الحكومة اليمنية تلوح بملاحقة قضائية لحكومة الانقلاب إثر سرقة أراض وقفية

وزير الأوقاف لـ«الشرق الأوسط»: 600 قطعة نُهبت لصالح قيادات تابعة للميليشيات

الحكومة اليمنية تلوح بملاحقة قضائية لحكومة الانقلاب إثر سرقة أراض وقفية
TT

الحكومة اليمنية تلوح بملاحقة قضائية لحكومة الانقلاب إثر سرقة أراض وقفية

الحكومة اليمنية تلوح بملاحقة قضائية لحكومة الانقلاب إثر سرقة أراض وقفية

قال الدكتور أحمد عطية، وزير الأوقاف والإرشاد باليمن: إن الحكومة سترفع دعاوى قضائية محلية ودولية على عناصر ما يسمى بـ«حكومة الإنقاذ الوطني» غير الشرعية وغير المعترف بها دوليا برئاسة عبد العزيز بن حبتور؛ وذلك في أعقاب نهب أراضٍ وقفية داخل البلاد، واصفاً تلك العملية المتسارعة بـ«المروعة»، مقدراً أراضي الأوقاف التي صادرتها حكومة الانقلابيين بنحو 600 قطعة أرض، مرجحا تصاعد تلك الإحصائيات.
وأوضح عطية خلال اتصال مع «الشرق الأوسط» أمس، أن تلك الأراضي الوقفية تم منحها القيادات المساندة لعمل الميليشيات، إضافة إلى النافذين في حكومتهم، مبيناً أن الأراضي تقع في مناطق «صنعاء، إب، ذمار، الحديدة».
وبيّن أن قيمة الأراضي غير ثابتة، وذلك وفقا لمواقعها المختلفة، مشيراً إلى أن الأراضي الوقفية المنهوبة داخل محافظة الحديدة المستقرة والمحررة تقدر بمليارات الريالات اليمنية، واستدل بأرض ساحلية تم بيعها «بطريقة غير مشروعة» تصل قيمتها إلى 500 مليون ريال يمني (مليونَي دولار).
وبيّن الوزير اليمني، أن حكومة الانقلابيين أصدرت توجيهات، وتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ونصت على إعطاء أراضٍ وقفية في محافظة الحديدة، وتحديداً في مناطق ساحلية التي تكتسب أهمية اقتصادية وتجارية مهمة، مشدداً على أن توزيع أراضي الأوقاف من الناحية القانونية يعد «باطلا»، وتستند تلك المخالفة إلى عدم شرعية الحكومة، مؤكداً أن الحكومة اليمنية ستلاحق تلك المخالفات، سواء عبر رفع دعاوى في المحاكم الداخلية، إضافة إلى أن الوزارة سترفع دعاوى على عناصر القوى الانقلابية التي سيطرت على أراضي الأوقاف في المحاكم الدولية.
وأوضح وزير الأوقاف اليمني، أن حقوق أراضي الأوقاف والحقوق العامة لا تسقط بالتقادم، مضيفا: «لا توجد أي جهة مخولة بالتصرف في الأوقاف غير الناظر الشرعي لها، وهي وزارة الأوقاف والإرشاد بالحكومة».
وأرجع الوزير توزيع الأراضي بصورة مروعة إلى الضغوط والمعاناة التي تعانيها قوى الانقلاب على المستوى الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، وأن تلك القوى الانقلابية وصلت إلى مرحلة «الرمق الأخير» من الناحية العسكرية، وتسعى إلى نهب أكبر قدر ممكن من الممتلكات التي تعود إلى الحكومة الشرعية، وإرباك عمل الشرعية بعد تواجدها في المناطق المحررة.
وأفاد بأن توزيع أراضي الأوقاف وممتلكاتها على نافذي ومشرفي اللجان التابعة لميليشيات الحوثي وصالح يعد سابقة خطيرة لم تحدث في كل المراحل والظروف الصعبة التي مرت بها البلاد، متوعداً الأشخاص والجهات العابثة بأموال الأوقاف وممتلكاتها بالمحاسبة وعدم الإفلات من العقاب.
يذكر، أن القوى الانقلابية صعّدت أخيراً من تصرفاتها وتلاشي الأموال التي في حوزتهم، إضافة إلى إضعاف الدولة اليمنية، وتنوعت تلك التصرفات ما بين نهب مقدرات البنك المركزي، وصولاً إلى فرض رسوم على الشعب اليمني «إتاوات»، وتحويل تلك الأموال إلى المجهود الحربي، كما أنها فرضت رسوماً على المساعدات الإنسانية في إجراء غير قانوني.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.