كيف تحمي سلامتك أثناء السفر للخارج؟

النصائح كثيرة وأهمها الوعي بالمخاطر

كيف تحمي سلامتك أثناء السفر للخارج؟
TT

كيف تحمي سلامتك أثناء السفر للخارج؟

كيف تحمي سلامتك أثناء السفر للخارج؟

السفر في رحلة إلى خارج الحدود، خصوصا لهؤلاء الذين يقومون بمثل هذه المغامرة للمرة الأولى، عملية مثيرة ومحفوفة بالمخاطر. ولعل حادث الاعتداء الأخير على سائحات من الإمارات في قلب لندن يوضح تماما أبعاد هذه المخاطر، التي لم تعد تقتصر على أدغال أفريقيا أو مدن آسيا. الأخطار موجودة في كل مكان ولكن هذا لا يعني الخوف من السفر بالمرة وإنما أخذ بعض الاحتياطات التي من شأنها أن تجعل الرحلة سلسة وبلا متاعب.
وهناك الكثير من النصائح التي يقدمها خبراء السفر والسياحة ولكن البداية قد تكون من صفحات وزارات الخارجية الموجهة للمواطنين حول أخطار السفر إلى بلدان معينة وضرورة تجنب السفر إلى دول ذات مخاطر عالية.
وأول ضرورات السفر إلى أي دولة الحصول على تأشيرات الدخول على جوازات سفر صالحة للسفر لفترات تزيد على ستة أشهر. ويجب التعرف على كيفية الاتصال بأقرب سفارة أو قنصلية تابعة لبلد المسافر في الدولة المضيفة، حتى يمكن التواصل معها في حالات الطوارئ.
وإذا كان في نية المسافر أن يقود سيارة خارج الحدود فعليه الحصول أولا على رخصة قيادة دولية، ولكن في حالات الاستقرار لفترات طويلة في دولة أجنبية فمن الأفضل الحصول على رخصة قيادة محلية.
من الأفضل للمسافر العصري أن تكون أمتعته خفيفة حتى يكون سريعا في حركته إذا ما اضطر للمغادرة، ويمكن شراء بعض اللوازم في البلد المضيف وتركها بعد استعمالها. ولا يجب السفر بالكثير من الأغراض الثمينة مثل الجواهر لأنها لا تخدم أي غرض عملي وتكون عبئا على المسافر. وإذا كان لا بد من كتابة الاسم والعنوان على الحقائب فلا بد أن تكون المعلومات مغطاة حتى لا تمنح الآخرين فرصة الحصول على معلومات قد تستخدم للسرقة.
ولا يجب أيضا ترك وثائق مهمة في حقيبة اليد أو حقيبة الظهر بحيث لا يراقبها المسافر طوال الوقت، وتشمل هذه الوثائق تذاكر السفر وجواز السفر والأموال النقدية. وفي كل الحالات يجب أن يحمل المسافر نسخا ورقية من الوثائق المهمة التي تشمل جواز السفر وتأشيرة الدخول وبرنامج الرحلة وتأكيد الحجز من الفندق وتذاكر الطائرة ورخصة القيادة وبطاقات الائتمان وأرقام الشيكات السياحية.
وقبل السفر يجب التعرف على أسعار تحويل العملات المحلية وإبلاغ المصرف وشركة بطاقات الائتمان بأنك سوف تسافر إلى الخارج، وتجنب حمل مبالغ كبيرة من النقد واعتمد على حزمة متنوعة تشمل البطاقات والشيكات السياحية. ولا يجب صرف الشيكات السياحية إلا عند الحاجة لها، ويجب تجنب استعراض مبالغ نقدية كبيرة عند دفع فواتير في المنافذ التجارية المختلفة.
