طاولة «سامسونغ» التفاعلية تجربة رائعة

تتفاعل مع الميزات الجديدة في هاتف «غالاكسي إس 8»

طاولة «سامسونغ» التفاعلية تجربة رائعة
TT

طاولة «سامسونغ» التفاعلية تجربة رائعة

طاولة «سامسونغ» التفاعلية تجربة رائعة

تستخدم طاولة «سامسونغ» الجديدة Interactive Table في عرض المميزات الجديدة في هاتف سامسونغ غالاكسي إس 8. وتعتبر هذه الطاولة من أكثر التجارب التفاعلية روعة حسب خبراء موقع «سي نت» الإلكتروني، الذين أشاروا إلى أن العرض التفاعلي كان أخاذا. وتسمح الطاولة التفاعلية ذات الاسم العادي للمستخدمين بالتحقق من مميزات وخصائص الهاتف الذكي الجديد ولكن بطريقة جديدة ومذهلة للغاية.
ضع الهاتف على الطاولة، التي هي عبارة عن شاشة عرض كبيرة، فتقوم الطاولة باكتشاف موضع الهاتف على سطحها من خلال 12 كاميرا مثبتة وموزعة أسفل شاشة العرض الكبيرة. وباستخدام قلم زجاجي مستدير، يمكنك اختيار أي من خصائص الهاتف الجديد التي تريد تجربتها من خلال النقر عليها.
ويمكنك اختبار الماسح الضوئي الجديد (آيريس)، والتعرف على ميزة الاتصال الجديدة بالمنازل الذكية لدى شركة سامسونغ، بالإضافة إلى الإبهار من خلال شاشة عرض الهاتف المصغرة الجديدة. ولأن الهاتف والطاولة متصلان بشبكة واي فاي، فإن الهاتف يعمل أيضا كشاشة ثانية للتعامل معه مباشرة.
تقول شركة سامسونغ إن الطاولة التفاعلية الجديدة تم تطويرها في الشركة، وهي ليست طاولة سامسونغ القديمة طراز (SUR40). بل إنها تمثل تجربة ممتعة للغاية لتجربتها وربما من أفضل العروض الترويجية التي يمكن للشركة استخدامها لعرض منتجاتها الرائعة الأخرى.
سوف يتم صناعة الطاولة الجديدة في عشرة بلدان، بما في ذلك سنغافورة، وأستراليا، وروسيا، وهونغ كونغ، ودبي، والمكسيك، وتشيلي، وغيرها من الدول، حيث يمكن توفير تجارب استخدام استوديو غالاكسي. وليست هناك أنباء عما إذا كانت الطاولة التفاعلية الجديدة سوف تظهر في الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة من عدمه.



برمجية تجسس جديدة تستهدف أجهزة «سامسونغ» عبر ثغرة «يوم صفر»

نُشرت البرمجية عبر ملفات صور «DNG» خبيثة ويُرجّح أنها اعتمدت أسلوب الهجمات «دون نقرة» (شاترستوك)
نُشرت البرمجية عبر ملفات صور «DNG» خبيثة ويُرجّح أنها اعتمدت أسلوب الهجمات «دون نقرة» (شاترستوك)
TT

برمجية تجسس جديدة تستهدف أجهزة «سامسونغ» عبر ثغرة «يوم صفر»

نُشرت البرمجية عبر ملفات صور «DNG» خبيثة ويُرجّح أنها اعتمدت أسلوب الهجمات «دون نقرة» (شاترستوك)
نُشرت البرمجية عبر ملفات صور «DNG» خبيثة ويُرجّح أنها اعتمدت أسلوب الهجمات «دون نقرة» (شاترستوك)

كشف فريق أبحاث «بالو ألتو نتوركس» عن عائلة جديدة من برمجيات التجسس الموجهة لنظام «أندرويد» تحمل اسم «لاند فول» (LANDFALL)، استُخدمت في حملات اختراق استهدفت أجهزة «سامسونغ غالاكسي» في منطقة الشرق الأوسط. وتعتمد البرمجية على استغلال ثغرة «يوم صفر» في مكتبة سامسونغ لمعالجة الصور، وهي جزء من سلسلة ثغرات مشابهة رُصدت خلال العامين الماضيين عبر منصات مختلفة.

