أخطاء التحكيم تهدد بتدمير دوري أبطال أوروبا

«يويفا» مطالب بضرورة الإسراع في اعتماد تكنولوجيا الفيديو

حكم مباراة ريال مدريد وبايرن ميونيخ ارتكب خطأ باشهار البطاقة الحمراء لفيدال - ايتيكن حكم مباراة برشلونة وباريس سان جيرمان ارتكب العديد من الأخطاء (رويترز)
حكم مباراة ريال مدريد وبايرن ميونيخ ارتكب خطأ باشهار البطاقة الحمراء لفيدال - ايتيكن حكم مباراة برشلونة وباريس سان جيرمان ارتكب العديد من الأخطاء (رويترز)
TT

أخطاء التحكيم تهدد بتدمير دوري أبطال أوروبا

حكم مباراة ريال مدريد وبايرن ميونيخ ارتكب خطأ باشهار البطاقة الحمراء لفيدال - ايتيكن حكم مباراة برشلونة وباريس سان جيرمان ارتكب العديد من الأخطاء (رويترز)
حكم مباراة ريال مدريد وبايرن ميونيخ ارتكب خطأ باشهار البطاقة الحمراء لفيدال - ايتيكن حكم مباراة برشلونة وباريس سان جيرمان ارتكب العديد من الأخطاء (رويترز)

