مقتل 19 حوثياً في الجوف وحجة

الجيش يقترب من السيطرة على مديرية موزع

مقاتلون تابعون للحكومة اليمنية تسندهم قوات وآليات التحالف في جبهات بغرب تعز (أ.ف.ب)
مقاتلون تابعون للحكومة اليمنية تسندهم قوات وآليات التحالف في جبهات بغرب تعز (أ.ف.ب)
TT

مقتل 19 حوثياً في الجوف وحجة

مقاتلون تابعون للحكومة اليمنية تسندهم قوات وآليات التحالف في جبهات بغرب تعز (أ.ف.ب)
مقاتلون تابعون للحكومة اليمنية تسندهم قوات وآليات التحالف في جبهات بغرب تعز (أ.ف.ب)

قتل ستة من مسلحي ميليشيات الحوثي وصالح بينهم قيادي ميداني أمس السبت، إثر هجوم شنته قوات الجيش اليمني الوطني في محافظة الجوف، المحاذية للحدود السعودية شمال البلاد.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصدر عسكري يمني في محافظة الجوف، طلب عدم ذكر اسمه، أن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية الموالية لهادي شنت هجوما عنيفا على مواقع للحوثيين في مديرية المتون بالمحافظة، تمكنت فيها من السيطرة على عدة مواقع كانت تحت قبضة مسلحي الحوثي.
وأضاف أن ستة من الحوثيين، بينهم قيادي ميداني، قتلوا في الهجوم، مشيرا إلى أن الاشتباكات ما زالت مستمرة بين الطرفين.
وتقول القوات الموالية لهادي إنها باتت تسيطر على أكثر من 80 في المائة من الجوف التي تبلغ مساحتها قرابة 40 ألف كيلومتر مربع، المحاذية لمحافظة صعدة (معقل الحوثيين الرئيسي) ومحافظة مأرب النفطية.
وفي حجة، أعلنت القوات الموالية للحكومة اليمنية الشرعية وصول 13 جثة لمسلحين من ميليشيات الحوثي، لإحدى مستشفيات المحافظة الواقعة شمال غربي صنعاء بنحو 123 كيلومترا.
وقال المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة للقوات المسلحة اليمنية في بيان على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إن «13 جثة من قتلى الميليشيات وصلت لثلاجة المستشفى الجمهوري بمحافظة حجة المحاذية للحدود السعودية، قادمة من جبهتي حرض وميدي في المحافظة ذاتها».
وأضاف البيان أن مقاتلات التحالف العربي دمرت أول من أمس الجمعة، عربة عسكرية للحوثيين جنوب مدينة ميدي، مع تدمير عربة عسكرية أخرى في مزارع النسيم شمال شرقي المدينة ذاتها.
وأورد البيان أن الغارات الجوية للتحالف أدت أيضا إلى إعطاب دبابة للحوثيين بمحيط مدينة حرض بمحافظة حجة.
وبالانتقال إلى تعز، اقتربت قوات الجيش اليمني في تعز، المدعومة من طيران التحالف العربي، من السيطرة الكاملة على مديرية موزع غرب المحافظة، حيث يقع معسكر خالد بن الوليد الذي أطبقت عليه حصارها وبات تحت السيطرة النارية من قبل نيران قوات الجيش الوطني وطيران التحالف العربي.
وبحسب مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط»، وصل الجيش الوطني إلى قلعة محكمة موزع وتمت السيطرة عليها، ويقتربون من السيطرة الكاملة على المديرية.
وقال العقيد عبد الباسط البحر، نائب الناطق الرسمي لمحور تعز، لـ«الشرق الأوسط» إن «كتيبة مجهزة بكامل عتادها من أبناء الوازعية، غرب تعز، وبقيادة الشيخ عبد الله علي منصور والقائد مراد جوبح، التحقت بصفوف الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في جبهة معسكر خالد بن الوليد، حيث إن أفراد هذه الكتيبة من أبناء الوازعية، والشيخ عبد الله علي منصور ومراد جوبح عاشوا في هذا المعسكر الذي تم إنشاؤه على أكتافهم هم وكتيبتهم وخدموا فيه أكثر من عشرين عاما، إن لم يكن أكثر، فهم أدرى بشعابه ومخابئه وأماكن سلاحه وخنادقه».
وذكر أن «الانتصارات ساحقة ومتلاحقة في موزع حيث معسكر خالد، وتمت السيطرة على قرية الضويحة والسلسلة الجبلية المحيطة بها، وقرية العيصم ودار دعسين وجبل ريشان في المديرية ذاتها، حيث تعد هذه المناطق من أصعب المناطق في موزع لأنها جبلية ووعرة وكثيفة بالأشجار، وهي مناطق تحكم بسيطرتها على بقية المناطق ومواقعها استراتيجية ومهمة، الأمر الذي جعل القوات تقترب أكثر من إطباق السيطرة على معظم مديرية موزع».
وتزامنت الانتصارات في جبهة الساحل الغربي لليمن وجبهة المخا الساحلية، مع كسر وحدات من اللواء 17 واللواء 35 مدرع، محاولات تسلل ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية إلى مواقعها في الكدحة بالمعافر، واستعادت مواقع جديدة كانت خاضعة للميليشيات.
وفي حين تمكنت قوات الجيش الوطني من إحباط تسلل للميليشيات الانقلابية في مديرية المعافر بعد مواجهات عنيفة، تمكنت المقاومة من قتل وإصابة عدد من الميليشيات إضافة إلى أسر عدد آخر ومقتل سائق مركبة جراء انفجار لغم أرضي بمركبة النقل التابعة للميليشات في منطقة الرحبة بالكدحة، كانت قد زرعته الميليشيات الانقلابية في وقت سابق، بحسب ما أكدته مصادر في المقاومة الشعبية.



