القوات العراقية تحرر حياً «استراتيجياً» في غرب الموصل

ارتفاع عدد قتلى هجوم «داعش» على نازحي الموصل إلى نحو 100

القوات العراقية تحرر حياً «استراتيجياً» في غرب الموصل
TT

القوات العراقية تحرر حياً «استراتيجياً» في غرب الموصل

القوات العراقية تحرر حياً «استراتيجياً» في غرب الموصل

ارتفع عدد قتلى الهجوم الذي شنه مسلحو تنظيم داعش على نازحين من الموصل في منطقة رجم الصليبي الواقعة على الحدود العراقية - السورية إلى 100 قتيل و25 جريحاً، فيما استعادت القوات العراقية السيطرة على حي الزنجيلي «الاستراتيجي» في غرب الموصل.
وقال عضو مجلس محافظة نينوى بنيان ذياب الجربا لـ«الشرق الأوسط»: «بلغت آخر إحصائية لضحايا الجريمة التي نفذها إرهابيو تنظيم داعش ضد مواطنين موصليين، أثناء محاولتهم الهرب من المدينة إلى الجانب السوري عبر منطقة رجم الصليبي الصحراوي إلى نحو 100 قتيل و25 جريحاً، غالبيتهم من النساء والأطفال، واختطف التنظيم عدداً من المواطنين، لكن لا تتوافر لدينا حتى الآن إحصائية بعدد المختطفين». وواصلت القوات الأمنية عمليات تحرير ما تبقى من أحياء في غرب الموصل تحت سيطرة تنظيم داعش. وأكد الجربا أن قوات الجيش والشرطة الاتحادية والرد السريع والفرقة الذهبية التابعة لجهاز مكافحة الإرهاب، تمكنت، أمس، من تحرير حي الزنجيلي «أحد أهم أحياء الجانب الأيمن» (الغربي). واعتبر تحرير الحي «نقطة استراتيجية لانتهاء صفحة عمليات غرب الموصل، إذ أوصل القوات إلى مشارف حي 17 تموز، آخر معاقل تنظيم داعش في وسط المدينة». ومع سيطرة القوات العراقية على الزنجيلي، أصبحت المدينة القديمة وسط الموصل محاصرة من الجوانب كافة، بعدما أبطأت أزقتها الضيقة خلال الشهرين الماضيين تقدم القوات الأمنية فيها. وتقتصر الاشتباكات بين الجانبين في هذه الأحياء القديمة على القناصة والقنابل اليدوية والأسلحة الخفيفة وقذائف الهاون والطائرات المسيرة (الدرون).
وتوقع عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس محافظة نينوى هاشم البريفكاني حسم معركة تحرير غرب الموصل «في وقت قريب». وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «القوات الأمنية أعادت خلال الأيام الماضية تنظيم نفسها، وأعدت خططاً بديلة عن السابقة، لأن واقع المعارك داخل المدينة القديمة تطلب ذلك».
وتزامناً مع الخطط الجديدة للقوات، تستعد فرقة الرد السريع لبدء تقدم جديد باتجاه وسط الموصل. وكشف قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت لـ«الشرق الأوسط» أن «قوات الرد السريع، وبإسناد من الفرقة الآلية المدرعة في الشرطة الاتحادية، تتمركز في شمال غربي الموصل في محور المشيرفة، وتستعد للاندفاع باتجاه المدينة القديمة واختراق دفاعات إرهابيي (داعش) من المحور الشمالي». ولفت إلى أن الشرطة «واصلت، أمس، التوغُّل المحدود في المدينة القديمة من محاورها الجنوبية والغربية». وتواصل قوات مكافحة الإرهاب تقدمها باتجاه مناطق المشيرفة والنجار والرفاعي و17 تموز، بينما كثَّف طيران التحالف الدولي والقوة الجوية العراقية خلال الأيام الماضية من غاراته على تجمعات التنظيم ومقراته. وذكر مصدر أمني أن الطائرات العراقية «تمكنت من قتل نحو 30 مسلحاً من (داعش)، في غارة لها استهدفت مواقع التنظيم في الأحياء الغربية».



