صراع الشرق الليبي على «فيدرالية» برقة يكبد الدولة خسائر بمليارات الدولارات

يدور حول النفط والحدود وتجارة السلاح

صراع الشرق الليبي على «فيدرالية» برقة يكبد الدولة خسائر بمليارات الدولارات
TT

صراع الشرق الليبي على «فيدرالية» برقة يكبد الدولة خسائر بمليارات الدولارات

صراع الشرق الليبي على «فيدرالية» برقة يكبد الدولة خسائر بمليارات الدولارات

تمتد جدران عارية من الطلاء يزيد عمرها على خمسين عاما، على طول هضبة البردي. وفي الخلفية يوجد خليج صغير مفتوح على البحر المتوسط كان يسهر على شاطئيه عدد من أنجال العقيد الراحل معمر القذافي وأصدقائهم. وعلى طول الطريق من بلدة إمساعد الليبية الواقعة على الجانب الآخر من الحدود مع مصر، توجد محطات تصدير وتكرير للنفط وفيلات وقصور ومخازن أسلحة، وأملاك مبعثرة، تعود لحقبة القذافي، لم يحسم أمرها رغم مرور أكثر من عامين على الإطاحة بالنظام السابق.
وأمام ضعف السلطة المركزية الجديدة في طرابلس الغرب، يدور صراع في الشرق الليبي الذي عانى طويلا من الفقر والإهمال في دولة غنية بالبترول، بين تيارات الإسلاميين والوطنيين والقوميين والقبليين، وغيرهم من جماعات، حول النفط والحدود وتجارة السلاح. ويملك البعض ترسانة أسلحة من مخلفات جيش القذافي. وتسعى بعض الأطراف هنا إلى ترسيخ مبدأ الحكم الفيدرالي في عموم البلاد، انطلاقا من المنطقة الشرقية أو ما يطلق عليه من جانب الفيدراليين «إقليم برقة». وتكبدت الدولة جراء هذا خسائر بمليارات الدولارات.
تبلغ مساحة الإقليم نحو 855 كيلومترا مربعا، وعدد سكانه نحو 1.7 مليون نسمة. ويمتد من الحدود الليبية المصرية شرقا حتى الوادي الأحمر بالقرب من مدينة سرت غربا، ومن البحر المتوسط شمالا، حتى حدود السودان وتشاد جنوبا. ويشكو دعاة الفيدرالية من حالة الفقر العام التي تعاني منها المدن الواقعة في شرق البلاد الغنية بالنفط، ومن مشكلة المركزية في دولة شاسعة المساحة. وما زالت مناطق سكنية تعيش في أكواخ وأخرى في مبان لم تجدد منذ خمسين عاما كما تعاني غالبية الطرق الرابطة بين المدن من الإهمال طوال 42 عاما من حكم القذافي. ويقول حسين المغربي، القيادي في حركة الفيدراليين «كل شيء موجود في طرابلس.. المواطن في المنطقة الشرقية يضطر، لإنجاز أبسط معاملة رسمية مع الحكومة، للسفر مسافة 1600 كيلومتر إلى العاصمة. هذا ظلم وإجحاف».
وينظر أبناء المنطقة الشرقية بفخر لتاريخها. فقد كانت مسرح الجهاد ضد الاحتلال الإيطالي بقيادة عمر المختار في النصف الأول من القرن الماضي. كما انطلقت منها الثورة ضد القذافي قبل عامين. ويضيف المغربي متحدثا عن حالة الفقر العام «والتاريخية» في المدن الشرقية «نحن لا نريد تقسيم ليبيا.. نريد فقط تحقيق أهداف ثورة 17 فبراير (شباط) 2011، وهي توزيع عادل للثروة وتحقيق الديمقراطية والحرية وإقامة العدل. الحكم الفيدرالي، كما كان في عهد الملك، يمكن أن يحقق هذا».
ثم يضع مدفعه الرشاش بجواره وينطلق بسيارة الدفع الرباعي في اتجاه بلدة أجدابيا، على بعد نحو 800 كيلومتر من بلدة إمساعد. وبعد استراحة قصيرة في بنغازي، كبرى مدن الشرق الليبي، تحركت السيارة مجددا، بينما كان صوت طلقات الرصاص يسمع من مكان قريب بين ميليشيات متناحرة عند حاجز على مدخل المدينة.
على حدود المدن وفي داخل شوارعها المكتظة أيضا، ترى شبانا مدنيين صغارا يقودون آليات عسكرية وسيارات مجهزة كسيارات الجيش. في واحدة من هذا النوع من السيارات كان حسين عائدا لـ«أجدابيا» لحضور إعلان تشكيل حكومة فيدرالية تحت اسم «حكومة إقليم برقة»، كما كان الحال أيام العهد الملكي في السنين الأولى من النصف الثاني من القرن الماضي. ويعتقد حسين أن الإسلاميين المتشددين، خاصة جماعة الإخوان، يمثلون عقبة أمام عودة حكم الفيدراليات في أقاليم «برقة» و«طرابلس» و«فزان».
