برنامج «سكني» يشكل ضغطاً إيجابياً على سوق العقار السعودية

توقعات بتراجع الأسعار مع التزام وزارة الإسكان بإطلاق الدفعات في الوقت المحدد

برنامج «سكني» الذي أطلقته وزارة الإسكان السعودية قبل أشهر يسهم في إحداث توازن بالسوق العقارية
برنامج «سكني» الذي أطلقته وزارة الإسكان السعودية قبل أشهر يسهم في إحداث توازن بالسوق العقارية
TT

برنامج «سكني» يشكل ضغطاً إيجابياً على سوق العقار السعودية

برنامج «سكني» الذي أطلقته وزارة الإسكان السعودية قبل أشهر يسهم في إحداث توازن بالسوق العقارية
برنامج «سكني» الذي أطلقته وزارة الإسكان السعودية قبل أشهر يسهم في إحداث توازن بالسوق العقارية

توقع خبراء في مجال العقار، أن يسهم برنامج «سكني» الذي أطلقته وزارة الإسكان السعودية قبل أشهر، في إحداث توازن في السوق العقارية، وذلك عبر الإعلان الشهري عن دفعات من مستفيدي البرنامج الذي يهدف لتوفير 280 ألف منتج سكني خلال 3 أعوام.
وأكدوا أن رسوم الأراضي البيضاء، وبرنامج «سكني» الذي أعلنت الوزارة الدفعة الثالثة من مستفيديه قبل أيام، سيؤديان إلى انخفاض الأسعار، مشيرين إلى أن تنوع منتجات «سكني» عبر توفير وحدات سكنية وأراضٍ مطورة وقروض سكنية مدعومة، سيلقي بظلاله على حركة السوق وفروعها، ويشكل خيارات أوسع في التملك.
وتحدث راشد التميمي المدير العام لشركة مستقبل الإعمار العقارية القابضة، عن أهمية برنامج «سكني» في إعادة التوازن إلى السوق. وقال: «التنوع الذي فرضته الوزارة عبر توفير 3 خيارات من وحدات سكنية وأراض مطورة وقروض مدعومة، أسهم في تنويع الخيارات للمستفيد بما يتوافق مع قدراته واحتياجه، والوزارة خرجت بجهد متميز سيسهم إيجاباً إذا طبق على أرض الواقع بحسب الجدول الذي أعلنه الوزير».
وتوقع أن تشهد السوق انخفاضا كبيراً في الأسعار خلال العام الجاري، بما يزيد عن 25 في المائة على أقل تقدير خلال السنة الحالية بشرط أن تستمر الوزارة في إطلاق دفعاتها حتى المرحلة الأخيرة التي أعلنت عنها، ما سيجبر الأسعار على العودة إلى طبيعتها مرة أخرى، وهو ما يحدث حتى الدفعة الثالثة التي حققت أهدافها حسب وصفه.
ولفت إلى أن عدم احتساب الربحية في هذه المشاريع أثر على الإقبال عليها، وأن لمثل هذه المشاريع الحكومية الضخمة أثرا إيجابيا على القطاع العقاري ككل، في الوقت الذي تزدهر فيه المنتجات التجارية في أنحاء البلاد وتزداد الأرباح فيها، إلا أن للمشاريع الحكومية الإسكانية اتجاهاً مغايراً ذا أثر إيجابي سيزيد من الضغط على الأسعار كي تتراجع وتتماشى مع أسعار المنتجات الحكومية التي ستكون لها كلمة كبيرة في القطاع العقاري عبر الإسكان التنموي غير الربحي.
وأشار إلى أن عدد المنتجات المعلن عنه سيقتسم جزءاً كبيراً من الطلب، خصوصاً أن المشروع عبارة عن مراحل، ونجاحه سيحدث تغيراً جذرياً في قيمة وحال السوق بشكل لا يمكن تخيله، نظراً لتكامل عناصر الانخفاض.
وكانت وزارة الإسكان أطلقت السبت الماضي الدفعة الثالثة من برنامج «سكني»، وتتضمن 18800 منتج سكني مختلف ما بين فيلا وأرض وأرقام جديدة لمستفيدين من الصندوق العقاري في عدة مناطق، وأوضح وزير الإسكان ماجد الحقيل أن منتجات الدفعة الثالثة ستبلغ 18800 منتج، مشيراً إلى أن الوزارة عملت على إيجاد منتجات تتراوح أسعارها بين 250 ألف ريال (66.6 ألف دولار) إلى 700 ألف ريال (186.6 ألف دولار)، وتهدف خلال 5 سنوات قادمة إلى مضاعفة قيمة التمويل العقاري في المملكة بحدود 280 مليار ريال (74.6 مليار دولار)، حتى يبلغ 550 مليار ريال (146.6 مليار دولار).
