كليتشكو: أنا مثل جبل إيفرست

الملاكم الأوكراني المخضرم أكد أنه سيكون {مخيفاً} عندما يواجه البريطاني جوشوا

كليتشكو يأمل في استعادة ألقاب «الثقيل» التي فقدها - كليتشكو وجهاً لوجه مع جوشوا في ملعب ويمبلي - فيوري نجح في انتزاع ألقاب وزن الثقيل من كليتشكو
كليتشكو يأمل في استعادة ألقاب «الثقيل» التي فقدها - كليتشكو وجهاً لوجه مع جوشوا في ملعب ويمبلي - فيوري نجح في انتزاع ألقاب وزن الثقيل من كليتشكو
TT

كليتشكو: أنا مثل جبل إيفرست

كليتشكو يأمل في استعادة ألقاب «الثقيل» التي فقدها - كليتشكو وجهاً لوجه مع جوشوا في ملعب ويمبلي - فيوري نجح في انتزاع ألقاب وزن الثقيل من كليتشكو
كليتشكو يأمل في استعادة ألقاب «الثقيل» التي فقدها - كليتشكو وجهاً لوجه مع جوشوا في ملعب ويمبلي - فيوري نجح في انتزاع ألقاب وزن الثقيل من كليتشكو

يقع فندق ستانغلويرت المترامي الأطراف على جبال الألب النمساوية، ويبدو للوهلة الأولى وكأنه مكان لتصوير أحد أفلام الرعب المثيرة، بخلفيته الجبلية وتصميمه الداخلي ذات الألواح الخشبية الثقيلة والأرائك المخططة، بشكل يذكرك بفندق «أوفيرلوك»، الذي دارت فيه أحداث فيلم «البريق» للكاتب الرائع ستيفن كينغ.
ومع ذلك، لم تكن هناك أية أحداث رعب خلال تلك الزيارة. وبدلاً من ذلك، تشعر وسط المطاعم والحانات والمنتجعات الصحية وحمامات البخار وحمامات السباحة بقصة «الفداء والخلاص»، أو ما يطلق عليه الملاكم الأوكراني فلاديمير كليتشكو «تحقيق الرغبة الجامحة».
ويوجد لاعب الملاكمة في الوزن الثقيل هنا للتحضير لنزاله المهم أمام الملاكم البريطاني أنطوني جوشوا في ملعب ويمبلي في التاسع والعشرين من أبريل (نيسان) الحالي. ودائماً ما كان فندق ستانغلويرت هو المكان الذي يستعد فيه كليتشكو لمبارياته منذ عام 2003، وهو المكان الذي يصفه بأنه «منزل بعيد عن المنزل». وفي الحقيقة، من السهل أن ترى الأشياء التي تجذب الملاكم الأوكراني لهذا المكان الذي يمتد تاريخه إلى أكثر من 250 عاماً، إذ يتسم بالمناظر الخلابة وتشعر فيه بالدفء والترحاب، ويجعلك تشعر بأن هناك الكثير من الأشياء التي يتعين عليك القيام بها.
وبالنسبة لكليتشكو، فهو مكان يساعد على التركيز ورفع اللياقة البدنية والذهنية، وهي الأشياء التي تهم الملاكم الأوكراني الآن أكثر من أي وقت مضى، في وقت اعترف فيه هذا الملاكم العظيم بأنه على وشك أن يتخذ قرار بإنهاء مسيرته في عالم الملاكمة.
ولم يلعب كليتشكو أية مباراة منذ هزيمته الصادمة أمام البريطاني تايسون فيوري في دوسلدورف قبل 17 شهراً. ولم تؤدِّ هذه الهزيمة إلى تجريد الملاكم الأوكراني من ألقاب بطولة رابطة الملاكمة العالمية وبطولة الاتحاد الدولي للملاكمة وبطولة منظمة الملاكمة العالمية فحسب، لكنها أيضاً وضعت حداً لمسيرته كملاكم لا يُقهَر. لقد هُزم كليتشكو، الذي فاز بالضربة القاضية في 53 نزالاً من بين 64 مباراة خاضها على مدى 27 عاماً، أمام رجل ارتدى ملابس باتمان في إحدى المؤتمرات الصحافية قبل إحدى المباريات. وخلال المباراة التي جمعت فيوري وكليتشكو في 28 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، فاز فيوري بإجماع لآراء القضاة.