وظل حسين عاطلا عن العمل بينما أسرته تعاني من الشح منذ عهد القذافي حتى الآن، في بلدة أجدابيا ذات الطابع البدوي. وتحيط بالبلدة صحراء صفراء قاسية من ثلاث جهات، وتنفتح من الجهة الشمالية على زرقة البحر المتوسط، ويقع غربها بقليل ميناء لتصدير عشرات الآلاف من براميل النفط يوميا. ثم تمتد من هناك فيافي مهجورة حتى مدينة سرت. وأعلن اثنان على الأقل من دعاة الفيدرالية، ومن دون تنسيق بينهما، عن تشكيل كل منهما حكومة لتسيير شؤون الإقليم.
واستند كل منهما إلى دستور ليبيا لعام 1951 أثناء فترة حكم الملك الراحل إدريس السنوسي. وفي 1963 جرت تعديلات دستورية ألغي بموجبها النظام الاتحادي. وتعارض الحكومة المركزية التي يرأسها الدكتور علي زيدان العودة لنظام الفيدراليات. وأصبحت الحكومة غير قادرة على تصدير مئات الآلاف من براميل البترول من الموانئ الشرقية.
وخلال الشهور الماضية أعلن أنصار الفيدرالية مرتين عن إقليم برقة كـ«كيان فيدرالي اتحادي»، بقيادة أحمد الزبير السنوسي، ابن عم ملك ليبيا الراحل، بيد أن الأمر لم يتعد الإعلان النظري، الأحادي الجانب. وعاود السنوسي الإعلان عن رئاسته لفيدرالية برقة الأسبوع الماضي، أي بعد نحو يومين من إعلان إبراهيم الجضران رئاسته للمكتب السياسي للإقليم نفسه برئيس حكومة هو عبد ربه البرعصي، القائد السابق في القوات الجوية الليبية.
وتختلف مجموعة «السنوسي» عن جماعة «الجضران». ويبلغ السنوسي نحو 80 عاما من العمر، وكان ضابطا في العهد الملكي وصاحب أول محاولة انقلاب عسكري على نظام القذافي عام 1970، وحكم عليه وقتها بالإعدام إلا أنه سجن 31 عاما. بينما كان الجضران، وهو شاب يبلغ من العمر نحو 33 عاما، معارضا للقذافي، وأمضى سبع سنوات في سجن أبو سليم بطرابلس، وأفرج عنه ضمن عفو عام 2010، ثم التحق بالانتفاضة المسلحة ضد النظام السابق وترأس إحدى وحدات حرس المنشآت النفطية، قبل أن ينشق ويسيطر، بمساعدة مسلحين موالين للفيدرالية، على منشآت النفط وموانئ التصدير في شرق البلاد.
لكن معظم كتائب الثوار الكبيرة في مناطق شرق ليبيا لا تنظر بارتياح لفكرة الفيدرالية من الأساس، ويستغل بعضها هشاشة السلطة المركزية في تجارة السلاح عبر الحدود مع مصر والسودان. ويقول المحللون إنه لا يمكن أن يستمر الوضع كثيرا على هذا المنوال في بلد يصدر قرارات لا تنفذ، وتستعر الحروب الصغيرة في كل مدينة. ووصلت الخسائر في قطاع النفط وفقا للتقديرات المحلية إلى أكثر من ستة مليارات دولار، ومع ذلك لا يبدو أن هناك حلولا تلوح في الأفق رغم اللهجة المتفائلة التي تحدث بها لـ«الشرق الأوسط»، بوخير الله البرعصي، شيخ قبيلة البراعصة في منطقة الجبل الأخضر، وسط إقليم برقة.
وعلى النقيض يقف الشاب يونس المبروك واثقا في المستقبل. ويشغل المبروك عضوية المكتب الإعلامي لـ«حركة شباب برقة»، وهو أيضا عضو أساسي في «فيدرالية برقة». ويقول ردا على أسئلة «الشرق الأوسط»: «ستمضي عملية إدارة شؤون الإقليم قدما، وتشمل تصدير النفط، وإدارة قطاع الصحة والبوليس الخاص بالإقليم. سنكون موفقين، ولدينا القدرة الكافية والخبرة والإمكانيات والقوة العسكرية».
وتنظر حكومة زيدان وكذا البرلمان الذي يهيمن عليه الإسلاميون، للفيدراليين باعتبارهم «يريدون تقسيم ليبيا إلى دويلات» ضد إرادة ثورة 17 فبراير، لكن المبروك يرد قائلا «نحن لسنا دعاة انفصال أو تقسيم.. نحن نريد الخير لليبيا، ولا نطلب أكثر من التقسيم الإداري.. لا نريد أن تعاملنا السلطة المركزية كمواطنين من الدرجة الثانية».
وتوجد في إقليم برقة أربعة مواني رئيسة لتصدير النفط للخارج، إضافة لمصافي تكرير الوقود. والموانئ هي «الحريقة» و«السدرة» و«البريقة» و«رأس لانوف». وتنتج ليبيا نحو 1.6 مليون برميل يوميا، لكن الاضطرابات جعلت التصدير يقتصر على نحو 300 ألف برميل إلى 400 ألف برميل يوميا. ويقول المبروك «هذه الموانئ موقوف فيها تصدير النفط الخام، ويقتصر العمل فيها على إنتاج الاستهلاك المحلي من الوقود كالبنزين والكيروسين والغاز». ويزيد موضحا أن حجم النفط في إقليم برقة يساوي 75 في المائة تقريبا من إجمالي الإنتاج الليبي، و«بالطبع نفط برقة لكل الليبيين، ولن نمنعه عن أهل إقليمي فزان وطرابلس، بل سيوزع حسب الدستور الملكي بعد تعديله». ويقول المبروك إن السبب الرئيس في إغلاق الموانئ الأربعة (منذ الصيف الماضي) يرجع لوجود نهب للبترول الليبي لصالح أجندة الإخوان المسلمين.. نحن ضد تنظيم جماعة الإخوان، لأنه يخدم آيديولوجية معينة ويخدم مصالح معينة وهو جسم؛ ذيله في الداخل ورأسه في الخارج».