إلى ذلك، أكد عبد الله البواردي الذي يمتلك شركة الالتزام للأعمال العقارية، أن إعلان الوزارة مؤخراً عن الدفعة الثالثة أتى في وقته تماماً، إذ ستشكل ضغطاً كبيراً على القطاع نتيجة محاصرته بالقرارات المؤثرة، مثل دفع رسوم الأراضي والأثر الذي تركه بالانخفاض على أسعار السوق.
وتابع: «يتعين بذلك إيجاد فرص سكنية أخرى ليتم إغلاق جميع منافذ التضخم، وهو ما تفعله الآن وزارة الإسكان، التي توضح فعليا أن عام 2017 لن يكون عاديا على الإطلاق بل سيشهد الكثير من المفاجآت، حيث رشح خروج عدد من المطورين العقاريين من السوق، خصوصاً الذين لا يزالون يعملون بالخطط والأسعار القديمة، وأن التجديد هو ما سيحمي هذه الاستثمارات عبر الانغماس في الحال الجديد للعقار»، لافتاً إلى أن الانخفاض في الأسعار بشكل عام يتجاوز 15 في المائة على أقل تقدير كمتوسط للنشاط التجاري.
وأضاف أن دخول مثل هذه المنتجات للسوق وبأعداد كبيرة، من شأنه إعادة بلورة السوق من جديد وإنهاء ملف الإسكان فعلياً، خصوصاً أن الدولة لم تقر في تاريخها إصلاحات متتالية في ملف الإسكان كما تفعله الآن، وهو ما يكشف نيتها فعلياً إغلاق هذا الملف الذي يعتبر من أهم العقبات التي يعيشها المواطن السعودي، مبدياً تفاؤله بشأن العقار السعودي الذي يمر بمرحلة تصحيح شامل، وسيستفيد المطورون العقاريون بشكل كبير من هذه القرارات مستقبلاً عبر توفر الأراضي الرخيصة والتكلفة البسيطة والربح القليل.
وكانت وزارة الإسكان أعلنت أولى برامجها ضمن «التحول الوطني 2020»، وأطلقت أولى دفعات برنامج «سكني» الذي يتضمّن 280 ألف منتج سكني وتمويلي للتخصيص والتسليم في جميع مناطق المملكة، موضحة أن المنتجات تشمل 120 ألف وحدة سكنية بالشراكة مع القطاع الخاص متنوعة المساحات بحسب معايير الدخل وعدد أفراد الأسرة، على أن يتم تخصيصها خلال العام الجاري ابتداء من الشهر المقبل، وتسليمها خلال مدة أقصاها 3 أعوام، وكذلك 75 ألف أرض سكنية جاهزة للبناء، إضافة إلى 85 ألف دعم تمويلي مدعوم التكاليف من الدولة، وذلك بالشراكة بين صندوق التنمية العقارية والبنوك والمؤسسات التمويلية.
وشدد خالد العبد اللطيف المستثمر العقاري، على أن السوق بحاجة ماسة لمثل هذه المشاريع لترغم الأسعار على الانخفاض، متمنياً أن يتم اعتماد كثير من المشاريع المشابهة بشكل مكثف، رابطاً انخفاض الأسعار بمدى الضغط الحكومي على القطاع العقاري بطرح مثل هذه المنتجات التي تكبح الأسعار وتعيدها إلى رشدها.
ولفت إلى أن الدخول مع الحكومة كمطور عقاري هو السيناريو المفضل بالنسبة إلى المطورين العقاريين الذي سيجدون صعوبة كبيرة في منافسة المشاريع الحكومية التنموية.
وتوقع أن يعيد المستثمرون العقاريون النظر في أسعار ما يمتلكونه أو يعرضونه من عقارات، إذ يوجد انخفاض كبير على الطلب في الوقت الذي تدفع فيه الحكومة بكل قوتها في مجال تملك المنازل، مبيناً أن المواطنين يتريثون في الشراء حالياً لحين البت فيما ستفضي إليه الخطوات الحكومية، التي ستثري بشكل كبير ميزان العرض.



