نافذة على جامعة : جامعة فلوريدا... أحد أرقى المعاهد البحثية الأميركية الحكومية

نافذة على جامعة :  جامعة فلوريدا... أحد أرقى المعاهد البحثية الأميركية الحكومية
TT

نافذة على جامعة : جامعة فلوريدا... أحد أرقى المعاهد البحثية الأميركية الحكومية

نافذة على جامعة :  جامعة فلوريدا... أحد أرقى المعاهد البحثية الأميركية الحكومية

جامعة فلوريدا التي تعود جذورها إلى عام 1853 تعد اليوم إحدى كبريات الجامعات البحثية في الولايات المتحدة الأميركية والعالم، وهي معهد تعليم عال يتمتع بميزات بحثية تستفيد من هبات الأرض والبحر والجو الحكومية، ثم إنها اختيرت ضمن كوكبة ما يعرف بـ«البابليك آيفي» (Public Ivy)، أي الجامعات الحكومية القوية أكاديميا المنافسة بكفاءة للجامعات الخاصة في «مجموعة اللبلاب» (Ivy League). ومما يؤكد مكانة هذه الجامعة أنها اختيرت عام 1985 لكي تصبح عضوا في «رابطة الجامعات الأميركية» (AAU)، وهي رابطة تضم 63 من أرقى الجامعات الخاصة والحكومية الأميركية، ليس بينها من المعاهد الحكومية المتمتعة بهبة الأرض سوى 17، بينها جامعة فلوريدا.
يقوم حرم الجامعة منذ عام 1906 في مدينة غاينزفيل، بوسط ولاية فلوريدا في أقصى جنوب شرقي الولايات المتحدة، ويمتد على مساحة خضراء تبلغ 2000 فدان (أي أكثر من ثمانية كيلومترات مربعة) ويجمع مباني من طرز مختلفة منها القوطي الكلاسيكي الجميل ومنها العصري ويطغى عليها اللون البرتقالي القرميدي، غير أن بداياتها كانت مع تأسيس «سمينار شرقي فلوريدا» في بلدة أوكالا عام 1853، وكان هذا المعهد أول معهد عالٍ في الولاية. وعام 1858 أسس جيمس هنري روبر، وهو مدرس ومشرع من ولاية نورث كارولينا، مدرسة في بلدة غاينزفيل حملت اسم «أكاديمية غاينزفيل»، وعام 1866 عرض روبر أرض مؤسسته ومبناها على سلطات الولاية لقاء نقل «السمينار» من أوكالا إليها.
ولاحقا أسست كلية فلوريدا الزراعية في بلدة ليك سيتي عام 1884، وكانت أول معهد يحصل هبة الأرض من سلطات الولاية لتمويل أبحاثها الزراعية والهندسية، غير أن المجلس التشريعي في الولاية اختار عام 1903 توسيع إطار تخصصات الكلية، وكان هذا القرار مقدمة سلسلة من الإجراءات والتغييرات، انتهت عام 1906 إلى نشوء الجامعة كما تعرف اليوم.
يقدر عدد طلبة الجامعة راهنا بنحو 50 ألف طالب وطالبة، بينهم أكثر من 17 ألفا يتابعون الدرجات المتقدمة (الماجستير والدكتوراه)، بينما يربو عدد أفراد هيئة التدريس على خمسة آلاف أستاذ ومحاضر ومدرس. وهي تضم اليوم 16 كلية الكليات التخصصية، أبرزها: الزراعة وعلوم الحياة، والبناء والعمارة، والتربية والتعليم، والحقوق، والهندسة، والتصميم الإنشائي والتخطيط، وإدارة الأعمال، والصحة والأداء الإنساني، والآداب الحرة والعلوم، والصيدلة، والطب، والتمريض، وطب الأسنان، والتغذية والعلوم الزراعية، والطب البيطري، والفنون الجميلة، وتعليم الكبار، والمحاسبة، والخدمة العامة. ويلحق بها نحو 150 مركز أبحاث.
وعلى صعيد التقييم الأكاديمي تحتل جامعة فلوريدا المرتبة الـ14 بين أفضل الجامعات الأميركية الحكومية وفق تقييم «يو إس نيوز آند وورلد ريبورت» لعام 2013، والـ49 بين عموم الجامعات الأميركية الوطنية الخاصة والحكومية، ويضعها «التقييم الأكاديمي للجامعات الأميركية» في المرتبة الـ44، وتقييم مجلة «فوربز» في المرتبة الـ74، وتقييم «الواشنطن ويكلي» في المرتبة الـ24. وعلى مستوى العالم يضعها «التقييم الأكاديمي للجامعات الأميركية» في المرتبة الـ72، وتقييم «التايمز» في المرتبة الـ122، وتقييم «كيو إس» في المرتبة الـ169.
في ما يتعلق بحجم الوقفية المالية للجامعة فإنها تزيد حاليا على مليار و264 مليون دولار أميركي. وللعلم، تتخذ الجامعة لها اللونين البرتقالي الغامق والأزرق الغامق لونين رسميين لها ولفرقتها الرياضية التي تلقب بـ«التماسيح».
أما بالنسبة لأشهر خريجي الجامعة وقدامى طلبتها، فبينهم من حاملي جوائز نوبل روبرت غربز (الكيمياء) ومارشال نيرنبرغ (الطب والفيسيولوجيا)، ومئات من كبار العلماء الأميركيين والعالميين. ومن أهل السياسة وتحديدا من أعضاء مجلس الشيوخ وحكام الولايات: ماركو روبيو - من ألمع شخصيات الحزب الجمهوري حاليا - وبيل نيلسون وبوب غراهام ولوتون تشايلز وسبيسارد هولاند وكوني ماك وجورج سميذرز وروبن آسكيو وبدي ماكاي ودانيال ماكارتي وبيفيرلي بيردو. وكارول براونر المديرة السابقة لوكالة حماية البيئة والمسؤولة الحالية عن البيئة في البيت الأبيض، والسفير لوشيوس باتل السفير السابق لدى مصر والرئيس السابق لمعهد الشرق الأوسط في واشنطن، وفيليب غراهام الناشر السابق لصحيفة الـ«واشنطن بوست» وغاري برويت رئيس وكالة «أسوشييتد برس». ومن أهل الفن: نجوم هوليوود بدي إبسن وفاي داناواي وباتريك أونيل وجيمس ملتون وراين فينيكس، والمخرج العالمي جوناثان ديمي، ونجما غناء «الكنتري» الأخوان ديفيد وهوارد بيلامي.
ومن غير الأميركيين فكرت أورمان رئيس نادي بشيكتاش الرياضي في تركيا، والمهندسة المعمارية الكوبية اللامعة بياتريز دل كويتو لوبيز، والإعلامي البريطاني جيف راندل.