ووفقاً للباحثين، جرى استغلال الثغرة بشكل نشط قبل أن تصدر «سامسونغ» تحديثاً لمعالجتها في أبريل 2025، وذلك بعد تقارير أولية أشارت إلى استخدامها عملياً. ولم تُنشر حينها تحليلات تقنية موسعة حول طبيعة الثغرة أو البرمجية المرتبطة بها.

وأظهر تحليل الشركة أن برمجية «LANDFALL» كانت مدمجة داخل ملفات صور خبيثة بصيغة «DNG» يبدو أنها أُرسلت عبر تطبيق واتساب. وتتشابه آلية الإرسال مع سلاسل هجمات «دون نقرة» رُصدت سابقاً ضد منصتي «أبل» و«واتساب» في أغسطس (آب) 2025، إضافة إلى استغلال آخر محتمل أعلن عنه في سبتمبر. وأكد التقرير أنه لا توجد ثغرات «واتساب» جديدة مرتبطة بهذه الحملة حتى الآن.

وأشار الباحثون إلى أن حملة «LANDFALL» بدأت فعلياً في منتصف عام 2024، مستغلة الثغرة قبل أشهر من إصدار «سامسونغ» للتصحيح. وفي سبتمبر (أيلول) 2025، عالجت الشركة ثغرة جديدة من النوع نفسه في مكتبة الصور، ما رفع مستوى الحماية ضد هذا النمط من الهجمات.

توفر «LANDFALL» قدرات تجسس واسعة تشمل تسجيل الصوت وتتبع الموقع وسحب البيانات والصور وسجلات الاتصال (شاترستوك)

أظهرت نتائج تحليل فريق «بالو ألتو نتوركس» أن برمجية «LANDFALL» صُممت خصيصاً لاستهداف أجهزة «سامسونغ غالاكسي» ضمن هجمات موجهة في الشرق الأوسط، وتمتلك قدرات مراقبة واسعة تشمل تسجيل الصوت وتتبع الموقع الجغرافي وسحب الصور والوسائط وبيانات الاتصال. وتعتمد البرمجية في عملها على استغلال ثغرة «CVE-2025-21042» في مكتبة معالجة الصور، من خلال ملفات «DNG» خبيثة يُعتقد أنها نُقلت للمستخدمين عبر قنوات تواصل شائعة.

وتشير الأدلة إلى احتمال استخدام أسلوب «الاستهداف دون نقرة»، وهو نمط مشابه لهجمات حديثة استهدفت منصتي «iOS» و«سامسونغ». كما رصد الباحثون تشابهاً في البنية التحتية للحملة مع عمليات تجسس تجارية ظهرت سابقاً في المنطقة، ما قد يعزز فرضية ارتباطها بجهات خاصة. وظلت البرمجية تعمل بصمت لعدة أشهر قبل اكتشافها، في حين تؤكد الشركة أن الأجهزة التي تلقت تحديثات سامسونغ الأمنية منذ أبريل (نيسان) 2025 لم تعد عرضة لهذا الخطر.


أنظمة الذكاء الاصطناعي تولّد معلومات كاذبة... للتشهير بالأفراد والشركات

«جيمناي» ساهم في التشهير ضد شركة «وولف ريفر إلكتريك«
«جيمناي» ساهم في التشهير ضد شركة «وولف ريفر إلكتريك«
TT

أنظمة الذكاء الاصطناعي تولّد معلومات كاذبة... للتشهير بالأفراد والشركات

«جيمناي» ساهم في التشهير ضد شركة «وولف ريفر إلكتريك«
«جيمناي» ساهم في التشهير ضد شركة «وولف ريفر إلكتريك«

تُمثل موجة متزايدة من الدعاوى القضائية في الولايات المتحدة وخارجها، اختباراً لحدود قانونية جديدة: من يتحمل المسؤولية عندما تنشر أنظمة الذكاء الاصطناعي معلومات كاذبة وتشهيرية.