الحوثيون يزعمون مهاجمة 6 سفن إحداها في «المتوسط»

سفينة الشحن «روبيمار» غرقت بعد أن تعرضت لهجوم صاروخي حوثي (إ.ب.أ)
سفينة الشحن «روبيمار» غرقت بعد أن تعرضت لهجوم صاروخي حوثي (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يزعمون مهاجمة 6 سفن إحداها في «المتوسط»

سفينة الشحن «روبيمار» غرقت بعد أن تعرضت لهجوم صاروخي حوثي (إ.ب.أ)
سفينة الشحن «روبيمار» غرقت بعد أن تعرضت لهجوم صاروخي حوثي (إ.ب.أ)

أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، تنفيذ ضربات اعتراض فوق البحر الأحمر أدّت إلى تدمير 5 طائرات حوثية من دون طيار، بينما تبنت الجماعة الموالية لإيران مهاجمة 6 سفن من بينها سفينة يونانية أصيبت، الثلاثاء، بثلاثة صواريخ دون وقوع خسائر بشرية.

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية، في بيان، أن الحوثيين المدعومين من إيران أطلقوا بين الساعة 12:05 ظهراً والساعة 1:40 ظهراً (بتوقيت صنعاء) في 28 مايو (أيار)، 5 صواريخ باليستية مضادة للسفن من المناطق التي يسيطرون عليها في اليمن إلى البحر الأحمر.

وأكد الجيش الأميركي التقارير الملاحية التي أفادت بأن ناقلة البضائع اليونانية التي ترفع علم جزر مارشال والتي تدعى «لاكس» أصيبت بثلاثة صواريخ، وأشار إلى أنها واصلت رحلتها ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات بشرية.

وفي اليوم نفسه بين الساعة 10:04 صباحاً و1:30 ظهراً (بتوقيت صنعاء)، قالت القيادة المركزية إن قواتها نجحت في تدمير 5 طائرات من دون طيار فوق البحر الأحمر، تم إطلاقها من منطقة يسيطر عليها الحوثيون.

وتبين، وفق البيان، أن هذه الطائرات من دون طيار، تمثل تهديداً وشيكاً للسفن التجارية في المنطقة، وأنه يتم اتخاذ هذه الإجراءات لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية أكثر أماناً.

في غضون ذلك، ذكرت وكالة «تسنيم» الإيرانية شبه الرسمية، الأربعاء، أن طهران أتاحت للحوثيين في اليمن صاروخاً باليستياً يطلق من البحر وهو الصاروخ «قدر». بحسب ما نقلته «رويترز».

وأضافت الوكالة، التي يعتقد أنها مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني: «تم الآن توفير الصاروخ الباليستي الذي يطلق من البحر، المسمى (قدر)، للمقاتلين اليمنيين (الحوثيين)». وتابعت أن الصاروخ «أصبح سلاحاً قادراً على تشكيل تهديد خطير لمصالح الولايات المتحدة وحليفها الرئيسي في المنطقة الكيان الصهيوني».

هجمات متصاعدة

في ظل التصعيد الحوثي المستمر والضربات الأميركية المضادة، أعلن المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع، في بيان متلفز، الأربعاء، مهاجمة 6 سفن في البحر الأحمر والبحر العربي والبحر الأبيض المتوسط.

سفينة ليبيرية تعرضت لهجوم حوثي في خليج عدن وقُتل 3 من بحارتها (أ.ب)

وتبنى المتحدث الحوثي مهاجمة السفينة اليونانية «لاكس» بشكل مباشر في البحر الأحمر، ما أدى إلى تضررها بشكل كبير، كما ادعى مهاجمة سفينتي «موريا» و«سيليدي» في البحر الأحمر، وسفينتي «ألبا» و«ميرسك هارت فورد» الأميركية في البحر العربي، وسفينة «مينرفا أنتونيا» في البحر الأبيض المتوسط.