وتوجد في إقليم برقة جماعات إسلامية متشددة لديها ميليشيات مسلحة. ويقول ضابط ليبي سابق إن الميليشيات نهبت الآلاف من قطع الأسلحة التي كانت مخزنة في مركز رئيس تابع لجيش القذافي في صحراء ودان جنوب غربي بنغازي. ويقدر أنصار الجضران قواته بنحو عشرين ألفا، لكن مصادر مستقلة تقول إن العدد أقل من ذلك بكثير، وإن نفوذه لا يتعدى «أجدابيا» لأنها مركز نفوذ لقبيلته.
ويرى الخبراء أن الجضران بعد أن كان يعد العدة لمواجهة الميليشيات الرافضة للفيدرالية سيتوجب عليه على ما يبدو مواجهة التيار الفيدرالي التابع لـ«السنوسي» الذي يقول إنه ينتهج العمل السياسي لتطبيق فيدراليته في برقة. ويشير المبروك إلى أن «المواجهة من الممكن أن تحدث مع الدولة أيضا، لأن جماعة الإخوان تسيطر على وزارات الدفاع والداخلية والخارجية والسفارات. لكن على أرض الواقع، خاصة في شرق ليبيا، فالسيطرة ليست كلها للإخوان».
وعلى الرغم من عدم وضوح الرؤية لمن سيكون صاحب الكلمة العليا في حكم إقليم برقة، فإن وتيرة الاتصالات ازدادت مع باقي القوى القبلية التي لم تحسم أمرها من موضوع الفيدرالية بعد، وكذا ازدادت وتيرة التواصل بين قيادات في برقة وزعماء يدعون للفيدرالية في إقليمي «فزان» و«طرابلس». ويوضح المبروك قائلا «توجد اتصالات مع إقليم فزان الذي أعلن اتجاهه للنظام الفيدرالي، ولنا أيضا اتصالات مع الشرفاء في إقليم طرابلس رغم معارضة التيارات الإسلامية والإخوان».
ويقول المحلل المختص في الشؤون الليبية كامل عبد الله إن جماعة الإخوان تنظر للدعاوى المطالبة بالفيدرالية بنظرة متشككة، ويضيف أنها «ترى أن هذه الدعوات ما هي إلا مشروع يسعى القائمون عليه إلى تقسيم وحدة البلاد، وفقا لمراحل معدة مسبقا، وأن من يطرحون إعلان برقة إقليما فيدراليا لا يعبرون في حقيقة الأمر إلا عن أنفسهم لا عن الشعب الليبي». ويضيف عبد الله قائلا إن جماعة الإخوان تتناسى، مثل قطاعات أخرى، على ما يبدو، أن ليبيا تاريخيا دولة فيدرالية، كما أن الفيدراليين تناسوا أن طرح مشروعهم مبكرا قبل إعداد الدستور سيكون دون جدوى خاصة أن مسألة مثل هذه تتطلب استفتاء شعبيا «لكنهم راحوا يعلنون إعلانا تلو الآخر من دون حتى أن يستقروا على قيادتهم، فكل إعلان يظهر له رجاله ثم يختفون».
ومن جانبها، تنفي كل من جماعة الإخوان والجماعة الإسلامية في ليبيا التهم الموجهة إليهما من الفيدراليين، وتقول «الإخوان» إنها مع وحدة ليبيا. بينما تؤكد الجماعة الإسلامية على أنها تسعى لتطبيق الشريعة الإسلامية. ويأتي هذا في وقت يبدو فيه الموقف غير واضح بالنسبة لكثير من قبائل برقة. ويقول شيخ البراعصة في الجبل الأخضر، بوخير الله البرعصي «نحن في الوقت الحاضر نطالب بالقضاء على الفتنة في عموم ليبيا قبل أي شيء آخر»، مشيرا إلى أن «الفيدرالية كنظام إداري عالمي موجودة، ولكن تطبيقها في الوقت الحاضر في ليبيا يسبب إشكاليات». ويضيف البرعصي: «في مفهوم الفيدرالية، وفي تطبيقها، ما زال يوجد خلاف حولها من جانب القبائل، وأغلب الناس الذين يقودون القبائل ويحاولون أن يقنعوها لا يمثلون عددا يذكر حتى الآن».
ويشعر شيخ البراعصة هنا بالتهميش الذي تعرضت له مدن المناطق الشرقية من ليبيا، خلال حكم القذافي «فلا بنية تحتية ولا مياه ولا غيره»، لكنه يرى أيضا أن بلاده تحولت في الوقت الحاضر إلى «مركزية جديدة.. كل شيء يحتاجه سكان المنطقة الشرقية يحتاج لقرارات من العاصمة طرابلس، وكأننا أصبحنا في ردة كما يقول بعض الناس».



