غارات على الرقة و«سوريا الديمقراطية» تتقدم في الطبقة السورية

سوريون يلوحون لدبابة عسكرية أميركية تسافر في محافظة عمودة شمال سوريا (رويترز)
سوريون يلوحون لدبابة عسكرية أميركية تسافر في محافظة عمودة شمال سوريا (رويترز)
TT

غارات على الرقة و«سوريا الديمقراطية» تتقدم في الطبقة السورية

سوريون يلوحون لدبابة عسكرية أميركية تسافر في محافظة عمودة شمال سوريا (رويترز)
سوريون يلوحون لدبابة عسكرية أميركية تسافر في محافظة عمودة شمال سوريا (رويترز)

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن طائرات حربية نفذت فجر اليوم (الأحد)، ضربات على مناطق في مدينة الرقة السورية، بالتزامن مع غارات على منطقة الجسر الجديد الواصل بين المدينة والضفة الجنوبية لنهر الفرات، ما تسبب بأضرار مادية ومعلومات عن خسائر بشرية.
وتستمر الاشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من القوات الأميركية الخاصة، وتنظيم داعش من جانب آخر، على محاور في مدينة الطبقة.
وتمكنت قوات سوريا الديمقراطية من تحقيق تقدم في المنطقة وباتت تسيطر على أكثر من 60 في المائة من مساحة مدينة الطبقة القديمة.
وتتواصل محاولات التقدم والسيطرة على كامل مدينة الطبقة من قبل قوات سوريا الديمقراطية، وذلك في إطار استمرار عملية «غضب الفرات» التي أطلقتها القوات في 6 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، والتي تسعى إلى عزل مدينة الرقة عن كامل ريفها، تمهيداً لبدء معركة الرقة.
وتحظى مدينة الطبقة التي يسيطر عليها تنظيم داعش منذ عام 2014 بأهمية استراتيجية مزدوجة، باعتبار أنها تفتح الطريق أمام قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن إلى الرقة، معقل المتطرفين في سوريا، وتضم سداً مائياً هو الأكبر في البلاد.
وقال المرصد إن قوات سوريا الديمقراطية باتت تسيطر على 40 في المائة من الطبقة من بينها أكثر من نصف المدينة القديمة، وذلك بعد أسبوع على دخولها هذه المدينة الواقعة على بعد 55 كلم غرب الرقة المعقل الأبرز للإرهابيين في سوريا.
وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن إلى تواصل المعارك صباح الأحد.
وتواجه قوات سوريا الديمقراطية مقاومة شرسة من المتطرفين الذين يستخدمون خصوصاً طائرات مسيرة مسلحة على غرار ما يفعلون ضد القوات العراقية التي تحاول طردهم من مدينة الموصل كبرى مدن شمال العراق.
وبحسب المرصد، اعتمد التنظيم منذ حصار المدينة على إرسال انتحاريين وسيارات مفخخة إلى مواقع قوات سوريا الديمقراطية في محاولة لإعاقة تقدمهم، وهو الأسلوب الذي يعتمده في كل الجبهات التي يخسر سيطرته عليها.
وكان عدد سكان الطبقة يقارب 240 ألف نسمة قبل بدء النزاع في سوريا في عام 2011 لكن أكثر من 80 ألفاً من السكان فروا من المعارك.
وتقع المدينة التي كان الإرهابيون يستخدمونها كقاعدة للقيادة وتضم السجن الأبرز للتنظيم بالقرب من سد مهم يحمل اسمها لا يزال خاضعاً لسيطرة المتطرفين.
وتندرج السيطرة على مدينة الطبقة في إطار حملة «غضب الفرات» التي بدأتها قوات سوريا الديمقراطية، بدعم من التحالف الدولي في نوفمبر لطرد التنظيم من الرقة معقلهم الأبرز في سوريا.
ومنذ بدء هجومها الهادف لطرد المتطرفين من مدينة الرقة، تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة على قسم كبير من الأراضي في محيط الرقة.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.