العالم تحت أقدام أنطوني جوشوا

فوزه على كليتشكو دفع الخبراء لتوقع أن يسير على نهج الأسطورة محمد علي

جوشوا يترقب بعد أن أسقط كليتشكو أرضاً
جوشوا يترقب بعد أن أسقط كليتشكو أرضاً
TT

العالم تحت أقدام أنطوني جوشوا

جوشوا يترقب بعد أن أسقط كليتشكو أرضاً
جوشوا يترقب بعد أن أسقط كليتشكو أرضاً

من المعتقد أن ثمة صورة واحدة ستبقى عالقة في أذهان الجميع من المواجهة التاريخية التي انتهت بفوز أنطوني جوشوا بلقب بطل العالم في الملاكمة في الوزن الثقيل أمام غريمه فلاديمير كليتشكو على استاد ويمبلدون، مساء السبت.
وهي صورة اللاعب البالغ 27 عاماً والمنتمي إلى واتفورد وهو يتطلع بغضب نحو خصمه المنهار في وقفة أثارت في الأذهان بقوة صورة محمد علي عندما وجه الضربة القاضية إلى سوني ليستون.
وسرعان ما نجح محمد علي من وضع العالم بأسره تحت قدميه بدلاً عن ليستون فحسب، الأمر الذي دعا الكثير من الخبراء إلى توقع أن يتمكن جوشوا من السير على النهج ذاته.
وفي أعقاب فوزه الذي جاء في الجولة الـ11 لقي جوشوا احتفاءً جماهيرياً هائلاً من الحضور الذين بلغ عددهم 90 ألف متفرج، علاوة على الحماس الواضح الذي أبداه المسؤولون التنفيذيون بقناتي «إتش بي أو» و«شوتايم» الأميركيتين. إلا أن الإشادة الأجمل والأكثر حماساً جاءت من جانب مسؤول الدعاية المعاون لجوشوا، إدي هيرن.
وصاح هيرن بنبرة إعجاب واضح: «أنطوني أصبح النجم الأكبر على الصعيد الرياضي البريطاني بأسره، وكذلك النجم الأكبر بمجال الملاكمة عالمياً»، قبل أن يتعهد بدفع جوشوا إلى داخل أسواق جديدة، بما في ذلك الصين والشرق الأوسط وأفريقيا. جدير بالذكر أنه عقد بالفعل محادثات حول خوض جوشوا مباراة على استاد «عش الطائر» في العاصمة الصينية، بكين.
من ناحية أخرى، ربما كان جوشوا الوحيد الذي لم يبالغ في فرحته بالنتيجة. وفي أعقاب فوزه الرائع، قال أمام حشد من الصحافيين: «أود أن أكون بطلاً خارج الحلبة أولاً وقبل أي شيء. من دون الأحزمة أو الملاكمة، أعتبر نفسي رجلاً صالحاً. كما أنني رجل يولي أسرته جل اهتمامه. وأنا لست من النوع الذي يقلب الطاولات ويوجه اللكمات للناس خلال المؤتمرات الصحافية. إن الملاكمة رياضة قاسية، وأنا أحاول التعبير عن نفسي داخل الحلبة فحسب».
الواضح أن هذا التواضع، بجانب قدراته الرياضية والبدنية الاستثنائية، هي ما دفعت «بي بي سي» لاختيار جوشوا الشخصية الرياضية الأولى للعام، في الوقت الذي تتقاتل جهات الرعاية على أعتابه. وقد أبرم بالفعل تعاقدات مع «أندر أرمور» و«جاغوار» وأكثر من 10 أسماء تجارية رفيعة أخرى.
من جانبه، أعرب مارك بوركوسكي، خبير العلاقات العامة، عن اعتقاده بأن هذا العدد سيشهد زيادة هائلة. وأضاف «أنه يمثل الأمل، لذلك ينجذب إليه الناس. إنه يبدو رائعاً، كما أنه يحظى بعدد ضخم من المعجبات. الواضح أن جاذبيته تتجاوز حدود عالم الملاكمة الضيق بكثير».
وأعلن جوشوا الذي لم يخسر أي مباراة من مبارياته الـ19 التي خاضها بل فاز فيها جميعا بالقاضية الفنية، جهوزيته لمواجهة جميع منافسيه على اللقب العالمي الواحد تلو الآخر، ولم يمانع في منح كليتشكو مباراة ثأرية أخرى وقال: «أكن احتراما كبيراً لكليتشكو داخل الحلبة وخارجها». كما أبدى رغبته بلقاء مواطنه تايسون فيوري الفائز على كليتشكو في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 بالنقاط، والمبتعد عن الحلبة بسبب تعاطيه ممنوعات. وقال: «أقبل لقاء تايسون فيوري وجميع المتحدين ولا مشكلة لدي».
