الصومال: مقتل جندي أميركي خلال عملية عسكرية ضد {الشباب}

في أول حادث من نوعه منذ 24 عاماً

عناصر من {الشباب} خلال تدريب خارج مقديشو (أ.ب)
عناصر من {الشباب} خلال تدريب خارج مقديشو (أ.ب)
TT

الصومال: مقتل جندي أميركي خلال عملية عسكرية ضد {الشباب}

عناصر من {الشباب} خلال تدريب خارج مقديشو (أ.ب)
عناصر من {الشباب} خلال تدريب خارج مقديشو (أ.ب)

في أول حادث من نوعه منذ عام 1993، اعترفت أمس قيادة القوات الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) بمقتل جندي أميركي خلال عملية عسكرية ضد حركة الشباب المتطرفة، بالقرب من مدينة باري، على بعد 60 كيلومتراً غرب العاصمة الصومالية مقديشو.
ويعيد هذا الحادث إلى الأذهان الخسارة الكبرى التي مني بها التدخل العسكري الأميركي في الصومال قبل نحو 24 عاماً، عندما أسقطت مروحيتان أميركيتان في العاصمة مقديشو، وسحلت جثث الجنود الأميركيين في الشوارع.
وقالت «أفريكوم»، في بيان نشره موقعها الإلكتروني الرسمي، إن «أحد موظفي الخدمة الأميركية قتل أثناء عملية ضد حركة الشباب»، مشيرة إلى أن القوات الأميركية «كانت تقوم بتقديم المشورة والمساعدة إلى الجيش الوطني الصومالي».
واعتبر البيان أن حركة الشباب تمثل تهديداً للأميركيين والمصالح الأميركية، لافتاً إلى أن «الحركة المرتبطة بتنظيم القاعدة قتلت الشباب الأميركيين، وتواصل التطرف، وتجند الإرهابيين والمقاتلين في الولايات المتحدة، في محاولة للقيام بهجمات ضد الأميركيين وحلفائنا ومصالحنا في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك هنا في الوطن». وأضاف: «وتساعد القوات الأميركية القوات الشريكة على مواجهة حركة الشباب في الصومال للحد من قدرة تنظيم القاعدة على تجنيد وتدريب وتخطيط هجمات إرهابية خارجية في جميع أنحاء المنطقة، وفى أميركا».
وعلى الرغم من الحادث، فقد أكدت قيادة «أفريكوم» أنها ستواصل «دعم شركائها الصوماليين والإقليميين للتفكيك المنتظم لهذه الوحدة التابعة لـ(القاعدة)، ومساعدتهم على تحقيق الاستقرار والأمن في جميع أنحاء المنطقة، كجزء من الجهود العالمية لمكافحة الإرهاب».
وقالت الناطقة باسم «أفريكوم»، روبين ماك، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «الجندي أصيب بنيران خفيفة أثناء قيامه بمهمة تقديم النصح ومساعدة قوات الجيش الصومالي، وأصيب عنصران أميركيان أيضاً بجروح خلال العملية، مشيرة إلى أنهما يتلقيان العناية الطبية اللازمة».
ووقع الحادث بعد يومين فقط من اجتماع الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو مع وفد عسكري أميركي رفيع المستوى، ضم قائد قيادة القوات الأميركية الجنرال توماس د. والدوسر، بالإضافة إلى قائد فرقة العمل المشتركة بين أفريقيا والقرن الأفريقي الجنرال ديفيد فورنيس، وقائد القوات الجوية الأميركية ماستر سغت، والسفير الأميركي لدى الصومال ستيفن شوارتز.
وقال رئيس الوفد الأميركي فورنيس، خلال الاجتماع: «ليس هناك شك في أن حركة الشباب جلبت اضطرابات كبيرة، وارتكبت فظائع متطرفة في شرق أفريقيا، خصوصاً في الصومال».
وأضاف: «لكننا ملتزمون بالعمل مع الدول الشريكة لمساعدة الصومال على الوقوف بقوة ضد هذه المنظمة المتطرفة العنيفة، والمساعدة في الجهود الدولية والحكومية الدولية لإعادة الأمن والاستقرار إلى هذه المنطقة الهامة جداً». وقال بيان لـ«أفريكوم» إن القادة العسكريين الأميركيين اجتمعوا أيضاً مع وكالات جمع المعلومات الإقليمية، والممثل الخاص لرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي في الصومال فرانسيسكو ماديرا، لمناقشة الأحداث الحالية، بعد مضي أكثر من أسبوع على مؤتمر رؤساء قادة القيادة الأميركية في أفريقيا (شود)، الذي عقد في شتوتغارت بألمانيا، بهدف التركيز على مكافحة المنظمات المتطرفة العنيفة.
