دراسة مصرية ترجح نزوح عناصر «داعش» لبلاد المغرب العربي بحثاً عن ملاذ آمن

خبير في الحركات المتطرفة: التنظيم يسعى لتحويل هزائم العراق وسوريا إلى مكاسب مؤقتة

دراسة مصرية ترجح نزوح عناصر «داعش» لبلاد المغرب العربي بحثاً عن ملاذ آمن
TT

دراسة مصرية ترجح نزوح عناصر «داعش» لبلاد المغرب العربي بحثاً عن ملاذ آمن

دراسة مصرية ترجح نزوح عناصر «داعش» لبلاد المغرب العربي بحثاً عن ملاذ آمن

رجَّحَت دراسة مصرية نزوح مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي إلى بلاد المغرب العربي بحثاً عن ملاذ آمن، وهروباً من الضربات والهزائم المُتتالية التي تلحق به في سوريا والعراق، وأخيراً ليبيا. بينما تساءل مراقبون: هل تكون بلاد المغرب العربي قبلة عناصر تنظيم داعش الجديدة عقب هزائم التنظيم في «أرض الخلافة المزعومة» التي أعلن عنها منذ الظهور الأول له عام 2014؟
في غضون ذلك، قال خبير في شؤون الحركات المتطرفة بمصر الدكتور خالد الزعفراني، إن هزائم «داعش» الأخيرة دفعته للبحث عن مناطق جديدة لتحقيق حلم إقامة دولته المزعومة، ولتأكيد أنه يستطيع أن يُغير أي وضع يتعرض له، بهدف السعي لتحويل الهزائم إلى مكاسب ولو مؤقتة.
وأشارت الدراسة الحديثة إلى أن عدد مقاتلي «داعش» القادمين من بلاد المغرب يتراوح بين ثمانية آلاف وأحد عشر ألف مقاتل... وتأتي الجزائر في مقدمة الدول المستهدَفَة لتمركز أعضاء التنظيم، بما يشكل تحدياً أمنياً كبيراً للجزائر وللدول الأوروبية التي تتاخمها، ويُلقي بالمخاوف في قلوب تلك الدول الأوروبية بسبب انطلاق محتمل لموجات الهجرة وطلب اللجوء إذا ما تمكن التنظيم الإرهابي من فرض سيطرته على مناطق من الجزائر، نظراً لما تتمتع به من موارد نفطية وغاز، وهي عوامل جذب للتنظيم الإرهابي.
وتكبد التنظيم الإرهابي الأكثر دموية خلال الأشهر الماضية، خسائر يومية بسبب هجمات التحالف الدولي وجيوش الدول، هذه الخسائر أضحت تهدد دولته «المزعومة».
وقال مراقبون إن «التنظيم ليس له مخرج الآن في ظل الخسائر المتكررة وفقدان الأراضي التي كان يستولى عليها، سوى الفرار بعناصره الباقية من العراق وسوريا وليبيا، والبحث عن أراضٍ جديدة في أي مكان لالتقاط الأنفاس».
من جانبها، قالت الدراسة المصرية إن التحدي الأكبر الذي تواجهه الجزائر يتمثل في تأمين الحدود الشرقية لها مع ليبيا، لا سيما بعد محاولة فلول تنظيم داعش الإرهابي التغلغل إلى داخل الجزائر بعد تلقي ليبيا ضربات مؤلمة في سرت ومناطق أخرى، كما أن منطقة الصحراء الجزائرية تعتبر من أكثر المناطق التي توجد بها خلايا إرهابية مسلحة، نظراً لطول الحدود والتضاريس الوعرة التي تميزها، موضحة أن أطماع التنظيم الإرهابي تجد صعوبة في تحقيقها، كونها تواجه قوات أمن جزائرية تمتلك خبرة جراء الحرب التي شنتها على الحركات المتطرفة في التسعينات من القرن الماضي.
في السياق ذاته، أشارت الدراسة المصرية إلى المخاطر المحدقة بتونس، لافتةً إلى أن عدد المقاتلين التونسيين في صفوف «داعش» يُقدر بنحو ستة آلاف مقاتل - بحسب تقارير أممية - ويشغل بعضهم مناصب مهمة في التنظيم، كما يرتبط كثير من المتطرفين التونسيين بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
وقالت الدارسة التي أعدها مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، إن هناك مخاوف في بلاد المغرب العربي من تمدد «داعش»، وتخشى المملكة المغربية من عودة المقاتلين المغاربة في صفوف «داعش» البالغ عددهم ما يقرب من نحو 1500 مقاتل، لتنفيذ عمليات إرهابية في المملكة بهدف زعزعة الاستقرار وضرب أسس الدولة، تمهيداً لإعلان قيام إمارة تابعة لتنظيم داعش هناك.
وعن تخلي «داعش» عن فكرة إقامة الخلافة - المزعومة - في العراق وسوريا والاتجاه للمغرب العربي، أوضح الزعفراني أنها «ليست هي المرة الأولى التي يدعو فيها خوارج العصر لإقامة الدولة ويفشلون، فالدواعش لم يقيموا إلا شبه دولة في الأراضي التي استولوا عليها»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن ما يعلنه التنظيم الآن للتوسع في المغرب العربي كنوع من الدعاية الإعلامية، لتأكيد أن التنظيم ما زال باقياً ويتمدد، وهي جملتهم الأولى، التي يعلنون عنها كل وقت.
وأشادت الدراسة بنجاح الاستراتيجية الاستباقية، التي تنتهجها الأجهزة الأمنية المغربية لمكافحة الحركات الإرهابية، في تقليص مخاطر هذه التنظيمات، وتفكيك كثير من الخلايا النائمة المرتبطة بتنظيم داعش، التي طالما سعت لإقامة قواعد خلفية وأذرع تنظيمية هناك، إلا أن الدراسة في الوقت ذاته حذرت من أن الخطر ما زال قائماً في المغرب... وأن الخلية التي تم تفكيكها في المغرب أخيراً، كانت تسعى إلى إقامة قاعدة موالية لتنظيم داعش في إقليم الجديدة باسم «تنظيم داعش بالمغرب».
وعانى التنظيم خلال الأشهر الماضية من هروب كثير من مقاتليه، بسبب اكتشافهم زيف مزاعم التنظيم وأكذوبة «أرض الخلافة»، وادعاءات الرفاهية والرواتب الكبيرة التي حلموا بها، فضلاً عن ضعف قُدرات التنظيم القتالية.



