الأردن: تصاريح عمل اللاجئين لا تحرمهم خدمات المنظمات الدولية

تكاليف اللجوء السوري تصل إلى مليارين ونصف المليار دولار سنوياً

الأردن: تصاريح عمل اللاجئين لا تحرمهم خدمات المنظمات الدولية
TT

الأردن: تصاريح عمل اللاجئين لا تحرمهم خدمات المنظمات الدولية

الأردن: تصاريح عمل اللاجئين لا تحرمهم خدمات المنظمات الدولية

أكد وزير الداخلية الأردني، غالب الزعبي، أن عملية تسجيل اللاجئين السوريين وحصولهم على تصاريح العمل لن تؤثر بأي شكل من الأشكال على الامتيازات والخدمات المقدمة لهم من الجهات الدولية والمنظمات المعنية، وإنما ستساهم في توسيع سوق العمل أمامهم وفقا لمؤهلاتهم وبما لا يؤثر سلبا على العمالة المحلية.
وقال الوزير الزعبي، خلال افتتاح أعمال «المنتدى الحواري للجوء واللاجئين السوريين في الأردن» في منطقة البحر الميت، أمس الثلاثاء، إن احتضان الأردن ما يزيد على 3.‏1 مليون لاجئ سوري منتشرين في مختلف المناطق، يستدعي تنظيم شؤون حياتهم اليومية والمعيشية بشكل ممنهج ومدروس، حتى يتسنى لنا تقديم الخدمات الفضلى لهم ضمن إطار يضمن آدميتهم ويحفظ حقوقهم كلاجئين طيلة فترة إقامتهم على الأراضي الأردنية.
وأكد الوزير الزعبي، أن المنتدى الذي تنظمه مديرية شؤون اللاجئين السوريين في وزارة الداخلية، بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يسعى لمناقشة تداعيات أزمة اللاجئين ضمن محوري تشغيل اللاجئين السوريين وقوننة عملهم من خلال حصولهم على تصاريح العمل، وحثهم على التسجيل لدى الجهات المختصة، وبيان أثر ذلك، عبر سلسلة من الأوراق النقاشية التي سيطرحها خبراء ومختصون خلال أعمال المنتدى. وجدد وزير الداخلية الأردني التأكيد على أن حجم المساعدات والدعم الذي تتلقاه بلاده من المجتمع الدولي والمنظمات المانحة لم يخرجها من تبعات هذه الأزمة التي طالت آثارها جميع القطاعات الحيوية والخدمية، داعيا الأطراف الدولية الفاعلة إلى الوقوف إلى جانب الأردن ومساندته على الاستمرار في أداء رسالته الإنسانية وإقامة مشاريع تنموية واقتصادية تعود بالنفع على المجتمعات المحلية لا سيما المستضيفة للاجئين.
وثمن دور المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والجهات الداعمة للأردن، ودور جميع الشركاء والدول التي بادرت إلى استقبال أعداد من اللاجئين ضمن برامج إعادة التوطين.
من جهته، أشاد الممثل المقيم لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن ستيفانو سيفيري، بالتقاليد الأردنية العريقة باستضافة اللاجئين، بينهم 667 ألف لاجئ سوري مسجلين في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، إضافة إلى لاجئين من عدة دول أخرى مثل الصومال والسودان واليمن والعراق وفلسطين. وأكد التزام المفوضية بمساعدة الأردن باستضافة اللاجئين وتقديم الخدمات الأساسية لهم في ظل التحديات التي تواجههم، وأبرزها الفقر والإعاقات وفقدان بعض أعضاء الأسرة، مشيرا إلى أن المفوضية تدرك التكلفة الكبيرة والمرتفعة التي يتحملها الأردن جراء استضافة اللاجئين على أراضيه.
وقال مدير مديرية شؤون اللاجئين السوريين، العميد جهاد مطر، إن وجود ما نسبته 10 في المائة من اللاجئين السوريين فقط داخل المخيمات المخصصة لهم، وانتشار النسبة الباقية في مختلف مدن وقرى المملكة الأردنية يزيد من صعوبة توفير البنى التحتية اللازمة لتحسين مستوى الخدمات المقدمة لهم.
وأضاف أن تكاليف اللجوء السوري للأردن، ووفقا لتقرير البنك الدولي، يصل إلى نحو مليارين ونصف المليار دولار سنويا، وهو ما يفوق إمكانات وقدرات الأردن المتواضعة.
وأعرب عن أمله في أن يخرج الملتقى بتوصيات تشجع اللاجئين السوريين على التسجيل الرسمي لدى كل من المفوضية السامية والمراكز الأمنية حيث يوجدون، لا سيما أن أعدادا كبيرة من حالات الزواج غير موثقة، وهناك أطفال بلا إثباتات، ما قد يتسبب مستقبلا بمشكلات، تتعلق بعودتهم إلى بلادهم أو حصولهم على أبسط الحقوق الإنسانية مثل التعليم والرعاية الصحية. وتضمنت جلسات عمل المنتدى، إضافة إلى مناقشة تشغيل اللاجئين السوريين وكيفية تسجيلهم لدى الجهات المختصة، عرض فيلم عن وضع اللاجئين السوريين في الأردن.



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.