ونقل البيان عن الجنرال فورنيس قوله: «الأولوية الأولى لخطة (أفريكوم) هي تحييد حركة الشباب، ونقل بعثة الاتحاد الأفريقي إلى الصومال»، التي رأى أنها قامت «بعمل مهم لتحقيق الاستقرار هناك على مدى السنوات العشر الماضية».
وأعرب فورنيس عن أمله في أن تدمج الخطة التي تضع هيكل القوات المسلحة الصومالية بشكل جيد مع الجهود الأميركية، للتدريب وتقديم المشورة والمساعدة لقوات الأمن الصومالية.
وقال: «مع هذه الشراكة الوثيقة، أعتقد أن حكومة الصومال ستحدث فرقاً حقيقياً في عزل حركة الشباب، والقضاء على المتشددين».
وطلب مسؤولون أميركيون أخيراً الإحداثيات الجغرافية الخاصة بمنظمات الإغاثة العاملة في الصومال، في مؤشر جديد على اعتزام الولايات المتحدة توجيه ضربات جوية إلى حركة الشباب المتطرفة.
وقالت رسالة وجهها مكتب وكالة التنمية الدولية، التابعة للولايات المتحدة الأميركية، إلى جميع المنظمات الإنسانية والإنمائية الدولية والمحلية، التي لها عمليات في الصومال، خلال الأسبوع الماضي، إنه «نظراً للحاجة إلى زيادة الأمن في الصومال، واستناداً إلى أفضل الممارسات في حالات الطوارئ المعقدة الأخرى، قد ترغب المنظمات الإنسانية والتنموية في تقديم معلومات عن مواقعها الثابتة في الصومال».
ودعت الرسالة جميع المنظمات الإنسانية والإنمائية، الدولية والمحلية، التي لها عمليات في الصومال، إلى المشاركة في المعلومات الخاصة بأماكن عمل هذه المنظمات، لكنها حذرت في المقابل من أن ذلك لا يضمن سلامة الأفراد أو المركبات أو المرافق أو المواقع.
ووسعت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في نهاية شهر مارس (آذار) الماضي، الصلاحيات التي تمنحها للعسكريين الأميركيين لشن ضربات في الصومال ضد حركة الشباب.
والقوات الخاصة الأميركية منتشرة منذ سنوات في الصومال، وتدرب وتدعم الجيش الصومالي في معركته ضد حركة الشباب المتحالفة مع تنظيم القاعدة، علماً بأنه تم استخدام طائرات استطلاع وضربات صاروخية في المعركة ضد الحركة التي تسعى لطرد قوات «أميصوم» من الصومال، وإلى إسقاط حكومة البلاد المركزية، المدعومة من الغرب.
ولا تزال الحركة تسيطر على بعض المناطق الريفية، وعادة ما تشن هجمات على غرار حرب العصابات، وتشن أيضاً هجمات متكررة بقنابل على العاصمة مقديشو.
وأعلنت الولايات المتحدة، التي أنهت عملياتها العسكرية في الصومال، وأجلت قواتها من مقديشو في مارس من عام 1994، أنها قامت منتصف الشهر الماضي «بتعبئة عشرات الجنود» في الصومال، بطلب من مقديشو، لمساعدة القوات المحلية في مجال الأمن، وفي إطار مكافحة «الشباب».
ومن المقرر أن تسحب بعثة الاتحاد الأفريقي قوامها خلال فترة 24 شهراً، تبدأ في شهر أكتوبر (تشرين الأول) من العام المقبل، حيث ينتظر أن يقدم الرئيس الصومالي فرماجو خطة أمنية جديدة في مؤتمر قمة لندن، الذي سيعقد في الـ11 من الشهر الحالي في العاصمة البريطانية لندن، بحضور رئيسة الحكومة البريطانية، والأمين العام للأمم المتحدة، وبحضور مسؤولين من الحكومة، وممثلين من المجتمع الدولي.
وقال وزير الإعلام الصومالي عبد الرحمن يريسو، في تصريحات صحافية أمس، إن المؤتمر سيسلط الضوء على الأمن، والسياسية، وتنمية الاقتصاد، وإغاثة متضرري الجفاف في البلاد، مشيراً إلى أن حكومته التي تسعى لنجاح المؤتمر كلفت لجنة فنية بهذا الخصوص.