عباس: ينبغي أن تمارس السلطة الفلسطينية ولايتها الكاملة في غزة بما في ذلك معبر رفح

الرئيس الفلسطيني محمود عباس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)
TT

عباس: ينبغي أن تمارس السلطة الفلسطينية ولايتها الكاملة في غزة بما في ذلك معبر رفح

الرئيس الفلسطيني محمود عباس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)

استحوذت حرب غزة والقضية الفلسطينية والأزمات المختلفة في عدد من البلدان العربية على حيز واسع من مجريات اليوم الثالث من أعمال الدورة السنوية الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك؛ إذ صعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى منبرها للمطالبة بتجميد عضوية إسرائيل في المنظمة الدولية، ووقف تزويدها بالأسلحة، وإرغامها على تنفيذ التزاماتها وقرارات مجلس الأمن.

ودعا الرئيس الفلسطيني، الخميس، المجتمع الدولي إلى وقف تزويد إسرائيل بالأسلحة؛ لمنع إراقة الدماء في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.

وقال عباس من منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة: «أوقفوا هذه الجريمة، أوقفوها الآن، أوقفوا قتل الأطفال والنساء، أوقفوا حرب الإبادة، أوقفوا إرسال السلاح لإسرائيل».

وأضاف: «إسرائيل دمرت القطاع بالكامل تقريباً، ولم يعد صالحاً للحياة». وأوضح أمام الجمعية العامة التي تضم 193 عضواً: «لا يُمكن لهذا الجنون أن يستمر. إن العالم بأسره يتحمل المسؤولية إزاء ما يجري لشعبنا».

وعرض عباس رؤية لإنهاء الحرب في غزة؛ تتضمن بسط سلطة منظمة «التحرير الفلسطينية» على جميع الأراضي الفلسطينية بما في ذلك غزة. وطالب الرئيس الفلسطيني بأن تمارس السلطات الفلسطينية ولايتها الكاملة في غزة، بما في ذلك على معبر رفح، بوصفه جزءاً من خطة شاملة.

كما قال عباس إن إسرائيل «غير جديرة» بعضوية الأمم المتحدة، مشدداً على أن الدولة العبرية تحدت قرارات المنظمة الدولية ذات الصلة بالصراع.

