السبيعي: الرائد أنهكني مادياً ومعنوياً

قال إنهم نجحوا في صقل نجوم لم يجدوا الفرصة مع أنديتهم

من مباراة للرائد في دوري المحترفين السعودي (تصوير: سعد العنزي)
من مباراة للرائد في دوري المحترفين السعودي (تصوير: سعد العنزي)
TT

السبيعي: الرائد أنهكني مادياً ومعنوياً

من مباراة للرائد في دوري المحترفين السعودي (تصوير: سعد العنزي)
من مباراة للرائد في دوري المحترفين السعودي (تصوير: سعد العنزي)

أبدى عبد الله السبيعي، المشرف العام على فريق الرائد، رغبته في التنحي عن منصبه بعد نهاية الموسم الرياضي الحالي، مفضلاً فسح المجال لأبناء النادي، حسب قوله.
وقدم الرائد عطاء مميزا هذا العام، ويحتل المركز الخامس في سلم ترتيب «دوري جميل» للمحترفين حتى الآن، بصفته أفضل منجز على مستوى الدوري منذ صعود الفريق لدوري الكبار.
وبيّن السبيعي أن العمل الإداري في النادي تسبب في خسارته ماديا ومعنويا، فضلا عن الضغوط الجماهيرية مع كل إخفاق للفريق.
وكشف السبيعي لـ«الشرق الأوسط» عن أن إدارة ناديه بصدد عقد اجتماع بعد مباراة الأهلي غدا، لرسم خريطة النادي للموسم الرياضي الجديد والإعلان عن قرار إدارة عبد العزيز التويجري النهائي في مسألة الترشح لفترة رئاسية مقبلة من عدمه.
وعن رغبة الرائديين في استمرار المدرب ناصيف البياوي، الذي حقق مع الفريق 10 انتصارات وتعادلين، ووصل معه للمركز الخامس، قال: «لم نفتح خط المفاوضات مع الجهاز الفني حتى الآن، وفي الاجتماع المقبل سيتم تقييم عمله الفني، وما قدمه الفريق في المسابقات الثلاث، وعلى ضوئه سيتم إما التفاوض معه لتجديد العقد، أو البحث عن طاقم فني جديد، ولا شك أن البياوي قدم عملا جميلا بفضل الاستقرار الفني والإداري، والصفقات التي تم استقطابها بعناية في فترة الاستعداد التي سبقت الموسم؛ إذ كنا طيلة شهر رمضان المبارك الماضي نعقد اجتماعا مطولا يصل إلى 8 ساعات بشكل يومي لإعداد الفريق والتشاور حول ملفات اللاعبين الأجانب والمحليين، ولم نعتمد على وكلاء اللاعبين، في جلب أسماء لا نعرفها، وقمت بنفسي بالتفاوض مع أكثر من اسم محلي، من ضمنهم مراد الرشيدي الذي قدم نفسه بصورة رائعة هذا الموسم، إضافة إلى خيارات اللاعبين الأجانب الذين تم اختيارهم بعناية».
وأضاف: «بحثنا عن لاعبين لم يجدوا فرصتهم مع الأندية الأخرى، لمنحهم الفرصة الكاملة لتقديم كل ما لديهم، وهذا ما تحقق مع غالبية لاعبي الفريق بدليل نجومية عبد الكريم القحطاني، والظهور اللافت للظهير الأيسر محمد العمري، وكذلك الحارس متعب شراحيلي، وبقية اللاعبين قدموا عطاء يشكرون عليه، كما أن البيئة الصحية أسهمت في بروز الكثير من الأسماء كما حدث مع المدافع سعيد المولد، الذي كان أحد نجوم الدور الأول، حينما كان في الرائد، ولكن قل عطاؤه بعد انتقاله للأهلي».
واعترف المشرف على كرة القدم بنادي الرائد بالأخطاء التي وقعت بها إدارته، وحمّلها سبب هرب المحترف البرازيلي أدريانو ألفيس في منتصف الدور الثاني؛ لعدم إصدار إقامة للاعب حتى لا يستطيع السفر خارج المملكة إلا بموافقة النادي، لافتاً بأن الأنظمة تمنع احتجاز جواز سفر اللاعب الأجنبي، وهو ما استغله اللاعب وغادر المملكة دون علم الإدارة، وشدد على أهمية تلافي هذه الأخطاء.
وعن طموح الفريق هذا الموسم والمواسم المقبلة، مع مشارفة الدوري على النهاية وفريقه يحتل المركز الخامس على سلم الترتيب، قال: «خسرنا خمس مباريات لم نكن نستحق فيها الخسارة التي جاءت بأخطاء بسيطة، ولو استطعنا الانتصار فيها، لنافسنا على أحد المركزين الثاني والثالث، وليس الخامس، ولكن الحمد لله على كل حال، يعتبر مركزا مميزا وسنبذل كل ما لدينا في آخر مواجهتين للحفاظ عليه، وأتمنى أن يكون أحد المراكز المؤهلة لدوري أبطال آسيا في النسخة المقبلة».
ولم يخف السبيعي طموحه لتحقيق منجز تاريخي باسم النادي وخطف إحدى البطولات، وقال: «رغم أن نادي الرائد لا يمتلك منشأة خاصة به، فإنه قادر على تحقيق بطولة، وهذا أقل ما يقدم لجماهير الرائد المعروفة في الوفاء، لدينا مجموعة مميزة، واستطعنا تجديد عقود المهاجمين إسماعيل بانغورا وسلطان السوادي لمدة ثلاثة مواسم، ومع إضافة عنصرين أجنبيين فاعلين إلى جانب اللاعبين المحليين، سيكون للرائد كلمة في المواسم المقبلة»
وفي ختام حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أكد عبد الله السبيعي، أن علاقته بالرائد علاقة عشق قديمة، وسيظل في خدمته بعيداً عن الصفة الرسمية، وتمنى التوفيق للإدارة الجديدة التي وعد بالوقف إلى جانبها، وتسليمها الملفات كافة التي تتعلق باحتياجات ومستقبل الفريق.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».