إثيوبيا تتعهد بمساعدة إسرائيل في استعادة أسير لدى «حماس»

قال وركنيه قيبيه، وزير الخارجية الإثيوبي، إن بلاده ستساعد إسرائيل في الإفراج عن أفراهام منغستو، المحتجز لدى حركة حماس في قطاع غزة، وهو واحد من بين أربعة أسرى تحتجزهم الحركة.
وجاءت أقوال قيبيه بعد لقاء جمعه بالوزير الإسرائيلي أيوب قرا، الذي طلب منه المساعدة في عودة منغستو من غزة.
ومنغستو مواطن إسرائيلي من أصول إثيوبية ذهب إلى غزة بمحض إرادته قبل ثلاث سنوات، ووقع أسيرا لدى «حماس»، التي رفضت إجراء أي مفاوضات حول منغستو بمفرده، كما رفضت الخوض في تفاصيل صفقة تبادل جديدة قبل تلبية شروطها، القائمة على الإفراج عن أسرى أعادت إسرائيل اعتقالهم، بعدما أطلق سراحهم ضمن صفقة تبادل سابقة بين تل أبيب و«حماس».
وتتعامل إسرائيل مع الأسرى لدى «حماس» كفريقين الأول لجنود «مهمين» تقول إسرائيل إنهم أموات، والثاني لمنغستو ومعه بدوي يدعى إبراهيم السيد ويحمل الجنسية الإسرائيلية، ولا يعرف كيف وصل لغزة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأربعاء إن حكومته تعمل من أجل إعادة جثث الجنود المفقودين بغزة، موضحا أنه لا توجد أي بشائر يمكن أن يزفها في الوقت الحالي.
لكن كتائب القسام التابعة لحركة حماس ردت على تصريحات نتنياهو بإثارة الكثير من الشكوك حول ما يقول، موجهة فيديو باللغة العبرية لذوي الجنود في غزة، وملمحة من خلاله إلى أنهم (الجنود) أحياء، وليسوا أمواتا كما تقول الحكومة الإسرائيلية.
وقالت القسام إنها ترسل رسالة عبر الجنديين لديها، آورون شاؤول وهدار غولدين إلى أهاليهما عنوانها «حكومتكم تكذب».
وكان عائلات الجنديين شاؤول وغولدين قد هاجموا نتنياهو سابقا، واتهموه بالتخلي عن أبنائهم، لكن بعد بث الفيديو ذهبوا وحطموا قبورا رمزية لأبنائهما، باعتبار أنهم أحياء.
وجاء في الفيديو الذي بث على شكل أغنية باللغة العبرية مع خلفية لصور الجنود «أمي أمي أنا هنا لماذا يقولون إني ميت... أبي أمي افعلوا أي شيء كي تظهر الحقيقة. أمي أمي الدولة هي المسؤولة عن المفقودين».
وتريد «حماس» كما يبدو خلق مزيد من الضغط على إسرائيل من أجل إنجاز صفقة تبادل تفرج خلالها عن أسرى فلسطينيين.
وفي أوقات سابقة، طلبت «حماس» من أجل إنجاز صفقة جديدة على غرار «صفقة شاليط» التي نفذت في 2011. والتي أطلقت «حماس» بموجبها سراح الجندي الإسرائيلي المحتجز لديها جلعاد شاليط، مقابل نحو ألف أسير فلسطيني، إطلاق سراح 50 أسيراً حرروا في صفقة شاليط وأعادت إسرائيل اعتقالهم.
وتدخل نتنياهو لدى وسطاء كثر من أجل إتمام صفقة، بينهم الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس التركي رجب طيب إردوغان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وقبل أشهر نشرت وسائل إعلام إسرائيلية عرضا إسرائيليا جديدا لمبادلة هشام السيد وأفراهام منغستو، وهما إسرائيليان محتجزان في قطاع غزة، بشقيق أحد قياديي حركة حماس المعتقل في السجون الإسرائيلية.
ويتضمن العرض «لأسباب إنسانية» مبادلة بلال رزاينة، وهو ناشط في حركة حماس يعاني مرضا نفسيا، وجرى اعتقاله منذ شهرين، بأحد المحتجزين الإسرائيليين لدى «حماس»، وكلاهما يعاني مشكلات نفسية أيضا.
وقال مصدر في «حماس» للإذاعة الإسرائيلية إن «الحركة رفضت العرض الإسرائيلي بإبرام صفقة صغيرة، يجري خلالها استبدال محتجز إسرائيلي واحد بأسير فلسطيني واحد، وحماس ترغب في إبرام صفقة متكاملة، أو لا شيء».
والآن طلبت إسرائيل من إثيوبيا التدخل كذلك على الأقل للإفراج عن واحد من الأسرى، لكن لا يعتقد أن «حماس» ستستجيب.
وفي شأن منفصل، هاجم مستوطنون أمس قرى فلسطينية في شمال الضفة الغربية، واعتدوا على فلسطينيين في الجنوب.
ونفذت جماعات استيطانية هجوما على بلدة عوريف جنوب نابلس، ما أدى إلى اندلاع مواجهات مع السكان، أسفرت عن إصابة أربعة مواطنين.
وقال غسان دغلس، مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة: «إن أكثر من مائة مستوطن هاجموا بلدة عوريف من الجانب الشرقي، الأمر الذي أدى إلى اندلاع مواجهات عقب تصدي لجان الحراسة لهم».
ومن جهته أفاد مسؤول لجان الحراسة عوريف فوزي شحادة أن ثلاثة مواطنين أصيبوا بالرصاص المطاطي لجنود الاحتلال، الذين وصلوا لاحقا للدفاع عن المستوطنين، فيما أصيب رابع بحجر ألقاه المستوطنون، وتم نقلهم جميعا للمستشفى بنابلس للعلاج
وأثناء الهجوم على عوريف شمالا، أصيب الطفل يوسف وائل العواودة (6 أعوام) برصاص مستوطن في منطقة كرمة في الخليل، جنوب الضفة العربية.
وعادة ما ينفذ مستوطنون بين الفينة والأخرى هجمات على أراضي ومنازل الفلسطينيين في القرى القريبة من المستوطنات أو المدن التي يعيش فيها عدد من المستوطنين مثل الخليل.
وتسبب مستوطنون في أوقات سابقة بقتل فلسطينيين حرقا أو بالرصاص، وأحرقوا مساجد وكنائس ومنازل وبيوت ومزروعات ضمن الهجمات التي ينفذها متطرفون معروفون باسم «جماعة تدفيع الثمن».