الحكومة التونسية تدرس إعلان حظر التجول في تطاوين

إغلاق معبر حدودي بسبب الاحتجاجات

الحكومة التونسية تدرس إعلان حظر التجول في تطاوين
TT

الحكومة التونسية تدرس إعلان حظر التجول في تطاوين

الحكومة التونسية تدرس إعلان حظر التجول في تطاوين

اجتمع يوسف الشاهد، رئيس الحكومة التونسية، صباح أمس، بوزيري الداخلية والدفاع، وقائد أركان الجيش، والمدير العام للأمن الوطني، وآمر الحرس الوطني، من أجل تدارس التطورات الأخيرة في منطقة تطاوين (جنوب شرق)، ومتابعة الوضع الأمني في البلاد، ومدى جاهزية مختلف الأجهزة الأمنيّة والعسكرية لمواجهة مختلف المخاطر، وفي مقدمتها المخاطر الإرهابية التي قد تستغلها التنظيمات الإرهابية للتسلل إلى تونس وتنفيذ أعمال إرهابية.
ومباشرة بعد هذا الاجتماع، أعلنت السلطات عن قرار غلق المعبر البري الذهيبة - وازن، الرابط بين تونس وليبيا من الجانب التونسي، بسبب احتجاجات شباب منطقة الذهيبة.
ووفق مصادر حكومية، فإنه من المرجح أن يعلن الشاهد عن عدد من الإقالات في جهة تطاوين، وإعلان حظر التجوّل في حال تواصل الاحتجاجات واستمرارها، على الرغم من اتخاذ عشرات القرارات الحكومية التي اتخذت لصالح الجهة.
وأعلن الشاهد خلال زيارته للمنطقة اتخاذ 64 قرارا، شمل عدة مجالات حيوية، مثل مشروعات البنية التحتية والبيئة والصناعة والتجارة، والثقافة والطاقة، والخدمات البترولية والتشغيل.
وكانت ولاية (محافظة) تطاوين قد استقبلت أول من أمس رئيس الحكومة والوفد الحكومي المرافق له باحتجاجات، وحالة من الفوضى والاحتقان، بحجة أن القرارات التي أعلنت عنها الحكومة لا ترقى إلى تطلعاتهم ومستوى انتظاراتهم.
ورفع المحتجون شعار «ارحل» في وجه رئيس الحكومة. ووفق ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية، فإن الشاهد غادر مدينة تطاوين قبل أن ينهي برنامج زيارته الذي كان يتضمن زيارة المنطقة الصناعية، وملعب نجيب الخطاب (ملعب كرة قدم)، والمسبح البلدي ومركز الدفاع الاجتماعي بحي المهرجان، والمركز القطاعي للتكوين المهني في الطاقة بحي تطاوين الجديدة.
وهدد المحتجون بالمضي قدما في التصعيد بأشكال احتجاجية سيتمّ اتخاذها لأول مرة، ومن بينها سحب الأموال من البنوك التونسية، ومحاصرة جميع حقول النفط الموجودة في المنطقة، والذهاب نحو تنفيذ عصيان مدني.
على صعيد آخر، أعلنت ليلى الشتاوي، النائبة بالبرلمان عن حزب النداء، انسحابها من الحزب ومن الكتلة البرلمانية الممثلة له، وذلك بعد توجيه اتهامات باستشراء الفساد داخل الحزب الفائز في انتخابات 2014، على حد تعبيرها.
وكان حزب النداء قد قرر منذ مدة تجميد عضوية ليلى الشتاوي في الحزب، بعد اتهامها بتسريب تسجيلات سرية حول اجتماعات المكتب التنفيذي لحزب النداء (شق حافظ قائد السبسي). وقد شغلت الشتاوي حتى منتصف هذا الأسبوع منصب رئيس لجنة التحقيق البرلمانية حول تسفير الشباب التونسي إلى بؤر التوتر، قبل أن يعلن سفيان طوبال، رئيس الكتلة البرلمانية لحزب النداء، عن إقالتها من منصبها وتولي هذه المسؤولية بنفسه.
وأعلنت الشتاوي قبل يومين، أن اللجنة، التي تشكلت رسميا في 28 فبراير (شباط) الماضي، ستطلب الاستماع إلى النائب محمد الفريخة عن ممثل حركة النهضة بدائرة صفاقس ورجل الأعمال الذي كان يملك شركة طيران، وذلك على خلفية اتهامه بتنظيم رحلات جوية إلى تركيا لفائدة الشبان الراغبين في الالتحاق بالتنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق.
وتتهم «النهضة» بعض التيارات اليسارية الممثلة في لجنة التحقيق البرلمانية بوجود نوايا حول تحميلها مسؤولية تسفير الشبان إلى بؤر التوتر، على اعتبار أن معظم الملتحقين بتلك التنظيمات توجهوا إلى مناطق النزاع خلال سنتي 2012 و2013، وهي الفترة التي كانت الترويكا بزعامة النهضة تحكم البلاد.
من جهته، أكد هادي المجدوب وزير الداخلية في جلسة استماع له أمام هذه اللجنة، أن السلطات نجحت في تفكيك كثير من الشبكات الإرهابية، حيث بلغ عددها مائة خلية سنة 2013، ثم 181 خلية سنة 2014، و195 خلية سنة 2015، قبل أن يرتفع العدد إلى 245 خلية سنة 2016. وقدر المجدوب عدد الإرهابيين الناشطين في بؤر القتال بـ3 آلاف، 60 في المائة منهم يتمركزون في سوريا، و30 في المائة في ليبيا، و760 شخصا، مبرزا أن عدد العائدين من بؤر القتال يصل إلى 800 شخص.



الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

كثفت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في الأسابيع الأخيرة على مواقع الجماعة الحوثية بمحافظة عمران، لا سيما مديرية حرف سفيان، في مسعى لتدمير أسلحة الجماعة المخزنة في مواقع محصنة تحت الأرض، ما جعل الجماعة تنقل كميات منها إلى معقلها الرئيسي في صعدة (شمال).

وكشفت مصادر يمنية مطلعة أن الجماعة الحوثية نقلت خلال الأيام الأخيرة مركز الصواريخ والطائرات المسيرة من مناطق عدة بمحافظة عمران إلى محافظة صعدة، وذلك تخوفاً من استهداف ما تبقى منها، خصوصاً بعد تعرض عدد من المستودعات للتدمير نتيجة الضربات الغربية في الأسابيع الماضية.

وكانت المقاتلات الأميركية شنت في الآونة الأخيرة، غارات مُكثفة على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين، كان آخرها، الجمعة، حيث تركزت أغلب الضربات على مديرية «حرف سفيان» الواقعة شمال محافظة عمران على حدود صعدة.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، نقلت الجماعة الحوثية، تحت إشراف عناصر من «سلاح المهندسين والصيانة العسكرية»، مجموعة صواريخ متنوعة ومسيّرات ومنصات إطلاق متحركة وأسلحة أخرى متنوعة إلى مخازن محصنة في مناطق متفرقة من صعدة.

دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

وتمت عملية نقل الأسلحة - وفق المصادر - بطريقة سرية ومموهة وعلى دفعات، كما استقدمت الجماعة الحوثية شاحنات نقل مختلفة من صنعاء بغية إتمام العملية.

وتزامن نقل الأسلحة مع حملات اختطاف واسعة نفذتها جماعة الحوثيين في أوساط السكان، وتركزت في الأيام الأخيرة بمدينة عمران عاصمة مركز المحافظة، ومديرية حرف سفيان التابعة لها بذريعة «التخابر لصالح دول غربية».

واختطف الانقلابيون خلال الأيام الأخيرة، نحو 42 شخصاً من أهالي قرية «الهجر» في حرف سفيان؛ بعضهم من المشرفين والمقاتلين الموالين لهم، بعد اتهامهم بالتخابر مع أميركا وإسرائيل، وفقاً للمصادر.

وجاءت حملة الاختطافات الحوثية عقب تنفيذ الجيش الأميركي في الأسبوعين الماضيين، عشرات الغارات التي استهدفت منشآت عسكرية وأماكن تجمعات للجماعة في حرف سفيان، أسفر عنها تدمير منشآت استُخدمت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية أميركية بجنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

أهمية استراتيجية

نظراً للأهمية الاستراتيجية لمنطقة «حرف سفيان» في عمران، فقد تركزت الغارات على استهداف منشآت ومواقع متفرقة في المديرية ذاتها.

وتُعدّ مديرية «حرف سفيان» كبرى مديريات محافظة عمران من أهم معاقل الجماعة الحوثية بعد محافظة صعدة، وذلك نظراً لمساحتها الكبيرة البالغة نحو 2700 كيلومتر مربع، مضافاً إلى ذلك حدودها المتصلة بـ4 محافظات؛ هي حجة، والجوف، وصعدة، وصنعاء.

أنصار الحوثيين يحملون صاروخاً وهمياً ويهتفون بشعارات خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل (أ.ب)

وكان قد سبق لجماعة الحوثيين تخزين كميات كبيرة من الأسلحة المنهوبة من مستودعات الجيش اليمني في مقرات عسكرية بمحافظة عمران؛ منها معسكر «اللواء التاسع» بضواحي مدينة عمران، و«لواء العمالقة» في منطقة الجبل الأسود بمديرية حرف سفيان، وموقع «الزعلاء» العسكري الاستراتيجي الذي يشرف على الطريق العام الرابط بين صنعاء وصعدة، إضافة إلى مقار ومواقع عسكرية أخرى.

وإلى جانب ما تُشكله هذه المديرية من خط إمداد رئيسي للانقلابيين الحوثيين بالمقاتلين من مختلف الأعمار، أكدت المصادر في عمران لـ«الشرق الاوسط»، أن المديرية لا تزال تُعدّ مركزاً مهماً للتعبئة والتجنيد القسري لليمنيين من خارج المحافظة، لكونها تحتوي على العشرات من معسكرات التدريب التي أسستها الجماعة في أوقات سابقة، وترسل إليها المجندين تباعاً من مناطق عدة لإخضاعهم للتعبئة الفكرية وتلقي تدريبات قتالية.

صورة عامة لحاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» (رويترز)

وتقول المصادر إن الضربات الأميركية الأخيرة على محافظة عمران كانت أكثر إيلاماً للحوثيين من غيرها، كونها استهدفت مباشرةً مواقع عسكرية للجماعة؛ منها معمل للطيران المسير، وكهوف تحوي مخازن أسلحة وأماكن خاصة بالتجمعات، بعكس الغارات الإسرائيلية التي تركزت على استهداف البنى التحتية المدنية، خصوصاً في صنعاء والحديدة.

وترجح المصادر أن الأميركيين كثفوا ضرباتهم في مديرية حرف سفيان بعد أن تلقوا معلومات استخبارية حول قيام الحوثيين بحفر ملاجئ وأنفاق ومقرات سرية لهم تحت الأرض، حيث يستخدمونها لعقد الاجتماعات وإقامة بعض الدورات التعبوية، كما أنها تحميهم من التعرض لأي استهداف مباشر.