وقد حدث الكثير بالنسبة لفيوري منذ تلك الليلة، وكان من المقرر أن يقام نزال آخر بين الملاكمين، لكنه تأجل للمرة الثانية، وكان كليتشكو يستعد لذلك النزال بكل قوة لأنه كان بمثابة الفرصة التي سيثبت من خلالها أنه ما زال قادرا على العطاء بعد تلقيه الخسارة الرابعة فقط منذ احترافه عالم الملاكمة عام 1996. وقال كليتشكو إن «الأمر لم ينتهِ بعد». والآن، تأتيه الفرصة لكي يلعب مرة أخرى أمام ملاكم بريطاني.
ويشكل جوشوا، حامل لقب الاتحاد الدولي للملاكمة، تهديداً مختلفاً عن فيوري، فهو أصغر منه بعام إذ يبلغ من العمر 27 عاماً وأكثر قوة وفتكاً. وعلاوة على ذلك، سوف يقام النزال في حلبة لم يلعب عليها كليتشكو من قبل، وأمام 90 ألف متفرج. ويذهب كليتشكو إلى تلك المباراة بعدما غاب عن الحلبة لفترة هي الأطول منذ دخوله عالم الملاكمة، فضلاً عن أنه قد أتم عامه الحادي والأربعين.
وقال كليتشيكو في حوار أجرى معه في فندق ستانغلويرت: «نسبة الفوز في تلك المباراة تصل إلى 50 في المائة لكل لاعب. هل يمكن للرجل الأصغر سناً الفوز بالمباراة؟ هل ما زال الملاكم الأكبر سناً قادراً على العطاء؟ هذه الأسئلة هي التي تجعل هذا الحدث مثيراً للاهتمام في حقيقة الأمر. أنا لم أغِبْ عن حلبة الملاكمة من قبل لمدة تصل إلى عام ونصف العام. هل هذا أمر سيئ؟ هل هذا شيء جيد؟ هل أصابني الصدأ؟ أريد الإجابة عن تلك الأسئلة بنفسي».
وأضاف: «الشيء الوحيد الذي أومن به هو أنني لا أشعر بأنني تقدمت في السن. هذا ليس مجرد كلام أردده، فأنا في أفضل مستوى لي خلال حياتي، سواء من الناحية البدنية أو الذهنية. لا أرى أن مستواي قد توقف عند حد معين وأنه لا يمكنني التحسن بصورة أكبر، حتى عندما يكون ذلك في رياضة أمارسها منذ فترة طويلة، هذا ما هو ما يثير اهتمامي».
وبالتأكيد، يبدو كليتشكو في حالة جيدة كما صرح وهو محاط بمدير أعماله بيرند بونتي، ومدربه جوناثان بانكس.
ولا يزال الملاكم الأوكراني يحتفظ برشاقته وعلامات وجهه المتحفزة دائماً وقوة يديه اللتين تبدوان وكأنهما أسلحة دمار شامل. ورداً على سؤال حول توقعه لكيفية سير النزال أمام جوشوا، رفع كليتشكو يديه وقال: «جنازة أو مستشفى؟ مستشفى أو جنازة؟ أنا لست بحاجة إلى كثير من اللكمات للإطاحة بأي شخص».
وفي الحقيقة، كانت تلك لحظة نادرة للاستعراض والتباهي من قبل هذا الملاكم المخضرم (جنباً إلى جنب مع اللحظة التي زعم فيها أن جوشوا يستمد ثقته من عضلاته، التي تناسب لاعبي كمال الأجسام بصورة أكبر).
بصفة عامة، دائماً ما يعبر كليتشكو عن احترامه لخصمه، الذي يدخل هذا النزال ولديه تاريخ حافل، حيث حقق الفوز 18 مرة في 18 نزالاً جميعها بالضربة القاضية، ومن جهة أخرى يحمل كليتشكو قدراً كبيراً من الاحترام للملاكم البريطاني منذ أن دعاه للنزال أمامه في نوفمبر عام 2014.
