تركيا تعتزم إجراء إصلاحات اقتصادية عاجلة في سوق العمل والضرائب

تركيا تعتزم إجراء إصلاحات اقتصادية عاجلة في سوق العمل والضرائب
TT

تركيا تعتزم إجراء إصلاحات اقتصادية عاجلة في سوق العمل والضرائب

تركيا تعتزم إجراء إصلاحات اقتصادية عاجلة في سوق العمل والضرائب

تعتزم الحكومة التركية مواصلة إجراء الإصلاحات اللازمة في بنية الاقتصاد، ولا سيما الإصلاحات الملحّة المطلوبة في بعض القطاعات، وفي مقدمتها سوق العمل والضرائب والتعليم والعدل.
وقال نائب رئيس الوزراء التركي للشؤون الاقتصادية محمد شيمشك، في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام التركية أمس، إن الحكومة ستسرع من الخطوات الإصلاحية، عقب الاستفتاء الذي أجري الأحد الماضي على التعديلات الدستورية المتضمنة الانتقال من نظام الحكم البرلماني إلى النظام الرئاسي. وأوضح أن الأولوية ستكون لإجراء إصلاحات في سوق العمل والضرائب والتعليم وقطاع العدل، وسيتم العمل على إجراء تلك الإصلاحات بأقصى سرعة ممكنة.
ولفت شيمشك إلى أن أحداث ما يسمى «الربيع العربي» وأزمة اللاجئين التي نتجت عنه، إضافة إلى محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف يوليو (تموز) الماضي، أدت إلى نوع من التباطؤ في نمو الاقتصاد التركي؛ غير أن الإصلاحات الجارية مكّنت الاقتصاد التركي من استعادة عافيته بسرعة.
وقال شيمشك، إن «الانتقال من نظام الحكم البرلماني إلى نظام الحكم الرئاسي، سيساهم في تعاظم نمو البلاد على جميع الأصعدة، وسيخلص تركيا من مخاطر الحكومات الائتلافية».
وأشار إلى أن تركيا تبحث عن طرق لجعل اقتصادها ينمو بنسبة تتراوح بين 5 و6 في المائة سنويا، موضحا أن معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي في المتوسط بين عامي 2010 و2016، بلغ 6.7 في المائة.
وأضاف شيمشك أن معدل النمو الذي تحقق العام الماضي وبلغ نحو 3 في المائة «كان متواضعا، وعلينا أن نحفز نموا بنسبة تتراوح بين 5 و6 في المائة، ونعتقد أنه يمكننا القيام بذلك».
يأتي ذلك فيما أعلن محافظ البنك المركزي التركي مراد شتينكايا، أن معدل التضخم السنوي في تركيا من المتوقع أن يبلغ ذروته في أبريل (نيسان) الحالي، قبل أن ينخفض تدريجيا.
وقال شتينكايا في عرض تقييمي أمام مستثمرين أميركيين، نقله الموقع الرسمي للبنك المركزي التركي، إن الأثر المستمر لارتفاع التكلفة سيبقي التضخم عند مستويات مرتفعة في الأجل القريب، وإن الموقف المتشدد إزاء السياسة النقدية سيظل قائما لحين حدوث تحسن كبير في توقعات التضخم.
من ناحية أخرى، وعلى صعيد المشاورات المستمرة بين الجانبين، قال وزير الاقتصاد التركي نهاد زيبكجي، إن نواب وزراء الزراعة والاقتصاد والمواصلات في روسيا، سيزورون تركيا خلال الأسبوع الحالي، لاستكمال المباحثات حول رفع القيود عن منتجات البلدين.
وأضاف زيبكجي أن نائب رئيس الوزراء الروسي سيزور أنقرة مطلع شهر مايو (أيار) المقبل، للقاء نائب رئيس الوزراء التركي محمد شيمشك، لتسريع حل الأمور العالقة بين البلدين، لافتا إلى أن تركيا وصلت إلى نقطة متقدمة في العلاقات مع روسيا، وتهدف إلى تطوير العلاقات بدرجة أفضل.
وأشار إلى أن الوفد التركي الذي زار موسكو، الاثنين الماضي، تناول مع الجانب الروسي رفع الحظر عن العمال الأتراك الذين يعملون في قطاع المقاولات، وإعادة التطبيقات القديمة المفروضة على التأشيرة، وإزالة القيود على وسائل النقل البري.
وأضاف أن الوفد الروسي عرض بيع اللحوم الروسية في الأسواق التركية، وأنه تم قبول هذا العرض، ولكن بشرط مراعاة الضوابط الشرعية في ذبح الحيوانات؛ لكن لم يتم التوصل إلى أي حل بشأن رفع الحظر عن الطماطم التركية التي كانت تشكل النسبة الأكبر من صادرات تركيا الزراعية إلى روسيا، وأنه تم الاتفاق على تسهيل تأسيس شركات تركية في روسيا.



بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)

قالت الصين الخميس إن تحقيقاتها في ممارسات الاتحاد الأوروبي وجدت أن بروكسل فرضت «حواجز تجارية واستثمارية» غير عادلة على بكين، مما أضاف إلى التوترات التجارية طويلة الأمد.

وأعلنت بكين عن التحقيق في يوليو (تموز)، بعدما أطلق الاتحاد تحقيقات حول ما إذا كانت إعانات الحكومة الصينية تقوض المنافسة الأوروبية. ونفت بكين باستمرار أن تكون سياساتها الصناعية غير عادلة، وهددت باتخاذ إجراءات ضد الاتحاد الأوروبي لحماية الحقوق والمصالح القانونية للشركات الصينية.

وقالت وزارة التجارة، الخميس، إن تنفيذ الاتحاد الأوروبي للوائح الدعم الأجنبي (FSR) كان تمييزاً ضد الشركات الصينية، و«يشكل حواجز تجارية واستثمارية». ووفق الوزارة، فإن «التطبيق الانتقائي» للتدابير أدى إلى «معاملة المنتجات الصينية بشكل غير موات أثناء عملية التصدير إلى الاتحاد الأوروبي مقارنة بالمنتجات من دول أخرى».

وأضافت بكين أن النظام لديه معايير «غامضة» للتحقيق في الإعانات الأجنبية، ويفرض «عبئاً ثقيلاً» على الشركات المستهدفة، ولديه إجراءات غامضة أنشأت «حالة من عدم اليقين هائلة». ورأت أن تدابير التكتل، مثل عمليات التفتيش المفاجئة «تجاوزت بوضوح الحدود الضرورية»، في حين كان المحققون «غير موضوعيين وتعسفيين» في قضايا، مثل خلل الأسواق.

وأوضحت وزارة التجارة الصينية أن الشركات التي عدّت أنها لم تمتثل للتحقيقات واجهت أيضاً «عقوبات شديدة»، الأمر الذي فرض «ضغوطاً هائلة» على الشركات الصينية. وأكدت أن تحقيقات نظام الخدمة المالية أجبرت الشركات الصينية على التخلي عن مشاريع أو تقليصها، ما تسبب في خسائر تجاوزت 15 مليار يوان (2,05 مليار دولار).

وفي سياق منفصل، تباطأ التضخم في أسعار المستهلكين في الصين خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فيما واصلت أسعار المنتجين الانكماش وسط ضعف الطلب الاقتصادي.

وألقت عوامل، تتضمن غياب الأمن الوظيفي، وأزمة قطاع العقارات المستمرة منذ فترة طويلة، وارتفاع الديون، وتهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، بظلالها على الطلب رغم جهود بكين المكثفة لتحفيز القطاع الاستهلاكي.

وأظهرت بيانات من المكتب الوطني للإحصاء، الخميس، أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع 0.1 في المائة الشهر الماضي على أساس سنوي، بعد صعوده 0.2 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) السابق عليه، مسجلاً أضعف وتيرة منذ أبريل (نيسان) الماضي. وجاءت البيانات متسقة مع توقعات الخبراء في استطلاع أجرته «رويترز».

وظل مؤشر أسعار المستهلكين ثابتاً على أساس شهري، مقابل انخفاض بواقع 0.6 في المائة في نوفمبر، وهو ما يتوافق أيضاً مع التوقعات. وارتفع التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والوقود المتقلبة، 0.4 في المائة الشهر الماضي، مقارنة مع 0.3 في المائة في نوفمبر، وهو أعلى مستوى في خمسة أشهر.

وبالنسبة للعام ككل، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين 0.2 في المائة بما يتماشى مع وتيرة العام السابق، لكنه أقل من المستوى الذي تستهدفه السلطات عند نحو ثلاثة في المائة للعام الماضي، مما يعني أن التضخم أخفق في تحقيق الهدف السنوي للعام الثالث عشر على التوالي.

وانخفض مؤشر أسعار المنتجين 2.3 في المائة على أساس سنوي في ديسمبر، مقابل هبوط بواقع 2.5 في المائة في نوفمبر، فيما كانت التوقعات تشير إلى انخفاض بنسبة 2.4 في المائة. وبذلك انخفضت الأسعار عند بوابات المصانع للشهر السابع والعشرين على التوالي.

ورفع البنك الدولي في أواخر ديسمبر الماضي توقعاته للنمو الاقتصادي في الصين في عامي 2024 و2025، لكنه حذر من أن أموراً تتضمن ضعف ثقة الأسر والشركات، إلى جانب الرياح المعاكسة في قطاع العقارات، ستظل تشكل عائقاً.