{سفارات المعرفة}... خدمات بحثية وأنشطة ثقافية في 20 مدينة مصرية

القائمون على مشروع سفارات المعرفة بمكتبة الإسكندرية أثناء اجتماع بالفيديو مع السفارات العشرين («الشرق الأوسط»)
القائمون على مشروع سفارات المعرفة بمكتبة الإسكندرية أثناء اجتماع بالفيديو مع السفارات العشرين («الشرق الأوسط»)
TT

{سفارات المعرفة}... خدمات بحثية وأنشطة ثقافية في 20 مدينة مصرية

القائمون على مشروع سفارات المعرفة بمكتبة الإسكندرية أثناء اجتماع بالفيديو مع السفارات العشرين («الشرق الأوسط»)
القائمون على مشروع سفارات المعرفة بمكتبة الإسكندرية أثناء اجتماع بالفيديو مع السفارات العشرين («الشرق الأوسط»)

منذ 15 عاما حينما تأسست مكتبة الإسكندرية الجديدة، وكان الطلاب والباحثون من مختلف أنحاء مصر يشدون الرحال إلى «عروس المتوسط» للاستفادة من الأوعية المعرفية كافة التي تقدمها المكتبة لزائريها، والاطلاع على خدمات المكتبة الرقمية والدوريات العلمية والبحوث، لكن الجديد أن كل ذلك أصبح متاحا في 20 محافظة في مختلف أنحاء مصر وللطلاب العرب والأفارقة والأجانب المقيمين في مصر كافة من خلال «سفارات المعرفة».

فعاليات لنبذ التطرف
لم تكتف مكتبة الإسكندرية بأنها مركز إشعاع حضاري ومعرفي يجمع الفنون بالعلوم والتاريخ والفلسفة بالبرمجيات بل أسست 20 «سفارة معرفة» في مختلف المحافظات المصرية، كأحد المشروعات التي تتبع قطاع التواصل الثقافي بالمكتبة لصناعة ونشر الثقافة والمعرفة ورعاية وتشجيع الإبداع الفني والابتكار العلمي.
ويقول الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، لـ«الشرق الأوسط»: «هذا المشروع من أدوات المكتبة لنشر العلم والثقافة في مصر والعالم أجمع، ووجود هذه السفارات يساعد المكتبة على تحقيق أهدافها على نطاق جغرافي أوسع. ونحن هذا العام نسعى لمحاربة التطرف الذي ضرب العالم، وخصصنا السمة الرئيسية للمكتبة هذا العام (نشر التسامح تعظيم قيمة المواطنة، ونبذ العنف والتصدي للإرهاب) والتي سوف نعلن عن فعالياتها قريبا». يضيف: «نتمنى بالطبع إقامة المزيد من السفارات في كل القرى المصرية ولكن تكلفة إقامة السفارة الواحدة تزيد على مليون جنيه مصري، فإذا توافر الدعم المادي لن تبخل المكتبة بالجهد والدعم التقني لتأسيس سفارات جديدة».