مصر والأردن يطالبان بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في القاهرة (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في القاهرة (الرئاسة المصرية)
TT

مصر والأردن يطالبان بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في القاهرة (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في القاهرة (الرئاسة المصرية)

طالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وإنفاذ المساعدات الإنسانية دون قيود أو شروط، كما جدد الزعيمان «رفضهما المطلق» لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.

واستقبل السيسي، الاثنين، العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، في القاهرة، حيث عقدا جلسة مباحثات مغلقة ثنائية، أعقبها عقد جلسة موسعة بمشاركة وفدي البلدين.

السيسي مستقبلاً العاهل الأردني بالقاهرة (الرئاسة المصرية)

تناولت المباحثات، وفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، الأوضاع الإقليمية، وجهود تنسيق المواقف، خاصة فيما يتعلق بالتطورات في الأرض الفلسطينية، وأكد الزعيمان ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وإنفاذ المساعدات الإنسانية دون قيود أو شروط.

وذكر المتحدث، في بيان، أن الزعيمين أكدا «الرفض المطلق لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، ومحاولات القضاء على حل الدولتين أو المماطلة في التوصل إليه»، مشددين على أن «إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، هي الضمان الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط».

جلسة مباحثات موسعة بمشاركة وفدي البلدين (الرئاسة المصرية)

وإلى جانب القضية الفلسطينية، تناولت المباحثات تطورات الوضع في سوريا، وشدّد الزعيمان على «أهمية دعم الدولة السورية، خاصة مع عضوية مصر والأردن في لجنة الاتصال العربية المعنية بسوريا، وضرورة الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها وأمن شعبها الشقيق، وأهمية بدء عملية سياسية شاملة لا تُقصي طرفاً، وتشمل مكونات وأطياف الشعب السوري كافة»، حسب البيان.

وناقش الزعيمان الأوضاع في لبنان، وأكدا «الترحيب باتفاق وقف إطلاق النار، وضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701، وحرصهما على أمن وسيادة واستقرار لبنان، ورفضهما لأي اعتداء عليه، وضرورة تحلي الأطراف كافة بالمسؤولية لوقف التصعيد الجاري في المنطقة».

وأوضح المتحدث الرسمي أن اللقاء تضمن أيضاً الترحيب بوتيرة التنسيق والتشاور الثنائي بين البلدين، مما يعكس الأهمية البالغة للعلاقات بين مصر والأردن، وتطلُّع الدولتين إلى مواصلة تعزيز أوجه التعاون الثنائي في مختلف المجالات، تلبيةً لطموحات الشعبين الشقيقين.