مصر تؤكد رفض أي انتهاك للسيادة اللبنانية

وزير الخارجية المصري خلال لقاء مستشارة الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط في الإمارات (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري خلال لقاء مستشارة الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط في الإمارات (الخارجية المصرية)
TT

مصر تؤكد رفض أي انتهاك للسيادة اللبنانية

وزير الخارجية المصري خلال لقاء مستشارة الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط في الإمارات (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري خلال لقاء مستشارة الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط في الإمارات (الخارجية المصرية)

أكدت مصر «موقفها الثابت والرافض للمساس بسيادة لبنان ووحدة وسلامه أراضيه، فضلاً عن دعم المؤسسات الوطنية للاضطلاع الكامل بمسؤولياتها في الحفاظ على أمن واستقرار لبنان». وشددت على «ضرورة منع التصعيد واحتوائه، ورفض أي انتهاك للسيادة اللبنانية».

جاء ذلك خلال لقاء وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، مع مستشارة الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط، كلير لوجندر، على هامش «منتدى صير بنى ياس» في الإمارات، السبت.

وثمن عبد العاطي العلاقات الاستراتيجية بين مصر وفرنسا، معرباً عن التطلع لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري وزيادة الاستثمارات الفرنسية في مصر، فضلاً عن تعزيز التعاون في مختلف المجالات وفى مقدمتها قطاعات الصناعة والنقل والسياحة والثقافة والتعليم. كما رحب بقرب انعقاد الجولة الأولى من الحوار الاستراتيجي بين وزارتي الخارجية المصرية والفرنسية.

وفيما يتعلق بتطورات القضية الفلسطينية، رحب وزير الخارجية المصري بالموقف الفرنسي الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، مبرزاً الجهود التي تقوم بها مصر لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وأكد «ضرورة تضافر الجهود الدولية لضمان تنفيذ قرار مجلس الأمن 2803 وسرعة تشكيل قوة الاستقرار الدولية في غزة للاضطلاع بمسؤوليتها ومهامها».