دعاوى ضد «التشهير الاصطناعي»

وقد رُفعت ست دعاوى تشهير على الأقل في السنوات الأخيرة، تستهدف شركات تقنية كبرى مثل: «غوغل»، و«مايكروسوفت»، و«ميتا»، و«أوبن إيه آي»؛ حيث يدعي عدد من الأفراد والشركات أن الأكاذيب التي ولّدها الذكاء الاصطناعي أضرَّت بسمعتهم وسبل عيشهم.

تأتي إحدى أهم القضايا من شركة «وولف ريفر إلكتريك»، ومقرها مينيسوتا، وهي أكبر شركة مقاولات للطاقة الشمسية في الولاية. ففي أواخر عام 2024، لاحظت الشركة زيادة مفاجئة في العقود الملغاة. وأوضح العملاء أن عمليات البحث التي أجروها على محرك «غوغل» عن «وولف ريفر» أظهرت أن الشركة توصلت إلى تسوية دعوى قضائية مع المدعي العام في مينيسوتا بشأن ممارسات بيع خادعة.

«وولف ريفر إلكتريك» متخصصة بمقاولات الالواح الشمسية

تشهير «جيمناي»

في الواقع، لم تكن هناك أي قضية من هذا القبيل؛ فقد ولّد نظام «جيميناي» للذكاء الاصطناعي من «غوغل» هذا الادعاء الكاذب، وعرضه بشكل بارز، حتى إنه كان يعرض هذا الادعاء المضلل تلقائياً عند كتابة المستخدمين لاسم الشركة. وبعد أن فشلت جهود تصحيح السجل باستخدام أدوات «غوغل»، اضطرت «وولف ريفر» إلى رفع دعوى قضائية بتهمة التشهير، مطالبة بتعويضات تزيد على 110 ملايين دولار.

صرح قادة «وولف ريفر»، بمن فيهم المؤسس جاستن نيلسن والرئيس التنفيذي فلاديمير مارشينكو، بأن المعلومات الكاذبة دمرت سمعتهم، وكلفتهم ملايين الدولارات من المبيعات. وقد استخدم المنافسون الادعاءات الزائفة لتشويه سمعتهم، كما كررت المنتديات الإلكترونية المعلومات المضللة. وتجادل الشركة بأن «غوغل» تصرفت بإهمال من خلال السماح لذكائها الاصطناعي بمواصلة نشر الخطأ بعد تنبيهها إليه.

من يتحمل المسؤولية القانونية؟

تنضم قضية «وولف ريفر» إلى سلسلة من الدعاوى القضائية المماثلة التي تستكشف ما إذا كان المحتوى الذي يُنتجه الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون تشهيرياً. وإذا كان الأمر كذلك، فمن يتحمل المسؤولية القانونية؟!

في ولاية جورجيا، رفع مارك والترز، مقدم البرامج الإذاعية والمدافع عن حقوق حمل السلاح، دعوى قضائية ضد شركة «أوبن إيه آي» عام 2023، بعد أن زعم «تشات جي بي» زوراً أنه متهم بالاختلاس.

ومع ذلك، رُفضت القضية. وقضت المحكمة بأنه بما أن الصحافي الذي تلقى الادعاء الكاذب لم يُصدقه، وتحقق سريعاً من عدم صحته، فلا يوجد تشهير. وأكد القاضي أن البيان لا يمكن أن يكون تشهيرياً، إذا لم يعتقد القارئ أنه واقعي.

