الميلان يدخل عصرا جديدا مع باربارا برلسكوني بعد رحيل غالياني

المدير التنفيذي قال: سأظل مدينا للرئيس طوال حياتي

الميلان يدخل عصرا جديدا مع باربارا برلسكوني بعد رحيل غالياني
TT

الميلان يدخل عصرا جديدا مع باربارا برلسكوني بعد رحيل غالياني

الميلان يدخل عصرا جديدا مع باربارا برلسكوني بعد رحيل غالياني

فصل الخريف في أركوري، حيث إقامة سيلفيو برلسكوني، هو خريف لميلان قديم. لكن في الخريف تكون الألوان ناصعة، ولا يمكن تخيل أن ينتهي اللقاء بين كبار مسؤولي النادي بالجراح والآلام. يرحل أدريانو غالياني بشرف، والذي جرى تقريره في الوقت الحالي مع الزعيم الأكبر سيلفيو برلسكوني، لكن ما استغرق لقاء القمة هو توديع عهد يرحل. إن الميلان القادم سيحمل ختم باربارا برلسكوني، التي بعد فترة من التلقي قررت أن لحظة التأثير قد جاءت، تحديدا لأن النتائج تغيب، ولا توجد وفرة في الأموال، وبالتالي يجب دراسة فلسفة جديدة. وتغيير المسار، مثلما قالت باربارا. وأحيانا، من أجل تغيير المسار، يكون ضروريا تغيير الربان أيضا. وإن كان غالياني قد كرر ولاءه لمالك النادي، وقال: «رئيسي سيظل سيلفيو برلسكوني دائما. إننا مرتبطان مدى الحياة».
إن الابتعاد عن ماض يعج بالانتصارات والنجاحات ليس أمرا استجد هذه الأيام، وإنما يعود إلى عامين ونصف مضت، حينما دخلت ابنة رئيس النادي في مجلس الإدارة. غير أن دخولها إلى مكاتب مقر النادي كان بتاريخ ديسمبر (كانون الأول) 2010، وكان يبدو الوصول الطبيعي لواحدة من أعضاء العائلة التي صنعت مجد النادي. درست باربارا الأجواء، ثم سرعت من الإيقاع. وانطلقت إلى الأمام منذ أسبوع، بتأكيد من وكالة أنسا للأنباء، التي نقلت خلاصة حوارها مع أبيها بعد خسارة الفريق ضد فيورنتينا. باربارا تريد التغيير، والمقصود بالرسالة بالطبع هو أدريانو غالياني الذي، بروح عملية، طلب على الفور لقاء الرئيس. ولم تذكر ابنة برلسكوني اسما قط، بل إنها قالت: «لم أطلب قط تغيير المدير التنفيذي». لكن لم يكن بوسع غالياني تحمل أمور ملتبسة وغير مؤكدة، وهكذا جاء موعد الغداء في فيللا سان مارتينو، وكان برلسكوني قد عاد إلى منزله، في بريانزا، في الليلة التي قبلها.
في الساعة الواحدة ظهرا، اجتازت سيارة «أودي» البوابات، لم يكن غالياني، وإنما فيديلي كونفالونييري، وهو أحد أعمدة عالم برلسكوني. وبعد ثلث ساعة وصلت سيارة المدير التنفيذي. تناقش سيلفيو والمدعوون فيما بينهم كأصدقاء قدامى، ثم اتجهوا إلى قاعة الغداء. وفي الخارج، كان عدد الصحافيين في زيادة، بينما من حين لآخر كان سكان أركوري، رغم اعتيادهم الصخب، يتوقفون والفضول ينتابهم.
مرت الساعات، وباربارا، التي تحدثت مع أبيها طويلا، صامتة. بالنسبة إليها، ليست اللحظة المناسبة لتقديم نفسها، لأنه يتعين على سيلفيو وغالياني التوصل لاستراتيجية خروج. وما يهم الوريثة فقط هو أن يأتي تغيير المسار الذي طلبته من أجل فتح حقبة جديدة. وسيحدد القادة القدامى، وهم الذين رسموا مع برلسكوني عصرا من عصور النادي، وقت العملية وخاصة طريقة تنفيذها. تحدث الثلاثة، ودردشوا، وعضدوا صداقتهم القديمة، لكن لا يمكن إيقاف الوقت. إن الشباب متعطش دائما، وما بدأ في الميلان هو صراع بين الأجيال، فيجب إنهاء حقبة لفتح أخرى بطريقة بناءة، ومن دون ضجيج قد لا يفيد أحدا. وحينما انفتحت بوابة الفيللا في العصر، خرجت سيارة كونفالونييري. وهو الوقت المناسب لرؤية برلسكوني وغالياني في مدخل الفيللا والتقاط الصور لهما معا، لكن البوابة أغلقت من جديد. ثم أعيد فتحها في الرابعة والثلث، وبعد لقاء دام ثلاث ساعات غادر غالياني منزل برلسكوني.
وطلب المدير التنفيذي للميلان، الذي لم يتوقف للحديث مع الصحافيين قبل الغداء، من سائقه التوقف، وخفض زجاج نافذة السيارة، وقام بتسليم نسخة من الأفعال التي هي إشادة بعصر وخاصة بصداقة مع الزعيم الكبير، حيث صرح: «إنني مرتبط بالرئيس برلسكوني طوال حياتي. سيلفيو برلسكوني هو رقم واحد بالعالم وهو ما أظهره هذه المرة أيضا، إننا نعرف بعضا منذ عام 1979 وهو رئيسي. أقرأ فرضيات كثيرة حول مستقبلي، لكنني لن أذهب إلى أي مكان. باريس سان جيرمان؟ إنها أمور جنونية (كما نفى النادي الباريسي ذلك في المساء أيضا، ملحوظة المحرر)، والفرضيات الأخرى أشبه بالخيال العلمي. ولو واصلت العمل في كرة القدم فسيكون هذا بنادي الميلان. أكرر، برلسكوني هو رئيسي مدى الحياة. هل سيجري إصدار بيان؟ لن يكون هناك أي بيان. ما الذي سيتغير؟ لا أضيف شيئا آخر، تحياتي للجميع، إلى اللقاء في الاستاد في فيرونا». والانطباع هو أن الوداع قد يكون مبكرا أيضا، لكن سيجري إعلانه رسميا في اجتماع مجلس إدارة النادي في أبريل (نيسان) المقبل. بعدها، في تاريخ غالياني سيتسمر وجود برلسكوني، لكن غالياني لم يكن بوسعه السماح بأحمال بها مسؤولية محدودة. ولن يجري جرح أي من المتنافسين على الملأ، ولن يصرخ أحد من الغضب.