ونوه عبد العاطي بأهمية المضي في خطوات تشكيل لجنة التكنوقراط الفلسطينية لإدارة قطاع غزة. ولفت إلى أهمية ضمان نفاذ المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق إلى قطاع غزة في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية، مشدداً على أهمية خلق الأفق السياسي للتوصل إلى تسوية عادلة ومستدامة للقضية الفلسطينية من خلال تنفيذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

الشيخ عبد الله بن زايد خلال لقاء وزير الخارجية المصري في الإمارات (الخارجية المصرية)

ووفق إفادة لوزارة الخارجية المصرية، السبت، تم التطرق خلال اللقاء إلى الأوضاع في السودان، حيث أطلع الوزير عبد العاطي المسؤولة الفرنسية على الجهود المصرية في إطار الرباعية بهدف تحقيق وقف إطلاق النار بما يسمح بإطلاق عملية سياسية سودانية شاملة، مؤكداً على ثوابت الموقف المصري بشأن حماية سيادة السودان، ووحدة وسلامة أراضيه، ورفض التقسيم، ودعم مؤسسات الدولة. وشدد على ضرورة توحيد الجهود الإقليمية والدولية لدفع مسار التهدئة والتوصل إلى وقف لإطلاق النار ونفاذ المساعدات الإنسانية. كما حرص وزير الخارجية على إطلاع المسئولة الفرنسية على نتائج زيارته الأخيرة للبنان.

وقال وزير الخارجية المصري خلال زيارته إلى العاصمة اللبنانية بيروت، الشهر الماضي، إن بلاده تنظر إلى لبنان بعدّه ركناً أساسياً في منظومة الأمن والاستقرار الإقليمي، مؤكداً على أن صون سيادته واستقلال قراره الوطني يظلان أولوية ثابتة في السياسة الخارجية المصرية.

في سياق آخر، التقى عبد العاطي، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد، مساء السبت. وتناول اللقاء آفاق تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين الشقيقين والبناء على ما تشهده من زخم إيجابي في مختلف المجالات، في ضوء ما يجمع القيادتين والشعبين من روابط راسخة وشراكة استراتيجية.

وبحسب «الخارجية المصرية»، السبت، تبادل الجانبان الرؤى حول عدد من القضايا والملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والأوضاع في الضفة الغربية وتنفيذ المرحلة الثانية من خطة الرئيس ترمب للسلام في قطاع غزة، فضلاً عن تطورات الأوضاع في السودان والتنسيق القائم في إطار الرباعية، والأوضاع في اليمن وسوريا وليبيا. واتفق الوزيران على «أهمية مواصلة التنسيق والتشاور لدعم جهود تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة وتعزيز العمل العربي المشترك».


«قوة استقرار غزة»... اجتماع مرتقب بالدوحة لسد الفجوات

أحد عناصر «حماس» يحرس منطقة يبحثون فيها عن جثث الرهائن بمساعدة اللجنة الدولية لـ«الصليب الأحمر» في غزة (أ.ف.ب)
أحد عناصر «حماس» يحرس منطقة يبحثون فيها عن جثث الرهائن بمساعدة اللجنة الدولية لـ«الصليب الأحمر» في غزة (أ.ف.ب)
TT

«قوة استقرار غزة»... اجتماع مرتقب بالدوحة لسد الفجوات

أحد عناصر «حماس» يحرس منطقة يبحثون فيها عن جثث الرهائن بمساعدة اللجنة الدولية لـ«الصليب الأحمر» في غزة (أ.ف.ب)
أحد عناصر «حماس» يحرس منطقة يبحثون فيها عن جثث الرهائن بمساعدة اللجنة الدولية لـ«الصليب الأحمر» في غزة (أ.ف.ب)

تستضيف العاصمة القطرية، الدوحة، اجتماعاً عسكرياً، الثلاثاء، لبحث «تشكيل قوة الاستقرار» في قطاع غزة التي تنص عليها خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلام، التي دخلت حيز التنفيذ 10 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ولاقت دعماً من مجلس الأمن في نوفمبر (تشرين الثاني) الفائت.

ذلك الاجتماع المرتقب يأتي وسط ضبابية بشأن مستقبل تلك القوات وتعثر الانتقال للمرحلة الثانية، ويراه خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» محاولة لسد فجوات، منها مهام تعترض عليها فصائل فلسطينية مرتبطة بالوجود داخل القطاع أو نزع السلاح، بخلاف وجود «فيتو إسرائيلي» على مشاركة دول بينها تركيا، وسط تباين بشأن قدرة الاجتماع على تقديم حلول ناجزة، في ظل عدم اتفاق سياسي على الانتقال للمرحلة الثانية، وترقب نتائج لقاء ترمب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أواخر هذا الشهر.

