عاد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في تصريحات عقب محادثاته في موسكو أمس مع نظيره السنغالي مانكيور نديم، إلى تكرار انتقاداته لقصف الولايات المتحدة مطار الشعيرات بصواريخ «توماهوك»، وقال إنه أدى إلى تعميق الأزمة، وتسبب بتعقيدات، ربما عن قصد، في عملية البحث عن حل سياسي للأزمة السورية. غير أن لافروف، عاد وأكد تمسك بلاده بنهج ترمب في تحسين العلاقات بين البلدين، وذلك في سياق تعليقه على تصريحات معاون ترمب لشؤون الأمن القومي هربرت ماكماستر، التي قال فيها إنه «آن الأوان لإجراء حوار صارم مع روسيا بشأن خطواتها في سوريا ودعمها لنظام الأسد».
وأبدى لافروف رفضه لتلك التصريحات، وقال إنها «نهج غير مقبول». وقال بأن موسكو ستأخذ بالحسبان، فقط، تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي أعلن في أعقاب محادثات الوزيرين لافروف وتيلرسون في موسكو الأسبوع الماضي، عن استعداده لتحسين العلاقات مع روسيا، وشدد وزير الخارجية الروسي، أمس، على استعداد روسيا لمثل ذلك التعاون.
وفي شأن متصل، أعلنت وزارة الخارجية الروسية عن اجتماع ثلاثي في جنيف الأسبوع المقبل لبحث الأزمة السورية، يشارك فيه ممثلون عن روسيا والولايات المتحدة. ورجح مصدر دبلوماسي في حديث لوكالة «تاس» أن يعقد الاجتماع يوم 24 أبريل (نيسان) . وقال ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي في تصريحات أمس، نقلتها «ريا نوفوستي» إنه «من المخطط عقد لقاء ثلاثي في جنيف بمشاركة ممثلي الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة، لبحث الملف السوري»، لافتاً إلى أن «موسكو تنتظر حالياً تأكيد الأميركيين» مشاركتهم. وسيشارك كل من غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي، وسيرغي فيرشينين مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ممثلين عن روسيا في اجتماع جنيف المرتقب، الذي يرجح أن الدعوة إليه جاءت بمبادرة من الجانب الروسي. وقال بوغدانوف إن المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا ونائبه رمزي رمزي سيمثلان الأمم المتحدة في الاجتماع الذي «سيكون إطاراً جيداً لبحث كل القضايا، وقبل كل شيء إجراء جولة قادمة من مفاوضات جنيف، فضلاً عن توضيح مواقف الأطراف الخارجية».
ولم يستبعد نائب وزير الخارجية الروسي أن يتناول المجتمعون في جنيف احتمال عقد اجتماع جديد للمجموعة الدولية لدعم سوريا، وقال إن «الحديث يجري الآن حول هذا الأمر، لكن من دون تعمق في القضايا التنظيمية»، مؤكداً اهتمام عدد من الدول الأعضاء في المجموعة بعقد مثل هذا الاجتماع»، وقال إنه «ربما من المفيد عقد لقاء للمجموعة الدولية بمشاركة كل الأطراف الخارجية المؤثرة (على الوضع في سوريا)، في إطار جهود دفع عملية جنيف». وفي محاولة للتذكير بالتعاون الروسي - الأميركي في إطار المجموعة الدولية من منطلق رئاستهما المشتركة للمجموعة.
وأبدت روسيا قلقها منذ القصف الأميركي لمطار الشعيرات، على مصير العملية السياسية. لذلك شددت الخارجية الروسية مراراً الأسبوع الماضي على عدم وجود بديل عن الحل السياسي لإنهاء الأزمة. إذ أكد لافروف عقب محادثاته مع وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف ووزير خارجية النظام وليد المعلم، في موسكو يوم 14 أبريل الحالي، أن الوزراء الثلاثة أكدوا عدم وجود بديل عن السبل السياسية الدبلوماسية لحل الأزمة، وأكدوا كذلك مساهمتهم في جهود التسوية عبر منصتي جنيف وآستانة. وكانت العملية السياسية موضوعاً رئيسياً شدد عليه لافروف ووزير الخارجية القطري خلال محادثاتهم في موسكو نهاية الأسبوع الماضي. وأمس عاد لافروف وحذر من المماطلة في التحضير للجولة الجديدة من المفاوضات في جنيف، وتوقع انطلاقها يومي 3 - 4 مايو (أيار)، معرباً عن أمله في أن يحدد دي ميستورا موعداً مناسباً مع الأخذ بالاعتبار اقتراب شهر رمضان المبارك.
موسكو تتمسك بالتعاون مع واشنطن وتدعو لاجتماع ثلاثي في جنيف
موسكو تتمسك بالتعاون مع واشنطن وتدعو لاجتماع ثلاثي في جنيف
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة