السلطات المصرية تتحدث عن إحباط مخطط إرهابي جديد مدعوم إقليمياً

توقيف عناصر إخوانية تخصصت في تصنيع العبوات المتفجرة

السلطات المصرية تتحدث عن إحباط مخطط إرهابي جديد مدعوم إقليمياً
TT

السلطات المصرية تتحدث عن إحباط مخطط إرهابي جديد مدعوم إقليمياً

السلطات المصرية تتحدث عن إحباط مخطط إرهابي جديد مدعوم إقليمياً

أحبطت السلطات الأمنية في مصر ما عدّته السلطات الأمنية أضخم مُخطط إرهابي لاستهداف سلسلة من الكنائس والشخصيات القبطية في محافظات الدلتا عقب حادثي كنيستي «مار جرجس» و«مار مرقس» في طنطا والإسكندرية. بينما قالت مصادر أمنية إن «الخلية التي تم ضبطها تضم عناصر جماعة الإخوان الإرهابية وبحوزتهم متفجرات وأسلحة آلية متطورة، وكانت تخطط للقيام بأعمال عدائية ضد الدولة المصرية خلال أعياد المسيحيين بتعليمات من دول إقليمية».
وشهدت مصر منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان منتصف عام 2013 سلسلة من العمليات الإرهابية غلب عليها النمط البدائي، حيث استخدمت فيها أسلحة خفيفة لمهاجمة أكمنة ثابتة ومتحركة لعناصر الشرطة، وإن شهدت أيضا عمليات كبرى أبرزها استهداف كنيستين في طنطا والإسكندرية خلال إحياء مسيحيي مصر ذكرى «أسبوع الآلام»، وقبلها الكنيسة البطرسية المجاورة للمقر البابوي بالعباسية بوسط القاهرة.
ولمح رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل قبل أيام إلى وقوف جهات خارجية - لم يسمها - وراء ما تشهده مصر من هجمات إرهابية... وأن لدى الحكومة يقينا تاما بأن التفجيرين اللذين استهدفا كنيستين في البلاد يقف وراءهما من يضخ أموالا طائلة تتعدى مليارات الجنيهات لدعم «الجبهات الإرهابية»، وذلك عبر تزويدها بأحدث الإمكانيات في مجال الاتصالات والأسلحة والمتفجرات.
وقالت الداخلية المصرية في بيان لها أمس إن «جهاز الأمن الوطني نجح في تحديد هوية 13 عنصرا من الكوادر الإرهابية، وإنها حددت مزرعتين بنطاق محافظتي البحيرة والإسكندرية يستخدمهما الإرهابيون كأوكار لتصنيع العبوات المتفجرة وتخزين الأسلحة والذخائر بمختلف أنواعها، لحين تسليمها للعناصر المنفذة للحوادث الإرهابية».
وأضافت الداخلية أن «المزرعتين يمتلكهما قياديان من جماعة الإخوان بمحافظة كفر الشيخ، وهما شكري نصر محمد البر، ورجب عبده مغربي، مسؤولا تنظيم الإخوان بمحافظة كفر الشيخ، وبها العديد من المخابئ السرية تحت الأرض».
من جانبها، قالت المصادر الأمنية إن «هناك عددا من الإرهابيين من عناصر الإخوان يقومون بتكوين خلايا إرهابية عنقودية صغيرة ودائما ما يكونون من أقاربهم أو معارفهم، ويتم الاستعانة بهم في تنفيذ المخططات الإرهابية».
بينما قال الخبير الأمني والاستراتيجي العميد السيد عبد المحسن إن «الدولة المصرية تتعامل مع جيل جديد من الإرهابيين، يختلف تماما عن العناصر الجهادية الموجودة في شبة جزيرة سيناء، مما يتطلب تحركات بشكل أسرع من الجهات الأمنية لضبطهم»، لافتا إلى أن «معظم من قاموا بالعمليات الإرهابية الأخيرة من الشباب غير المعروفين للجهات الأمنية، ولم يتورطوا في أعمال عنف من قبل، وأنهم لا يتصلون بشكل مباشر مع جماعة الإخوان؛ بل يتلقون تعليماتهم بأساليب لم تكن معروفة من قبل».
ولا زالت السلطات الأمنية تبحث عن 14 من العناصر الإرهابية المتورطة في حادثي كنيستي طنطا والإسكندرية، في محافظة قنا بصعيد مصر، وشنت السلطات حملات على الجبال والدروب الصحراوية في الصعيد ولم يتم التوصل إليهم.
من جهته، أضاف العميد عبد المحسن أن «إخوان الخارج يريدون إرسال رسالة للعالم، أن مصر توجد بها تنظيمات إرهابية، وأن الإرهاب لا ينحصر في سيناء فقط وإنما بالداخل المصري ويستهدف أماكن حساسة في الدولة المصرية».
وشنت تنظيمات إرهابية في مصر نحو 1156 عملية إرهابية منذ مطلع عام 2014 حتى نهاية عام 2016... وتركزت تلك العمليات في شمال سيناء بنسبة 88 في المائة، فيما تناثرت باقي العمليات في عدد من محافظات مصر وإن شهدت القاهرة والجيزة النسبة الأكبر.
وسبق أن أشارت دراسة دولية صادرة عن مركز الدين والجغرافيا السياسية في بريطانيا إلى أن 50 في المائة من المتطرفين لديهم روابط بجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية أو بتنظيمات مرتبطة بالإخوان.
وكشفت التحقيقات الأولية التي تجريها السلطات مع عناصر الخلية الإخوانية أنهم تلقوا تعليمات من قيادات الإخوان في دول إقليمية لنشر الفوضى والعمل على تأجيج الفتن الداخلية، عن طريق تشكيل مجموعات لهذه الكيانات بمحافظات «دمياط، والبحيرة، والإسكندرية، وكفر الشيخ»، لتنفيذ سلسلة من التفجيرات والعمليات العدائية ضد مؤسسات الدولة، ومنشآتها الحكومية، والمسيحية، وعدد من الشخصيات العامة، ورجال الشرطة، بهدف إحداث حالة من الفوضى وعدم الاستقرار والعمل على تأجيج الفتن الداخلية.
ووفقا لمحضر تحريات الأمن الوطني، فإن العناصر الإرهابية صنعت كميات ضخمة من المواد المتفجرة، وجمعت كميات كبيرة من السلاح المتطور وألغاما أرضية مضادة للأفراد، وقنابل يدوية، وكمية من المواد شديدة الانفجار، و12 مفجرا حربيا يستخدم في إعداد الأحزمة الناسفة، وكارت ميموري مُحمل عليه بعض الأهداف المزمع استهدافها في مصر.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».