وأميركا خلال زيارة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة أن البلدين سيزيدان التعاون في مجال الطاقة. وخلال زيارة ترمب المقبلة للمملكة، هناك كثير من المجالات التي يتعاون فيها البلدان أو من المحتمل أن يتعاونا فيها، سواء على مستوى الحكومات أو مستوى الشركات. وفيما يلي أبرزها:
* أسعار النفط واتفاق «أوبك»: يقول المحلل النفطي الكويتي محمد الشطي لـ«الشرق الأوسط» إن زيارة ترمب للسعودية بلا شك مهمة لأسواق النفط، لأن البلدين من كبار المنتجين في العالم، وكلاهما الآن صاحب مصلحة واحدة فيما يتعلق بأسعار النفط. إذ يقول الشطي إن السعودية والولايات المتحدة كلتيهما تريد أن تبقي أسعار النفط في مستوى مرتفع يشجع على الاستثمار في الصناعة النفطية. كما أن ترمب حريص على استمرار شركات النفط الصخري في الإنتاج، ولهذا من صالحها أن تستمر منظمة «أوبك» في الحفاظ على استقرار السوق. وفي الأسبوع الماضي، عبر هارولد هام رئيس أكبر شركة نفط صخري «كونتينتال ريسورسز»، عن رضاه من قرار «أوبك» بخفض الإنتاج. وهام يشغل أيضاً منصب مستشار للطاقة للرئيس الأميركي. ويرى الشطي أن مستوى من 50 إلى 55 دولاراً للبرميل معقول ومقبول لكل من البلدين.
> اكتتاب «أرامكو» السعودية: يقول المحلل الاقتصادي الدكتور محمد الرمادي إن اكتتاب «أرامكو» لا بد أن يكون من النقاط الساخنة في النقاش بين البلدين، لأنه من المحتمل أن يكون الاكتتاب الأكبر في العالم. وتنوي السعودية طرح أسهم الشركة في سوق أجنبية على الأقل إلى جانب سوقها المحلية، ونيويورك من المدن التي تستهدفها «أرامكو». وقال الرمادي إنه لا يستبعد دعم الحكومة الأميركية لطرح «أرامكو» في نيويورك أسوة بما فعلته حكومات أخرى، مثل حكومات اليابان وبريطانيا وسنغافورة والصين، التي تولت بنفسها التفاوض مع الحكومة السعودية حول طرح أسهم «أرامكو» في أسواقها.
> إنتاج النفط من المنطقة المحايدة: في حقل الوفرة في المنطقة المحايدة بين السعودية والكويت، توجد هناك شركة «شيفرون» العربية السعودية، وهي شركة تابعة لشركة «شيفرون» الأميركية التي تدير حصة السعودية في الحقل البالغة 50 في المائة بامتياز يمتد حتى عام 2039. وتوقفت شركة «شيفرون» عن العمل في الوفرة منذ سنتين، ولا تزال الشركة في انتظار انفراج الأزمة التي تعرضت لها هناك بعد أن تم إيقاف تصاريح العمل واستيراد المعدات لها. وأعلن وزير الطاقة الكويتي عصام المرزوق الشهر الماضي أن الكويت والسعودية اقتربتا من حل أزمة «شيفرون»، وقد تسهم زيارة ترمب الذي يدعم الشركات الأميركية في عودة تسريع عودة نشاط الشركة.
> إنتاج الغاز الصخري في المملكة: يقول الشطي إن الشركات الأميركية في وضع جيد للمساهمة في خطة السعودية لمضاعفة إنتاجها من الغاز الطبيعي في العشر سنوات المقبلة من خلال استغلال جميع مواردها، بما فيها الغاز الصخري. ورغم أن «أرامكو» تريد المضي قدماً في المشروع بمفردها، فإنها ستحتاج للتقنية العالية الموجودة عند الشركات الأميركية.
> قطاع البتروكيماويات: بدأ العام الماضي الإنتاج من أكبر مشروع كيماويات في منطقة الشرق الأوسط بين شركة «أرامكو» السعودية وشركة «داو كيمكال» الأميركية. وإلى جانب هذا المشروع، هناك مشروع آخر مقبل بين شركة «سابك» وشركة «إكسون موبيل» لإنتاج البتروكيماويات في ولاية تكساس. وتتعاون «إكسون موبيل» مع «أرامكو» في الصين لإنتاج البتروكيماويات. وهناك كثير من الفرص بين الشركات في البلدين.



