هوتون «ربان» سفينة برايتون يقود النادي للدوري الممتاز

المدرب العنيد نجح في إعادة الفريق لأندية الصفوة بعد 20 عاماً من المحاولات

كريس هوتون مدرب برايتون - لاعبو برايتون يحتفلون بالترقي للدوري الممتاز قبل 3 مراحل من نهاية دوري الدرجة الأولى
كريس هوتون مدرب برايتون - لاعبو برايتون يحتفلون بالترقي للدوري الممتاز قبل 3 مراحل من نهاية دوري الدرجة الأولى
TT

هوتون «ربان» سفينة برايتون يقود النادي للدوري الممتاز

كريس هوتون مدرب برايتون - لاعبو برايتون يحتفلون بالترقي للدوري الممتاز قبل 3 مراحل من نهاية دوري الدرجة الأولى
كريس هوتون مدرب برايتون - لاعبو برايتون يحتفلون بالترقي للدوري الممتاز قبل 3 مراحل من نهاية دوري الدرجة الأولى

بعد أن أخفق في الصعود لدوري الأضواء الموسم الماضي، ولم يتمكن من اجتياز الأدوار الفاصلة؛ بالهزيمة أمام شيفيلد وينزداي، أقدم نادي برايتون على توقيع عقد جديد مع المدرب كريس هوتون لمدة أربع سنوات.
لقد حملت هذه الخطوة أمراً ربما بدا للبعض غير مستحسن، خصوصاً أنه جاء في أعقاب إخفاق كبير - لكن الأمور لا تسير على هذا النحو داخل برايتون. لقد شكل هوتون جزءًا أصيلاً من خطة النهوض بالنادي، التي نجحت في دفع الفريق إلى حجز مكانه مبكرا هذا الموسم للتأهل للمشاركة بالدوري الممتاز الموسم المقبل.
لقد عكف برايتون على صياغة وتنفيذ هذه الخطة طيلة 20 عاماً. أما عام الحسم بالنسبة للنادي فكان 1997 عندما تمكن برايتون من اقتناص التعادل في اليوم الأخير من الموسم أمام هيرفورد، الأمر الذي مكنه من البقاء داخل دوري الدرجة الأولى. وعلى مدار العقدين التاليين، نجح الرئيس السابق للنادي، ديك نايت، وأعقبه في هذه الجهود الرئيس الحالي توني بلوم الذي تبرع من ماله الخاص للنادي حتى الآن بما يقارب 250 مليون جنيه إسترليني، وكلاهما من مشجعي النادي المتحمسين منذ عهد الصبا، في إنقاذ برايتون، ثم الإشراف على تحوله إلى الصورة المتألقة التي يبدو عليها اليوم.
وجاءت الهزيمة سالفة الذكر التي تلقاها برايتون على يد شيفيلد وينزداي لتمثل الخسارة الثالثة للنادي في مرحلة الحسم الفاصلة للترقي للممتاز في غضون أربعة سنوات. إلا أن الاختلاف هنا يكمن في أنه في المرتين السابقتين شكلت الهزيمة المباراة الأخيرة لاثنين من المدربين اللذين تعاقبا على تدريب الفريق. فقد تعرض غوس بويت، المدرب الذي أشرف على انتقال الفريق من الدرجة الثانية حتى دور التصفيات، للطرد، بسبب انتهاكه الواضح لشروط تعاقده مع النادي. وبعد عام، تقدم أوسكار غارسيا، الذي حل محله في تدريب الفريق، باستقالته. أما هوتون، فقد انضم إلى النادي بحلول نهاية عام 2014، في أعقاب واحدة من الأخطاء القليلة التي وقع فيها برايتون، وتحديداً بتعيين سامي هيبييا، وهو الخطأ الذي تحرك النادي سريعاً لإصلاحه والعودة إلى المسار الصحيح.
وعندما يتحدث اللاعبون عن هوتون، فإن الغالبية تشير إلى أسلوبه الهادئ في ممارسة سلطاته ورباطة جأشه تحت وطأة الضغوط الشديدة. ومن أكثر العبارات التي أصبحت مرتبطة به أنه أقوى وأشد صرامة عما توحي به سمعته كرجل لطيف ودمث الأخلاق. ومع ذلك، تشكل هذه السمعة جزءً كبيراً من السبب وراء نجاحه والاحترام الذي يحظى به.
عن ذلك، قال دالي ستيفينز، لاعب خط الوسط: «إنه لا يتمادى أبداً في الانفعال، وإنما يطرح وجهة نظره بوضوح عندما يرى أننا لم نضطلع بالمهمة الموكلة إلينا». في الواقع، يبدو هوتون مدرباً مثالياً لبرايتون، خصوصاً في ظل ما يبديه من طموح منضبط وقدرة على الالتزام بالهدوء والثبات في مواقف ربما تصيب آخرين بالذعر، وهي سمات تبدو متوافقة مع طبيعة النادي.
في أعقاب خيبة الأمل التي مُنِي بها الفريق الموسم الماضي، عندما ظل متصدراً للدوري طيلة شهرين، ثم خفت نجمه نهاية الموسم، ظلت قناعة راسخة لدى هوتون ومن يرأسونه أن النادي في طريقه لتحقيق أمر طيب، وأن كل ما يتطلبه الأمر إبداء قدر معقول من الصبر. وبالنظر إلى قوة الفرق التي تعرضت للهبوط من الدوري الممتاز، فإن هذا ربما يبدو للبعض مقامرة محضة، لكن حتى لو كانت كذلك، فإنها تبقى مقامرة عادت بثمار وفيرة.
