عسيري: 800 قتيل من «القاعدة» في اليمن منذ بدء «عاصفة الحزم»

الميليشيات تدفع بتعزيزات من إب صوب تعز

قوات الحكومة اليمنية لدى تحريرها بإسناد من «التحالف» مدينة زنجبار في أغسطس 2016
قوات الحكومة اليمنية لدى تحريرها بإسناد من «التحالف» مدينة زنجبار في أغسطس 2016
TT

عسيري: 800 قتيل من «القاعدة» في اليمن منذ بدء «عاصفة الحزم»

قوات الحكومة اليمنية لدى تحريرها بإسناد من «التحالف» مدينة زنجبار في أغسطس 2016
قوات الحكومة اليمنية لدى تحريرها بإسناد من «التحالف» مدينة زنجبار في أغسطس 2016

إذا كانت الولايات المتحدة شنت في عهد الرئيس الحالي دونالد ترمب ضربات قاربت على مساواة كل ما شنته ضد تنظيم القاعدة الإرهابي في اليمن، فإن «التنظيم خسر منذ بداية عمليات عاصفة الحزم أكثر من 800 عنصر بما فيهم قيادات»، وفقا للواء أحمد عسيري المستشار العسكري لوزير الدفاع السعودي، المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن، خلال مقابلة تلفزيونية بثتها قناة «العربية» أمس.
وكان التحالف قد دعم قوات الحكومة اليمنية في تحرير محافظات اليمن من الانقلاب أولا، ثم الإرهاب، إذ طرد التنظيم من غالبية المدن التي كان يسيطر عليها، في محافظات حضرموت والضالع وشبوة، مما حدا بعناصر «القاعدة» إلى الهروب إلى أطراف الضالع وبعض المناطق من محافظة البيضاء، التي ما زالت تسيطر عليها ميليشيات الحوثي وصالح.
وكثفت واشنطن منذ بداية العام الحالي غاراتها وعملياتها ضد التنظيم في اليمن. ويعد عهد ترمب أشرس فترة لرئيس أميركي ضد التنظيم. فرغم أن حكمه لم يتجاوز بعد 5 أشهر، فإن الأرقام والتصريحات الأميركية المتوالية تشي بمؤشرات «عمليات أوسع» ضد «القاعدة في جزيرة العرب» وبقية المنظمات الإرهابية الأخرى.
يقول مكتب الصحافة الاستقصائية الذي يحصي ويتابع الضربات التي تشنها واشنطن على مستوى العالم ومن ضمنه اليمن: «إن إحصاءاتنا لعام 2017 وحتى 12 أبريل (نيسان)، تفيد بأن عدد الضربات يتراوح بين 76 و78 ضربة، قتل فيها ما بين 63 إلى 85 شخصا، منهم 27 مدنيا»، ويضيف المكتب في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن المؤكد مقتلهم كمدنيين لا يعني أن باقي العدد لا يتضمن مدنيين، لكن لم يبلغ عنهم أحد.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قد صرحت في وقت سابق عن تنفيذها «منذ 28 فبراير (شباط) الماضي، أكثر من 70 ضربة دقيقة ضد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، استهدفت البنية التحتية، والمواقع القتالية، والمعدات».
ميدانيا، أكدت مصادر عسكرية في محور تعز لـ«الشرق الأوسط»، أن «قوات الجيش الوطني اليمني في جبهة المخا الساحلية (غرب تعز) تسعى لاقتحام معسكر خالد بن الوليد من البوابة الشرقية، بعدما سيطرت على مواقع بمحيط المعسكر، إلى جانب تباب وجبال استراتيجية».
كما أكدت المصادر ذاتها أن «الجيش يقترب من الوصول إلى مفرق الوازعية والسيطرة عليه، بعد مواجهات عنيفة خاضها والمقاومة الشعبية في جبهة الكدحة».
وتستمر المواجهات العنيفة في مختلف جبهات القتال في مدينة تعز وريفها، يرافقها القصف المستمر من قبل ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية على الأحياء السكنية، وأشدها الشرقية والغربية، مع تكرار محاولات التسلل إلى مواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية.
وتمكنت قوات الجيش والمقاومة الشعبية من دحر الميليشيات من جبال القرون في الكدحة، وسقط على أثرها 3 قتلى من الانقلابيين.
وقال العقيد عبد الباسط البحر، نائب الناطق الرسمي لمحور تعز لـ«الشرق الأوسط» إن «الميليشيات الانقلابية دفعت بتعزيزات جديدة من عناصرها قادمة من محافظة إب، واتجهت إلى شارع الستين، ومن ثم مفرق شرعب. وكانت التعزيزات الجديدة تحتوي على 9 أطقم عسكرية وعلى متنها أفرادها بأسلحتهم، وكذا 4 أطقم ذخيرة ومعدات».
وأكد أن «قوات الجيش الوطني ترصد تحركاتهم خطوة بخطوة منذ خروجهم من منطقة القاعدة التابعة لمحافظة إب، وحتى وصولهم إلى مفرق الذكرة ثم إلى شارع الستين ومفرق شرعب، وجرى توزيعها هناك للجبهة الغربية التي انهارت بعد خروج معسكر خالد عن الخدمة وعدم استطاعته إرسال تعزيزات للميليشيات».
وذكر العقيد البحر أن «عناصر (اللواء 22 ميكا) في القطاع الشمالي الغربي بجبل جرة، كبدت الميليشيات الانقلابية الخسائر الكبيرة في معارك جبل الوعش وأطراف (الزنوج) و(الكمب)، وكسرت هجوما شنته الميليشيات على مواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في الدفاع الجوي، حيث كان للمرابطين من قوات الجيش الوطني التصدي على مصادر النيران المعادية وإسكاتها، واستهداف مواقع وآليات عسكرية للميليشيات الانقلابية».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.