يقول كليتشكو: «لقد أعجبتُ كثيراً بموقفه. لقد كان بعيداً عن الأضواء يتعلم. في بعض الأحيان تحتاج إلى أن تكون هادئاً وتشاهد فقط ما يحدث، وكان هو يراقب كل شيء. كان بإمكانه أن يلاكم أيضاً، لذلك أعطيته هذه الفرصة، كنت هناك في الحلبة عندما فاز بالميدالية الذهبية في أولمبياد لندن 2012. كل ميدالية في الوزن الثقيل يجب أن يُنظَر إليها على أنها نجاح. لديه كثير من الإمكانيات ويقدم أداء جيداً حتى الآن».
ويصر كليتشكو على أنه قد تعلم من أخطائه أمام فيوري وسيكون مستعداً تماماً للتحدي عندما يصل إلى لندن في 26 أبريل. وحتى ذلك الحين، سيواصل الملاكم الأوكراني العمل بكل قوة ويحافظ على تركيزه، وهو ما كان واضحاً للغاية عندما رأيتُه في فندق «ستانغلويرت».
لقد حول كليتشكو الفندق إلى ما يُشبِه ملعب التنس، ففي الوسط كانت هناك حلبة، وعلى أحد جوانبها كان هناك ثلاثة أكياس ملاكمة معلَّقَة في ترتيب تصاعدي، وفي الجانب الآخر هناك شبكة كرة السلة يلعب بها بانكس وعضو آخر من فريق التدريب نحو الساعة الثامنة صباحاً، بينما كان كليتشكو يقوم ببعض تمرينات الإطالات لرفع معدل لياقته البدنية. وكان هناك شاشتان تلفزيونيتان تعرضان النزالات السابقة لجوشوا، وكان كل ذلك يحدث على وقع موسيقى كلاسيكية مريحة للغاية.
وأجرى بانكس وكليتشكو في النهاية بعض التدريبات داخل الحلبة. وكانت تلك التدريبات خفيفة تتماشى مع بداية الصباح، لكن صوت لكمات كليتشكو بدأ يتردد بقوة ليذكر المتفرجين بأن جوشوا سيواجه خصماً صعباً للغاية هذا الشهر. صحيح أن الملاكم البريطاني البالغ من العمر 27 عاماً هو الأوفر حظاً للفوز بالنزال لدى معظم المراهنات، لكن سيكون من الحماقة أن يقلل البعض من حظوظ الملاكم الأوكراني القدير الذي لم يذهب لذلك النزال من أجل المال، ولكن لأنه مصمم على تذكير العالم بأنه لا يزال واحداً من أكثر ملاكمي الوزن الثقيل استمرارا في التألق لفترة طويلة.
وقال كليتشكو: «الفشل تجربة يتعلم منها المرء، وأنا قادم بعد هزيمة (ضد فيوري) بشكل مختلف تماماً. لقد تعلمت المزيد عن نفسي، وعن الملاكمة، من خلال تلك الهزيمة. للأسف لا يمكنني تغيير ما حدث، لكنني لستُ رجلاً محطَّماً».
وأضاف: «قد يبدو هذا غروراً، لكنني مثل جبل إيفرست. يمكنك تسلقه خلال فترة معينة من الزمن - خلال أسبوعين في أبريل حسب ما أعتقد – وبعد ذلك تقول: لقد تسلقت جبل إيفرست. وبعد ذلك يتعين عليك الهبوط لأنك ستسقط إذا لم تهبط في الوقت المناسب».
واختتم حديثه قائلاً: «ينجح البعض في معاودة الصعود، لكن يموت كثيرون في سبيل تحقيق ذلك، لذلك: هل هُزم جبل إيفرست؟ لا بالطبع، إنه لا يزال هناك وسوف ينهي حياة شخص آخر في شهر أبريل».



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.