وتوقع مسؤولون أميركيون نشر هذه القوات مطلع العام المقبل، بعد بحث التفاصيل خلال اجتماع للقيادة المركزية الأميركية، بمشاركة عدد من الدول، في العاصمة القطرية، الدوحة، الثلاثاء، وفق ما أوردت وكالة «رويترز».

وقال مسؤولان أميركيان للوكالة، أخيراً، إنه من المتوقع أن ترسل أكثر من 25 دولة ممثلين عنها للمشاركة في الاجتماع الذي «سيتضمن جلسات لمناقشة هيكل القيادة، وقضايا أخرى متعلقة بقوة الاستقرار في غزة»، لافتين إلى أن «قوة الاستقرار الدولية لن تقاتل حركة (حماس)، وأن دولاً كثيرة أبدت رغبتها في المساهمة فيها».

ونقل موقع «أكسيوس»، الجمعة، أن مندوب الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، مايك والتز، الذي زار إسرائيل أخيراً، أبلغ نتنياهو ومسؤولين آخرين بأن إدارة ترمب ستتولى قيادة ما تُعرف باسم «قوة الاستقرار الدولية» وستعين جنرالاً قائداً لها.

ويعطي قرار تبناه مجلس الأمن الدولي في 17 نوفمبر الماضي تفويضاً «لمجلس سلام» في غزة والدول التي تتعاون معه، من أجل تأسيس «قوة استقرار دولية» مؤقتة في القطاع.

وسبق أن تحدثت القناة الـ«14» الإسرائيلية أواخر نوفمبر الماضي، بأن الولايات المتحدة الأميركية حددت منتصف يناير (كانون الثاني) المقبل، موعداً لبدء انتشار «قوة الاستقرار الدولية» في غزة، ونهاية أبريل (نيسان) المقبل موعداً نهائياً لإتمام عملية نزع السلاح من القطاع، مشيرة إلى أن ذلك طموح منفصل عن الواقع، في إشارة لإمكانية تأجيله مجدداً.

صبيَّان يحتميان من المطر وهما جالسان على عربة يجرُّها حمار في دير البلح وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

رئيس «المؤسسة العربية للتنمية والدراسات الاستراتيجية»، العميد سمير راغب، يرى أن اجتماع الدوحة سيركز على «سد الفجوات» مثل عدم تعيين قائد للقوة، رغم أن التسريبات تشير إلى أنه أميركي، فلا مهام محددة بشأن القوة حتى الآن، كما أنه لم يتم تشكيل «مجلس السلام» الذي صدر له التفويض الأممي بتشكيل القوة، بجانب وجود «فيتو إسرائيلي» على مشاركة تركيا، وهذا يعرقل مسار تحديد الدول، بخلاف عدم حسم قضايا سياسية مرتبطة بنزع السلاح.

وأشار إلى أن حديث انتشار القوات بداية العام يكون صحيحاً إذا كنا قد عرفنا الآن مهام وتسليح القوات، وباتت تتجمع هذه الأيام، وبالتالي نحن بصدد ترتيبات ستأخذ ربما شهرين لتحقيق انتشار لو حُسمت الملفات السياسية.

ويعتقد المحلل السياسي الفلسطيني، نزار نزال، أن اجتماع الدوحة بشأن تلك القوات يناقش سد الفجوات «لكنه يشكل إطاراً عاماً للتعايش معها، وليس لحلها»، موضحاً أن الفجوات تتعلق بكيفية الانتشار ومهام القوات، وهل ستنزع سلاح «حماس» وتبدأ الانسحابات. ونبه إلى أن هذا الاجتماع قد يحسم التشكيل والتمويل، و«لا يعني مشاركة 25 دولة فيه أن هناك موافقة على الانخراط في القوة؛ لكن ستتم مناقشة الخطوط الأولية».

منظر عام لمخيَّم للنازحين الفلسطينيين في الجامعة الإسلامية بغزة (أ.ف.ب)

وعلى هامش مشاركته في «منتدى صير بني ياس» بالإمارات، أكد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، السبت: «ضرورة الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة، وأهمية تشكيل قوة الاستقرار الدولية»، وذلك خلال لقاء المدير العام لـ«أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية»، والمنسق الأممي الخاص السابق لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، وفق بيان لـ«الخارجية المصرية».

وهذا التأكيد ليس الأول من نوعه من جانب مصر؛ حيث أعلنته أكثر من مرة أخيراً.

وردت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، على الصحافيين أخيراً بشأن تطورات اتفاق غزة، قائلة إن «هناك كثيراً من التخطيط الهادئ الذي يجري خلف الكواليس في الوقت الحالي للمرحلة الثانية من اتفاق السلام... نريد ضمان سلام دائم ومستمر».