جاءت الأحداث التحكيمية السخيفة التي وقعت على استاد ريال مدريد خلال مواجهة بايرن ميونيخ بعد أسابيع قليلة من مواجهة برشلونة المشوهة مع باريس سان جيرمان، ومثل هذه التطورات تسبب ضرراً بالغاً لبطولة دوري أبطال أوروبا.
سيكون من المناسب تماماً لو أن اتحاد كرة القدم الأوروبي (يويفا) تخلى عن النشيد الرسمي لبطولة دوري أبطال أوروبا، واستبدل به أغنية فكاهية تناسب عبثية الأحداث. وسيظل في مقدور اللاعبين الاصطفاف والإنصات لها في تبجيل ووقار، بالطبع، لأنها ستكون مادة ترفيهية مسلية تكشف أمام الجماهير التناقض الصارخ بين ما تزعم البطولة أنها تمثله والصورة الهزلية التي غالباً ما تبدو عليها.
لقد جرى الترويج لمباراة ريال مدريد وبايرن ميونيخ في دور ربع النهائي باعتبارها مواجهة كبرى تضمن لمشاهديها مستوى متميزا من الإثارة والمتعة. بدلاً عن ذلك، يبدو أن هذه المباراة ستظل عالقة في الأذهان لما تضمنته من قرارات تحكيمية معوجة على نحو مذهل لا يملك المرء أمامه سوى أن يقف مشدوهاً رافعاً حاجبيه، عاجزاً عن تصديق ما تراه عينيه.
وقد احتوت المباراة على عدد من القرارات المشوهة المعيبة - على رأسها البطاقة الحمراء التي تلقاها أرتور فيدال دون مبرر والهدف المشوه لكريستيانو رونالدو - لدرجة تدفع بفوز ريال مدريد في هذه المباراة في ذات الفئة من المباريات التي تنتمي إليها مباراة برشلونة أمام باريس سان جيرمان التي شهدت صحوة غير مستحقة لصالح الأول. في كلتا المواجهتين، جاءت قرارات التحكيم على درجة من التشوه والسذاجة جعلت المدربين يبدون وكأنهم تخرجوا لتوهم في «مدرسة التكهنات الخاطئة»!.
لقد جاء فوز ريال مدريد في ذات الليلة التي شهدت تقدم جاره، أتلتيكو مدريد، نحو دور قبل النهائي بإنزاله الهزيمة بليستر سيتي بنتيجة إجمالية 2 - 1. وجاء الهدف الأول من ركلة جزاء جرى احتسابها عن مخالفة وقعت خارج منطقة المرمى. وجاء هذا القرار أيضاً مشوهاً، وإن كانت المباراة على الأقل لم تشهد طرد مارك ألبرايتون، على خلاف ما حدث مع أندرياس بيك الذي تعرض للطرد خلال المباراة التي شهدت هزيمة نادي بشكتاش أمام دينامو كييف في دور المجموعات بسبب تداخل وقع بينه وبين لاعب خصم خارج منطقة المرمى.
وبغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا مع ما لمح إليه آرسين فينغر من أن آرسنال ربما لم يكن ليخسر أمام بايرن ميونيخ، ناهيك عن كون النتيجة التي خسر بها 10 – 2، لو أن الحكام أصدروا قرارات صائبة فيما يخص البطاقات الحمراء وركلات الجزاء، يبقى من الواضح أن بطولة دوري أبطال أوروبا هذا الموسم تراجعت مكانتها كثيراً جراء سلسلة من قرارات التحكيم الخاطئة.
وبطبيعة الحال، لا يقتصر الأمر على بطولة دوري أبطال أوروبا. جدير بالذكر أنه، الأحد، نجح روس كاونتي من تسجيل هدف تعادل في وقت متأخر من المباراة أمام سلتيك بفضل ركلة جزاء احتسبت لصالحه عندما أخطأ الحكم في تقدير محاولة أليكس شوك تقديم لعب استعراضي في الطيران في الهواء واعتبرها مخالفة بحقه. وفي وقت سابق من هذا الشهر، تعرض الحكم كيث سترود لعقوبة الإيقاف لـ28 يوماً بسبب احتسابه ركلة حرة لصالح بيرتون ألبيون، بدلاً عن إصدار قرار بإعادة نيوكاسل تسديد ركلة جزاء بعد تداخل من جانب دوايت غايل.
أما حالة سترود، فتبدو مختلفة عن الأمثلة الأخرى لأنه تعرض للعقاب لعدم علمه أو نسيانه للحظة القانون الذي كان من المفترض أنه مكلف بتطبيقه، أما فكرة أن القانون ذاته معيب وغير منطقي، فهذا في حد ذاته ليس دفاعاً يفيد الحكم في شيء. أما في الحالات الأخرى، فإن الحكام بإمكانهم الدفع بادعاء منطقي يقوم على أن أي خطأ وقعوا به جاء بسبب أوجه قصور أقل خطورة تتعلق بصعوبة رؤية كل حركة داخل الملعب بدقة في وقت يجتهد فيه الحكم لمتابعة الكثير من اللاعبين والكرة في ذات الوقت.
في الواقع، الخطأ طبيعة بشرية - وقد كان هذا تحديداً المبرر الذي اعتمدت عليه الكيانات المعنية بإدارة وتنظيم كرة القدم لعقود طويلة. ومع ذلك، فقد مرت سنوات منذ آخر مرة بدا فيها هذا العذر مقبولاً، فعلى مدار فترة طويلة تمسكت هذه الكيانات برفض الاعتماد على التكنولوجيا للمعاونة في الحد من الأخطاء التي يقع بها الحكام، وذلك على نحو أثار الشكوك في وجود تقصير متعمد من جانبها في الاضطلاع بمسؤولياتها وواجباتها. ويبقى التساؤل المحير قائماً: لماذا تفضل هذه الكيانات التنظيمية بقاء المباريات عرضة بمثل هذه الصورة الخطيرة للأخطاء البشرية في وقت تدرك جيداً أن ذلك يترك المباريات أيضاً عرضة للفساد البشري والرشوة؟.
في الواقع، أي متابع لكرة القدم منذ فترة من المحتمل أن عاين أخطاء تحكيمية أسوأ وأشد قسوة عن تلك التي وقع بها الحكم جوزيف أودارتي لامبتي، من غانا، خلال واحدة من مباريات التأهل لبطولة كأس العالم بحق السنغال، عندما تعرض خاليدو كوليبالي لاحتساب ركلة جزاء ضده بسبب لمسة يد للكرة رغم أنه بدا واضحاً للسواد الأعظم من المتابعين للمباراة أن الكرة اصطدمت بساقه. ورغم أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) عاقب الحكم الشهر الماضي بحرمانه من مزاولة التحكيم مدى الحياة، فإن الاتحاد لم يعلن حتى الآن عن حيثيات قراره بالكامل.
لذا دعونا نبدي شعورنا بالامتنان لأنه قريباً سيتوافر قدر أكبر من الوضوح على صعيد التحكيم بفضل الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا. وفي أعقاب تجارب ناجحة متعاقبة، مثلما حدث خلال المباراة الودية الأخيرة بين فرنسا وإسبانيا عندما جرى تصويب قرارات بخصوص هدفين في أعقاب مشاهدة الحكم إعادة لأحداث المباراة في مكان داخل الملعب، من المقرر إقرار اعتماد الفيديو في معاونة الحكام في الكثير من المسابقات الموسم القادم، بما في ذلك كأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم والدوري الممتاز الألماني. وينبغي أن تدفع المهزلة التي شاهدناها جميعاً في مباريات دوري الأبطال «يويفا» للتفكير في ضرورة أن يبذل قصارى جهده لضمان صدور قرارات تحكيم صائبة في البطولات التي يروج لها بحماس ويوليها جل اهتمامه.
والمؤكد أن التكنولوجيا ستضمن صدور قرارات صائبة على نحو أكبر، لكن ينبغي التنويه بأن ذلك لا يعني أننا سنبلغ بالضرورة درجة الكمال. جدير بالذكر أنه في وقت سابق من الموسم، تسببت تقنية «عين الصقر» التي استخدمت في الدوري الإيطالي الممتاز في إرسال عن طريق الخطأ تنبيه بتسجيل هدف إلى الحكام المسؤولين عن مباراة سمبدوريا وجنوا بعدما ارتطمت الكرة بالعارضة وارتدت بعيداً عن خط المرمى. من جانبها، ألقت التقارير الإعلامية التي تناولت الأمر اللوم على دائرة كهربية قصيرة.
وبعد عدة أسابيع، وقع أمر مشابه في فرنسا خلال مباراة بين بوردو ورين. وأشارت الشركة المصنعة للتقنية المستخدمة، «غول كونترول»، في تصريحات صحافية لاحقة لصحيفة «لو موند» أن الخطأ وقع نتيجة تعثر الجهاز عن العمل لتعرضه للارتباك والتشويش بسبب القميص الأصفر اللامع الذي كان يرتديه حارس المرمى.
ورغم ذلك، تظل الحقيقة أن الاعتماد على تكنولوجيا الفيديو في قرارات التحكيم سيحد من أخطاء التحكيم ويقلص فرص تحول مزيد من مباريات دوري أبطال أوروبا إلى مهازل جديدة.



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.