«المنازل الذكية»... طريق الحياة الجديدة باستخدام التقنية

المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)
المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)
TT

«المنازل الذكية»... طريق الحياة الجديدة باستخدام التقنية

المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)
المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)

تبرز المنازل الذكية خياراً جديداً في أسلوب الحياة مع التسارع الذي تشهده التقنيات المنزلية؛ مما يعتقد أنها تجعل الحياة أسهل من خلال التحكم في مرافق المنازل عبر الهاتف المحمول، الأمر الذي يضم هذا الاستخدام ضمن استخدامات كثيرة عبر تلك الأجهزة المحمولة.
ويمكن الآن التحكم بكل شيء في المنزل وفق طرق سهلة، سواء كان ذلك تشغيل الإضاءة أو فتح الستائر، أو تشغيل الواي فاي، أو تعديل درجة الحرارة، وفتح وإغلاق قفل الباب الأمامي، وحتى إشعال وإطفاء الموقد، حيث يقضي معظم الأفراد أغلب أوقاته في المنزل أكثر من أي مكان آخر، ومع ذلك التفكير بالتكنولوجيا عندما التواجد في المنزل يكون أقل مقارنة بالخارج فيما عدا تقنية الواي فاي.
غدت الصورة عن المنزل التي تتمثل بأنه مكان خالٍ من التكنولوجيا على وشك التغيير، فحان وقت النظر إلى الأجهزة الكثيرة المتناثرة في أنحاء المنزل، سواء كان التلفزيون في غرفة المعيشة، أو الثلاجة في المطبخ، أو المكيّف في غرف النوم، أو حتى جهاز تسخين المياه في الحمامات. وأصبح الأفراد محاطين بالإلكترونيات التي يتم وصفها بالأجهزة الذكية بشكل متزايد كل يوم، فهي تملك أجهزة استشعار تمكّنها من تسجيل البيانات ومشاركتها عبر الإنترنت. ويوجد اليوم نحو 31 مليار جهاز متصل بالإنترنت، ومن المفترض أن يرتفع هذا العدد إلى 75.4 مليار بحلول عام 2025، وفقاً لتقديرات وكالة الأبحاث «ستسيتا».
ولا شك بأن السؤال الذي يسيطر في الوقت الحالي هو، متى ستصبح المنازل أكثر ذكاءً عبر وصل جميع هذه الأجهزة بمركز واحد، ليتم التمكن من القياس والتحكم بكل شيء داخل المنازل. وتتجاوز رؤية المنزل الذكي مفهوم الراحة، حيث ستكون التقنيات الجديدة ذات تأثير عميق وإيجابي على الصحة من خلال مراقبة النظام الغذائي وظروف البيئة المحيطة في الأشخاص ورفاهيتهم بشكل عام. وسيتمكن الأطباء بفضل التكنولوجيا من معرفة حالة الأشخاص بالوقت الفعلي كما سيكون تاريخهم الطبي في متناول اليد قبل حتى إخبار الأطباء به. وعلاوة على ذلك، ستمكن المنازل الذكية العاملين في الرعاية الصحية من علاج الأمراض بشكل استباقي.
وسيمتد تأثير التكنولوجيا أيضاً إلى طريقة التعليم والتعلُّم عند وصل أجهزة التعلم الخاصة بالأطفال بأجهزة معلميهم، لتعزيز التفاعل والتعليم المخصص، وسيزداد التركيز على التدريس عبر الوسائط المتعددة، حيث سنتمكن من تحقيق فكرة غرف الدراسة الافتراضية على أرض الواقع، وسيتمكن البالغون أيضاً من إكمال دراستهم من النقطة التي توقفوا عندها، وذلك عبر الدورات التي تم تطويرها للتعلّم المنزلي والتي يمكن بثها على شاشات الأجهزة.
وتعد البيئة المحرك الأهم لتقنيات المنزل الذكي، وخاصة بما يتعلق بتأثير الأشخاص عليها، حيث تستطيع الأتمتة المنزلية الذكية أن تخفّض استهلاك الطاقة والمياه في المباني إلى حد كبير. وصحيح بأن المستهلك سيستخدم المزيد من الأجهزة التي تعمل بالطاقة الكهربائية، إلا أن حلول المنزل الذكي المدعمة بالذكاء الصناعي تستطيع أن تتعرف على سلوك من يعيشون في المنزل وتشغيل الأجهزة أو إيقافها استناداً إلى الروتين اليومي للمستخدم. وسنتمكن مع هذه الحلول الذكية عبر نظرة واحدة على الهواتف المحمولة من معرفة مقدار الطاقة والمياه المستهلكة وتكلفتها. وبالنظر إلى ارتفاع تكلفتهما بشكل مستمر، سيضطر أصحاب المنازل والمرافق والحكومات إلى البحث عن طرق أفضل وأكثر فاعلية للحد من التلوث البيئي، وجعل الحياة أكثر استدامة.
وقد تبدو هذه الأفكار التقنية بعيدة التحقيق، إلا أنها حالياً في مراحل التصميم في مشاريع مثل «نيوم»، المبادرة التي تبلغ تكلفتها 500 مليار دولار، والتي تعد حجر الأساس في «رؤية السعودية 2030»، كما أنها وصفت كأضخم مشروع حضري في العالم اليوم. وستعيد هذه المبادرة تعريف طريقة العيش وستركز في جزء كبير منها على المنازل.
وقال نجيب النعيم، رئيس مجلس إدارة العمليات في «شنايدر إلكتريك» السعودية: «سيكون لمبادرة (نيوم) تأثير غير مباشر على المنطقة بشكل عام، وينبغي أن تصبح المنازل الذكية القاعدة السائدة في الشرق الأوسط بحلول عام 2030. ويبدو لنا أن المنازل الذكية ستستمر في النمو مستقبلاً؛ مما يعني أن طريقة عيشنا اليومية ستتغير بشكل كبير». وبدأت الشركة الاستثمار في أتمتة المنزل الذكي منذ عقود من الزمن، ويعتقد النعيم بأن طريقة عيشنا «ستكون مختلفة بشكل جذري في المستقبل».