ذهبية الجندي تخفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية

الجندي (أ.ب)
الجندي (أ.ب)
TT

ذهبية الجندي تخفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية

الجندي (أ.ب)
الجندي (أ.ب)

خفف تتويج المصري أحمد الجندي بالميدالية الذهبية لمسابقة "الخماسي الحديث" للرجال، بجانب فضية اللاعبة سارة سمير في "رفع الأثقال" الضغط على البعثة الأولمبية المصرية في أولمبياد باريس بعد سلسلة من الاخفاقات المتتالية والتي عرضت البعثة إلى حالة من الهجوم العنيف من قبل الجمهور والنقاد المصريين.

حالة من "الارتياح النسبي" لدى البعثة المصرية الأولمبية وسط حالة من الهجوم وعدم الرضا عن النتائج التي حققتها، لاسيما أنها

احتفاء واسع في مصر بأحمد الجندي بعد فوزه بالميدالية الذهبية (أ.ب)

وفاز اللاعب المصري أحمد الجندي بالميدالية الذهبية الوحيدة لمصر في "أولمبياد باريس" بمسابقة الخماسي الحديث للرجال، محطماً الرقم القياسي العالمي في المسابقة بعدما وصل إلى 1555 نقطة، فيما كان الرقم القديم 1482، فيما حققت المصرية سارة سمير الميدالية الفضية لبلادها في وزن 81 كيلوغراما في رفع الأثقال للسيدات.

وتداول مستخدمو مواقع "التواصل" صور البطلين، وسط موجة من الاحتفاء، والتأثر لاسيما بمقطع الفيديو الذي راج للاعبة المصرية سارة سمير وهي تبكي لعدم حصولها على الميدالية الذهبية، وسط دعم من البعثة المصرية وتهنئتها بـ"الفضية" بعد منافسة شرسة.

ووجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد، رسالة تهنئة، للثلاثي أحمد الجندي وسارة سمير ومحمد السيد، بعد تحقيقهم لثلاث ميداليات في دورة الألعاب الأوليمبية.

وأعلنت وزارة الشباب والرياضة، الأحد، إطلاق اسم سارة سمير صاحبة الميدالية الفضية على مركز "شباب الهوانيا" في محافظة الإسماعيلية (شرق القاهرة)، كما أعرب وزير الشباب والرياضة المصري أشرف صبحي عن سعادته بتحقيق أحمد الجندي للميدالية الذهبية في الخماسي الحديث، وقال صبحي في تصريحات إعلامية لقناة (بي إن سبورتس): " كنا ننتظر في باريس من ست إلى ثماني ميداليات، كان لدينا تقييم جيد لكل الألعاب ولم نضع كرة القدم أو كرة اليد في الحسابات ولكنها ظهرت بشكل جيد، وقمنا في الدورة السابقة بطوكيو بتحقيق ست ميداليات لوجود رياضة الكاراتيه التي نحن الأول على العالم في هذه الرياضة".