وجاء كلامه رداً على قول فيوري، 28 عاما، أنه يستطيع هزيمة جوشوا بيد واحدة على أن يضع يده الثانية خلف ظهره.
وقال فيوري المعروف باستفزازه للمنافسين في مقابلة مع شبكة «سكاي سبورت» التلفزيونية: «أنا متأكد من قدرتي على هزيمته وذراعي مقيدة خلف ظهري، لا أحتاج حتى إلى الإحماء، أنا كبير مثل كليتشكو ولكنني مختلف فهو يبلغ من العمر 41 عاما أما أنا فأبلغ 28».
وجاء تصريحات فيوري، الذي ابتعد عن حلبات الملاكمة وأصبح بلا ترخيص لمزاولة هذه الرياضة على خلفية تعاطيه للمخدرات، ردا على ما قاله عنه جوشوا بعد فوزه على كليتشكو... «فيوري؟ أين فيوري؟». ويرى فيوري أن جوشوا أصيب بداء العظمة بسبب الإعلام، مشيرا إلى أنه دخل إلى مباراته مع كليتشكو بمبدأ الحياة أو الموت.
واستطرد فيوري قائلا: «كليتشكو لم يتمكن من توجيه أي ضربة من ضرباته لي عندما واجهته، لا أزال رقم واحد على مستوى العالم والجميع يعرف هذا، لا تزال تنقصني مواجهة واحدة قوية أمام جوشوا».
وكان فيوري قد هزم كليتشكو في نوفمبر في دوسلدورف بألمانيا، ولم يعد لخوض المباريات منذ ذلك الحين، حيث أرجأ مواجهته أمام الملاكم الأوكراني مرتين قبل أن يجبر على التخلي عن ألقابه.
قال منسق المباريات إيدي هيرن إن أي مواجهة بين جوشوا وتايسون فيوري تعد «بعيدة المنال» نظرا لأن البطل السابق لم يستعد بعد مستواه البدني ولا يوجد تصريح له لخوض المباريات.
ويذكر أن 3 ألقاب من التي انتزعها جوشوا بفوزه على كليتشكو هي من بين أربعة ألقاب للوزن الثقيل كانت بحوزة فيوري الذي فقدها في عام 2015 عقب إيقاف رخصته انتظارا للتحقيقات الخاصة بالمواد المخدرة والمشكلات الطبية. وأشار هيرن، إلى أن فيوري لا يزال أمامه الكثير من العقبات لتجاوزها قبل أن يتم الترتيب لمثل هذا النزال وقال: «نحن في غاية الاهتمام بمثل هذا النزال لأن جوشوا يعتقد أنه سيفوز بسهولة. إنه نزال كبير وهو الأكبر حتى الآن. لكننا يمكننا التركيز على مسيرة ملاكمنا بما يصب في مصلحة توجيهه للأفضل».
وبما أن هناك بندا في العقد المبرم بين جوشوا وكليتشكو يتيح للخاسر طلب مباراة أخرى فإن البطل الأوكراني هو المنافس الأول للبطل العالمي الجديد. وكان كليتشكو قد أشار إلى أنه سيأخذ بعض الوقت للتفكير في هذه المسألة، وقال عقب مباراة السبت: «أتوق لنزال آخر لأنه سيكون جيدا بالنظر إلى المواجهة التي جمعت بيننا». فيما قال جوشوا: «أعتقد أنه سيرغب في خوض مواجهة ثانية لأن الملاكم هو آخر شخص يعرف متى يتوقف. لكني أعتقد أن الفريق المحيط به... قد ينصحه بشيء آخر». وقال جوشوا إنه يحترم كليتشكو ولن يلومه إذا لم يرد خوض النزال مجددا. وأضاف: «أكن له احتراما شديدا داخل وخارج الحلبة. لن أمانع في مواجهته ثانية إذا أراد ذلك. الأمر متروك له». وإذا اعتزل كليتشكو فإن جوشوا قد يكون الباب مفتوحا أمام مواطنه البريطاني فيوري.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».