وأوضح راغب أن المرحلة الأولى لم تنتهِ بعد، وهناك أمور سياسية لم تُحَل، لافتاً إلى أن «قمة ترمب-نتنياهو» المقررة نهاية هذا الشهر ستكون فاصلة في المرحلة الثانية، وتشكيل القوات، ورفع «الفيتو»، وإنهاء الفجوات.

أما نزال فيرى أن المرحلة الثانية لم تنضج بعد، والهدوء الأميركي في المناقشات محاولة لتفادي الفشل من أي إعلان قد يُحدث ضجة عند أي طرف، في ظل ريبة فلسطينية مما يُعد في الكواليس، متوقعاً أن تزداد مساعي الوسطاء تجاه الانتقال للمرحلة الثانية بأقل تكلفة ومخاطرة، وهذا سيتضح عقب لقاء ترمب بنتنياهو.


حراك سياسي وعسكري مكثف لإنهاء التوترات في شرق اليمن

جنود موالون للمجلس الانتقالي الجنوبي يحرسون مدخل القصر الرئاسي في عدن (رويترز)
جنود موالون للمجلس الانتقالي الجنوبي يحرسون مدخل القصر الرئاسي في عدن (رويترز)
TT

حراك سياسي وعسكري مكثف لإنهاء التوترات في شرق اليمن

جنود موالون للمجلس الانتقالي الجنوبي يحرسون مدخل القصر الرئاسي في عدن (رويترز)
جنود موالون للمجلس الانتقالي الجنوبي يحرسون مدخل القصر الرئاسي في عدن (رويترز)

يترقَّب الشارع اليمني أن تُكلَّل الجهود التي تقودها السعودية، بشراكة مع الإمارات، بنزع فتيل التوتر وإنهاء التصعيد في حضرموت والمهرة على خلفية التحركات الأحادية الميدانية التي قام بها المجلس الانتقالي الجنوبي في الأيام الماضية، التي أدت إلى إرباك معسكر الشرعية اليمنية، وسط مخاوف من أن يقود ذلك إلى تبعات اقتصادية وإنسانية وأمنية في ظل تربص الجماعة الحوثية بالمناطق المُحرَّرة.

جاء ذلك غداة حراك سياسي وعسكري مكثَّف في إطار الجهود السعودية - الإماراتية الرامية إلى احتواء التوتر في المحافظات الشرقية، وذلك مع وصول فريق عسكري مشترك إلى عدن، وعقد لقاءات رسمية مع قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي، بالتوازي مع لقاءات في حضرموت مع قيادات محلية وقبلية، في مسعى لإعادة تطبيع الأوضاع ومنع انزلاقها إلى مزيد من التصعيد.

وجاءت هذه التحركات في وقت تشهد فيه محافظتا حضرموت والمهرة توتراً متزايداً على خلفية تحركات ميدانية للمجلس الانتقالي الجنوبي، وما أعقبها من مواجهات وأحداث أمنية، دفعت «تحالف دعم الشرعية» إلى تكثيف مساعيه السياسية والعسكرية لفرض التهدئة، والحفاظ على وحدة مؤسسات الدولة في المناطق المُحرَّرة.

الزبيدي استقبل في عدن وفداً عسكرياً سعودياً إماراتياً مشتركاً (سبأ)

في هذا السياق، استقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، وهو رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، في القصر الرئاسي بعدن، قيادة القوات المشتركة لـ«تحالف دعم الشرعية»، يتقدمهم اللواء الركن سلطان العنزي، واللواء الركن عوض الأحبابي، بحضور عضو مجلس القيادة عبد الرحمن المحرمي، ورئيس هيئة التشاور والمصالحة محمد الغيثي، ورئيس اللجنة العسكرية والأمنية المشتركة العليا اللواء هيثم قاسم طاهر.

ووفق مصادر رسمية، ناقش اللقاء سبل توحيد الجهود لمواجهة التحديات التي تهدِّد أمن اليمن والمنطقة، وفي مقدمتها الإرهاب، وتهريب الأسلحة، والتهديدات التي تمس المصالح الدولية وحرية الملاحة، إلى جانب آليات تعزيز التنسيق العسكري والأمني بين القوات اليمنية والتحالف.

وأشاد الزُبيدي بالدور الذي تضطلع به دول التحالف بقيادة السعودية والإمارات، مؤكداً أهمية الشراكة القائمة في دعم القوات اليمنية، بينما أكدت قيادة القوات المشتركة دعمها المستمر للقوات المسلحة اليمنية في مواجهة الميليشيات الحوثية، ومكافحة الإرهاب، وتعزيز الاستقرار في المرحلتين الحالية والمستقبلية.