من المهم أيضا التعرف على القوانين والعادات المحلية والالتزام بها، ففي حالة مخالفة هذه القوانين لن يستطيع جواز سفرك أن يحميك من القانون. ولا بد من الاهتمام بالتطعيم الذي يعد ضرورة قبل السفر إلى بعض الجهات. وتطلب بعض الدول شهادة التطعيم الدولية الصفراء من المسافرين إليها. وقد يكون من المفضل الاطلاع على كيفية الحصول على الخدمات الطبية أثناء السفر في الخارج.
وإذا كان المسافر يعتمد على بعض الأدوية يجب حمل ما يكفي منها طوال الرحلة مع إضافة لعدة أيام أخرى تحسبا لأي تأخير أو طوارئ. ويجب حمل الأدوية في علبها الأصلية وحملها في حقيبة اليد حتى لا تفقد في حالة فقدان أو تأخير الحقائب المشحونة. وعند الحاجة إلى شراء أدوية في الخارج لا بد من معرفة الاسم الطبي للدواء لأن الاسم التجاري يختلف من بلد لآخر.
من بين أهم النصائح الأخرى للحفاظ على السلامة أثناء السفر إلى الخارج:
* لابد من الانتباه إلى المتعلقات والحقائب الشخصية في كل الأحوال سواء في المطارات أو في جهة الوصول، ولا يجب السماح لأحد بالاقتراب من هذه المتعلقات الشخصية أو محاولة تشتيت انتباهك. ولا بد من وضع الوثائق المهمة في جيب أمامي يكون تحت النظر دوما.
* لا تضع تذاكر الطائرة أو النقود أو جواز السفر في جيب خلفي، فاللصوص يبحثون عن هؤلاء الذين يوفرون فرصة سرقة أسهل.
* لا يجب حمل الكاميرات الثمينة في اليد أو على الكتف والأفضل حملها في حقيبة اليد بعيدا عن الأنظار.
* لا بد من اختيار رفاق الرحلة بعناية حتى لا يتعرض المسافر إلى مخاطر لا داعي لها. وقد يشجع بعض الشباب على خوض مغامرات عالية المخاطر خصوصا لهؤلاء الذين لا يمتلكون الخبرة اللازمة. ويجب تجنب مثل هذه المخاطر أثناء الرحلات إلى الخارج.
* ضرورة استخراج وثائق تأمين على الحياة والممتلكات الثمينة قبل السفر إلى الخارج. ويجب أن تغطي هذه الوثائق تكاليف العلاج الطبي إذا اقتضى الأمر.
* لا بد من الاستماع إلى نصيحة من لديهم الخبرة بالبلد المحلي في عدم الذهاب إلى مناطق بعينها أو القيام بأنشطة معينة. فالسلامة هي في تجنب مخاطر لا داعي لها وليس فقط خطر فقدان أغراض ثمينة.
* يقترح البعض فصل الأموال النقدية عن بطاقات الائتمان والاستثمار في حزام يحتوي على جيوب لحفظ الأموال فيه.
* لا يجب القيام بعمليات شراء على الإنترنت في الخارج ولا استخدام بطاقات الائتمان في مقاهي الإنترنت، حيث تنتشر الفيروسات وأدوات نسخ البطاقات التي يمكن معها استخدام البطاقات بعد ذلك دون علم أصحابها.
* لا بد من استخدام الخزانات الخاصة في الفنادق سواء في قاعة الاستقبال أو في الغرفة، ويجب حصر كل الأغراض الثمينة ووضعها في الخزانة بعيدا عن العيون.
هناك عدة دول تفرض عقوبات رادعة تصل إلى الإعدام في قضايا تهريب المخدرات، من هذه الدول كل من إندونيسيا وسنغافورة وماليزيا وتايلاند والصين. وحتى هؤلاء الذين يفلتون من الإعدام قد يقضون حياتهم وراء القضبان. ولا بد من الحرص الشديد خصوصا من محاولة الآخرين تهريب مخدرات داخل حقائب يحملها مسافرون غافلون عن حقائبهم.