التطورات في تقنيات المنزل الذكي
تتطور التكنولوجيا اليوم بوتيرة متسارعة وتقنيات المنزل الذكي ليست استثناءً، والتساؤل يتمحور في معنى هذا التطور من حيث الأداء العملي، وكيف يمكن أن تؤثر البيوت الذكية على الحياة.
الذكاء الصناعي: سيكون الذكاء الصناعي في صميم التقنيات في المنازل المستقبلية، وستتمكن المنازل الذكية من تتبع موقع الأشخاص داخل المنزل، إما عن طريق جهاز استشعار إلكتروني يتم تركيبه على الملابس أو أجهزة استشعار إلكترونية داخل المنزل. وسيمتلك المنزل القدرة على تحديد هوية الأشخاص وأماكنهم، وسيستخدم هذه المعلومات لتلبية الاحتياجات وتوقعها أيضاً. وسيكون المنزل قادراً على ضبط كل شيء بدءاً من التدفئة والتبريد إلى الموسيقى والإضاءة، وكل ذلك حسب احتياجات الشخص الذي سيدخل من باب المنزل.
الإضاءة الذكية: ستُحدث الإضاءة الذكية ثورة في طريقة إضاءة المنازل، فهي تعمل على ضبط نفسها تلقائياً من خلال الكشف عن وجود الأشخاص في الغرفة، وحال خروجهم من هناك، تصبح الأنوار خافتة أو يتم إطفاؤها تماماً. كما يمكن أن تطبق الإضاءة الذكية على نشاطات الأشخاص؛ فعلى سبيل المثال، يمكن لأجهزة استشعار الضغط إطفاء الأنوار عند الاستلقاء في السرير بعد وقت معين، وستكتشف المستشعرات استيقاظ الأفراد لاستخدام الحمام وتقوم بتشغيل الإنارة. وتضبط الإضاءة درجة سطوعها تلقائياً وفقاً لفترات اليوم، وسيتذكر المنزل الذكي الروتين الخاص بالمستخدم ليتمكن من تخصيص كل جهاز في منزلك حسب الرغبة.
الأقفال الذكية: يمكن أيضاً برمجة الأقفال الذكية وفقاً لاحتياجات الأفراد، فيمكن السماح للزوار بالدخول أو منعهم بناءً على سمات تعريفية محددة. كما يمكنك السماح بالدخول لشخص ما، مثل حامل البريد عن بُعد. ويمكن إرسال رموز فتح الأقفال الافتراضية عبر تطبيق إلكتروني وفتح الباب عبر استخدام الهاتف المحمول.
مراقبة المنزل: تستطيع الأنظمة الأمنية الذكية مراقبة المنزل بشكل مستقل، والإبلاغ عن أي حوادث غير مسبوقة لمالك المنزل، وإبلاغ خدمات الطوارئ إذا لزم الأمر. وتستطيع المنازل الذكية أيضاً مراقبة كبار السن الذين يعيشون بمفردهم، فتقدم لهم يد المساعدة كتذكيرهم بتناول أدويتهم وضمان إتمامهم للمهام اليومية بنجاح وأمان. وفي حالات الطوارئ كالسقوط أو الحوادث، سيتمكن نظام المنزل الذكي من إخطار خدمات الطوارئ والسماح لهم بالدخول تلقائياً.
