المرزوقي يدعم الحراك الشعبي في تطاوين ويصف الأوضاع بـ«أيام بن علي»

مقتل مسلح وآخر يفجر نفسه في سيدي بوزيد التونسية

المرزوقي يدعم الحراك الشعبي في تطاوين ويصف الأوضاع بـ«أيام بن علي»
TT

المرزوقي يدعم الحراك الشعبي في تطاوين ويصف الأوضاع بـ«أيام بن علي»

المرزوقي يدعم الحراك الشعبي في تطاوين ويصف الأوضاع بـ«أيام بن علي»

أعلن الرئيس التونسي السابق، رئيس حزب «حراك تونس الإرادة»، المنصف المرزوقي، عن دعمه للحراك الشعبي، والاحتجاجات العنيفة التي تشهدها عدة مناطق، من بينها تطاوين (جنوب شرق)، مطلقاً اقتراحات للقوى السياسية للخروج من هذه الأزمة.
وفي هذا السياق، اشتبكت قوات الأمن التونسية، أمس، مع متشددين مسلحين، قتلت أحدهما، بينما فجر الآخر نفسه بحزام ناسف في منزل بسيدي بوزيد (وسط).
وخلال المؤتمر الانتخابي الأول لحزب حراك تونس، الذي انطلق السبت ويختتم اليوم، تحت شعار «الثبات والأمل»، حيا المرزوقي شباب تلك المناطق، في الكامور (منطقة الاحتجاجات في تطاوين) والكاف والقيروان، وكل محافظات الجمهورية المطالبة بحقوقها المشروعة، بسبب الضائقة الاقتصادية، مشيراً إلى أن «الحديث عن تعافي الاقتصاد التونسي خلال هذه الفترة مغالطة كبيرة، فهو في أوج مرضه، ويسير من وضعية سيئة إلى وضعية أكثر سوءاً».
وحذر المرزوقي الحكومة، التي يقودها يوسف الشاهد، من اعتماد سياسة «بكل حزم» التي انتهجها الرئيس الأسبق بن علي مع المحتجين، وقال إن الجميع يعرفون إلى أين أدت بصاحبها، في إشارة إلى قرار حكومة يوسف الشاهد تطبيق القانون مع المحتجين، مضيفاً: «الحل يكمن في اعتماد اقتصاد وطني تكافلي، ومحاربة الفساد بجديّة، والبحث عن أسواق جديدة أمام المنتجات التونسية، وإقرار الحكم المحلي، لممارسة ديمقراطية حقيقية قاعدية وتشاركية، من خلال التسريع بإجراء الانتخابات البلدية».
ودعا في المقابل إلى تنظيم يوم غضب وطني لرفض مشروع قانون المصالحة المالية والاقتصادية مع رموز النظام السابق، وقال إن مشاورات حثيثة سيجريها الحزب مع مجموعة من الأحزاب السياسية الرافضة للمصالحة المغشوشة إثر الانتهاء من تشكيل قيادة سياسية منتخبة، وأكد أن إحالة مشروع قانون المصالحة الاقتصادية بصيغته القديمة إلى البرلمان التونسي تعتبر مؤشراً بالغ الخطورة لمفهوم العدالة الانتقالية، وهو بمثابة التشجيع على انتشار الفساد، على حد تعبيره.
وعبر الرئيس التونسي السابق عن مساندة حزب «حراك تونس الإرادة» لكل التحركات الاحتجاجية السلمية للمطالبة بالحق في التنمية والتشغيل، وقال إن الزيارة التي أداها رئيس الحكومة إلى محافظة تطاوين، التي تشهد تنفيذ المواطنين لإضراب عام، «لا تتوفر بها عوامل النجاح، لكونها لا تطرح أية بدائل أو حلول فعلية لشواغل الأهالي».
وخلال المؤتمر الانتخابي الأول للحزب، لفت المرزوقي إلى أن تونس تعيش في أزمة أخلاقية ومعنوية «لم تعشها حتى زمن الاستبداد»، وأشار بأصابع الاتهام إلى «الإعلام الفاسد والعصابات السياسية التي أفسدت الحياة السياسية»، وقال إن «هيبة الدولة انهارت إلى الحضيض»، مطالباً بضمان نزاهة المحطات الانتخابيّة المقبلة، ومؤكداً أن حزبه «لن يكون ديكوراً أو شاهد زور في المحطات الانتخابية المقبلة، وأن التونسيين هم الذين سيضمنون نزاهة الانتخابات».
وحضر فعاليات المؤتمر عدد كبير من القيادات السياسية، بينهم علي العريض وحمادي الجبالي وفتحي العيادي (حركة النهضة)، ومحمد بالنور ومصطفى بن جعفر (حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات)، وعصام الشابي (الحزب الجمهوري)، وعبد الرؤوف العيادي (حركة وفاء).
وأسس المرزوقي حزب «حراك تونس الإرادة» سنة 2015، بعيداً عن حزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» الذي أوصله إلى رئاسة تونس بصفة مؤقتة سنة 2011. وكان الإعلان عن الحزب الجديد إثر هزيمته في الانتخابات الرئاسية التي تنافس عليها مع الرئيس التونسي الحالي الباجي قائد السبسي.
وناقش المؤتمرون، خلال اليومين الماضيين، اللوائح الأساسية للمؤتمر، وهي لائحة الحكم المحلي، ولائحة تنظيمية تتعلق بتوجيهات النظام الداخلي، واللائحة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
وبشأن مسألة الترشح لرئاسة الحزب، قال عدنان منصر، الأمين العام لحزب «حراك تونس الإرادة»، إن النظام الداخلي للمؤتمر يضبطها، وسيتم اختيار بين طريقة التزكية أو الترشح الحر، وتوقع أن يتوافق المشاركون في المؤتمر على أن يكون المنصف المرزوقي رئيساً للحزب خلال الفترة المقبلة.
من جهة ثانية، قال مسؤول حكومي كبير، لـ«رويترز»، إن قوات الأمن التونسية اشتبكت، أمس، مع متشددين مسلحين، وإنها قتلت أحدهم، بينما فجر آخر نفسه بحزام ناسف في منزل بسيدي بوزيد، في وسط البلاد. وأضاف أن القوات الأمنية تحاصر عنصراً ثالثاً من هذه «المجموعة الإرهابية»، بعد معلومات مخابراتية. وهذه أول مواجهة منذ نحو عام بعد هجوم كبير شنه مقاتلو تنظيم داعش على بلدة بن قردان، الحدودية مع ليبيا، وصدته قوات الأمن وقتلت خلاله عشرات المتشددين.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.