سليمان يترأس اليوم الجلسة الـ18 والأخيرة لـ«الحوار الوطني» اللبناني في عهده

مع استمرار مقاطعة حزب الله وفرنجية وأرسلان وحردان وجعجع

الرئيس ميشيل سلمان
الرئيس ميشيل سلمان
TT

سليمان يترأس اليوم الجلسة الـ18 والأخيرة لـ«الحوار الوطني» اللبناني في عهده

الرئيس ميشيل سلمان
الرئيس ميشيل سلمان

يترأس ميشال سليمان، الرئيس اللبناني المنتهية ولايته، اليوم، وللمرة الأخيرة، جلسة الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية على طاولة القصر الجمهوري في بعبدا، شرق بيروت.
ومن المتوقع أن يتكرر سيناريو الجلسة الأخيرة التي عقدت في مارس (آذار) الماضي، بحيث سيقاطع حزب الله وحلفاؤه، رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية، ورئيس كتلة «الحزب السوري القومي الاجتماعي» أسعد حردان، ورئيس «الحزب الديمقراطي اللبناني» طلال أرسلان، جلسة اليوم لرفضهم مواقف سياسية أخيرة أطلقها سليمان. كما سيقاطع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع جلسة الحوار، لعدّه أن «لا جدوى منه بغياب المعني الأوّل به»، أي «حزب الله».
وكان سليمان، الذي تنتهي ولايته في 25 مايو (أيار) الحالي، أجّل مرتين متتاليتين جلسة الحوار في نوفمبر (تشرين الثاني) 2013 وفي يناير (كانون الثاني) 2013، بسبب تفاقم الخلاف السياسي نتيجة مشاركة حزب الله في القتال بسوريا إلى جانب النظام.
وتطور الخلاف بين حزب الله والرئيس سليمان بعد وصف الأخير ثلاثية «الشعب والجيش والمقاومة»، التي كانت في صلب البيانات الوزارية السابقة، بـ«المعادلة الخشبية». ورد حزب الله حينها منتقدا بشدة سليمان بالقول: «ساكن بعبدا لم يعد يميز بين الذهب والخشب»، ولم يغفل أمين عام الحزب حسن نصر الله، في إطلالته الأخيرة، التصويب على سليمان ومواقفه.
وأكّدت مصادر الرئاسة أن جلسة الحوار قائمة على الرغم من مقاطعة عدد من الأفرقاء، متوقعة أن يغيب عنها الأقطاب الذين لم يحضروا الجلسة الأخيرة، حيث إنه لم يبلغ أقطاب آخرون دوائر قصر بعبدا بالغياب. وأوضحت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أنها ستكون الجلسة الأخيرة في عهد سليمان.
وفي هذا الإطار، قال النائب في «تكتل التغيير والإصلاح» سليم سلهب في حديث إذاعي: «سنحضر جلسة الحوار، لا سيما أنها الأخيرة التي يدعو إليها سليمان، قبل انتهاء ولايته».
بالمقابل، وفي حين أشار وزير الثقافة روني عريجي، المحسوب على «تيار المردة» إلى أن فرنجية لن يحضر جلسة الحوار، أكدت مصادر مقربة من حزب الله أن الحزب ماضٍ بموقفه المقاطع جلسات الحوار في عهد سليمان «الذي يقضي أيامه الأخيرة في سدة الرئاسة»، لافتة إلى أن «الوقت ليس مناسبا أصلا للبحث بالاستراتيجية الدفاعية، خاصة أن هناك أولويات أخرى ملحّة، أبرزها استحقاق الانتخابات الرئاسية».
وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «حزب الله على استعداد للعودة إلى طاولة الحوار بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية يضع منهجية واضحة للحوار بشأن الاستراتيجية الدفاعية».
وقدّم سليمان في سبتمبر (أيلول) 2012 تصوره حول الاستراتيجية الوطنية للدفاع عن لبنان، الذي ينص على وضع سلاح حزب الله بتصرف الجيش، «المولج حصرا باستعمال عناصر القوة، وذلك لدعمه في تنفيذ خططه العسكرية، مع التأكيد على أن عمل المقاومة لا يبدأ إلا بعد الاحتلال».
وأوضح مستشار رئيس حزب «القوات اللبنانية» وهبي قاطيشا أن جعجع سيقاطع الجلسة انسجاما مع مواقف القوات المعروفة من طاولة الحوار، التي تعدّها «فلكلورية، ولن تقدم أو تؤخر».
وعد قاطيشا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن الفريق المعني بموضوع الاستراتيجية الدفاعية (أي حزب الله) «ليس جديا بالنقاش في الموضوع، وليس جاهزا للدخول إلى كنف الدولة، وهو ما يعقّد الأمور». وأضاف: «موضوع الحوار ليس مرتبطا بشخص رئيس الجمهورية، وبالتالي فإن أي رئيس جديد لن ينجح بالتقدم في هذا الملف، في حال لم يكن حزب الله متجاوبا».
وكانت جلسات الحوار الوطني انطلقت في مارس (آذار) 2006، بدعوة من رئيس المجلس النيابي نبيه بري.
وعقدت سبع جلسات في عام 2006 برئاسته، وتوقف الحوار بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان في يوليو (تموز) 2006، واتفق خلال هذه الجلسات على ميثاق شرف لتخفيف الاحتقان السياسي ونزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات.
واستؤنف الحوار في عام 2008، بعد اتفاق عقد في الدوحة انتهى إلى انتخاب قائد الجيش في حينها، ميشال سليمان، رئيسا للجمهورية. وترأس سليمان 17 جلسة منذ سبتمبر (أيلول) من ذلك العام.
وأبرز ما انتهت إليه الجلسات الـ17 توافق الزعماء اللبنانيين في الجلسة التي عقدت في يونيو (حزيران) 2012 على عدد من البنود، بإطار ما عُرف بـ«إعلان بعبدا». ونص البند الـ12، في الإعلان على «تحييد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات الإقليمية والدولية وتجنيبه الانعكاسات السلبية للتوترات والأزمات الإقليمية».
ومع قرار حزب الله إرسال عناصره للقتال في سوريا، تنصل الحزب من «إعلان بعبدا»، وقال رئيس كتلة الحزب النيابية محمد رعد، إن «إعلان بعبدا ولد ميتا ولم يبقَ منه إلا الحبر على الورق».
ويتهم الحزب «تيار المستقبل» بأنه أول من تنصل من هذا الإعلان من خلال إقحام نفسه بالأزمة السورية عبر مساندة قوى المعارضة عسكريا، وهو ما ينفيه «المستقبل» جملة وتفصيلا.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.