السيطرة على حريق في خط بترول شمال القاهرة

حريق في خط ناقل لمنتجات البترول بمصر (محافظة القليوبية)
حريق في خط ناقل لمنتجات البترول بمصر (محافظة القليوبية)
TT

السيطرة على حريق في خط بترول شمال القاهرة

حريق في خط ناقل لمنتجات البترول بمصر (محافظة القليوبية)
حريق في خط ناقل لمنتجات البترول بمصر (محافظة القليوبية)

سيطرت قوات الحماية المدنية المصرية على حريق في خط «ناقل لمنتجات البترول»، بمحافظة القليوبية (شمال القاهرة)، الثلاثاء، فيما أعلنت وزارة البترول اتخاذ إجراءات احترازية، من بينها أعمال التبريد في موقع الحريق، لمنع نشوبه مرة أخرى.

وأسفر الحريق عن وفاة شخص وإصابة 8 آخرين نُقلوا إلى مستشفى «السلام» لتلقي العلاج، حسب إفادة من محافظة القليوبية.

واندلع الحريق في خط نقل «بوتاجاز» في منطقة (مسطرد - الهايكستب) بمحافظة القليوبية، فجر الثلاثاء، إثر تعرض الخط للكسر، نتيجة اصطدام من «لودر» تابع للأهالي، كان يعمل ليلاً دون تصريح مسبق، مما تسبب في اشتعال الخط، حسب إفادة لوزارة البترول المصرية.

جهود السيطرة على الحريق (محافظة القليوبية)

وأوضحت وزارة البترول المصرية أن الخط الذي تعرض للكسر والحريق، «ناقل لمُنتَج البوتاجاز وليس الغاز الطبيعي».

وأعلنت محافظة القليوبية السيطرة على حريق خط البترول، بعد جهود من قوات الحماية المدنية وخبراء شركة أنابيب البترول، وأشارت في إفادة لها، الثلاثاء، إلى أن إجراءات التعامل مع الحريق تضمنت «إغلاق المحابس العمومية لخط البترول، وتبريد المنطقة المحيطة بالحريق، بواسطة 5 سيارات إطفاء».

وحسب بيان محافظة القليوبية، أدى الحريق إلى احتراق 4 سيارات نقل ثقيل ولودرين.

وأشارت وزارة البترول في بيانها إلى «اتخاذ إجراءات الطوارئ، للتعامل مع الحريق»، والتي شملت «عزل الخط عن صمامات التغذية، مع تصفية منتج البوتاجاز من الخط الذي تعرض للكسر، بعد استقدام وسائل مخصصة لذلك متمثِّلة في سيارة النيتروجين»، إلى جانب «الدفع بفرق ومعدات إصلاح الخط مرة أخرى».

ووفَّرت وزارة البترول المصرية مصدراً بديلاً لإمدادات البوتاجاز إلى محافظة القاهرة من خلال خط «السويس - القطامية»، وأكدت «استقرار تدفق منتجات البوتاجاز إلى مناطق التوزيع والاستهلاك في القاهرة دون ورود أي شكاوى».

وتفقد وزير البترول المصري كريم بدوي، موقع حريق خط نقل «البوتاجاز»، صباح الثلاثاء، لمتابعة إجراءات الطوارئ الخاصة بـ«عزل الخط»، وأعمال الإصلاح واحتواء آثار الحريق، إلى جانب «إجراءات توفير إمدادات منتج البوتاجاز عبر خطوط الشبكة القومية»، حسب إفادة لوزارة البترول.

تأتي الحادثة بعد ساعات من إعلان وزارة الداخلية المصرية القبض على تشكيل عصابي من 4 أفراد قاموا بسرقة مواد بترولية من خطوط أنابيب البترول، بالظهير الصحراوي شرق القاهرة. وقالت في إفادة لها مساء الاثنين، إن «إجمالي المضبوطات بلغ 3 أطنان من المواد البترولية، و25 ألف لتر سولار».