رونالدو قدم كثيراً لريـال مدريد... فلماذا تهاجمه الجماهير؟

الهداف التاريخي للنادي الإسباني وصاحب الفضل في تأهل الفريق لنصف نهائي دوري الأبطال

رونالدو يطالب جماهير الريال بالتوقف عن صافرات الاستهجان بعد التسجيل في مرمى بايرن ميونيخ (أ.ف.ب)
رونالدو يطالب جماهير الريال بالتوقف عن صافرات الاستهجان بعد التسجيل في مرمى بايرن ميونيخ (أ.ف.ب)
TT

رونالدو قدم كثيراً لريـال مدريد... فلماذا تهاجمه الجماهير؟

رونالدو يطالب جماهير الريال بالتوقف عن صافرات الاستهجان بعد التسجيل في مرمى بايرن ميونيخ (أ.ف.ب)
رونالدو يطالب جماهير الريال بالتوقف عن صافرات الاستهجان بعد التسجيل في مرمى بايرن ميونيخ (أ.ف.ب)

إذا شرعنا في إحصاء الإنجازات التي حققها كريستيانو رونالدو لصالح ريـال مدريد، ربما لن يكفي هذا المقال ـ بدءاً من مشاركته في الفوز ببطولتي دوري أبطال أوروبا وصولاً إلى الـ395 هدفاً التي سجلها. ورغم هذا، تظل الحقيقة التي عايناها جميعاً مساء الثلاثاء حيث عمدت جماهير ريـال مدريد في استاد سانتياغو بيرنابو إلى إطلاق صافرات الاستهجان ضده. ورغم ما تبدو عليه هذه العبارة من بساطة ظاهرية، فإن الأمر في حقيقته أعمق من ذلك بكثير.
الحقيقة أن كريستيانو رونالدو تعرض لصافرات استهجان واعتراض من جانب مشجعي ناديه، ربما لا تكون قد سمعت هذا أثناء مشاهدتك المباراة عبر التلفاز. وربما حتى تكون ممن حضروا اللقاء لكن لم يسمعوا هذه الصافرات، لكن المؤكد كذلك أنه في لحظة من المباراة تحول رونالدو نحو الجماهير ورفع إصبعه نحو فمه في إشارة لهم بالصمت.
وعن هذا، قال اللاعب: «لم أخبرهم أبدا أن يلتزموا الهدوء. لم يحدث ذلك مني قط. لقد كنت أطلب منهم فحسب التوقف عن الصفير لأنني دائماً ما أحرص على بذل قصارى جهدي خلال المباريات. وحتى عندما لا أوفق إلى تسجيل أهداف، أحاول بجد بالغ معاونة الفريق»، وذلك في أعقاب المباراة التي خاضها ناديه بدور ربع النهائي ببطولة دوري أبطال أوروبا وتعرض خلالها لهزيمة قاسية من جانب بايرن ميونيخ بإجمالي 6 - 3، وسجل رونالدو من جانبه خمسة أهداف.
في الواقع، لا يبدو أن الإحصاءات المرتبطة باللاعب النجم تترك أي مساحة للجدال بشأنه، ومن المؤكد أنها لا تستدعي إطلاق الجماهير صافرات استهجان بحقه، لكن تبقى هناك حجة يدفع بها المعترضون على اللاعب وتدور حول أنه لم يقدم أداءً جيداً. جدير بالذكر أنه عندما انطلقت صافرات الاستهجان، كان ريـال مدريد يناضل للصمود في مواجهة خصمه الألماني، وبدا واضحاً أنه على وشك التعرض للهزيمة. أما رونالدو، فانزلق مرتين ونادراً ما بدا أنه يشكل تهديدا حقيقيا على مرمى بايرن ميونيخ. ومع ذلك، فإنه في اللحظة التي انطلق خلالها، نجح في تصويب الكرة بقوة تجاه مرمى الحارس مانويل نوير الذي تصدى للكرة بصعوبة، في وقت رأى بعض المشجعين أنه كان ينبغي له تمرير الكرة باتجاه كريم بنزيمة. ولم يظهر تأثير حاسم لرونالدو خلال المباراة سوى في الدقيقة 76. لكنه في النهاية سجل ثلاثة أهداف، والهدف الـ41 لناديه. كما أنه سجل مائة هدف في إطار بطولة دوري أبطال أوروبا.
