ميسي يكرس نفسه أسطورة في برشلونة وكابوساً لجماهير الريـال

مهارات النجم الأرجنتيني حسمت الفوز لفريقه في الكلاسيكو وأعادت الصراع على لقب الدوري الإسباني مجدداً

ميسي ينطلق فرحاً بعد تسجيله لهدف الفوز (أ.ف.ب)  -  نافاس حارس ريـال مدريد في محاولة فاشلة للتصدي لتسديدة ميسي (أ.ف.ب)
ميسي ينطلق فرحاً بعد تسجيله لهدف الفوز (أ.ف.ب) - نافاس حارس ريـال مدريد في محاولة فاشلة للتصدي لتسديدة ميسي (أ.ف.ب)
TT

ميسي يكرس نفسه أسطورة في برشلونة وكابوساً لجماهير الريـال

ميسي ينطلق فرحاً بعد تسجيله لهدف الفوز (أ.ف.ب)  -  نافاس حارس ريـال مدريد في محاولة فاشلة للتصدي لتسديدة ميسي (أ.ف.ب)
ميسي ينطلق فرحاً بعد تسجيله لهدف الفوز (أ.ف.ب) - نافاس حارس ريـال مدريد في محاولة فاشلة للتصدي لتسديدة ميسي (أ.ف.ب)

