نتنياهو يكشف عن مضامين حواراته مع بوتين حول سوريا

قال له: إما أن ننسق بين جيشينا أو نتصادم

نتنياهو يكشف عن مضامين حواراته مع بوتين حول سوريا
TT

نتنياهو يكشف عن مضامين حواراته مع بوتين حول سوريا

نتنياهو يكشف عن مضامين حواراته مع بوتين حول سوريا

في الوقت الذي تهاجم فيه أوساط في اليمين الإسرائيلي روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين، على الدعم لحزب الله وإيران، خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بخطاب ودي حميم اعتبر فيه العلاقات بين موسكو وتل أبيب استراتيجية.
ورفض نتنياهو تصريحات: «أولئك الذين يتهمون روسيا بتزويد حزب الله بالسلاح»، وقال إن روسيا تسلح فقط الجيش السوري، والجيش السوري هو الذي ينقل بدوره هذا السلاح إلى حزب الله.
وفي حديث لممثلي الصحافة الروسية وبينها «القناة 9» للتلفزيون الإسرائيلي الناطقة باللغة الروسية، شدّد نتنياهو على «الاحترام العميق المتبادل» بين إسرائيل وروسيا، والتنسيق الاستراتيجي والتكتيكي القائم بين روسيا وإسرائيل منذ أن دخل الجيش الروسي إلى الأراضي السورية في سنة 2015، وقال إن هذه العلاقات قوية وتزداد قوة، كونها مبنية على «الصراحة» بين الجانبين، و«تفهم الفوارق في المواقف والمصالح، خصوصا بوجود جيش روسي في سوريا وتمركز إيراني خطير في سوريا ومحاولات إيرانية دائمة لفتح جبهة إسرائيل في الأراضي السورية».
وقال نتنياهو إن «روسيا موجودة سياسيا وعسكريا في المنطقة، وهذه حقيقة. وقد تفهمنا ذلك، بل إنني عندما اطلعت على قرر الرئيس الروسي جلب الجيش الروسي إلى سوريا، سارعت إلى التحرك وفي خلال أيام، وربما أسبوع على الأكثر، إلى طلب لقائه في موسكو، وقلت له إن إسرائيل تعمل في سوريا على منع نقل السلاح الإيراني الخطر إلى حزب الله في لبنان عبر سوريا، وأكدت له أنني سأواصل إصدار أوامري للجيش الإسرائيلي، أن يعمل على منع نقل هذا السلاح بالقوة». وأضاف نتنياهو أن «الجلسة الأولى مع بوتين كانت صريحة جداً ومباشرة جداً. فقد أبلغته بأن لدينا سيناريوهين اثنين: إما أن ننسق بين جيشينا لمنع التصادم بينهما، لأنهما قريبان من بعضهما، أو لا ننسق فنتصادم. وأكدت له أنَّ إسرائيل تفضل عدم التصادم، وسارع هو (بوتين) إلى الموافقة على ذلك».
وأكد نتنياهو أنه اتفق مع بوتين على الالتقاء مرة كل بضعة أشهر، بغرض تعميق وتثبيت التنسيق ومنع الاحتكاك بين الجيشين». وقال إنه وبوتين ملتزمان بآلية التنسيق المباشر، ويقولان الأمور كما هي. و«مع ذلك - أضاف - توجد خلافات بين الجانبين، خصوصا فيما يتعلق بإيران وحزب الله، «اللذين يقلق نشاطهما إسرائيل بشكل جدي وكبير». وتابع أن إسرائيل تعرف أن لروسيا تفسيرات وتعليلات معينة مثل ضرورة تعزيز المعسكر المعادي لتنظيم داعش والساعي لتحطيمه. ولكن هذا لا يجعلنا أقل قلقا. وقد قلنا للروس إننا لا نريد أن نستبدل بتنظيم داعش إيران وحزب الله والميليشيات الشيعية الأخرى، ولا نرغب في رؤية إيران تقيم توازنا جديدا ضدنا باستخدام الساحة السورية والجولان لمهاجمة إسرائيل، ويزعجنا حتى مخططها لإقامة هلال شيعي من طهران مروراً بالعراق وسوريا إلى لبنان وصولاً إلى قطاع غزة.
وقال نتنياهو إنه يقظ أيضا إزاء «قيام إيران ببناء ذراع لها في اليمن، التي تسيطر على مضيق باب المندب». وأخبر أنه قال لبوتين، إنَّ «إيران لا تشكل خطراً على إسرائيل وحسب، بل هي في نهاية المطاف، تشكل خطرا عليكم أيضاً». ورداً على سؤال: «أين هي الخطوط الحمراء الإسرائيلية عندما يأتي السلاح من روسيا» إلى حزب الله؟ وهل سنسمع عن هجمات «إسرائيلية» في سوريا رداً على ذلك؟ رفض نتنياهو اتهام روسيا بأنها تزود حزب الله بالسلاح، واصفاً اتهامات كهذه بأنها «غير دقيقة»، وأضاف: «ليس من الصحيح أن نتهم الروس، نعم هم يزودون الجيش السوري، الذي بدوره، وبطلب من إيران، ينقل نفس هذا السلاح إلى حزب الله». وأضاف: «الروس ليسوا معنيين بنقل الأسلحة إلى حزب الله. فسلاحهم موجود على أرض سوريا منذ عشرات السنين. وهو خطر، وعلى أساس هذا الخطر، نقوم بمهاجمته، فنحن عندما نحدد أن هناك عملية نقل للسلاح نسارع إلى مهاجمته، ولا أريد أن أفصّل أكثر في ذلك».
وعاد نتنياهو لتكرار موقفه بشأن الخطوط الحمراء (التي تضعها إسرائيل في سوريا)، وهي «منع نقل الأسلحة، عدم إقامة قواعد انطلاق لعمليات ضد إسرائيل من منطقة الجولان، ومنع تمركز إيراني عسكري كبير في سوريا، ومنع إقامة ميناء بحري على المتوسط في سوريا». وأضاف: «تصوروا معي كيف يمكن أن نسمح بوجود قاعدة تنطلق منها الغواصات الإيرانية. وقد حذّرت الرئيس بوتين وأعربت له عن اعتقادي، بأن ذلك لا يصبّ أيضاً في مصالح روسيا».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.