تسوية خارج المحكمة

في حين لم تصل أي قضية تشهير بالذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة إلى هيئة محلفين حتى الآن؛ فقد أسفرت إحدى الدعاوى عن تسوية هادئة. في أبريل (نيسان) 2025، رفع المؤثر اليميني روبي ستارباك دعوى قضائية ضد شركة «ميتا»، بعد أن أنشأ «لاما» Llama أحد روبوتات الدردشة التابعة لها، صورة تزعم زوراً أنه كان حاضراً في أعمال شغب مبنى الكابيتول. واتهم ستارباك، الذي قال إنه كان في منزله في تينيسي في ذلك اليوم، شركة «ميتا» بالإضرار بسمعته. وتوصلت «ميتا» إلى تسوية معه، وأعلنت لاحقاً أن ستارباك أصبح مستشاراً في تحسين دقة ونزاهة أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، على الرغم من أنها لم تكشف عن شروط الاتفاقية.

تشهير بمذيع آيرلندي

ولا تقتصر نزاعات التشهير المتعلقة بالذكاء الاصطناعي على الولايات المتحدة؛ فقد رفع المذيع الآيرلندي، ديف فانينغ، دعوى قضائية ضد «مايكروسوفت» وموقع إخباري هندي، بعد اكتشافه مقالاً مزيفاً على موقع «إم إس إن» استخدم صورته بعنوان «مذيع آيرلندي بارز يواجه محاكمة بتهمة سوء السلوك الجنسي المزعوم». وقد أوحى المقال، الذي أنتجه الذكاء الاصطناعي ونُشر على بوابة مايكروسوفت الإلكترونية للناس بالاعتقاد بأنه يواجه اتهامات جنائية. ووصف فانينغ، الذي ينفي أي سوء سلوك، التجربة بأنها صادمة، وقال إنه يرغب في إحالة القضية إلى المحكمة. ورفضت «مايكروسوفت» التعليق.

مسؤولية الذكاء الاصطناعي ام المطورين؟

يقول خبراء قانونيون إن هذه القضايا الناشئة تطرح أسئلة معقدة. ويشير يوجين فولوك، باحث القانون الدستوري في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجليس، إلى أن أنظمة الذكاء الاصطناعي يمكنها بالفعل تقديم ونشر ادعاءات ضارة، لكنه يتساءل: مَن يتحمل المسؤولية - النموذج، أم مطوره، أم مستخدمه؟ يُعد إثبات النية حجر الزاوية في قانون التشهير، ومع ذلك، يكاد يكون من المستحيل نسب النية إلى خوارزمية.

وتعتقد نينا براون، أستاذة قانون الإعلام في جامعة سيراكيوز، أن معظم هذه القضايا ستُسوى بدلاً من محاكمتها. قد يُؤدي حكم واحد يُحمّل شركة ذكاء اصطناعي المسؤولية القانونية إلى سيل من الدعاوى القضائية. وتعتبر براون قضية وولف ريفر من أقوى هذه القضايا؛ إذ تُوثّق أضراراً مالية واضحة مرتبطة مباشرة بالمعلومات المضللة المُولّدة من قِبل الذكاء الاصطناعي.

على الرغم من إقرار «غوغل» بأن «الأخطاء قد تحدث مع التكنولوجيا الجديدة»، إلا أن النتائج المضللة حول «وولف ريفر» ظلت ظاهرة حتى نوفمبر (تشرين الثاني) 2025.

يبقى السؤال مطروحاً: من سيدفع الثمن عندما تُدمّر اختراعات النظم الذكية الثقة أو سبل العيش أو السمعة؟

* باختصار خدمة «نيويورك تايمز»


علماء يستخدمون «تشات جي بي تي» لتطوير علاجات الحمض النووي الريبي

مثّل هذا البحث نقطة التقاء بين ثلاث ثورات علمية الطب الجزيئي القائم على «RNA» والذكاء الاصطناعي والتقنيات النانوية (شاترستوك)
مثّل هذا البحث نقطة التقاء بين ثلاث ثورات علمية الطب الجزيئي القائم على «RNA» والذكاء الاصطناعي والتقنيات النانوية (شاترستوك)
TT

