إصابة كولمان تستدعي إعادة النظر في التدخلات المؤذية

لاعب منتخب آيرلندا كان ضحية عصبية المواجهات مع الجارة ويلز

كولمان لحظة تعرضه لكسر ساقه إثر تدخل مؤلم من لاعب ويلز (رويترز)
كولمان لحظة تعرضه لكسر ساقه إثر تدخل مؤلم من لاعب ويلز (رويترز)
TT

إصابة كولمان تستدعي إعادة النظر في التدخلات المؤذية

كولمان لحظة تعرضه لكسر ساقه إثر تدخل مؤلم من لاعب ويلز (رويترز)
كولمان لحظة تعرضه لكسر ساقه إثر تدخل مؤلم من لاعب ويلز (رويترز)

يأتي كسر الساق الذي تعرض له مدافع منتخب جمهورية آيرلندا أمام ويلز درساً يذكر الجميع الذين يرون أنه ينبغي التساهل حيال المزيد من أخطاء اللاعبين خلال مباريات بعينها.
في الواقع، يبدو المشهد أليماً، رغم تكراره مراراً؛ سقوط اللاعب على الأرض، وسعيه الغريزي لتقييم مدى الضرر الذي ألم به، واللحظة التي لا تتجاوز جزءًا من الثانية التي يخالجك خلالها الأمل في أن تكون شكوكك الأولى خاطئة. إلا أنه في النهاية، جرى حمل سيموس كولمان إلى خارج الملعب على محفة، لتزول بذلك أية شكوك حول مدى خطورة إصابته، ولم يعد الأمر بحاجة لتأكيد من طبيب أو متحدث إعلامي؛ لقد أدرك الجميع أنه قد قضي الأمر.
وفي أعماقك، تعي جيداً أن هذه مجرد واحدة من تلك المناسبات داخل بريطانيا التي يجري التعامل مع مستوى معين من العدائية فيها باعتباره أمراً لا بأس فيه، بل وربما ضرورياً. ويبدو أن المؤمنين بهذه الفكرة يظنون أنه في نهاية الأمر سيتمكن الجميع من الخروج من الملعب على ما يرام.
من جانبها، وصفت صحيفة «ذي أيريش تايمز» هذا الموقف بـ«كرة الحديد الصلب»، مشيرة إلى أنها كرة خشنة، تخلو من أي فن أو إمتاع. بمعنى آخر، إنها كرة القدم التي يتجاوز خلالها اللاعبون خطوط المسموح به في الاشتباك مع الخصم، وتصبح مخاطرة التعرض للإصابة والأذى أعلى من المعتاد؛ الأمر الذي غالباً ما يجري تغليفه في صورة أنه «حماس زائد».
حقيقة الأمر أن هذا ليس بعذر للتداخل العنيف الوحشي من جانب نيل تايلور الذي تسبب في إصابة اللاعب. ومهما كان شعور الذنب والندم المسيطر عليه في الوقت الراهن، من الصعب للغاية أن يجد المرء بداخله تعاطفاً تجاه الظهير الأيسر لويلز، والمؤكد أنه ليس ثمة ما يبعث على الفخر في أن يتسبب المرء في سحق ساق زميل له في عالم كرة القدم للمحترفين.
الفكرة الأساسية هنا أنه ليس ثمة سبيل للتقليل من وطأة ما حدث في دبلن، إلا أنه لا بد أن هناك تفسيراً، وربما درسًا يتعلمه كل من يظن أن هناك مباريات بعينها - مثل مواجهة جمهورية آيرلندا وويلز - ينبغي خلالها تطبيق مجموعة مغايرة من المعايير، وأن لاعبي الجانبين ينبغي أن يفلتوا دون عقاب بصورة ما من هذا الأمر.
الملاحظ أنه خلال الفترة السابقة مباشرة للمباراة، جرى الحديث على نطاق واسع حول ضرورة التزام آيرلندا بكرة تعتمد أكثر على القوة البدنية، وأنها بحاجة لأن تجعل غاريث بيل يدرك أن ليلة عصيبة في انتظاره. وقد علق روي كين على ذلك بقوله إنها قد تكون فكرة جيدة. وعليه، فإن ويلز لا بد أنها علمت أنها على وشك الدخول في معركة حامية الوطيس.
وبالفعل، شهدنا تداخلات عنيفة بين اللاعبين خلال لحظات متفرقة من المباراة، كان أبرزها عندما أقحم غلين ويلان ذراعه في فك جو ألين، رغم كونه زميله في صفوف ستوك سيتي، قبيل انتهاء الشوط الأول، ثم شارك في المباراة لبعض الوقت، بينما لف عصابة حول رأسه بعد تلقيه ركلة من آرون رامزي. كما تعامل آشلي ويليامز بعنف مع جون والترز في أكثر من موقف، بينما كان جيمس مكلين لاعب آيرلندا الذي قدم نفسه إلى بيل.
وخلال المؤتمر الصحافي الذي أعقب المباراة، تساءل كريس كولمان، مدرب ويلز، مستنكراً: «هل تريد القول إن جميع اللاعبين السيئين من فريقنا؟». وبالفعل، لم يجرؤ أي من الحاضرين على الدخول في تحد مع مدرب ويلز، والادعاء بأن لاعبي الفريق الآخر بقيادة المدرب مارتن أونيل كانوا بريئين تماماً.
الحقيقة أن مثل هذه التداخلات العنيفة والخشنة بين اللاعبين متوقعة من جانب كثيرين في مباريات بعينها، وتعد جزءاً من الثقافة الآيرلندية السائدة، وإلا ما كان شخص مثل روي كين يحظى بالمكانة الرفيعة التي يتمتع بها حالياً. ومع ذلك، لا يعد هذا عذراً على الإطلاق يبرر ما وقع في تلك المباراة.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».