وبمرور الوقت، نجح هوتون في إضافة عناصر جيدة، مثل شين دافي القادم من بلاكبيرن ونجح في بناء أفضل شراكة دفاعية بقلب الملعب مع لويس دونك، بينما عاد غلين موراي إلى المقدمة ونجح في إضافة مزيد من الأهداف إلى رصيده. أما المهمة الكبرى أمام المدرب خلال الصيف، فتمثلت في التشبث بالموهبة المحورية بالفريق: كانت لدى ستيفينز الرغبة في الانتقال إلى بيرنلي، لكن ستة عروض قوبلت بالرفض، بينما تقدم نيوكاسل بطلب لضم أنتوني كونكارت.
المعروف أن كونكارت يعتبر النجم الأول في صفوف برايتون، وقد حصل على لقب أفضل لاعب بدوري الدرجة الأولى، وهو جناح يملك القدرة على خلق تأثير مدمر، في صفوف الخصم داخل الملعب. ومع ذلك، فإنه يبدو في أغلب الأحيان مثيراً للإحباط على نحو بالغ، وذلك لأنه غالباً ما يعمد إلى التحرك نحو الاختيار الأصعب أمامه، والطريق الذي يتطلب مجهوداً أكبر من خلال تجاهله أقرانه الذين يحظون بمراكز أفضل داخل الملعب. ومع ذلك، فإنه غالباً ما تبدو قناعته بأنه من الأفضل الإبقاء على استحواذه على الكرة والقيام بالأمور على النحو الذي يراه، مبررة. على سبيل المثال، أمام وولفز قبل أسبوعين صَوَّب اللاعب الكرة باتجاه المرمى مرتين، بينما وقف أقرانه يلوحون له بأيديهم بعصبية في محاولة لإقناعه بتمرير الكرة باتجاههم.
وبالفعل، أقدم كونكارت مرتين على الانطلاق قدماً بالكرة وسجل بنفسه هدفين. في الواقع، من الصعب اتهام لاعب ما بالأنانية عندما يكون قادراً بمفرده على حسم نتائج مباريات.
في الواقع، يعتبر كونكارت بمثابة تجسيد نادر للفردية في إطار فريق يحرص دوماً على التحرك بصورة جماعية. ورغم نجاح اللاعب الفرنسي بالفعل في حسم نتائج مباريات لصالح فريقه، فإن العامل الأكبر وراء نجاح الفريق يكمن في القوة التي يبديها في العمق. جدير بالذكر أن بيرام كايال، الحائز على لقب أفضل لاعب الموسم الماضي، فقد فرصة المشاركة على مدار فترة طويلة من هذا الموسم، لكن برايتون لم يبد تأثراً بذلك. الملاحظ أن الواجبات الموكلة إلى كونكارت على الجانب الآخر شاركته فيها مواهب متألقة تتمثل في جيري سكالاك وجامي ميرفي وسولي مارش.
كما نجح المهاجمون الثلاثة - جيري سكالاك وتومر هيميد وسام بالدوك من تسجيل أهداف بلغت 10 أو أكثر، إضافة إلى الأهداف الـ15 التي سجلها كونكارت. ومع أن التزام هوتون بخطة لعب 4 - 4 - 2 لا يبدو أمراً عصرياً، تظل الحقيقة أن المدرب نجح أخيراً في التوصل إلى الخطة التي تناسب لاعبيه، وهي أحد الشروط الأساسية التي ينبغي لأي مدرب ناجح التمسك بها.
الملاحظ أن برايتون يلعب كرة قدم تعتمد على الكفاءة، وليس اللعب المباشر الذي المح مدرب نوريتش السابق أليكس نيل إلى أنهم يتبعونه في وقت سابق من الموسم. وربما هنا تحديداً، بجانب المواهب الفردية التي يتمتع بها اللاعبون، يكمن السبب وراء أن برايتون أكثر عن أي فريق آخر لديه القدرة على تقديم أداء رديء، ومع ذلك يفوز بالمباريات. ومن بين أبرز الأمثلة على ذلك مواجهته أمام بيرمنغهام في ديسمبر (كانون الأول)، عندما نجح الهدفان اللذان سجلهما موراي وكونكارت في اللحظات الأخيرة من تحويل النتيجة إلى الفوز بـ2 - 0. في أعقاب المباراة، اعترف هوتون أن الفريق قدم أداء رديئاً طيلة 80 دقيقة من عمر اللقاء.
كما أن فكرة الروح الجماعية لدى الفريق كان لها دورها هي الأخرى. المعروف أن أكثر الفرق نجاحاً تلك التي تتمكن من طرح صورة تعبر عن وحدة الصف والتحام عناصرها، لكن هذه الصورة تبدو صادقة تماماً داخل برايتون، وربما أعمق مما عليه الحال في غالبية الأندية الأخرى. وبطبيعة الحال من المعروف لدى الجميع سفر أفراد الفريق إلى فرنسا لحضور جنازة والد كونكارت. من جانبه، قال كونكارت في تعليقه على هذا الإجراء: «مقابل ما قدمه النادي لي، أنا على استعداد للبقاء هنا طيلة حياتي»، ووصف وقوف أقرانه إلى جواره بأنها «أفضل لحظات حياتي».
وعلى ما يبدو، يمتد الشعور بوحدة الصف في باقي أرجاء النادي. جدير بالذكر أن العاملين بالنادي، وليس فقط اللاعبين، يتلقون علاوات نظراً لضمان النادي الصعود. كما أنه خلال رحلات الفريق إلى خارج أرضه، كثيراً ما يظهر بلوم ليس في صفوف الفريق المعني بالتدريب، وإنما بين المشجعين في القطار والمدرجات. باختصار، برايتون نادي تتماهى فيه الخطوط الفاصلة بين الجماهير الموجودة في المدرجات واللاعبين وفريق التدريب داخل الملعب.



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.