بيان رئاسي

بالتوازي مع هذه التحركات، جدَّد مصدر مسؤول في مكتب الرئاسة اليمني الإشادة بجهود السعودية لخفض التصعيد وإعادة تطبيع الأوضاع في المحافظات الشرقية، وذلك بعد وصول الفريق العسكري السعودي - الإماراتي إلى عدن.

وأوضح المصدر أن الزيارة تأتي ضمن جهود الرياض وأبوظبي لتعزيز وحدة مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، ومعالجة تداعيات الإجراءات الأحادية الأخيرة، بما يضمن عودة الأوضاع إلى مسارها الطبيعي، وتمكين السلطات المحلية والحكومة من أداء مهامها وفقاً للدستور والقانون.

وأشار البيان إلى أن المشاورات الجارية تتناول معالجة مسألة القوات المُستقدَمة من خارج المحافظات الشرقية، وسبل مغادرتها، إضافة إلى تمكين مؤسسات الدولة من ممارسة صلاحياتها الحصرية، واحترام المرجعيات الحاكمة للمرحلة الانتقالية، وفي مقدمتها إعلان نقل السلطة واتفاق الرياض.

مناصرون للمجلس الانتقالي الجنوبي خلال حشد في عدن (أ.ف.ب)

وحذَّر المصدر من أن أي تصعيد إضافي من شأنه تبديد المكاسب المُحقَّقة، وصرف الانتباه بعيداً عن المعركة ضد جماعة الحوثي، وتقويض جهود الإصلاحات الاقتصادية، ومفاقمة الأزمة الإنسانية في البلاد، مؤكداً حرص قيادة الدولة على تغليب الحلول السياسية، ودعم الجهود السعودية - الإماراتية، والعمل الوثيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين.

آليات مرتقبة للحل

أفادت مصادر مطلعة بأن الفريق العسكري السعودي - الإماراتي يبحث وضع آليات تنفيذية لخروج القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي من محافظتَي حضرموت والمهرة، وإعادتها إلى مواقعها السابقة، إلى جانب ترتيبات لتسليم بعض المواقع لقوات «درع الوطن»، في إطار إجراءات منسقة تهدف إلى إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل التصعيد.

كما عقد الوفد السعودي، برئاسة اللواء الدكتور محمد القحطاني، لقاءً موسعاً في حضرموت مع قيادة السلطة المحلية برئاسة المحافظ سالم الخنبشي، وقيادات الكتلة البرلمانية ومجلس الشورى، ومرجعيات قبائل حضرموت، ومشايخ وأعيان الوادي والصحراء.

وأكد المحافظ الخنبشي أن زيارة الوفد السعودي تمثل دعامةً لأواصر الأخوة بين البلدين، مشيداً بمواقف المملكة الداعمة لحضرموت في هذه الظروف، بينما شدَّد رئيس الوفد السعودي على أن اللقاءات تأتي في إطار فرض التهدئة، ورفض أي تشكيلات عسكرية خارج نطاق الدولة، والحفاظ على أمن واستقرار المحافظة.

رئيس الوفد السعودي في حضرموت اللواء محمد القحطاني يلتقي قيادات قبلية ومحلية (سبأ)

وأشادت القيادات البرلمانية والقبلية بالموقف السعودي، عادّةً أن هذه التحركات تمثل تطميناً للمواطنين، وتؤكد الحرص على معالجة تداعيات دخول قوات من خارج المحافظة، والحفاظ على النسيج الاجتماعي.

في المقابل، نعت رئاسة هيئة الأركان العامة اليمنية عدداً من منتسبي المنطقة العسكرية الأولى، الذين سقطوا خلال مواجهات وصفتها بأنها اعتداءات نفَّذتها مجاميع تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، مشيرةً إلى سقوط 32 قتيلاً و45 جريحاً، إضافة إلى مفقودين، ومؤكدة التزام القوات المسلحة بواجباتها تحت قيادة الدولة ووفقاً للدستور والقانون.

وفي موقف سياسي لافت دعا أحمد علي عبد الله صالح، وهو النجل الأكبر للرئيس اليمني الأسبق، جميع الأطراف اليمنية، إلى وقف التصعيد وضبط النفس، والعودة إلى الحوار، محذِّراً من أن استمرار التوتر في المحافظات الشرقية لا يخدم استقرار البلاد، ولا جهود توحيد الصف في مواجهة الحوثيين والتنظيمات الإرهابية.