خطط للتوسع
تتلقى مكتبة الإسكندرية طلبات من الدول كافة لتفعيل التعاون البحثي والأكاديمي، يوضح الدكتور الفقي: «أرسلت لنا وزارة الخارجية المصرية مؤخرا خطابا موجها من رئيس إحدى الدول الأفريقية لتوقيع بروتوكول تعاون، وتسعى المكتبة لتؤسس فروعا لها في الدول الأفريقية، وقد أوصاني الرئيس عبد الفتاح السيسي بالعلاقات الأفريقية، ونحن نوليها اهتماما كبيرا».
يؤكد الدكتور الفقي «المكتبة ليست بعيدة عن التعاون مع العالم العربي بل هناك مشروع (ذاكرة الوطن العربي) الذي سيكون من أولوياته إنعاش القومية العربية».
«مواجهة التحدي الرقمي هو أحد أهداف المكتبة منذ نشأتها»، يؤكد الدكتور محمد سليمان، رئيس قطاع التواصل الثقافي، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «مشروع سفارات المعرفة يجسد الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا في نقل المعرفة لكل مكان في مصر، ومصطلح (سفارة) يعني أن للمكتبة سيطرة كاملة على المكان الذي تخصصه لها الجامعات لتقديم الخدمات كافة، بدأ المشروع عام 2014 لكنه بدأ ينشط مؤخرا ويؤدي دوره في نشر المعرفة على نطاق جغرافي واسع».
يضيف: «تقدم المكتبة خدماتها مجانا للطلاب وللجامعات للاطلاع على الأرشيف والمكتبة الرقمية والمصادر والدوريات العلمية والموسوعات التي قام المكتبة بشراء حق الاطلاع عليها» ويوضح: «هناك 1800 فعالية تقام بالمكتبة في مدينة الإسكندرية ما بين مؤتمرات وورشات عمل وأحداث ثقافية ومعرفية، يتم نقلها مباشرة داخل سفارات المعرفة بالبث المباشر، حتى لا تكون خدمات المكتبة قاصرة على الباحثين والطلاب الموجودين في الإسكندرية فقط».
«كل من يسمح له بدخول الحرم الجامعي يمكنه الاستفادة بشكل كامل من خدمات سفارة المعرفة ومكتبة الإسكندرية بغض النظر عن جنسيته» هكذا يؤكد الدكتور أشرف فراج، العميد السابق لكلية الآداب بجامعة الإسكندرية، والمشرف على «سفارات المعرفة» لـ«الشرق الأوسط»: «هذه السفارات هي أفرع لمكتبة الإسكندرية تقدم للباحثين خدماتها والهدف من هذا المشروع هو تغيير الصورة النمطية عن المكتبة بأنها تخدم النخبة العلمية والثقافية، بل هذه الخدمات متاحة للطلاب في القرى والنجوع» ويضيف: «يمكن لأي باحث من أي دولة الحصول على تصريح دخول السفارة من مكتب رئيس الجامعة التي توجد بها السفارة».

صبغة دبلوماسية
حول اسم سفارات المعرفة ذي الصبغة الدبلوماسية، يكشف الدكتور فراج «للمصطلح قصة قانونية، حيث إن قسم المكتبات يدفع للناشرين الدوليين مبلغا سنويا يقدر تقريبا بنحو 25 مليون، لكي تكون الدوريات العلمية المتخصصة والمكتبات الرقمية العالمية متاحة لمستخدمي المكتبة، ولما أردنا افتتاح فروع للمكتبة في المدن المصرية واجهتنا مشكلة بأن هذه الجهات ستطالب بدفع نفقات إضافية لحق استغلال موادها العلمية والأكاديمية لكن مع كونها سفارة فإنها تتبع المكتبة ولها السلطة الكاملة عليها».
ويضيف: «تهدف السفارات لإحداث حراك ثقافي ومعرفي كامل فهي ليست حكرا على البحث العلمي فقط، وقد حرصنا على أن تكون هناك فعاليات خاصة تقام بكل سفارة تخدم التنمية الثقافية في المحافظة التي أقيمت بها، وأن يتم إشراك الطلاب الأجانب الوافدين لكي يفيدوا ويستفيدوا، حيث يقدم كل منهم عروضا تقديمية عن بلادهم، أو يشارك في ورشات عمل عن الصناعات اليدوية التقليدية في المحافظات وبالتالي يتعرف على التراث الثقافي لها وهذا يحقق جزءا من رسالة المكتبة في تحقيق التلاحم بين شباب العالم».
تتيح سفارات المعرفة للطلاب أنشطة رياضية وفنية وثقافية، حيث أسست فرق كورال وكرة قدم تحمل اسم سفارات المعرفة، وتضم في عضويتها طلابا من مختلف الجامعات والتخصصات وتنافس الفرق الجامعية المصرية. ويلفت الدكتور فراج «تقيم سفارات المعرفة عددا من المهرجانات الفنية وورشات العمل ودورات تدريبية لتشجيع الطلاب على بدء مشروعاتهم الخاصة لكي يكونوا أعضاء منتجين في مجتمعهم خاصة في المدن السياحية».

