واشنطن: لن نتراجع عن تدمير «القاعدة» في اليمن

ردا على طلب الريمي بوقف الضربات الأميركية

واشنطن: لن نتراجع  عن تدمير «القاعدة» في اليمن
TT

واشنطن: لن نتراجع عن تدمير «القاعدة» في اليمن

واشنطن: لن نتراجع  عن تدمير «القاعدة» في اليمن

استغرق زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، قاسم الريمي، نحو 60 يوما ليخرج في حوار مطول، قال محللون إنه أظهر ضعفا وارتيابا في صفوف التنظيم الذي يواجه أسوأ أيامه في اليمن. فواشنطن شنت بحسب آخر التصريحات الرسمية ما يربو على 90 غارة في غضون شهرين.
وقرأ محللون في خطاب الريمي، أنه يريد إرسال رسالة مفادها بأنهم مشغولون بالحرب في داخل اليمن، وأنهم طالبوا مسبقا بوقف الضربات الأميركية على اليمن. وفي تعليقها على دعوة الريمي بوقف الهجمات الأميركية، قال متحدث رسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية في تصريح مقتضب لـ«الشرق الأوسط» أمس: «الولايات المتحدة لن تتراجع عن قرارها في مهمتها الرامية إلى إرباك (القاعدة) وتدميره في اليمن».
الدكتورة إليزابيث كاندل، الباحثة المتخصصة في شؤون تنظيم القاعدة بجزيرة العرب في جامعة أكسفورد، تعتقد في تعليقاتها على أسئلة بعثت بها «الشرق الأوسط» إلكترونيا، أن الريمي استعرض «الوساطة التي جرت عام 2013 والتي جعلت تركيز التنظيم ينصب على الحوثيين، لا على الحكومة اليمنية ولا على التدخل الأجنبي، ولا على حكم الشريعة، وهذا فشل في نهاية الأمر».
كما تعتقد الباحثة أن نغمة المقابلة مع الريمي تشير إلى شعور تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» بضغط كبير، وهو يبالغ أكثر من المعتاد فيما يخص ما حققه في مواجهة الغارة الأميركية في 29 يناير (كانون الثاني) بيكلا. وتقول: «أشعر وكأن التنظيم مصاب بجنون الارتياب في محاولته للترويج بأن الحوثيين ينسقون مع الولايات المتحدة».
وتضيف: منذ أن عززت الإدارة الأميركية من مجهوداتها في مواجهة التنظيم لم تكن مفاجأة أن نلاحظ تصاعدا في لهجة تصريحات التنظيم ضد واشنطن، بدلا من التركيز على الحوثيين، فتنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» يقوم بجهود مرتبة لتصوير الضربات الأميركية باعتبارها «حربا على الإسلام».
وردد الريمي في المقابلة التي قالت الباحثة إنها أجريت في مارس (آذار) الماضي وجرى نشرها في نهاية أبريل (نيسان) الماضي، جمل استقطاب عكست التفكك والتنافس الذي يعيشه التنظيم مع شقيقه الإرهابي «داعش».
وتلاحظ كاندل أن الجزء الذي أشار فيه الريمي إلى أن «الجماعة الإسلامية» ستتحد في مواجهة العدو، يعني أن جميعهم مسلمون حتى وإن اختلفوا في بعض الأمور، وهو ربما يوحي إلى حدوث تقارب مع مقاتلي تنظيم داعش في اليمن.
ويقول الباحث والمحلل السياسي اليمني براء شيبان: «أعتقد أن الريمي في هذه المرحلة يحاول خلط الأوراق، خصوصا أنه يحاول وصف القبائل اليمنية والمصطفين مع التحالف بأنهم في الخندق نفسه مع (القاعدة)»، مضيفا: «يحاول الريمي أن يذكر الناس بأنه لا يزال موجودا، وأرى أنه يريد إحراج التحالف والحكومة اليمنية مع حلفائهما الدوليين، وتلقفتها كثير من وسائل الإعلام الغربية، وعوضا عن التشكيك فيما يقوله زعيم تنظيم إرهابي خرجت وسائل إعلام غربية بقصص إخبارية تزعم بأن (القاعدة) يقاتل مع موالين يمنيين للولايات المتحدة وهي معلومات خاطئة».
ويزعم الريمي في حواره بأن التنظيم يقاتل الحوثيين، وهذه الرسالة تطابق روايات مسؤولين في الحكومة اليمنية بأنه يتفق مع الحوثيين على إرباك المشهد، فهم يحاولون الاستماتة، لإقناع الغرب أنهم معهم ضد «القاعدة»، لكن العملية الأخيرة في يكلا لم تثبت ذلك، فاضطرت واشنطن إلى اللجوء إلى الحكومة اليمنية الشرعية في عمليات التنسيق في جميع العمليات الأخرى، وهو ما أشار إليه تأكيد يمني على التنسيق من جهة، وغضب انقلابي تمثل في بيان يدعو للتنسيق مع الحوثيين وصالح في العمليات التي تشنها واشنطن في اليمن.
يقول شيبان: «يحاول الريمي إبراز دور لـ(القاعدة) في قتال الحوثيين، خصوصا أن هجمات تنظيم القاعدة لم تستهدف المواقع المسيطر عليها من قبل قوات الحكومة اليمنية الشرعية، وهو ما يرد على ادعاءاته».



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».