كرس ليونيل ميسي اسمه كأبرز أسطورة في تاريخ نادي برشلونة، وأيضًا الكابوس المرعب لجماهير ريـال مدريد، بعد أن قاد الفريق الكتالوني لانتصار مثير على النادي الملكي 3 / 2، في معقل الأخير باستاد سانتياغو برنابيو.
وسجل ميسي هدفين، وجاء هدف الانتصار في الدقيقة الأخيرة من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع، ليتساوى برشلونة مع ريـال في رصيد النقاط، البالغ 75، في صدارة المسابقة، لكن يتبقى للريـال مباراة مؤجلة.
وكان أداء ميسي الرائع، الذي رفع رصيده من الأهداف إلى 500 مع برشلونة، هو نقطة التحول التي حسمت مباراة القمة الإسبانية (الكلاسيكو) لصالح فريقه.
ولم تفلح الرقابة القوية على ميسي في إيقاف خطورته، بل كلفت الريـال خسارة جهود قائده سيرجيو راموس ببطاقة طرد، بسبب تدخل عنيف ضد اللاعب الأرجنتيني بالشوط الثاني، بينما كان كاسيميرو محظوظاً بتجنب الحصول على بطاقة حمراء بعد عدة أخطاء متكررة ضد صاحب القميص رقم 10.
وعانى برشلونة في المباراة، لكن وجود ميسي كان كافياً لحسم المواجهة بشكل مثير، ولتصبح المنافسة محتدمة من جديد على اللقب.
وقال لويس إنريكي، مدرب برشلونة، مازحاً بعد الفوز: «ميسي يصنع الفارق، حتى وهو في منزله يتناول العشاء». وأضاف: «إنه الأفضل في التاريخ... شيء خيالي أن يكون هدفه رقم 500 جاء هنا، وحسم الانتصار في سانتياغو برنابيو. هذا أمر رائع لليونيل، ورائع لجميع المنتمين لبرشلونة».
وتلقى كاسيميرو بطاقة صفراء بسبب خطأ مبكر ضد ميسي في الدقيقة 12، في ظل تراجع اللاعب الأرجنتيني في كثير من الأحيان إلى وسط الملعب لمساعدة زملائه على التقدم إلى الأمام.
وقال إنريكي: «لقد سمح لنا بالحصول على أفضلية في وسط الملعب. كنا نريده بالقرب من الكرة بأكبر قدر ممكن».
وانهال المديح على ميسي من كثير من زملائه بعد مستواه الرائع الذي جعل برشلونة يخرج بالنقاط الثلاث، رغم التعرض لضغط لفترات طويلة من اللقاء. وقال القائد أندريس إنيستا: «عظمة ميسي لا تتوقف عن مفاجأتنا. إنه لشرف وفخر لهذا النادي، يجب علينا كلنا أن نبقى معه حتى نملك فرصة في الفوز باللقب».
وقال إيفان راكيتيتش، صاحب الهدف الثاني لبرشلونة: «إذا كان هناك من تفاجأ مما قام به ليو، فعليه مراجعة تاريخ كرة القدم، يمكن أن يكون بأي مكان حتى لو في مركز الظهير، ولكنه إذا رغب في القيام بشيء، فسيقوم به على أي حال، فليستمر على هذا النحو، فنحن نحتاج إليه».
وتعتبر مباراة الكلاسيكو انعكاساً حقيقياً للمستوي الحالي لليونيل ميسي، فهو يدافع عندما لا يمتلك برشلونة الكرة، ولكنه مع الاستحواذ يبدأ في السيطرة على مجريات اللعب، ويصنع الهجمات ثم ينطلق بسرعة جنونية ويراوغ الخصوم على النحو الذي يريد، ليقترب من المرمى ويصوب بدقة بالغة.
وفي ظل غياب نيمار للإيقاف، كان برشلونة في حاجة كبيرة وأكثر من أي وقت مضى لميسي، الذي لم يخذل زملاءه، وأظهر مرة أخرى أنه روح برشلونة الذي كان سيودع حلم الصراع على لقب الليغا، إذا خرج مهزوماً أو متعادلاً.
وسقط ميسي أرضاً في الدقيقة 20 من المباراة، بعد أن تلقى ضربة بمرفق الذراع من الظهير الأيسر لريـال مدريد، البرازيلي مارسيلو. ونزف ميسي من فمه كثيراً إثر الإصابة، ليخرج من الملعب لتلقي العلاج، وعاد واضعاً ضمادة طبية يطبق عليها بين شفتيه، لكن ذلك لم يمنعه من تسجيل هدف التعادل الأول لفريقه بلمسة سحرية بعد فاصل مراوغة، بينما كانت جماهير ريـال مدريد لا تزال تحتفل بهدف كاسيمرو في الدقيقة 28.
وفي الشوط الثاني، سجل راكيتيتش هدف التقدم لبرشلونة، بتسديدة متقنة بيسراه من حدود منطقة الجزاء، في الوقت الذي واصل فيه ميسي تقديم تمريراته السحرية لزميله الأوروغواياني لويس سواريز، لكن الأخير غاب مرة أخرى عن تهديد مرمى المنافس.
وفي الدقيقة 77، تعرض ميسي لتدخل عنيف من راموس، خلال هجمة مرتدة للفريق الكتالوني، ليظهر حكم اللقاء البطاقة الحمراء في وجه قائد المنتخب الإسباني.
وهكذا، حصل برشلونة على أفضلية اللعب بزيادة عددية لمدة 13 دقيقة، إلا أن ريـال مدريد نجح في العودة، وسجل هدف التعادل عبر البديل الكولومبي خاميس رودريغيز في الدقيقة 85، بعد نزوله إلى الملعب بثلاث دقائق.
وبينما كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة كان لميسي رأي آخر، عندما تلقى تمريرة على أطراف منطقة الجزاء وصوب بدقة بالغة لتسكن كرته شباك كيلور نافاس. ويعد هذا الهدف الـ31 لميسي في الدوري الإسباني هذا الموسم، ليتربع على صدارة ترتيب الهدافين، كما أنه الهدف رقم 23 له في مرمى ريـال مدريد، ليؤكد أنه الهداف التاريخي لمباريات الكلاسيكو.
وبعد أن سجل هدف الحسم، خلع ميسي قميصه، وقام برفعه في وجه جماهير سانتياغو بيرنابيو، ليروا اسمه ورقمه.
ورغم عدم احتياج ميسي لهذا، لن تنسى جماهير ريـال مدريد هذا اللاعب، الذي يحفظون اسمه ورقم قميصه جيداً.
وسيكون ميسي مرشحاً لتعزيز رصيده التهديفي في مباراة الغد التي تجمع برشلونة بضيفه أوساسونا، متذيل الترتيب المهدد بالهبوط إلى الدرجة الثانية، كونه يتخلف بفارق 9 نقاط عن منطقة الأمان.
ولن يكون أمام ريـال مدريد المتسع من الوقت لمحاولة التقاط أنفاسه، واستيعاب خسارة موقعة الـ«كلاسيكو» على أرضه، لأنه مطالب باستعادة توازنه سريعاً عندما يحل غداً ضيفاً على ديبورتيفو لا كورونيا في المرحلة الرابعة والثلاثين لبطولة الدوري.
وبعد أن تنازل الريـال عن الصدارة بفارق الأهداف أمام غريمه برشلونة، بات مصير النادي الملكي بيديه لأنه قادر على إحراز لقبه الأول منذ 2012، من خلال فوزه بجميع مبارياته، وإحداها مؤجلة ضد سلتا فيغو.
من المؤكد أن حسرة فريق المدرب زين الدين زيدان كبيرة، لأنه كان قاب قوسين أو أدنى من الخروج من المواجهة بنقطة التعادل، والبقاء أمام غريمه بفارق 3 نقاط، لكن ميسي قال كلمته في الوقت القاتل، وسجل هدف الفوز لبرشلونة. وسيفتقد الريـال قائده راموس أمام لاكورونيا للإيقاف بعد طرده في الكلاسيكو. ويشعر راموس بالمرارة، وقد قال بعد اللقاء: «الأمر موجع عندما تفكر بالوضع الذي كنا عليه قبل المباراة، لكن ليس هناك متسع من الوقت من أجل البكاء على الأطلال؛ يجب أن نسير قدماً، وأن ننقل اهتمامنا نحو مباراتنا التالية».
وبعيداً عن الصراع المشتعل بين العملاقين ريـال وبرشلونة، يأمل أتليتكو في تعزيز مركزه الثالث المؤهل مباشرة إلى دوري الأبطال الموسم المقبل، والإبقاء على آماله حسابياً بالمنافسة على اللقب، وذلك عندما يتواجه اليوم مع ضيفه فياريـال (الخامس)، في مباراة صعبة لفريق المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني.
ويحتل أتلتيكو المركز الثالث بفارق 7 نقاط عن برشلونة وريـال، وثلاث نقاط أمام إشبيلية الذي ضمن بشكل كبير المركز الرابع على أقل تقدير، كونه يتقدم بفارق 9 نقاط عن فياريـال قبل مباراته الخميس مع سلتا فيغو (العاشر).
وفي المباريات الأخرى، يلعب اليوم سبورتينغ خيخون مع إسبانيول، وغرناطة مع ملقة، وغداً فالنسيا مع ريـال سوسييداد، وليغانيس مع لاس بالماس. ويلتقي الخميس ديبورتيفو ألافيس مع إيبار، وأتلتيك بلباو مع ريـال بيتيس.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.