قواعد موحدة
تم عمل بروتوكول تعاون مع وزارة التعليم العالي والجامعات الحكومية ومع التربية والتعليم ومع أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، ويوجد بكل سفارة شخصان تكون مهمتهما إرشاد الطلاب للمصادر الرقمية للمكتبة، وتقديم برنامج الأحداث والفعاليات الخاص بالمكتبة لمدة 3 شهور مقبلة، لكي يتمكن الباحث من تحديد المؤتمرات التي يرغب في حضورها عبر البث الحي».
كل قواعد المكتبة تتبع في كل سفارة ويتم التحكم في الأنظمة والأجهزة كافة عبر السفارات العشرين، من مكتبة الإسكندرية بالشاطبي حيث تتابع المكتبة السفارات العشرين عبر شاشات طوال فترة استقبال الباحثين من الساعة الثامنة النصف صباحا وحتى الخامسة مساء.
ويكشف الدكتور فراج «السفارة تنفق نحو نصف مليون كتكلفة سنوية، حيث توفر الخدمات والأجهزة كافة للجامعات بشكل مجاني، بل تساعد سفارات المعرفة الجامعات المصرية في الحصول على شهادات الأيزو من خلال ما تضيفه من تكنولوجيا وإمكانيات لها. ويؤكد فراج «يتم إعداد سفارة في مرسى مطروح لخدمة الطلاب هناك وسوف تقام مكتبة متكاملة في مدينة العلمين الجديدة».

أنشطة مجتمعية
يشير الدكتور سامح فوزي، المسؤول الإعلامي لمكتبة الإسكندرية إلى أن دور سفارات المعرفة يتخطى مسألة خدمة الباحثين وتخفيف عبء الحصول على مراجع ومصادر معلومات حديثة بل إن هذه السفارات تسهم في تطوير المجتمع بشكل غير مباشر، أما الأنشطة المجتمعية ذات الطابع العلمي أو الثقافي فهي تخلق جواً من الألفة بين أهل القرى وبين السفارة».
تُعد تلك السفارات بمثابة مراكز فرعية للمكتبة، فهي تتيح لروادها الخدمات نفسها التي تقدمها مكتبة الإسكندرية لجمهورها داخل مقرها الرئيسي، وتحتوي على جميع الأدوات والامتيازات الرقمية المقدمة لزوار مكتبة الإسكندرية؛ مثل إتاحة التواصل والاستفادة من الكثير من المشروعات الرقمية للمكتبة، مثل: مستودع الأصول الرقمية (DAR)؛ وهو أكبر مكتبة رقمية عربية على الإطلاق، ومشروع وصف مصر، ومشروع الفن العربي، ومشروع الأرشيف الرقمي لمجلة الهلال، ومشروع ذاكرة مصر المعاصرة، ومشروع «محاضرات في العلوم» (Science Super Course)... إلخ، بالإضافة لإتاحة التواصل مع الكثير من البوابات والمواقع الإلكترونية الخاصة بالمكتبة، مثل: موقع «اكتشف بنفسك»، والملتقى الإلكتروني (Arab InfoMall)، وبوابة التنمية... إلخ. ذلك إلى جانب خدمة «البث عبر شبكة الإنترنت»، التي تقدِّم بثاً حياً أو مسجلاً للفعاليات التي تقام بمركز مؤتمرات مكتبة الإسكندرية؛ حتى يُتاح لزائري المكتبة مشاهدتها في أي وقت بشكل سلس وبسرعة فائقة. علاوة على ذلك، تتيح مكتبة الإسكندرية لمستخدمي سفارات المعرفة التمتع بخدمات مكتبة الوسائط المتعددة، واستخدام نظام الحاسب الآلي فائق السرعة (Supercomputer).