وزير الدفاع الجيبوتي يبحث غداً في الرياض التعاون العسكري والدفاعي

السفير بامخرمة لـ«الشرق الأوسط»: لن نسمح لإيران بالسيطرة على مياهنا الإقليمية

ضياء الدين بامخرمة
ضياء الدين بامخرمة
TT

وزير الدفاع الجيبوتي يبحث غداً في الرياض التعاون العسكري والدفاعي

ضياء الدين بامخرمة
ضياء الدين بامخرمة

ذكر ضياء الدين بامخرمة سفير جيبوتي لدى السعودية، لـ«الشرق الأوسط»، أن وفداً من بلاده برئاسة وزير الدفاع يبدأ زيارة غداً (الاثنين) إلى السعودية، في إطار تعزيز العمل المشترك بين البلدين، في الجوانب العسكرية والدفاعية.
وتوقع بامخرمة أن تشهد هذه الزيارة توقيع اتفاقية بعد غد (الثلاثاء) بين البلدين للتنسيق في مجال الدفاع والعمل العسكري، مع الاستمرار في العمل على استكمال ما تم توقيعه من سلسلة اتفاقيات، شملت اتفاقية أمنية بين وزيري الداخلية في البلدين قبل عام. ووفق بامخرمة، فإن زيارة علي حسن بهدون إلى السعودية، تأتي في إطار استكمال التعاون والتنسيق بين البلدين في المجالات السياسية والأمنية والدفاعية، في ظل وجود لجنة عسكرية مشتركة قائمة، وأخرى حكومية مشتركة قائمة، بالإضافة إلى اتفاقيات في مجالات العدل والتعليم والاقتصاد والقضاء.
ونوه بإطلاق مجلس أعمال سعودي - جيبوتي أخيراً، حيث تم تأسيسه قبل أسبوع من الآن، بين مجلس الغرف التجارية والصناعية في السعودية، والغرفة التجارية في جيبوتي، بحضور وزير التجارة والاستثمار السعودي على رأس وفد مكون من 80 عضواً. ولفت إلى أن المنتدى الاقتصادي السعودي - الجيبوتي الذي انطلق أخيراً في بلاده وحضره الرئيس إسماعيل عمر جيلة، كإشارة إلى عزم البلدين على المضي قدماً في سبيل تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي والاستثماري، مشيراً إلى حزمة اتفاقيات أخرى وقعت بين البلدين، ستعززان الشراكات بين البلدين في مختلف المجالات.
وأكد بامخرمة، أن بلاده حريصة على تعزيز العمل المشترك مع السعودية في مكافحة الإرهاب، منوهاً بدورها المحوري في استتباب الأمن والاستقرار بالدول العربية بما في ذلك اليمن وسوريا، مبيناً أن بلاده عضو في قوات تحالف استعادة الشرعية في اليمن والتحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب. وأوضح أن بلاده قطعت كل أشكال العلاقات مع إيران، بسبب محاولتها للنيل من أمن واستقرار الدول العربية، مؤكداً أن أمن السعودية من أمن واستقرار بلاده، مشيراً إلى أن جيبوتي لن تسمح لطهران بأن تنتهك الحرمات الدبلوماسية التي أمّنت عليها كل الأعراف والقوانين الدولية والدبلوماسية.
وتوقع أن تحجم مقاطعة طهران من قدرة إيران على استخدام المياه الإقليمية المشتركة في أعمالها التخريبية والعدوانية، كتلك التي تلعبها على الساحة اليمنية لتقف بجانب الانقلابيين ضد الشرعية. وشدد بامخرمة على ضرورة تعزيز التضامن العربي والإسلامي كأمر ملح في هذه المرحلة المفصلية في ظل المهددات الأمنية التي تستهدف استقرار الأمة، مبيناً أن العلاقة بين البلدين متميزة وأخوية حميمية، منوهاً بأن المملكة دعمت جيبوتي على مر التاريخ وكانت مواقفها دائماً داعمة ومساندة لها في المحافل الإقليمية والدولية.
وكان مجلس الوزراء السعودي، في مارس (آذار) 2016، وافق على تفويض الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، في التباحث مع الجانب الجيبوتي بشأن مشروع اتفاقية بين الحكومتين السعودية والجيبوتية للتعاون في المجال العسكري، والتوقيع عليه، ومن ثم رفع النسخة النهائية الموقعة لاستكمال الإجراءات النظامية.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.