سارة سمير الفائزة بالميدالية الفضية (أ.ف.ب)

وواجهت البعثة المصرية الأكبر عربياً وأفريقياً بأولمبياد باريس انتقادات حادة لاسيما بعد خسارة منتخب كرة اليد المصري مباراته في ربع النهائي أمام إسبانيا بصورة مفاجئة، وهي الهزيمة التي تبعت خسائر جماعية أخرى في ألعاب مثل: الرماية والملاكمة والسلاح وتنس الطاولة والمصارعة والوثب العالي ورمي الرمح والسباحة التوقيعية والغطس، علاوة على عدم تحقيق لاعبين مصنفين دولياً في مراكز متقدمة أي ميدالية مثل زياد السيسي في لعبة سلاح الشيش، رغم التعويل عليه لتحقيق ميدالية لمصر إلا أنه أضاع فرصة الحصول على الميدالية البرونزية بعد تحقيقه المركز الرابع بعد خسارته أمام بطل إيطاليا، وكذلك لم ينجح كل من عزمي محيلبة في الرماية، وعبد اللطيف منيع في المصارعة الرومانية من إحراز ميداليات.

كما صدمت هزيمة منتخب مصر لكرة القدم أمام منتخب المغرب بنتيجة 6 أهداف مقابل لا شيء في المنافسة على الميدالية البرونزية الجمهور المصري.

منتخب مصر تعرض لهزيمة ثقيلة من المغرب (وزارة الشباب والرياضة المصرية)

وحسب البرلماني المصري عمرو السنباطي، عضو لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، فإن تقدير أداء البعثة الأولمبية المصرية يجب أن يستند إلى الخطة أو التوقعات التي كانت تستهدفها بالأساس، ويتساءل في حديثه مع "الشرق الأوسط": "هل كان طموحنا الوصول إلى ثلاث ميداليات في الأولمبياد رغم أنها تعتبر أكبر بعثة مصرية؟ الأمر يحتاج إعادة النظر في الاستراتيجيات على المدى القصير والطويل، والتركيز على الرياضيات الأولمبية، فالكاراتيه ليس لعبة أولمبية بالأساس، وتم إدراجها في طوكيو بشكل استثنائي".

ويضيف: "أحمد الجندي وسارة سمير حققا فوزا أولمبياً مُقدرا، لكنهما قد لا يشاركان في الدورة الأولمبية المقبلة، ما يطرح سؤالاً عن تجهيز الصف الثاني والثالت في الألعاب الأولمبية، وتأهيل أجيال منافسة، وهذا كلام نكرره منذ دورة طوكيو الماضية، رغم مضاعفة الإنفاقات على هذا القطاع".

الجندي بطل الخماسي الحديث (أ.ف.ب)

ويعتبر الناقد الرياضي أيمن أبو عايد، أن النتائج التي حققها كل من أحمد الجندي وسارة سمير "حفظاً لماء وجه البعثة الأولمبية"، ويضيف لـ"الشرق الأوسط": "النتائج التي وصلنا إليها تأتي وسط شكاوى من اللاعبين من التقصير في الإعداد والتأهيل والتدريب الخاص وسط ظروف رياضية ضاغطة، وقد مهدت لنا تصريحات البعثة أننا بصدد تحقيق من ست إلى تسع ميداليات، ويبدو أن تلك كانت مبالغة وإسراف في القول، حتى لو لم يحالفنا الحظ في بعض المرات كما حدث مع لاعب المبارزة زياد السيسي بعد إخفاقه في الحصول على البرونزية".

سارة سمير (رويترز)

يضيف أبو عايد: "نتائج البعثة لا تتخطى ما وصلنا إليه من قبل، رغم الوعود مع كل دورة أولمبية بنتائج أفضل، وصار هذا خطاب نسمعه كل أربعة أعوام، حيث تظل تقارير لجان التحقيق في نتائج البعثة الأوليمبية حبيسة الأدراج، فمن غير المنطقي أن تحصل دولة عدد سكانها أكثر من 100 مليون نسمة على 3 ميداليات فقط".

الجندي خفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية (رويترز)

وأعلن المهندس ياسر إدريس، رئيس اللجنة الأولمبية المصرية بالتنسيق مع الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، الأحد، رفع قيمة مكافآت الفوز بالميداليات خلال أولمبياد باريس 2024 إلى 5 ملايين جنيه (الدولار يساوي 49.2 جنيه) للميدالية الذهبية، و4 ملايين جنيه للميدالية الفضية، و3 ملايين للبرونزية، بخلاف صرف مكافأة فورية لكل فائز ألف يورو وساعة يد قيمة.

وشاركت مصر بأكبر بعثة في تاريخها بأولمبياد باريس بـ149 لاعباً ولاعبة و16 لاعباً احتياطياً؛ 79 من الرجال و52 من السيدات، في 24 لعبة أوليمبية، منها 4 ألعاب جماعية، وهي كرة القدم، وكرة اليد، والكرة الطائرة، والكرة الطائرة الشاطئية سيدات.