ومع هذا، ربما يبدو هذا إنجازاً متواضعاً بالنظر إلى أنه سجل إجمالي 31 هدفاً هذا الموسم، ولم يقدم أداءً جيداً على مدار النصف الأول من الموسم، بجانب أن أداءه خلا من الإبهار منذ بداية 2017. في الموسم الماضي كذلك، لم يقدم رونالدو أداءً متألقاً طوال الوقت، ومع ذلك، انتهى الحال باعتباره الموسم الأفضل على امتداد مسيرته الكروية، ذلك أنه شارك خلاله في الفوز ببطولتين أوروبيتين، إضافة لفوزه بجائزة الكرة الذهبية للمرة الرابعة في تاريخه. والواضح أن ثمة تطورا يطرأ على أداء رونالدو داخل الملعب، لأنه بدأ يضطلع أكثر بدور اللاعب صاحب القميص 9 بدلاً عن دور مهيمن على المباراة. وفي واقع الأمر، يبدو رونالدو أفضل لاعب اضطلع بدور صاحب القميص رقم 9 على الإطلاق. وفي أعقاب الفوز على بايرن ميونيخ، قال النجم البرتغالي: «لست أدري من ذا الذي يشكك في كريستيانو رونالدو».
كما أشار اللاعب إلى أن الناس «الذين يحبونني»، لا يساورهم شك حيالي أبداً. يذكر أن صافرات الاستهجان التي انطلقت من بعض جماهير ريـال مدريد لم تكن مرتفعة الصوت، ولم يقدم عليه الكثيرون. أما غالبية أفراد جماهير مدريد، فقد حرصوا على تحية اللاعب. إنهم لم يشاركوا في إطلاق صافرات الاعتراض على اللاعب، لكن نما إلى مسامعه أصوات أولئك الذين فعلوا ذلك وآلمه الأمر. ربما جاء هذا العمل انطلاقاً من الطبيعة البشرية، وحتى مع كون من أقدموا على ذلك قلة، يبقى الأمر مثيراً للتساؤل والحيرة، خاصة بالنسبة لرونالدو.
لقد حرصت جماهير ريـال مدريد على تحية رونالدو، وشدت مرددة اسمه. وقد احتفلت بنجاحه باعتباره نجاحاً لها. في الصيف، كانت لدى الجماهير رغبة عارمة في أن يفوز منتخب البرتغال بالبطولة الأوروبية لأجله. وعندما فاز رونالدو بالكرة الذهبية، احتفت الجماهير بهذا الإنجاز بحرارة. كما أن الجماهير تشارك بحرارة في أتون المنافسة المشتعلة بين رونالدو وليونيل ميسي كما لو كان الأمر صراعاً يخص ريـال مدريد ذاته. وأكد عدد كبير من المدربين المتعاقبين على النادي وأقران رونالدو في الفريق أنه يعد بلا شك أفضل لاعب في العالم. كما أن آلاف المشجعين يحرصون على ارتداء قميص رونالدو تحديداً أكثر عن أي لاعب آخر ـ ورغم كل ما سبق، تظل الحقيقة أن بعض جماهير ريـال مدريد أطلقت صافرات استهجان بحق اللاعب، ولم تكن مباراة بايرن ميونيخ استثناءً على هذا الصعيد.
من ناحية أخرى، بدا شعور اللاعب بالإحباط واضحاً داخل الملعب. كما أنه عندما يبدي رد فعل للإحباطات التي تعبر عنها الجماهير تجاهه، يزداد الوضع سوءاً بالتأكيد، خصوصا مع لاعب تتركز أنظار وسائل الإعلام على أقل شاردة منه مثل رونالدو، فعندما يتمتم بكلمات بينه وبين نفسه، يسارع الكثيرون إلى محاولة قراءة حركة الشفاه وتتصدر الكلمات التي يتفوه بها الأخبار في اليوم التالي!
في الواقع، يساعد في تأجيج هذا الأمر أسلوب لعب رونالدو ولغته الجسدية التي تؤكد أنه لاعب يحمل بداخله شعورا قويا بالفردية في لعبة تتميز بطابع جماعي. كما أن ثمة أمرا في أسلوب تأكيد مدربي النادي ولاعبيه على أنه أفضل لاعب في العالم، تثير انطباعاً لدى البعض وكأنهم مجبرون بصورة أو بأخرى على إعلان ذلك. ودعونا لا ننسى أن التردد الذي أبداه رافائيل بينيتيز حيال إعلان هذا أسهم في طرده من منصب مدرب ريـال مدريد.
وفي الوقت الذي يجري الاحتفاء بانتصارات وإنجازات رونالدو، يساور بعض أنصار النادي اعتقاد بأنه كان ينبغي لريـال مدريد تحقيق مزيد من الانتصارات. ونظراً لأن رونالدو حائز على جائزة الكرة الذهبية، بجانب أنه وميسي ظلت لهما الهيمنة على الكرة الأوروبية طيلة عقد، فإن هذا بدوره يخلق توقعات ضخمة إزاءه في نفوس جماهير ناديه. كما أن مسألة تعرض نجوم الصف الأول لصافرات الاستهجان من جانب جماهير ريـال مدريد ليست بالأمر الجديد، فقد سبق وأن تعرض للموقف ذاته أسماء كبرى مثل غاريث بيل وزين الدين زيدان، بل وألفريدو دي ستيفانو.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.