في الدول الأوروبية مثل إيطاليا وإسبانيا والبرتغال يجب الانتباه إلى محاولات خطف الحقائب من السيدات أو الاحتيال عبر طلب المساعدة في تغيير إطار سيارة لسرقة السيارة المستأجرة ومحتوياتها. وتعد البرتغال آمنة نسبيا وإن كان النشالون ينتشرون في المدن الكبرى فيها مثل لشبونة.
وفي أعقاب حادث خطف الطفلة مادلين ماكان من فندق في البرتغال، لا بد من توفير الحماية للأطفال في الفنادق وذلك عبر تأمين النوافذ والشرف الفندقية وعدم ترك الأطفال بمفردهم تحت أي ظروف. ولا يجب ترك الأطفال يتجولون لاستكشاف أرجاء الفندق بلا مراقبة.
ويجب مراقبة الأطفال في حمامات السباحة طوال الوقت بعد تعدد حوادث غرق الأطفال في غفلة والديهم. ويجب تعليم الأطفال السباحة في أقرب فرصة متاحة وتدريبهم على قواعد السلامة في حمامات السباحة. ويتم تطبيق القواعد نفسها على الشواطئ مع التأكيد على ارتداء الأطفال للأطواق المطاطة للحماية من المياه العميقة.
وفي كل الأحوال يجب تجنب محاولات الإغراء لشراء عقارات بأسلوب المشاركة في الوقت، فهذا النوع من الاستثمار أثبت أنه خاسر في كل الأحوال ومن الصعب التخلص من أعبائه حتى بعد الوفاة! فهناك قضايا مرفوعة على ورثة من اشتروا هذه الحصص العقارية للاستمرار في دفع تكاليف إدارتها حتى بعد وفاتهم.
من النصائح الأخرى تجنب السفن والقطارات والباصات المزدحمة والتي يبدو عليها سوء الصيانة، لا تقدم توصيلات لأحد ولا تقبل ركوب سيارات غرباء مهما كانت الأسباب، تجنب السفر المنفرد ليلا، استخدم فقط سيارات الأجرة المعتمدة، وضرورة ارتداء خوذات حماية لدى ركوب الدراجات والخيول.
وهناك بعض الرياضات الخطيرة التي يجب تجنبها مثل قفزات «البانجي» ودراجات الجليد والتزلج على لوحة مسطحة على الجليد، فهذه الأنشطة لا تتمتع بأي غطاء من شركات التأمين.
وقد يكون من الحكمة أيضا تجنب الازدحام والمظاهرات خصوصا في الدول غير المستقرة سياسيا. ويجب تجنب تصوير منشآت عسكرية أو حساسة في دول أجنبية كما لا يجب التقاط صور الأشخاص دون إذن منهم أولا.
ولا يجب تغيير العملة في السوق السوداء، فذلك قد يعرضك للابتزاز وضياع الأموال. ومن أجل المزيد من الأمان لا يجب قبول أي طعام أو شراب من أشخاص لا تعرفهم. تجنب الحديث إلى غرباء يريدون التحدث إليك في الأماكن العامة، أو مناقشة خططك السياحية معهم. وفي الفنادق لا بد من رفض المشاركة في غرف واحدة مع غرباء.
ولا بد من الحرص أيضا من تناول مأكولات أو مشروبات من شأنها إفساد العطلة بأكملها بسبب عدم نظافتها أو احتوائها على عدوى. وتقول خدمات الصحة البريطانية الحكومية إن الكثير من السياح يصابون بعدوى التيفود والكوليرا وفيروس الكبد الوبائي «إيه»، بسبب عدوى تنتقل إليهم عبر أطعمة أو مشروبات ملوثة.