«وول ستريت» تتراجع مع انخفاض أسهم التكنولوجيا وسط بيانات اقتصادية متفائلة

متداولون يعملون في بورصة نيويورك (أ.ب)
متداولون يعملون في بورصة نيويورك (أ.ب)
TT

«وول ستريت» تتراجع مع انخفاض أسهم التكنولوجيا وسط بيانات اقتصادية متفائلة

متداولون يعملون في بورصة نيويورك (أ.ب)
متداولون يعملون في بورصة نيويورك (أ.ب)

تراجعت مؤشرات «وول ستريت» الرئيسة، الثلاثاء، متأثرة بانخفاض أسهم التكنولوجيا، وذلك بعد صدور مجموعة من البيانات الاقتصادية المتفائلة التي أثارت حالة من عدم اليقين بين المستثمرين بشأن وتيرة تخفيف السياسة النقدية التي قد يتبعها بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا العام.

وأظهر تقرير وزارة العمل أن فرص العمل في الولايات المتحدة بلغت 8.1 مليون في نوفمبر (تشرين الثاني)، مقارنة بتوقعات الخبراء الاقتصاديين الذين استطلعت «رويترز» آراءهم والتي كانت تشير إلى 7.7 مليون.

من جهة أخرى، أظهر مسح لمعهد إدارة التوريدات أن نشاط الخدمات في ديسمبر (كانون الأول) سجل 54.1، متفوقاً على التوقعات التي كانت تشير إلى 53.3، ومرتفعاً عن رقم الشهر السابق.

وأدت هذه البيانات التي أظهرت استمرار مرونة الاقتصاد إلى زيادة التوقعات بشأن موعد بدء بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة هذا العام، حيث يتوقع المتداولون أن يتم ذلك في يونيو (حزيران)، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

وانخفض مؤشر «داو جونز» الصناعي 69.82 نقطة أو 0.17 في المائة ليصل إلى 42636.74 نقطة، في حين خسر مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» حوالي 24.88 نقطة أو 0.42 في المائة ليصل إلى 5950.50 نقطة، كما انخفض مؤشر «ناسداك» المركب 154.71 نقطة أو 0.80 في المائة ليصل إلى 19710.27 نقطة.

وارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 4.677 في المائة، وهو أعلى مستوى له منذ مايو (أيار) 2024، مما ضغط على الأسهم. كما تراجع القطاعان المالي والعقاري، الحساسان لأسعار الفائدة، بينما انخفضت أسهم التكنولوجيا بنسبة 0.8 في المائة، حيث تراجعت أسهم شركة «إنفيديا» الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي بنسبة 2.6 في المائة.

وتركز السوق هذا الأسبوع على بيانات الرواتب غير الزراعية، إلى جانب محاضر اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر، المتوقع إصدارها في وقت لاحق من الأسبوع. وقال روبرت بافليك، مدير المحفظة الأول في «داكوتا ويلث»، إنه يتوقع أن يظل بنك الاحتياطي الفيدرالي متمسكاً بسياساته الراهنة، ويبدأ في خفض أسعار الفائدة عندما تبدأ قوائم الرواتب في التباطؤ قليلاً، وهو ما سيسهم في تخفيف بعض ضغوط التضخم.

وقال المحللون إن تعهدات حملة ترمب، مثل التخفيضات الضريبية والتعريفات الجمركية والتنظيم المتساهل، إذا تم تنفيذها، يمكن أن تنشط الاقتصاد، لكنها قد تزيد من التضخم وتبطئ من وتيرة خفض أسعار الفائدة. كما أن سياسات التعريفات الجمركية، إذا تم تنفيذها، قد تشعل حرباً تجارية مع أبرز شركاء الولايات المتحدة التجاريين.

من جهة أخرى، تصدرت أسهم قطاع الرعاية الصحية المكاسب بين قطاعات «ستاندرد آند بورز 500»، بارتفاع بنسبة 1 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسهم شركات تصنيع اللقاحات، مثل «موديرنا»، و«نوفافاكس»، و«فايزر»، في ظل المخاوف الزائدة من إنفلونزا الطيور.

وانخفضت أسهم «تسلا» بنسبة 2.9 في المائة بعد أن خفض «بنك أوف أميركا غلوبال ريسيرش» تصنيف السهم إلى «محايد» من «شراء»، مما أثر على قطاع السلع الاستهلاكية التقديرية.

وارتفعت أسهم البنوك الكبرى، مثل «سيتي غروب»، بنسبة 0.3 في المائة بفضل التغطية الإيجابية من شركة «ترويست» للأوراق المالية، في حين ارتفع سهم «بنك أوف أميركا» بنسبة 0.6 في المائة بعد مراجعات إيجابية من ثلاث شركات وساطة على الأقل.