وأضاف من منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة: «إسرائيل التي ترفض تنفيذ قرارات الأمم المتحدة غير جديرة بعضوية هذه المنظمة الدولية»، معرباً عن أسفه لأن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض في مجلس الأمن الدولي ضد إعطاء دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

وتابع: «يؤسفنا أن الإدارة الأميركية عطّلت 3 مرات مشاريع قرارات لمجلس الأمن تطالب إسرائيل بوقف إطلاق النار باستخدامها الفيتو، وفوق ذلك زوّدتها بالأسلحة الفتّاكة التي قتلت آلاف الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ، وهو ما شجّع إسرائيل على مواصلة عدوانها». وخلص إلى القول «فلسطين سوف تتحرر».

وأعلنت إسرائيل، الخميس، الحصول على مساعدة عسكرية أميركية بقيمة 8.7 مليار دولار.

كذلك عرض الرئيس الفلسطيني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة رؤية لإنهاء الحرب في غزة، تتضمن بسط سلطة منظمة «التحرير الفلسطينية» على جميع الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك غزة.

وطالب عباس بأن تمارس السلطات الفلسطينية ولايتها الكاملة في غزة، بما في ذلك معبر رفح، بصفته جزءاً من خطة شاملة، فالفلسطينيون يرفضون إقامة مناطق عازلة إسرائيلية، مشدداً: «لن نسمح لإسرائيل بأخذ سنتيمتر واحد من غزة».

اليمن ووكلاء إيران

من جهته، تحدّث رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد محمد العليمي، أولاً عن الوضع في بلاده، قائلاً: «إن تعافي اليمن ليس مجرد قضية وطنية، بل حاجة إقليمية وعالمية»، لأن «استقراره يعد أمراً حاسماً للحفاظ على السلام وأمن المنطقة، وطرق التجارة في البحرين الأحمر والعربي والممرات المائية المحيطة».

وأضاف: «أن الحكومة اليمنية تظل ملتزمة بنهج السلام الشامل والعادل، لكنه من الضروري في هذه الأثناء تعزيز موقفها لمواجهة أي خيارات أخرى، بالنظر إلى تصعيد الميليشيات الحوثية المتواصل على الصعيدين المحلي والإقليمي، وتهديد الملاحة الدولية، ولمنع تواصل توسع واستدامة هذا التصعيد».

ولفت إلى أن «هجمات الحوثيين المستمرة على حركة التجارة العالمية في البحر الأحمر والممرات المائية المحيطة تظهر أنها تُشكل تهديداً متزايداً ليس فقط للداخل اليمني، ولكن أيضاً لاستقرار المنطقة بأكملها».

وعن الوضع في بقية الشرق الأوسط، قال العليمي: «إن الحرب الإسرائيلية الوحشية على الشعب الفلسطيني يجب أن تتوقف على الفور، لأن ذلك هو مفتاح السلام المنشود، ومدخل لرفع الغطاء عن ذرائع إيران ووكلائها لتأزيم الأوضاع في المنطقة».

وتطرق إلى الوضع في لبنان، قائلاً: «إن السبيل الوحيدة لردع العدوان الإسرائيلي الغاشم على لبنان ستكون بموقف حازم من المجتمع الدولي، ووحدة اللبنانيين أنفسهم واستقلال قرارهم وعدم التدخل في شؤون بلدهم الداخلية، واستعادة الدولة اللبنانية لقرار السلم والحرب».

ليبيا نحو الانتخابات

وسبقه إلى المنبر رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، الذي قال إن الليبيين هم الأقدر على تقرير مصيرهم من خلال «الاستفتاءات النزيهة وعقد انتخابات شاملة (...) لإنهاء أي انسداد سياسي»، مؤكداً أن «الحل السياسي الشامل في مساراته المالية والاقتصادية والأمنية، إضافة لمسار المصالحة الوطنية، هو السبيل الوحيدة لتوحيد المؤسسات وضمان الاستقرار وصولاً إلى الانتخابات، وتجديد الشرعية لجميع المؤسسات وتقرير الشعب الليبي لمصيره».

وشدد المنفي على أن ما يرتكبه «الاحتلال الإسرائيلي من جرائم إبادة وتطهير عرقي ضد الشعب الفلسطيني واللبناني يُمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية».

وشدد على أن إبعاد «شبح نشوب حرب إقليمية» في المنطقة يكون من خلال معالجة الوضع في غزة، وإيقاف «الانتهاكات والاعتداءات الجسيمة» في فلسطين.