قرى مصرية تبتكر نوعاً جديداً من السياحة التقليدية

قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)
قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)
TT

قرى مصرية تبتكر نوعاً جديداً من السياحة التقليدية

قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)
قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)

في الخلف من البقع السياحية السحرية بأنحاء مصر، توجد قرى مصرية تجذب السائحين من باب آخر، حيث يقصدونها للتعرف على الحرف التقليدية العتيقة والصناعات المحلية التي تنتجها هذه القرى وتتخصص فيها منذ عشرات السنوات، وفاقت شهرتها حدود البلاد.

ويشتهر كثير من القرى المصرية بالصناعات اليدوية، ذات البعدين التراثي والثقافي، مثل صناعة أوراق البردي، والأواني الفخارية، والسجاد اليدوي وغيرها، وهي الصناعات التي تستهوي عدداً كبيراً من الزوار، ليس فقط لشراء الهدايا التذكارية من منبعها الأصلي للاحتفاظ بها لتذكرهم بالأيام التي قضوها في مصر؛ بل يمتد الأمر للتعرف عن قرب على فنون التصنيع التقليدية المتوارثة، التي تحافظ على الهوية المصرية.

«الشرق الأوسط» تستعرض عدداً من القرى التي تفتح أبوابها للسياحة الحرفية، والتي يمكن إضافتها إلى البرامج السياحية عند زيارة مصر.

السياحة الحرفية تزدهر في القرى المصرية وتجتذب السائحين (صفحة محافظة المنوفية)

ـ الحرانية

قرية نالت شهرتها من عالم صناعة السجاد والكليم اليدوي ذي الجودة العالية، والذي يتم عرضه في بعض المعارض الدولية، حيث يقوم أهالي القرية بنقش كثير من الأشكال على السجاد من وحي الطبيعة الخاصة بالقرية.

والسجاد الذي يصنعه أهالي القرية لا يُضاهيه أي سجاد آخر بسبب عدم استخدام أي مواد صناعية في نسجه؛ حيث يتم الاعتماد فقط على القطن، والصوف، بالإضافة إلى الأصباغ النباتية الطبيعية، من خلال استخدام نباتي الشاي والكركديه وغيرهما في تلوين السجاد، بدلاً من الأصباغ الكيميائية، ما يضفي جمالاً وتناسقاً يفوق ما ينتج عن استخدام الأجهزة الحديثة.

تتبع قرية الحرانية محافظة الجيزة، تحديداً على طريق «سقارة» السياحي، ما يسهل الوصول إليها، وأسهم في جعلها مقصداً لآلاف السائحين العرب والأجانب سنوياً، وذلك بسبب تميُزها، حيث تجتذبهم القرية ليس فقط لشراء السجاد والكليم، بل للتعرف على مراحل صناعتهما المتعددة، وكيف تتناقلها الأجيال عبر القرية، خصوصاً أن عملية صناعة المتر المربع الواحد من السجاد تستغرق ما يقرُب من شهر ونصف الشهر إلى شهرين تقريباً؛ حيث تختلف مدة صناعة السجادة الواحدة حسب أبعادها، كما يختلف سعر المتر الواحد باختلاف نوع السجادة والخامات المستخدمة في صناعتها.

فن النحت باستخدام أحجار الألباستر بمدينة القرنة بمحافظة الأقصر (هيئة تنشيط السياحة)

ـ القراموص

تعد قرية القراموص، التابعة لمحافظة الشرقية، أكبر مركز لصناعة ورق البردي في مصر، بما يُسهم بشكل مباشر في إعادة إحياء التراث الفرعوني، لا سيما أنه لا يوجد حتى الآن مكان بالعالم ينافس قرية القراموص في صناعة أوراق البردي، فهي القرية الوحيدة في العالم التي تعمل بهذه الحرفة من مرحلة الزراعة وحتى خروج المنتج بشكل نهائي، وقد اشتهرت القرية بزراعة نبات البردي والرسم عليه منذ سنوات كثيرة.

الرسوم التي ينقشها فلاحو القرية على ورق البردي لا تقتصر على النقوش الفرعونية فحسب، بل تشمل أيضاً موضوعات أخرى، من أبرزها الخط العربي، والمناظر الطبيعية، مستخدمين التقنيات القديمة التي استخدمها الفراعنة منذ آلاف السنين لصناعة أوراق البردي، حيث تمر صناعة أوراق البردي بعدة مراحل؛ تبدأ بجمع سيقان النبات من المزارع، ثم تقطيعها كي تتحول إلى كُتل، على أن تتحول هذه الكتل إلى مجموعة من الشرائح التي توضع طبقات بعضها فوق بعض، ثم تبدأ عملية تجفيف سيقان النباتات اعتماداً على أشعة الشمس للتخلص من المياه والرطوبة حتى تجف بشكل تام، ثم تتم الكتابة أو الرسم عليها.

