أنقرة: أبلغنا أميركا وروسيا بالضربات الجوية مسبقا

غارة جديدة على شمال العراق تسقط 6 من «الكردستاني»

طائرات حربية تركية قصفت أهدافا للمسلحين الأكراد في شمال العراق (أ.ب)
طائرات حربية تركية قصفت أهدافا للمسلحين الأكراد في شمال العراق (أ.ب)
TT

أنقرة: أبلغنا أميركا وروسيا بالضربات الجوية مسبقا

طائرات حربية تركية قصفت أهدافا للمسلحين الأكراد في شمال العراق (أ.ب)
طائرات حربية تركية قصفت أهدافا للمسلحين الأكراد في شمال العراق (أ.ب)

أفاد بيان للجيش التركي، اليوم (الاربعاء)، بأن طائرات حربية تركية قصفت أهدافا للمسلحين الأكراد في شمال العراق اليوم فقتلت ستة منهم، وذلك في إطار حملة آخذة في الاتساع ضد حزب العمال الكردستاني المحظور.
وقال البيان إن الضربات الجوية استهدفت منطقة الزاب، وهو اسم نهر يمر عبر الحدود التركية - العراقية.
وكانت طائرات تركية قصفت المسلحين الأكراد في منطقة سنجار شمال شرقي سوريا أمس (الثلاثاء)، ما أسفر عن مقتل نحو 70 مسلحا في تركيا وسوريا وفقا لبيان للجيش التركي.
وتصف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا حزب العمال الكردستاني بأنه تنظيم إرهابي.
ويشن الحزب تمردا منذ ثلاثة عقود ضد الدولة التركية سعيا لمنح الأكراد الحكم الذاتي. وأدى الصراع إلى مقتل أكثر من 40 ألف شخص أغلبهم من الأكراد.
من جهة، أعلنت تركيا اليوم انها أبلغت مسبقا الولايات المتحدة وروسيا بالضربات التي نفذتها أمس (الثلاثاء) ضد مواقع كردية في سوريا وأخرى في العراق.
وكانت الولايات المتحدة التي تقود التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" في العراق وسوريا عبرت عن "قلقها العميق" بعد القصف التركي.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو لوسائل اعلام تركية من اوزبكستان حيث يقوم بزيارة "قبل ساعتين من هذه العملية وكما تنص عليه اتفاقاتنا، تقاسمنا المعلومات مع الولايات المتحدة وروسيا". وأضاف "في الاسابيع الماضية، أبلغنا أصدقاءنا الاميركيين وحلفاءنا عبر القنوات العسكرية والدبلوماسية بأننا سنشن عملية في هذه المنطقة".
وقصف الطيران التركي يوم أمس مواقع لقوات كردية في شمال شرقي سوريا وكذلك قصف منطقة سنجار في شمال غربي العراق موقعا اكثر من ثلاثين قتيلا.
واستهدفت الضربات وحدات حماية الشعب الكردية وحلفاءها في العراق. لكن قتل ستة عناصر على الاقل من قوات البشمركة الكردية كانوا موجودين في المكان المستهدف ، في ما بدا وكأنه حادث.
وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية مارك تونر امس "نشعر بقلق عميق ازاء قيام تركيا بشن ضربات جوية في شمال سوريا وشمال العراق من دون تنسيق مناسب سواء مع الولايات المتحدة او التحالف الدولي الاوسع لهزيمة داعش". وأضاف "لقد عبرنا عن هذا القلق للحكومة التركية مباشرة".
في الوقت نفسه، يعمل مستشارون عسكريون اميركيون مع القوات الكردية ضد المتطرفين، الأمر الذي يثير استياء تركيا التي تعتبر هؤلاء المقاتلين الأكراد مجموعات "إرهابية" بسبب روابطهم بحزب العمال الكردستاني.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.