{حماس} تهدد بأخذ غزة إلى الحرب في مواجهة «إجراءات عباس»

لمحت حركة حماس، إلى حرب جديدة مع إسرائيل، إذا ما استمرت إجراءات الرئيس الفلسطيني محمود عباس بحق قطاع غزة، مطالبة إسرائيل، بطريقة غير مباشرة، بعدم الاستجابة لمواقف عباس.
وقال المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري، «إن الاحتلال الإسرائيلي سيدفع ثمن تشجيعه لرئيس السلطة محمود عباس على خنق قطاع غزة». وأضاف: «على الاحتلال أن يعيد تقييم حساباته قبل فوات الأوان، وحركة حماس في جعبتها الكثير لقلب الطاولة على رؤوس الجميع».
ويؤكد حديث أبو زهري نية حماس إشعال حرب مع إسرائيل إذا ما استجابت تل أبيب لتوجهات عباس ضد غزة، وتحديدا في مسألة وقف إمداد القطاع بالكهرباء.
وكان قياديون بارزون في حماس، بينهم عضو المكتب السياسي خليل الحية، حذروا، سابقا، من أن غزة تمثل قنبلة ستنفجر في وجه الجميع إذا ما استمر عباس في الضغط عليها.
وبدأ عباس الشهر الماضي سلسلة إجراءات ضد حماس في غزة، في محاولة لحشر الحركة الإسلامية في الزاوية وإجبارها على تسليم القطاع. واتخذ قرارا في البداية، باقتطاع 30 في المائة من رواتب الموظفين، ثم أمر بوقف الإعفاءات الضريبية عن مشتريات مثل الوقود، وأبلغ إسرائيل، لاحقا، بقراره التوقف عن دفع ثمن الكهرباء التي تزودها إسرائيل لقطاع غزة، وتساهم في نحو ثلث احتياجات القطاع.
وتقتطع إسرائيل من أموال الضرائب الخاصة بالسلطة، بشكل شهري، مقابل فاتورة الكهرباء في غزة، لكن السلطة تتهم الشركة التي تسيطر عليها حماس، بأنها تجبي الأموال ولا تحول الثمن للحكومة الفلسطينية في رام الله.
وتأمل حماس كما يبدو، ألا تستجيب إسرائيل لقرار عباس وتواصل تزويد غزة بالكهرباء، إما مع اقتطاع الأموال بالقوة من السلطة، أو مراكمتها، أو استجلاب دعم دولي.
وكان مسؤولون إسرائيليون أعلنوا أنهم سيبحثون عن حلول للمسألة.
وتنظم حركة حماس في غزة اليوم، مظاهرات شعبية ضد إجراءات عباس. وأعلنت هيئة الحراك الوطني لكسر الحصار عن قطاع غزة، عن إطلاق سلسلة فعاليات سمتها «نذير الغضب»، رفضاً «لتشديد الحصار». ودعت هيئة الحراك، خلال مؤتمر صحافي أمس، إلى أوسع مشاركة من جميع أبناء الشعب الفلسطيني.
وقال الناطق باسم الهيئة، هاني الحلبي، إنّ «الفعاليات ستبدأ في العاشرة صباحاً، وستنطلق على امتداد شارع صلاح الدين، رافعة الأعلام الفلسطينية في يوم غضب».
ودعا الحلبي الفصائل والنقابات والكتل كافة، وطلاب الجامعات والمدارس والمؤسسات الحكومية والخاصة، للمشاركة الفاعلة في الفعاليات لإيصال رسالة واضحة للعالم.
وقال إن «هذه الفعاليات تأتي رفضاً للمؤامرات وتشديد الحصار على قطاع غزة، وتضامناً مع الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال».
وأخذ عباس هذه الخطوات بعدما شكلت حماس لجنة إدارة لحكم غزة متجاوزة حكومة التوافق الوطني.
وأبلغت حركة فتح حركة حماس أنه يجب حل هذه اللجنة وتسليم القطاع إلى حكومة التوافق، والاستعداد لانتخابات تشريعية ورئاسية خلال 3 أشهر، لكي يوقف عباس إجراءاته. وقال مسؤولون في فتح ومن بينهم عضو اللجنة المركزية عزام الأحمد، إن القرار هو إما أن تسلم حماس قطاع غزة أو تتسلمه بالكامل.
ولم ترد حماس على مبادرة فتح، وقالت إنها لن تخضع لكنها مستعدة للمصالحة.
واتهم أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح ماجد الفتياني، حركة حماس أمس، بالعمل على ضرب المشروع الوطني. وقال الفتياني: «إن عقلية الإقصاء الظلامي لدى قادة حماس، لا تسمح ببناء شراكة حقيقية في هذا الوطن». وأضاف في حديث إذاعي، إن «شعبنا يعرف من يسرق أموال غزة، ويدرك جيدا أن الرئيس محمود عباس يدافع عن المشروع الوطني الفلسطيني، ويبذل كل جهد ممكن لاستعادة الوحدة الوطنية، في الوقت الذي يعمل فيه قادة حماس عكس التيار، ويسعون إلى تكريس الاحتلال، وينفذون برامج لضرب المشروع الوطني».
ومع الجمود المتواصل بشأن الملف، يبدو خيار الحرب خيارا ممكنا بحسب مراقبين فلسطينيين وإسرائيليين.
ويؤمن مسؤولون إسرائيليون بأن حماس قد تلجأ إلى تصعيد من هذا النوع.
وقبل أيام توقع وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، أن تكون الحرب المقبلة مختلفة. ونقل عن ليبرمان، قوله إنه إذا تخلت حماس عن بناء الأنفاق والصواريخ، فسيجري فتح معابر غزة وفك ضائقة القطاع، وصولا إلى بناء ميناء. وأضاف: «حربنا هذه المرة ستكون حاسمة.. سنذهب إلى النهاية».