وتقصد الأفواج السياحية القرية لمشاهدة حقول نبات البردي أثناء زراعته، وكذلك التعرف على فنون تصنيعه حتى يتحول لأوراق رسم عليها أجمل النقوش الفرعونية.

تبعد القرية نحو 80 كيلومتراً شمال شرقي القاهرة، وتتبع مدينة أبو كبير، ويمكن الوصول إليها بركوب سيارات الأجرة التي تقصد المدينة، ومنها التوجه إلى القرية.

قطع خزفية من انتاج قرية "تونس" بمحافظة الفيوم (هيئة تنشيط السياحة)

ـ النزلة

تُعد إحدى القرى التابعة لمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم، وتشتهر بصناعة الفخار اليدوي، وقد أضحت قبلة عالمية لتلك الصناعة، ويُطلق على القرية لقب «أم القرى»، انطلاقاً من كونها أقدم القرى بالمحافظة، وتشتهر القرية بصناعة الأواني الفخارية الرائعة التي بدأت مع نشأتها، حيث تُعد هذه الصناعة بمثابة ممارسات عائلية قديمة توارثتها الأجيال منذ عقود طويلة.

يعتمد أهل القرية في صناعتهم لتلك التحف الفخارية النادرة على تجريف الطمي الأسود، ثم إضافة بعض المواد الأخرى عليه، من أبرزها الرماد، وقش الأرز، بالإضافة إلى نشارة الخشب، وبعد الانتهاء من عملية تشكيل الطمي يقوم العاملون بهذه الحرفة من أهالي القرية بوضع الطمي في أفران بدائية الصنع تعتمد في إشعالها بالأساس على الخوص والحطب، ما من شأنه أن يعطي القطع الفخارية الصلابة والمتانة اللازمة، وهي الطرق البدائية التي كان يستخدمها المصري القديم في تشكيل الفخار.

ومن أبرز المنتجات الفخارية بالقرية «الزلعة» التي تستخدم في تخزين الجبن أو المش أو العسل، و«البوكلة» و«الزير» (يستخدمان في تخزين المياه)، بالإضافة إلى «قدرة الفول»، ويتم تصدير المنتجات الفخارية المختلفة التي ينتجها أهالي القرية إلى كثير من الدول الأوروبية.

شهدت القرية قبل سنوات تشييد مركز زوار الحرف التراثية، الذي يضمّ عدداً من القاعات المتحفية، لإبراز أهم منتجات الأهالي من الأواني الفخارية، ومنفذاً للبيع، فضلاً عن توثيق الأعمال الفنية السينمائية التي اتخذت من القرية موقعاً للتصوير، وهو المركز الذي أصبح مزاراً سياحياً مهماً، ومقصداً لهواة الحرف اليدوية على مستوى العالم.

صناعة الصدف والمشغولات تذهر بقرية "ساقية المنقدي" في أحضان دلتا النيل (معرض ديارنا)

ـ تونس

ما زلنا في الفيوم، فمع الاتجاه جنوب غربي القاهرة بنحو 110 كيلومترات، نكون قد وصلنا إلى قرية تونس، تلك اللوحة الطبيعية في أحضان الريف المصري، التي أطلق عليها اسم «سويسرا الشرق»، كونها تعد رمزاً للجمال والفن.

تشتهر منازل القرية بصناعة الخزف، الذي أدخلته الفنانة السويسرية إيفلين بوريه إليها، وأسست مدرسة لتعليمه، تنتج شهرياً ما لا يقل عن 5 آلاف قطعة خزف. ويمكن لزائر القرية أن يشاهد مراحل صناعة الخزف وكذلك الفخار الملون؛ ابتداء من عجن الطينة الأسوانية المستخدمة في تصنيعه إلى مراحل الرسم والتلوين والحرق، سواء في المدرسة أو في منازل القرية، كما يقام في مهرجانات سنوية لمنتجات الخزف والأنواع الأخرى من الفنون اليدوية التي تميز القرية.

