هل سمعتم عن أول قطار صديق للبيئة؟

أول قطار صديق للبيئة (سي إن إن)
أول قطار صديق للبيئة (سي إن إن)
TT

هل سمعتم عن أول قطار صديق للبيئة؟

أول قطار صديق للبيئة (سي إن إن)
أول قطار صديق للبيئة (سي إن إن)

سبق وسمعنا كثيرا من قبل عن سيارات تعمل على طاقة الهيدروجين، خصوصا في البلدان الأوروبية.
ولكن، هل سمعتم عن القطار الصديق للبيئة؟
دشن وزير المواصلات والبنية الرقمية الألماني ألكسندر دوبرنديت قطار ركاب للمسافات الصغيرة والمتوسطة يعتبر الأول من نوعه في العالم، إذ يعمل بطاقة يولّدها ذاتيا، ولا تنبعث منه انبعاثات غازية خلال حركته، ولا يصدر محركه أي صوت، حسب ما نشره موقع «الجزيرة نت».
ومولت حكومة المستشارة أنجيلا ميركل وأربع من حكومات الولايات الألمانية هذا القطار الجديد الذي ستنتجه شركة «ألستوم» الفرنسية بتكلفة تبلغ 8 ملايين يورو.
يحمل القطار الجديد اسم «كوراديا إلينت». وتم تدشين أول نموذج له خلال افتتاح معرض «ينو ترانس» الدولي للقطارات ومعدات السكك الحديد في برلين يوم الثلاثاء، ويعد الأول من سلسلة قطارات من هذا النوع تعتزم شركة «ألستوم» إنتاجها في سياق تزايد الاهتمام العالمي بالبحث عن محركات قطارات بديلة ملائمة للبيئة لإحلالها تدريجيا مكان محركات الديزل التقليدية.
ومن المقرر أن تمنح هيئة السكة الحديد الألمانية القطار شهادة صلاحية ليدخل الخدمة على خطوطها الداخلية العام المقبل.
*تخفيف الأعباء على البيئة
ويتزود «كوراديا إلينت» بهيدروجين يخزن بأنبوب كبير أعلاه، ويتم من خلال تفاعل كيميائي لهذا الهيدروجين مع أكسجين توليد ذرات ماء يتحول بخاره عند نقله لمحرك الاحتراق الذاتي الإلكتروني إلى طاقة إلكترونية كبيرة يُستخدم جزء منها في تشغيل القطار ويخزن الباقي ببطاريات، وتكفي الطاقة المتولدة لتشغيل القطار لمسافة تتراوح بين 600 و800 كيلومتر.
وأشار وزير المواصلات الألماني دوبرنديت إلى جمع القطار الجديد - الذي يسير بسرعة 140 كلم في الساعة - بين رخص التكلفة وادخار الطاقة وعدم خروج أي انبعاثات غازية منه باستثناء بخار الماء.
ونوه إلى أن عمل محرك القطار بهدوء يجعل الركاب لا يسمعون خلال رحلتهم سوى حفيف الرياح واحتكاك العجلات بالقضبان. مضيفا أن «القطار يعمل بتقنية تمثل بديلاً حقيقياً للديزل، وتخفف الأعباء على البيئة، بسبب حاجة المحرك لطاقة قليلة متولدة من الهيدروجين».
*آمال كبيرة
أكد ديدير فليغر، نائب رئيس شركة «ألستوم» إن قطار «كوراديا إلينت» - الذي سيدخل الخدمة بولاية سكسونيا السفلى الألمانية نهاية العام المقبل - يعد الأوفر باستخدام الطاقة مقارنة بالقطارات العاملة بالديزل.
واعتبر في حديثه لـ«الجزيرة نت» أن القطار الجديد يمثل مشروعا واعدا يتميز، من خلال المزج بين عناصر مبتكرة، بتحقيق تحول نظيف في الطاقة ومرونة بتخزين الطاقة المتولدة وإدارة ذكية لقوة المحرك والطاقة المتاحة.
وأوضح أن عمل القطار على خطوط المسافات الطويلة مرتبط بتوفر إمكانية لتزويده بالهيدروجين، الذي يتم الحصول عليه من مخلفات الشركات الصناعية التي كانت بالسابق تقوم بإحراقه.
وأضاف فليغر أن شركته تعتزم حل هذه المشكلة مستقبلا بإقامة عدد من محطات التزود بالهيدروجين على خطوط بعيدة لعمل القطار في ألمانيا والنمسا، حيث وجدت شركاء لهذا الغرض هناك.
تتلقى الشركة الفرنسية طلبات للحصول على القطار من ثلاث ولايات ألمانية هي هيسن وشمال الراين وبادن فورتمبرغ ومن ثلاث دول أوروبية هي هولندا والنرويج والدنمارك.



قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)
TT

قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)

جدد الحكم القضائي الصادر في مصر ضد شاب بتهمة ابتزاز وتهديد الطفلة «هنا»، ابنة الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني» عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسبب انتشاره بكثافة، ومدى المخاطر التي يحملها، لا سيما ضد المراهقات.

وقضت محكمة جنايات المنصورة بالحبس المشدد 3 سنوات على المتهم، وهو طالب بكلية الهندسة، بعد ثبوت إدانته في ممارسة الابتزاز ضد ابنة شيرين، إثر نجاحه في الحصول على صور ومقاطع فيديو وتهديده لها بنشرها عبر موقع «تيك توك»، إذا لم تدفع له مبالغ مالية كبيرة.

وتصدرت الأزمة اهتمام مواقع «السوشيال ميديا»، وتصدر اسم شيرين «الترند» على «إكس» و«غوغل» في مصر، الجمعة، وأبرزت المواقع عدة عوامل جعلت القضية مصدر اهتمام ومؤشر خطر، أبرزها حداثة سن الضحية «هنا»، فهي لم تتجاوز 12 عاماً، فضلاً عن تفكيرها في الانتحار، وهو ما يظهر فداحة الأثر النفسي المدمر على ضحايا الابتزاز حين يجدون أنفسهم معرضين للفضيحة، ولا يمتلكون الخبرة الكافية في التعامل مع الموقف.

وعدّ الناقد الفني، طارق الشناوي، رد فعل الفنانة شيرين عبد الوهاب حين أصرت على مقاضاة المتهم باستهداف ابنتها بمثابة «موقف رائع تستحق التحية عليه؛ لأنه اتسم بالقوة وعدم الخوف مما يسمى نظرة المجتمع أو كلام الناس، وهو ما يعتمد عليه الجناة في مثل تلك الجرائم».

مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «أبناء المشاهير يدفعون أحياناً ثمن شهرة ومواقف ذويهم، مثلما حدث مع الفنانة منى زكي حين تلقت ابنتها حملة شتائم ضمن الهجوم على دورها في فيلم (أصحاب ولاّ أعز) الذي تسبب في موجة من الجدل».

وتعود بداية قضية ابنة شيرين عبد الوهاب إلى مايو (أيار) 2023، عقب استدعاء المسؤولين في مدرسة «هنا»، لولي أمرها وهو والدها الموزع الموسيقي محمد مصطفى، طليق شيرين، حيث أبلغته الاختصاصية الاجتماعية أن «ابنته تمر بظروف نفسية سيئة للغاية حتى أنها تفكر في الانتحار بسبب تعرضها للابتزاز على يد أحد الأشخاص».

ولم تتردد شيرين عبد الوهاب في إبلاغ السلطات المختصة، وتبين أن المتهم (19 عاماً) مقيم بمدينة المنصورة، وطالب بكلية الهندسة، ويستخدم حساباً مجهولاً على تطبيق «تيك توك».

شيرين وابنتيها هنا ومريم (إكس)

وأكد الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، أن «الوعي لدى الفتيات والنساء هو كلمة السر في التصدي لتلك الجرائم التي كثُرت مؤخراً؛ نتيجة الثقة الزائدة في أشخاص لا نعرفهم بالقدر الكافي، ونمنحهم صوراً ومقاطع فيديو خاصة أثناء فترات الارتباط العاطفي على سبيل المثال»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «كثيراً من الأشخاص لديهم وجه آخر صادم يتسم بالمرض النفسي أو الجشع والرغبة في الإيذاء ولا يتقبل تعرضه للرفض فينقلب إلى النقيض ويمارس الابتزاز بكل صفاقة مستخدماً ما سبق وحصل عليه».

فيما يعرّف أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بمصر، الدكتور فتحي قناوي، الابتزاز الإلكتروني بوصفه «استخدام التكنولوجيا الحديثة لتهديد وترهيب ضحية ما، بنشر صور لها أو مواد مصورة تخصها أو تسريب معلومات سرية تنتهك خصوصيتها، مقابل دفع مبالغ مالية أو استغلال الضحية للقيام بأعمال غير مشروعة لصالح المبتزين».

ويضيف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «مرتكب الابتزاز الإلكتروني يعتمد على حسن نية الضحية وتساهلها في منح بياناتها الخاصة ومعلوماتها الشخصية للآخرين، كما أنه قد يعتمد على قلة وعيها، وعدم درايتها بالحد الأدنى من إجراءات الأمان والسلامة الإلكترونية مثل عدم إفشاء كلمة السر أو عدم جعل الهاتف الجوال متصلاً بالإنترنت 24 ساعة في كل الأماكن، وغيرها من إجراءات السلامة».

مشدداً على «أهمية دور الأسرة والمؤسسات الاجتماعية والتعليمية والإعلامية المختلفة في التنبيه إلى مخاطر الابتزاز، ومواجهة هذه الظاهرة بقوة لتفادي آثارها السلبية على المجتمع، سواء في أوساط المشاهير أو غيرهم».