علماء يستخدمون «تشات جي بي تي» لتطوير علاجات الحمض النووي الريبي

مثّل هذا البحث نقطة التقاء بين ثلاث ثورات علمية الطب الجزيئي القائم على «RNA» والذكاء الاصطناعي والتقنيات النانوية (شاترستوك)
مثّل هذا البحث نقطة التقاء بين ثلاث ثورات علمية الطب الجزيئي القائم على «RNA» والذكاء الاصطناعي والتقنيات النانوية (شاترستوك)

يبرز تقاطع العلاجات القائمة على الحمض النووي الريبي (mRNA) مع الذكاء الاصطناعي كإحدى أكثر الجبهات الواعدة في الطب الحديث. فقد تمكن باحثو معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) من ابتكار نموذج يعتمد على التعلم الآلي لتسريع تصميم الجسيمات النانوية الدهنية (LNPs) التي تُستخدم لنقل العلاجات القائمة على الـ«RNA» داخل الجسم. قد يُحدث ذلك تحولاً جذرياً في سرعة وصول العلاجات إلى المرضى.

أسلوب جديد لهندسة النقل الحيوي

جوهر التحدي في هذا المجال يتمثل في إيجاد وسيلة نقل آمنة وفعالة لجزيئات الـ«RNA» الحساسة، إذ تتطلب تغليفاً ذكياً يحميها من التحلل ويساعدها على الوصول إلى الخلايا المستهدفة. تعتمد معظم اللقاحات الحديثة على جسيمات نانوية دهنية تعمل كدرع واقٍ للـ«RNA» وتنقله إلى داخل الخلية. لكنّ تصميم هذا النوع من الجسيمات عملية معقدة، إذ يتكون كل منها من خليط دقيق من المكونات الكيميائية التي تؤثر في كفاءتها.

وللتغلب على هذه الصعوبة، أنشأ فريق «MIT» مكتبة ضخمة تضم آلاف التركيبات المحتملة للجسيمات، ثم درّب شبكة عصبية تعتمد على نموذج المحولات (Transformer).

وهو النموذج ذاته الذي يُستخدم في تطبيقات الذكاء الاصطناعي للغات للتنبؤ بأفضل التركيبات وأكثرها فاعلية في توصيل الـ«RNA». ويقول أحد الباحثين إنه تم استخدام أدوات التعلم الآلي لتسريع عملية تحديد مكونات الجسيمات النانوية المثالية بمعدل أسرع بكثير مما كان ممكناً في السابق.

وقد كانت النتيجة مبهرة، إذ تنبأ النموذج بتركيبات جديدة تفوقت على النماذج التقليدية، بل وتمكن من تحديد صيغ مناسبة لأنواع مختلفة من الخلايا، وقدرة على تصميم جسيمات قادرة على مقاومة ظروف قاسية مثل التجميد والتجفيف.

يسهم هذا التقدّم في تقليص المدة بين التجارب المخبرية والتطبيق السريري من سنوات إلى أشهر ما يسرّع تطوير لقاحات وعلاجات جديدة.

أهمية الاكتشاف

يمكن لتسريع عملية تصميم أنظمة النقل الحيوي أن يقلّص الوقت بين التجارب المخبرية والتطبيق السريري من سنوات إلى أشهر. فبدلاً من اختبار كل تركيبة على حدة، يمكن للنماذج الحسابية أن تتنبأ بالأنسب وتُوجّه الباحثين مباشرةً إلى الحلول الواعدة. ويشير الفريق إلى أن هذا التقدم يمهد الطريق لعلاجات RNA لأمراض مزمنة مثل السكري والسمنة وبعض أنواع السرطان.

لكن الفائدة لا تكمن في السرعة فقط، بل في الدقة والكفاءة. إذ إن تحسين إيصال الجزيئات إلى المكان الصحيح في الجسم قد يُقلّل الجرعات المطلوبة ويخفض التكلفة، مما يجعل هذه العلاجات أكثر إتاحة في البيئات محدودة الموارد.