ولشهرة القرية أصبحت تجتذب إليها عشرات الزائرين شهرياً من جميع أنحاء العالم، وعلى رأسهم المشاهير والفنانون والكتاب والمبدعون، الذين يجدون فيها مناخاً صحياً للإبداع بفضل طقسها الهادئ البعيد عن صخب وضجيج المدينة، حيث تقع القرية على ربوة عالية ترى بحيرة قارون، مما يتيح متعة مراقبة الطيور على البحيرة، كما تتسم بيوتها بطراز معماري يستخدم الطين والقباب، مما يسمح بأن يظل جوها بارداً طول الصيف ودافئاً في الشتاء.

مشاهدة مراحل صناعة الفخار تجربة فريدة في القرى المصرية (الهيئة العامة للاستعلامات)

ـ ساقية المنقدي

تشتهر قرية ساقية المنقدي، الواقعة في أحضان دلتا النيل بمحافظة المنوفية، بأنها قلعة صناعة الصدف والمشغولات، حيث تكتسب المشغولات الصدفية التي تنتجها شهرة عالمية، بل تعد الممول الرئيسي لمحلات الأنتيكات في مصر، لا سيما في سوق خان الخليلي الشهيرة بالقاهرة التاريخية.

تخصصت القرية في هذه الحرفة قبل نحو 60 عاماً، وتقوم بتصدير منتجاتها من التحف والأنتيكات للخارج، فضلاً عن التوافد عليها من كل مكان لاحتوائها على ما يصل إلى 100 ورشة متخصصة في المشغولات الصدفية، كما تجتذب القرية السائحين لشراء المنتجات والأنتيكات والتحف، بفضل قربها من القاهرة (70 كم إلى الشمال)، ولرخص ثمن المنتجات عن نظيرتها المباعة بالأسواق، إلى جانب القيمة الفنية لها كونها تحظى بجماليات وتشكيلات فنية يغلب عليها الطابع الإسلامي والنباتي والهندسي، حيث يستهويهم التمتع بتشكيل قطعة فنية بشكل احترافي، حيث يأتي أبرزها علب الحفظ مختلفة الأحجام والأشكال، والقطع الفنية الأخرى التي تستخدم في التزيين والديكور.

الحرف التقليدية والصناعات المحلية في مصر تجتذب مختلف الجنسيات (معرض ديارنا)

ـ القرنة

إلى غرب مدينة الأقصر، التي تعد متحفاً مفتوحاً بما تحويه من آثار وكنوز الحضارة الفرعونية، تقبع مدينة القرنة التي تحمل ملمحاً من روح تلك الحضارة، حيث تتخصص في فن النحت باستخدام أحجار الألباستر، وتقديمها بالمستوى البديع نفسه الذي كان يتقنه الفراعنة.

بزيارة القرية فأنت على مشاهد حيّة لأهلها وهم يعكفون على الحفاظ على تراث أجدادهم القدماء، حيث تتوزع المهام فيما بينهم، فمع وصول أحجار الألباستر إليهم بألوانها الأبيض والأخضر والبني، تبدأ مهامهم مع مراحل صناعة القطع والمنحوتات، التي تبدأ بالتقطيع ثم الخراطة والتشطيف للقطع، ثم يمسكون آلات تشكيل الحجر، لتتشكل بين أيديهم القطع وتتحول إلى منحوتات فنية لشخصيات فرعونية شهيرة، مثل توت عنخ آمون، ونفرتيتي، وكذلك التماثيل والأنتيكات وغيرها من التحف الفنية المقلدة، ثم يتم وضع المنتج في الأفران لكي يصبح أكثر صلابة، والخطوة الأخيرة عملية التلميع، ليصبح المنتج جاهزاً للعرض.

ويحرص كثير من السائحين القادمين لزيارة المقاصد الأثرية والسياحية للأقصر على زيارة القرنة، سواء لشراء التماثيل والمنحوتات من المعارض والبازارات كهدايا تذكارية، أو التوجه إلى الورش المتخصصة التي تنتشر بالقرية، لمشاهدة مراحل التصنيع، ورؤية العمال المهرة الذين يشكلون هذه القطع باستخدام الشاكوش والأزميل والمبرد، إذ يعمل جلّ شباب القرية في هذه الحرفة اليدوية.