مستوطنون يواصلون اقتحام الأقصى

إسرائيل تصيب شاباً قرب نابلس بدعوى محاولة تنفيذ عملية طعن

مستوطنون يواصلون اقتحام الأقصى
TT

مستوطنون يواصلون اقتحام الأقصى

مستوطنون يواصلون اقتحام الأقصى

اقتحم مستوطنون متطرفون وعشرات من الضباط الإسرائيليين ساحات المسجد الأقصى أمس، محاولين أداء طقوس تلمودية في المكان، قبل أن يتصدى لهم حراس المسجد ومصلون، مما خلف مواجهات محدودة وتوترات كبيرة في المكان.
وقال شهود عيان، إن المستوطنين الذين اقتحموا المسجد في ساعات الصباح الباكر، حاولوا تأدية طقوس تلمودية في المكان، لكن الحراس تدخلوا لمنعهم فوراً، فيما أطلق المصلون التكبيرات، مما رفع حالة التوتر الشديد في المكان.
وسمحت السلطات الإسرائيلية للمستوطنين باقتحام المسجد، فيما أخضعت غيرهم من الفلسطينيين المصلين لإجراءات مشددة، ومنعت بعضهم من الدخول.
والتوتر حول الأقصى مستمر من أسابيع طويلة، بعدما حولت إسرائيل القدس إلى ثكنة عسكرية بسبب الأعياد اليهودية، وأبقت على ذلك بعد انتهائها.
وكانت الجماعات اليهودية دعت أثناء فترة الأعياد، إلى تكثيف اقتحام الأقصى وبشكل متواصل.
ويقول الفلسطينيون، إن إسرائيل تحاول فرض أمر واقع في القدس، وتحديدا في الأقصى، بتقسيمه زمانياً ومكانياً، لكن الحكومة الإسرائيلية تقول إنها لا تنوي تغيير الوضع القائم في المسجد.
وفي أوقات سابقة، تسببت مثل هذه الاقتحامات باندلاع مواجهات صعبة وانتفاضات كذلك.
من جهة ثانية، قال الجيش الإسرائيلي إنه أحبط محاولة طعن لجنوده على حاجز حوارة، قرب نابلس، من دون إصابات. وقال ناطق عسكري، إن الجنود أصابوا شاباً فلسطينياً بالرصاص قبل أن يتمكن من طعنهم.
ووصفت حالة الشاب بالمتوسطة، ونقل إلى مستشفى بلنسون في بيتح تكفا للمعالجة.
وأعلن لاحقا أن المصاب هو صالح عمر صالح 16 عاماً من مخيم بلاطة في نابلس. وشككت عائلة الشاب بالرواية الإسرائيلية.
ويقول الفلسطينيون، إن إسرائيل تتعمد إصابة وقتل الشبان بدم بارد، من دون أن يشكلوا أي خطر عليهم، ولمجرد الاشتباه.
وفي أوقات سابقة، قالت وزارة الخارجية الفلسطينية، إنها سترفع ملفاً بالإعدامات الميدانية لمحكمة الجنايات الدولية، متهمة الحكومة الإسرائيلية بإعطاء ضوء أخضر للجنود الإسرائيليين لقتل الفلسطينيين بدم بارد.
وقد اتضح أن وزارة الإسكان الإسرائيلية، تعمل على دفع مخطط لبناء حي يهودي جديد وراء الخط الأخضر في القدس الشرقية المحتلة. والمخطط هو توطين المتدينين المتزمتين في المكان الذي يقوم فيه مطار قلنديا المهجور، شمالي المدينة. وقد جرى إعداد المخطط قبل سنوات بعيدة، من قبل مهندس بلدية القدس شلومو آشكول، لكن تم تجميده بسبب المعارضة الشديدة لإدارة الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، للبناء وراء الخط الأخضر. ويتضمن المخطط إنشاء عشرات آلاف الوحدات الإسكانية، أي ما يعادل مستوطنة جديدة. وفي الأشهر الأخيرة، بعد استبدال الإدارة في واشنطن، بدأت وزارة الإسكان بدفع المخطط مجدداً، ويعمل عليه حالياً، مخطط المدن في لواء القدس في وزارة الإسكان، الون برنهارد. وكشفت مصادر في البلدية، أن وزارة الإسكان تخطط لنشر المخطط عشية ما يسمى بـ«يوم القدس»، الذي يحتفى به في ذكرى احتلال 1967، أي بعد شهر. ويقوم مطار قلنديا بالقرب من الجدار الفاصل، على مسافة غير بعيدة عن معبر قلنديا. وتم إغلاقه مع بداية الانتفاضة الثانية قبل 15 سنة، بسبب التخوف من قيام الفلسطينيين باستهداف الطائرات التي تقلع منه. وتشمل الخارطة بالإضافة إلى أرض المطار، مناطق واقعة إلى الغرب منه. وهي توجد حالياً في الضفة الغربية، خارج منطقة نفوذ القدس، وتدعي إسرائيل أن ملكيتها تعود ليهود. ويفترض بناء الحي للمتدينين المتزمتين، لكن قادتهم أعربوا مرات عدة، في الفترة الأخيرة، عن رفضهم إقامة الحي لجمهورهم، بسبب المسافة البعيدة عن مركز المدينة وقربها من الأحياء الفلسطينية والجدار الفاصل.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».