ولم تشر أي تقارير ملاحية إلى صدقية المزاعم الحوثية حول هذه الهجمات باستثناء السفينة اليونانية «لاكس» التي تعرضت، الثلاثاء، للإصابة بثلاثة صواريخ في البحر الأحمر، دون أن يحول بينها وبين مواصلة رحلتها.

وكانت الجماعة قد أقرت، الثلاثاء، بتلقي غارتين من «أميركا وبريطانيا»، حسبما وصفت، في منطقة الجبانة في مدينة الحديدة (غرب)، وذلك بعد أن تبنت، مساء الاثنين الماضي، مهاجمة السفينة «مينرفا ليزا» في البحر الأحمر، كما تبنت مهاجمة السفينتين الأميركية «لاريجو ديزرت» والإسرائيلية «ميتشلا» في المحيط الهندي، إلى جانب مهاجمة مدمرتين في البحر الأحمر، دون ورود أي تقارير ملاحية حول إصابة أي سفينة.

طائرة من دون طيار وهمية من صنع الحوثيين معروضة في ساحة بصنعاء (إ.ب.أ)

وتهاجم الجماعة المدعومة من إيران السفن في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، في محاولة منها لمنع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، بغض النظر عن جنسيتها، وكذا السفن الأميركية والبريطانية. كما أعلنت توسيع الهجمات إلى البحر المتوسط.

في مقابل ذلك، أطلقت واشنطن تحالفاً دولياً، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمَّته «حارس الازدهار»، لحماية الملاحة في البحر الأحمر، وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض، وشاركتها بريطانيا في 4 مناسبات. كما شارك عدد من سفن الاتحاد الأوروبي ضمن عملية «أسبيدس» في التصدي لهجمات الجماعة.

وبلغ عدد الغارات الأميركية والبريطانية ضد الحوثيين على الأرض أكثر من 450 غارة، واعترفت الجماعة بمقتل 40 من عناصرها وإصابة 35 آخرين، جراء هذه الضربات.

وتقول الحكومة اليمنية إن «الجماعة الحوثية تنفذ أجندة إيران في المنطقة، وتسعى للهروب من استحقاقات السلام، وتتخذ من غزة ذريعة للمزايدة السياسية». وتشدد على أن الحلّ ليس في الضربات الغربية ضد الجماعة، ولكن في دعم قواتها الحكومية لاستعادة الأراضي كافة؛ بما فيها الحديدة وموانئها.

وأصابت الهجمات الحوثية نحو 19 سفينة منذ بدء التصعيد، وتسببت إحداها، في 18 فبراير (شباط) الماضي، في غرق السفينة البريطانية «روبيمار» في البحر الأحمر بالتدريج.

مدمرة بريطانية تعترض مُسيَّرة حوثية في البحر الأحمر (رويترز)

كما أدى هجوم صاروخي حوثي في 6 مارس (آذار) الماضي إلى مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس».

وإلى جانب الإصابات التي لحقت بالسفن، لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر» التي قرصنتها قبل أكثر من 6 أشهر واقتادتها مع طاقمها إلى ميناء الصليف شمال الحديدة وحوّلتها إلى مزار لأتباعها.

وفي أحدث خطبة لزعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، الخميس الماضي، تبنى مهاجمة 119 سفينة أميركية وبريطانية ومرتبطة بإسرائيل، وزعم تنفيذ عملية واحدة باتجاه البحر الأبيض المتوسط، وقال إن جماعته نفذت خلال أسبوع 8 عمليات بـ15 صاروخاً ومسيّرة في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي.

وادعى الحوثي إسقاط طائرتين مسيرتين أميركيتين من طراز «إم كيو 9» خلال أسبوع واحدة في مأرب والأخرى في البيضاء. واعترف بأن جماعته جنّدت نحو 324 ألف شخص منذ بدء الأحداث في غزة.