أدوات جديدة لأسئلة جديدة

لم يكتفِ فريق MIT بالمحاكاة التقليدية، بل استخدم النموذج لتصميم جسيمات تحتوي على مواد مضافة بوليمرية (مثل PBAEs المتفرعة)، وصيغ تعمل مع أنواع مختلفة من الخلايا، وحتى جسيمات تتحمل التجفيف بالتجميد. يعد أحد الباحثين أن معظم نماذج الذكاء الاصطناعي في اكتشاف الأدوية تركز على تحسين مركب واحد فقط، لكن هذا لا يناسب الجسيمات النانوية. لذلك طورنا نموذجاً جديداً أسميناه «كوميت» (COMET)، مستوحى من نفس بنية المحولات التي تعتمد عليها النماذج اللغوية الكبرى مثل ChatGPT.

ميزة «COMET» أنه تعامل مع مشكلة التركيب الكيميائي كما يتعامل نموذج لغوي مع الجمل إذ تُشبه الجزيئات الكلمات، بينما تمثل التركيبات الجُمل. هذه المقاربة أحدثت نقلة نوعية في طريقة التفكير العلمي.

يعتمد النموذج الجديد على بنية «المحوّل» المستخدمة في النماذج اللغوية مثل «ChatGPT» لتوقّع أفضل التركيبات الكيميائية للجسيمات (شانرستوك)

من المختبر إلى التطبيق

لا يتوقف المشروع عند حدود البحث الأكاديمي، بل يتجه نحو التطبيق العملي. فقد أطلق الفريق برنامجاً يمتد لعدة سنوات بتمويل من وكالة المشروعات المتقدمة للصحة (ARPA-H) لتطوير أنظمة توصيل «RNA» قابلة للابتلاع بدلاً من الحقن. كما يعمل الباحثون على توسيع استخدام الجسيمات المصممة بالذكاء الاصطناعي لتشمل أمراضاً جديدة. الرؤية المستقبلية واضحة، وهي أن الجمع بين الذكاء الاصطناعي، والتقنيات النانوية، وعلم الأحياء الجزيئي لبناء منصة علاجية مرنة وسريعة الاستجابة لمختلف الحالات المرضية.

انعكاسات أوسع

يقف هذا البحث عند تقاطع ثلاث ثورات علمية كبرى، العلاجات القائمة على «RNA» التي تحولت من فكرة تجريبية إلى واقع بعد نجاح لقاحات «كوفيد-19». أيضاً الذكاء الاصطناعي في تطوير الأدوية، حيث أصبحت البيانات والتنبؤات تسرّع الاكتشاف بشكل غير مسبوق وتصميم الجسيمات النانوية، الذي يتيح تحكماً أدق في توصيل الدواء إلى الخلايا.

بدمج هذه الاتجاهات، يُظهر عمل «MIT» أن ما كان يستغرق سنوات يمكن إنجازه خلال أشهر، وبكلفة أقل وقدرة أكبر على التوسع الصناعي.

نحو طب أدق وأسرع

رغم هذا التقدم، تبقى تحديات عديدة، من الإنتاج الواسع إلى موافقات الجهات التنظيمية وضمان عدالة الوصول إلى العلاج عالمياً. لكن الاتجاه واضح، وهو أن تصميم العلاجات أصبح أكثر مرونة، وأكثر سرعة، وأكثر دقة. يلخّص قائد البحث قائلاً: «لقد أصبح لدينا أداة تُمكّننا من طرح أسئلة جديدة كلياً... وتسريع التطوير بشكل غير مسبوق».

ومع انتقال الجسيمات النانوية المصممة بالذكاء الاصطناعي من المختبر إلى الواقع، يخطو الطب الدقيق خطوة إضافية نحو المستقبل ليس فقط فيما نعالجه، بل في مدى سرعة ودقة استجابتنا.