نظام التكييف: يعد التكييف من الضروريات الأساسية في دول الخليج، وعلى الرغم من ذلك لن يتغير قريباً، فإن الحلول المنزلية الذكية يمكن أن تقلل استهلاك الطاقة التي نستخدمها لتشغيل أنظمة التبريد لدينا في الصيف وأنظمة التدفئة في الشتاء بشكل كبير. فمن خلال التعلم الذاتي لسلوك واحتياجات الأسرة بالنسبة لتدفئة وتبريد المنزل مع مرور الوقت وإقران تلك المعلومات مع درجة الحرارة داخل المنزل وخارجه، يستطيع منظم الحرارة الذكي تقليص قيمة فواتير استهلاك الطاقة بنسبة 15 في المائة أو أكثر؛ مما سيختصر على الوالدين تأنيب الأطفال للتوقف عن العبث بمفتاح الطاقة.
طريقة دمج الأجهزة الذكية بنظام المنزل الذكي: يملك كل واحد منا الكثير من الأجهزة الذكية في المنزل والتي يمكن وصلها بشبكة الإنترنت. وما يحتاج إليه معظم الأشخاص هو وسيلة بسيطة بأسعار معقولة لإيصال جميع هذه الأجهزة بنظام واحد. ويؤمن نجيب النعيم من شركة «شنايدر إلكتريك» بأن تطبيق ويزر الذي أطلقته الشركة ومفهوم المنزل المتصل المتطور (سكوير دي) ربما يكون الحل المثالي لمن يبحثون عن تقنية المنزل الذكي الرائدة اليوم.
وقال النعيم «سيتطلب تحقيق ذلك شركة ذات خبرة بالطاقة والكهرباء والخدمات الرقمية والأجهزة والبرامج لتنشئ جهاز تحكم المنزل الذكي الذي نحتاج إليه جميعاً. ويعمل تطبيق (ويزر) من جهاز واحد نحمله بيدنا دائماً هو الهاتف المتحرك. ومن خلال وصل كل جهاز لدينا في المنزل بالإنترنت والتحكم به عبر (ويزر) سنتمكن من مراقبة كافة أجهزتنا والتحكم بها بطريقة آمنة ومن جهاز واحد».
وتهدف «شنايدر» على المدى الطويل إلى إضافة مستشعرات في جميع المعدات الكهربائية في المنزل لتتيح قياس استهلاك الطاقة والتحكم بالأجهزة، إما مباشرة أو من خلال الذكاء الصناعي، ومساعدة أصحاب المنازل والمباني على إنشاء «شبكات كهربائية صغيرة» من خلال دمج البطاريات وأجهزة الطاقة المتجددة مثل الألواح الشمسية. وبهذا قد تصبح الأسلاك الكهربائية والمقابس والقواطع الخاصة بك العمود الفقري الذكي لمنزلك المستقبلي.
«شنايدر» هي من المشاركين في مبادرة «موطن الابتكار» التابعة لشركة «سابك»، وهي مشروع يهدف إلى إنشاء منزل تجريبي متكامل بأثاثه لتوفير تجربة عيش حديثة ومريحة ومستدامة، وإلى رفد السعودية بالمشاريع المستدامة. ويعرض مشروع «موطن الابتكار» ما يمكن تحقيقه عندما تتعاون الشركات العالمية مع رواد الأبحاث مثل «سابك» لابتكار أفكار جديدة من شأنها أن تثير اهتمام السعوديين وتُطلعهم على ما ستبدو عليه منازلهم في المستقبل.
وقال النعيم: «لم تتغير منازلنا كثيراً على الرغم من كمية التقنيات المحيطة بنا. وأصبح ذلك على وشك التغيير، فسنستذكر مستقبلاً الماضي بعد عقد من الزمن، ونتساءل لماذا لم نختر مفهوم المنزل الذكي في وقت أبكر. وسيحدث ذلك ثورة في طريقة راحتنا وعملنا ولعبنا. وأعتقد أن السعودية ستقود مسيرة التطور التقني في المنازل الذكية بفضل مشاريعها الرائدة مثل (نيوم)».